ﺻﺎﻟﺢ: ﺧﺪاع اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ أم ذﻛﺎء اﻟﺮﺟﻞ
ﺿﻤﻴﺮ ﻣﺘﺼﻞ
ﰲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ اﻟﻔﻘرية املﺮﺗﺒﻜﺔ واﻟﻬﺰﻳﻠﺔ ﻟﻠﺰﻋﻴﻢ اﻟﻴﻤﻨﻲ اﻟﺴﺎﺑﻖ، ﻋﲇ ﺻﺎﻟﺢ، درس وﻋﱪة ﻟﻌﴩات املﺤﻠﻠني اﻟﺬﻳﻦ ﺑﺮﻫﻨﺖ اﻷﺣﺪاث واﻟﻮﻗﺎﺋﻊ ﻋﲆ أﻧﻬﻢ ﻻ ﻳﻘﺮؤون اﻟﺸﺄن أو اﻟﺪاﺧﻞ اﻟﻴﻤﻨﻲ ﰲ ﺻﻮرﺗﻪ اﻟﺼﺤﻴﺤﺔ. ﺗﻘﺎﺑﻠﻴﺔ »اﻟﺤﻮﺛﻲ/ ﺻﺎﻟﺢ« ﻫﻲ إﻋﻼن ﴏﻳﺢ ﻟﻨﻬﺎﻳﺎت اﻟﻘﺒﻴﻠﺔ ﺑﻜﻞ ﻧﻤﺎذﺟﻬﺎ اﻟﻬﻴﻜﻠﻴﺔ ﰲ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺻﻌﻮد اﻷﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺎ اﻟﻌﻘﺎﺋﺪﻳﺔ املﺘﻄﺮﻓﺔ. ﻫﺬه املﻌﺎدﻟﺔ ﰲ اﻟﴫاع ﻋﲆ اﻟﺴﻠﻄﺔ واﻟﺴﻴﻄﺮة املﺠﺘﻤﻌﻴﺔ ﻻ ﺗﺤﺪث ﰲ اﻟﻴﻤﻦ ﻓﺤﺴﺐ، ﺑﻞ ﰲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎن ﻣﻦ اﻟﺨﺎرﻃﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻳﺮﺗﻬﻦ إﱃ اﻟﺒﻨﺎء اﻟﻘﺒﲇ. زﻋﻴﻢ اﻟﻘﺒﻴﻠﺔ اﻟﻴﻮم ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺣﺸﺪ وﻻ ﻋﴩ ﻣﺜﻘﺎل ﻣﺎ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺣﺸﺪه ﻣﻦ ﻳﺪﻏﺪغ ﻋﻮاﻃﻒ اﻟﺠﻤﻬﻮر ﺑﺎﻟﺪﻳﻦ. ﺑﻤﺜﻞ ﻫﺬا اﻟﺴﻼح اﻟﻌﺎﻃﻔﻲ، وﻟﻠﺘﺪﻟﻴﻞ، اﻧﺘﻬﺖ ﺧﺮاﻓﺔ وأﺳﻄﻮرة ﺣﺎﺷﺪ وﺑﻜﻴﻞ ﰲ املﺨﻴﺎل اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ اﻟﻴﻤﻨﻲ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻣﺜﻠﻤﺎ ذاﺑﺖ أﻳﻀﺎ أﺳﻄﻮرة ﺑﻴﺖ »ﺑﻦ ﻟﺤﻤﺮ« وﻟﻢ ﺗﻌﺪ ﺗﻠﻌﺐ أي دور، ﻛﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻟﻬﺎ ﰲ ﺳﻤﺎء اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ أي ورود أو ذﺑﺬﺑﺔ أو ﺗﺮدد. وﺧﺬ ﻋﲆ ذات اﻟﻘﻴﺎس ﻋﺪد اﻷﺗﺒﺎع واﻟﻔﺎرق ﻣﺎ ﺑني اﻟﺸﻴﺨني »اﻟﺪﻳﻨﻲ/ اﻟﻘﺒﲇ« ﻋﲆ وﺳﺎﺋﻂ اﻹﻋﻼم اﻟﺠﺪﻳﺪ. وﻣﻦ اﻟﻮاﺿﺢ ﺗﻤﺎﻣﺎ أن اﻟﺤﻮﺛﻲ واﻟﺤﻮﺛﻴﺔ ﻋﻤﻮﻣﺎ أدرﻛﻮا ﻗﻮاﻋﺪ اﻟﻠﻌﺒﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪة ﰲ اﻟﺼﻌﻮد إﱃ ﺳﻨﺎم املﺠﺘﻤﻊ اﻟﻴﻤﻨﻲ ﻋﱪ ﺧﻄﺎب اﻟﺪﻳﻦ ﻋﲆ ﺣﺴﺎب ﺗﺮﻛﻴﺒﺔ اﻟﻘﺒﻴﻠﺔ. أﺳﻬﻤﺖ اﻟﺒﻴﺌﺔ املﺠﺘﻤﻌﻴﺔ وﻇﺮوﻓﻬﺎ ﰲ ﻫﺬا اﻟﺘﻤﻜني، ﻷن اﻷﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺎ اﻟﻌﻘﺎﺋﺪﻳﺔ ﻻ ﺗﺰدﻫﺮ وﺗﻨﻤﻮ إﻻ ﰲ أوﺳﺎط اﻟﺠﻬﻞ واﻟﻔﻘﺮ. اﻟﺤﻘﺎﺋﻖ ﺗﻘﻮل إن ﻣﺜﻠﺚ »ﺻﻌﺪة - ﺣﺠﺔ - ﻋﻤﺮان« واﺣﺪ ﻣﻦ أﻛﺜﺮ اﻟﺒﺆر ﰲ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻧﺴﺒﺔ اﻷﻣﻴﺔ املﻄﻠﻘﺔ وﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﻟﻔﻘﺮ أﻳﻀﺎ، وﰲ ﻫﺬا املﻨﺎخ وﻟﺪت ﻓﻜﺮة اﻟﺤﻮﺛﻴﺔ املﺘﻄﺮﻓﺔ. ﻫﻨﺎ ﻳﻮﻟﺪ اﻟﺴﺆال اﻟﺬي ﻛﺎن ﺑﺎﻷﻣﺲ ﻋﲆ أﻟﺴﻨﺔ اﻵﻻف: ﻫﻞ ﺑﺎﻟﻎ املﺤﻠﻠﻮن ﰲ ﺗﺼﻮﻳﺮ ﻗﻮة ﺻﺎﻟﺢ وﻧﻔﻮذه؟ واﻟﺠﻮاب أن ﻫﺆﻻء املﺤﻠﻠني اﺗﺠﻬﻮا إﱃ اﻟﺴﺎﺋﺪ املﻨﻘﺮض ﰲ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪي وأﻫﻤﻠﻮا اﻟﺤﻴﺜﻴﺎت واﻟﻮﻗﺎﺋﻊ اﻟﻮﻟﻴﺪة اﻟﺠﺪﻳﺪة. ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﺤﻠﻴﻞ اﻟﻘﻮة واﻟﻨﻔﻮذ دون دراﺳﺔ اﻟﺤﻮاﺿﻦ واﻟﻘﻮاﻋﺪ. وأﻛﺎد أﺟﺰم أن ﻋﲇ ﺻﺎﻟﺢ ﻧﻔﺴﻪ ﻛﺎن أذﻛﻰ ﻣﻦ اﻟﺠﻤﻴﻊ: أدرك ﻫﺮوب اﻟﻘﻮاﻋﺪ واﻟﺤﻮاﺿﻦ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻪ، وﻋﺮف اﻧـﺤﺴﺎر اﻟﻘﻮة واﻟﻨﻔﻮذ، ﻓﻠﻢ ﻳﻌﺪ ﻟﺪﻳﻪ إﻻ ﺧﺪاع اﻟﺪاﺧﻞ اﻟﻴﻤﻨﻲ ﺑﺎﻟﻨﻔﺦ ﰲ ﻓﺮاغ اﻟﺒﺎﻟﻮن. ﻋﺮف ﻫﺬه اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻓﺎﺧﺘﺒﺄ ﺑﻤﻜﺮ ودﻫﺎء ﺗﺤﺖ ﻋﺒﺎءة اﻟﺤﻮﺛﻲ ﰲ اﻧﺘﻈﺎر ﺻﺪﻓﺔ ﺗﺎرﻳﺨﻴﺔ ﻳﻌﱪ ﻣﻨﻬﺎ ﺧﺎرج ﻫﺬه اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ اﻟﻮرﻃﺔ. أﻛﺎد أﺟﺰم أن اﻟﺤﻮﺛﻲ وﺣﺮﻛﺘﻪ اﻷﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ املﺘﻄﺮﻓﺔ ﻛﺎﻧﺎ أول املﺨﺪوﻋني ﺑﺤﺠﻢ ﻣﺎ ﻛﺎن زﻋﻴﻤﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ، وأول املﺘﻔﺎﺟﺌني ﻣﻦ أن ﺷﻠﺔ ﻗﺘﻠﺔ ﻣﻦ ﺧﻮارﺟﻬﻢ ﻋﺜﺮت ﻋﻠﻴﻪ ﺷﺎردا وﺣﻴﺪا ﰲ ﻃﺮﻳﻖ ﺻﺤﺮاوي ﻣﻬﺠﻮر. almosa@alwatan.com.sa