أزﻣﺔ أﳌﺎﻧﻴﺎ ﺗﺮﺑﻚ أوروﺑﺎ وﺗﺆﺟﻞ ﻣﻔﺎوﺿﺎت ﺧﺮوج ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ

ﺗﻮاﺟﻪ ﺣﻜﻮﻣﺔ املﺴﺘﺸﺎرة اﻷملﺎﻧﻴﺔ ﻋﻘﺒﺎت ﺳﻴﺎﺳــﻴﺔ ﻏري ﻣﺴــﺒﻮﻗﺔ، وذﻟﻚ ﰲ أﻋﻘﺎب اﻟﺘﻌﻨﺖ اﻟﺬي ﻳﺒﺪﻳﻪ زﻋﻴﻢ اﻻﺷــﱰاﻛﻴني اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴني اﻷملــﺎن ﻣﺎرﺗﻦ ﺷــﻮﻟﺘﺰ، ورﻓﻀﻪ اﻟﺪﺧﻮل ﰲ ﺗﺸﻜﻴﻞ اﺋﺘﻼف ﺣﻜﻮﻣﻲ ﻣﻊ ﻣريﻛﻞ، ﻳﻤﻬﺪ ﻟﺨﺮوج اﻟﺒﻼد ﻣﻦ أزﻣﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﺧﺎﻧﻘﺔ.

وﻛﺎن ﺷــﻮﻟﺘﺰ، ﻗﺪ ﻛــﺮر ﻣﺮارا رﻓﻀﻪ ﺗﺠﺪﻳﺪ اﻻﺋﺘﻼف اﻟﺴــﺎﺑﻖ ﻣــﻊ ﻣريﻛﻞ، وﻓﻀــﻞ اﻻﻧﺘﻘﺎل إﱃ املﻌﺎرﺿﺔ ﻹﻋﺎدة ﺑﻨﺎء ﺣﺰﺑﻪ، وذﻟﻚ ﺑﻌﺪ اﻟﻬﺰﻳﻤﺔ اﻟﻘﺎﺳﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻠﻘﺎﻫﺎ ﺣﺰﺑﻪ ﰲ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑــﺎت اﻟﺘﴩﻳﻌﻴﺔ املﺎﺿﻴﺔ.

ﻳﺄﺗﻲ ذﻟــﻚ، ﰲ وﻗﺖ ﻳﺴــﻌﻰ اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻷملﺎﻧــﻲ املﻨﺘﻤﻲ ﻟﻠﺤﺰب اﻻﺷــﱰاﻛﻲ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻲ، ﻓﺮاﻧﻚ ﻓﺎﻟﱰ ﺷﺘﺎﻳﻨﻤﺎﻳﺮ، إﱃ إﻗﻨﺎع اﻷﻃﺮاف اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺑﺘﺸﻜﻴﻞ اﺋﺘﻼف ﺣﺎﻛﻢ، ﺗﺠﻨﺒﺎ ﻟﻠﺪﺧﻮل ﰲ اﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﻧﻴﺎﺑﻴﺔ ﻣﺒﻜﺮة.

ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺒﻪ، ﻛﺎن اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻷملﺎﻧﻲ ﻗﺪ أﻛﺪ أﻧﻪ ﻟﻦ ﻳﺠﺮي أي اﺗﺼﺎﻻت ﻣﻊ اﻷﺣــﺰاب اﻟﻴﻤﻴﻨﻴــﺔ املﺘﻄﺮﻓﺔ أو اﻟﻴﺴــﺎر اﻟﺮادﻳﻜﺎﱄ، ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺮى ﻣﺮاﻗﺒﻮن أن املﻔﺎوﺿﺎت ﻟﺘﺸــﻜﻴﻞ ﺣﻜﻮﻣﺔ أملﺎﻧﻴــﺔ اﺋﺘﻼﻓﻴﺔ ﻗﺪ ﺗﺘﺄﺧﺮ ﻟﻌﺪة أﺳــﺎﺑﻴﻊ، وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺿﺒﺎﺑﻴﺔ املﺸﻬﺪ اﻟﺴﻴﺎﳼ ﰲ اﻟﺒﻼد.

وﺗﺄﺗﻲ ﻫﺬه اﻷزﻣﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳــﻴﺔ ﰲ ﺧﻀﻢ اﻟﻘﻀﺎﻳــﺎ املﺼريﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻮاﺟﻬﻬﺎ اﻻﺗﺤﺎد اﻷوروﺑﻲ، وأﺑﺮزﻫﺎ ﺧﺮوج ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴــﺎ وﺗﺪاﻋﻴﺎت ذﻟﻚ، ﻓﻴﻤﺎ ﻟﻮ اﻧﺸــﻐﻠﺖ ﺑﺮﻟني ﺑﺎﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ﺳــﺘﺤﺪث أزﻣﺔ أوروﺑﻴﺔ ﺣﺎدة، ﺑﺎﻋﺘﺒﺎر أﻧﻬﺎ دوﻟﺔ رﺋﻴﺴــﺔ ﰲ املﻔﺎوﺿﺎت ﻣﻊ ﻟﻨﺪن، إﱃ ﺟﺎﻧﺐ اﻹﺻﻼﺣﺎت اﻟﺘﻲ ﻳﺤﺘﺎﺟﻬﺎ اﻻﺗﺤﺎد اﻷوروﺑﻲ.

وﻛﺎﻧــﺖ املﻔﻮﺿﻴﺔ اﻷوروﺑﻴﺔ ﻗﺪ أﻋﻠﻨﺖ أول ﻣﻦ أﻣﺲ، أﻧﻬﺎ ﺳﺘﺴﺘﻤﺮ ﰲ ﺗﻘﺪﻳــﻢ ﻣﺸــﺎرﻳﻊ اﻹﺻﻼﺣﺎت ملﻨﻄﻘﺔ اﻟﻴــﻮرو ﻛﻤﺎ ﻛﺎن ﻣﺨﻄﻄﺎ ﻣﻦ ﻗﺒــﻞ، ﻣﻠﻤﺤﺔ إﱃ أن أوروﺑﺎ ﻟﻦ ﺗﺘﺄﺧﺮ ﰲ ﻫﺬا اﻟﺼﺪد ﺑﺴﺒﺐ اﻷزﻣﺔ اﻷملﺎﻧﻴﺔ. ﰲ ﻏﻀــﻮن ذﻟﻚ، أﺷــﺎرت اﺳــﺘﻄﻼﻋﺎت رأي ﻣﻄﻠﻌــﺔ، إﱃ أن ﺻﻌﻮد ﺣــﺰب »اﻟﺒﺪﻳﻞ ﻣﻦ أﺟــﻞ أملﺎﻧﻴﺎ« اﻟــﺬي وﻋﺪ »ﺑﺈﺑﻌﺎد« ﻣريﻛﻞ ﻣﻦ املﺸــﻬﺪ اﻟﺴﻴﺎﳼ، ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻬﺪد ﺷﻌﺒﻴﺔ املﺴﺘﺸــﺎرة اﻷملﺎﻧﻴﺔ، ﰲ وﻗﺖ ﺗﺤﺘﺎج ﻓﻴﻪ إﱃ ﺗﻌﺰﻳﺰ ﺻﻮرﺗﻬﺎ ﻟﻘﻴﺎدة اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪة.

وأﻇﻬﺮت اﻟﺒﻴﺎﻧــﺎت أن ﻫﺬا اﻟﺤﺰب ﻗﺪ ﻳﺤــﻮز ﻋﲆ 14 % ﻣﻦ اﻷﺻــﻮات، ﰲ ﺣﺎل أﺟﺮﻳﺖ اﻧﺘﺨﺎﺑــﺎت ﻣﺒﻜــﺮة، وأن ﻋﺪد اﻷملﺎن اﻟــﺬي ﻳﺮﻏﺒﻮن ﰲ إﺟﺮاء اﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﻣﺒﻜﺮة ﻳﺰداد ﺑﻨﺴﺒﺔ 45 %، وﻫﻮ ﻗﺪ ﻳﺸﻜﻞ ﺧﻄﻮرة ﻋﲆ ﻣﺴــﺘﻘﺒﻞ ﻣريﻛﻞ اﻟﺴﻴﺎﳼ اﻟﺮاﻓﻀﺔ ﻟﻘﻴﺎدة ﺣﻜﻮﻣﺔ أﻗﻠﻴﺔ.

)اﻟﻮﻃﻦ( أﻧﺠﻴﻼ ﻣﻴﺮﻛﻞ