وﻛﺄن اﻟﺪﺧﻞ ﻳﻜﻔﻲ اﻟﺤﺎﺟﺔ وﻳﺰﻳﺪ

اﻟﺴﻌﻲ ﺧﻠﻒ اﻟﻠﻴﺎﻗﺔ واﻟﺤﺼﻮل ﻋﲆ أﺟﺴﺎم رﺷﻴﻘﺔ ﻣﻄﻠﺐ ﻳﻨﺘﴩ ﰲ أوﺳﺎط املﺠﺘﻤﻊ ﰲ اﻵوﻧﺔ اﻷﺧرية، وﻳﺪﻓﻊ اﻟﻜﺜريﻳﻦ إﱃ اﻟﺘﻤﺴﻚ ﺑﺄي ﺑﺎدرة ﺗﺒﴩ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻴﺔ اﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ اﻟﺴﻤﻨﺔ واﻟﻌﻮدة إﱃ اﻟﺮﺷﺎﻗﺔ. ﻓﺒﻌﺾ اﻟﻨﺴﺎء ﻳﺮﻏﺒﻦ ﰲ ﺗﺠﺪﻳﺪ ﻧﺸﺎﻃﻬﻦ اﻟﺮﻳﺎﴈ، وﺑﻌﻀﻬﻦ ﻳﺒﺤﺜﻦ ﻋﻦ اﻟﺮﺷﺎﻗﺔ، وأﺧﺮﻳﺎت ﻳﺮدن اﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ اﻟﺴﻤﻨﺔ واﻟﺤﺼﻮل ﻋﲆ ﺟﺴﻢ ﻣﻘﺒﻮل، ﻛﻠﻬﺎ أﺳﺒﺎب ﺑﺪت ﻣﻘﻨﻌﺔ ﻟﻬﻦ ﻟﻠﺠﻮء إﱃ اﻟﻨﻮادي اﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺔ، ﺧﺎﺻﺔ أن ﻛﻼ ﻣﻨﻬﻦ ﻟﻬﺎ ﻣﺸﻜﻠﺘﻬﺎ اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺪﻓﻌﻬﺎ ﰲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ إﱃ ﻫﺬا اﻟﺤﻞ ﺣﺘﻰ وﻟﻮ ﻛﺎن ﻣﺆﻗﺘﺎ. ﺗﺠﺪ اﻷﻏﻠﺒﻴﺔ ﻳﻘﺒﻠﻮن ﻋﲆ اﻻﺷﱰاك ﰲ اﻟﻨﻮادي ﺳﻮاء ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻲ ﺗﺪﻳﺮﻫﺎ املﺴﺘﺸﻔﻴﺎت، أو اﻟﻔﻨﺎدق، أو ﻣﺮاﻛﺰ اﻟﺘﺴﻮق، أو املﺴﺘﻘﻠﺔ ﺑﺬاﺗﻬﺎ، أو ﻏريﻫﺎ. وإﻟﻴﻚ اﻟﻌﻨﴫ املﺸﱰك ﰲ ﺟﻤﻴﻌﻬﺎ.. أﺳﻌﺎر ﻓﻠﻜﻴﺔ ﺗﻜﺎد ﺗﻨﺎﻓﺲ اﻟﻘﺮوض اﻟﺒﻨﻜﻴﺔ. اﺷﱰاﻛﺎت ﺷﻬﺮﻳﺔ ﺗﺼﻞ إﱃ 10000ـﻟا رﻳﺎل ورﺑﻤﺎ ﺗﺰﻳﺪ. ﻧﺎﻫﻴﻚ ﻋﻦ ﺑﻌﺾ اﻟﻨﻮادي اﻟﺘﻲ أﻟﻐﺖ ﻧﻈﺎم اﻟﺘﺪرﻳﺐ اﻟﻴﻮﻣﻲ، وأﺻﺒﺤﺖ ﺗﺘﻌﺎﻣﻞ ﺑﻤﺎ ﻳﺴﻤﻮﻧﻪ )اﻟﺒﺎﻛﺞ(، 12 ﺣﺼﺔ ﻓﻘﻂ ملﺪة ﺷﻬﺮ 2000ـﺑ رﻳﺎل!. ﻛﻤﺎ أن ﺑﻌﺾ اﻷﻧﺪﻳﺔ ﺗﺠﱪ املﺸﱰﻛني ﻋﲆ دﻓﻊ رﺳﻮم اﻻﻧﻀﻤﺎم ﻟﺜﻼﺛﺔ أﺷﻬﺮ، أو ﺳﺘﺔ، أو ﻋﺎم ﻛﺎﻣﻞ، وإذا ﻛﺎن اﻟﺪﻓﻊ ﺷﻬﺮﻳﺎ ﻛﺎن املﺒﻠﻎ أﻛﱪ، اﻷدﻫﻰ ﻣﻦ ذﻟﻚ أن ﻫﺬه اﻟﺮﺳﻮم ﺗﺪﻓﻊ أﺣﻴﺎﻧﺎ ﻣﻦ دون أن ﺗﻜﻮن ﻫﻨﺎك ﻓﱰة ﺗﺠﺮﻳﺒﻴﺔ ﺗﻤﻜﻦ اﻟﻌﻤﻴﻞ ﻣﻦ اﺳﺘﻌﺎدة املﺒﻠﻎ ﰲ ﺣﺎل ﻋﺪم رﻏﺒﺘﻪ ﰲ ﻣﻮاﺻﻠﺔ اﻟﺘﺪرﻳﺒﺎت ﺗﺤﺖ أي ﻇﺮف، أو ﺛﺒﺖ أن ﻣﺴﺘﻮى اﻟﺨﺪﻣﺎت واﻹﻣﻜﺎﻧﺎت املﺘﺎﺣﺔ ﰲ اﻟﻨﺎدي ﻣﺘﻮاﺿﻌﺔ، ﻣﻤﺎ ﻗﺪ ﻳﺸﻌﺮه ﺑﺎﻟﻨﺪم ﺟﺮاء ﺧﺴﺎرﺗﻪ ملﺒﺎﻟﻎ ﻗﺪ ﺗﻜﻮن ﻃﺎﺋﻠﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻪ. وﻳﺄﺗﻲ ﻫﺬا اﻻﺳﺘﻐﻼل إﱃ ﺟﺎﻧﺐ أﺳﻌﺎر اﻟﺨﺪﻣﺎت اﻟﻔﺮﻋﻴﺔ، املﺒﺎﻟﻎ ﻓﻴﻬﺎ، اﻟﺘﻲ ﺗﻘﺪﻣﻬﺎ ﺑﻌﺾ املﺮاﻛﺰ اﻟﺼﺤﻴﺔ، ﺣﻴﺚ ﺗﺸﻤﻞ أﻗﺴﺎﻣﺎ أﺧﺮى ﺧﺎﺻﺔ ﻟﻠﻌﻨﺎﻳﺔ ﺑﺎﻟﺠﻤﺎل )اﻟﺼﺎﻟﻮﻧﺎت(، واملﺴﺎج وﻣﺎ إﱃ ذﻟﻚ. اﻟﻐﺮﻳﺐ ﺣﻘﺎ أن ﻫﺬا املﻮﺿﻮع أﺧﺬ ﺷﻜﻞ اﻻﺳﺘﻤﺮارﻳﺔ، وﻛﺄن اﻟﺪﺧﻞ ﻳﻜﻔﻲ اﻟﺤﺎﺟﺔ وﻳﺰﻳﺪ. ﻓﻘﺪ ﻋﺪت إﱃ زﻳﺎرة ﻧﺎد رﻳﺎﴈ ﺗﺎﺑﻊ ﻷﺣﺪ ﻣﺮاﻛﺰ اﻟﺘﺴﻮق ﺑﻌﺪ اﻧﻘﻄﺎع دام ﺳﻨﺔ، ﻓﻮﺟﺌﺖ ﺑﺰﻳﺎدة اﻷﺳﻌﺎر )اﻟﺰاﺋﺪة ﰲ أﺻﻠﻬﺎ( ﻟﺘﺼﺒﺢ اﻟﻀﻌﻒ! ﺳﺎﺑﻘﺎ ﻛﺎن ﻣﻮﺿﻮع اﻻﻧﻀﻤﺎم إﱃ اﻷﻧﺪﻳﺔ اﻟﻨﺴﺎﺋﻴﺔ ﻣﺠﺮد ﻣﻮﺿﺔ وﻣﺴﺄﻟﺔ ﺷﻜﻠﻴﺔ. ﻓﻠﻢ ﺗﻜﻦ ﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﺮﻳﺎﺿﺔ ﻣﺘﻌﺎرﻓﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﰲ ﻣﺠﺘﻤﻌﻨﺎ اﻟﺴﻌﻮدي. وﻟﻜﻦ اﻵن اﻟﻮﺿﻊ ﻳﺨﺘﻠﻒ، ﻓﻘﺪ أﺻﺒﺤﺖ ﺣﺎﺟﺔ ﻣﺎﺳﺔ ﻟﻜﻞ ﻓﺮد، ﺧﺼﻮﺻﺎ ﻣﻊ اﻧﺘﺸﺎر اﻟﺴﻤﻨﺔ، واﻷﻣﺮاض ﻛﺎﻟﻘﻠﺐ واﻟﺴﻜﺮ وﺿﻐﻂ اﻟﺪم. اﻟﺒﻌﺾ ﻣﻨﺎ ﻻﻳﺰال ﻳﻔﻀﻞ رﻳﺎﺿﺔ املﴚ ﰲ اﻟﺸﻮارع املﺨﺼﺼﺔ وﻳﻜﺘﻔﻲ ﺑﻬﺎ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﺮى اﻟﺒﻌﺾ ﴐورة اﻻﻧﻀﻤﺎم إﱃ اﻷﻧﺪﻳﺔ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ أﻣﺎﻛﻦ ﻣﺨﺼﺼﺔ ﻟﻠﺮﻳﺎﺿﺔ ﻻﺳﺘﺨﺪام اﻷﺟﻬﺰة واﺗﺒﺎع ﺗﻤﺎرﻳﻦ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﺑﺈرﺷﺎد ﻣﺪرب ﻣﺨﺘﺺ ﰲ ﻫﺬا املﺠﺎل، وﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﺣﻤﻴﺔ ﻏﺬاﺋﻴﺔ ﻛﻞ ﺣﺴﺐ ﺣﺎﻟﺘﻪ. ﻟﺬا ﻓﺈن اﻟﺤﺎﺟﺔ ﻣﻠﺤﺔ ﻟﺘﻔﻌﻴﻞ اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ ﻋﲆ اﻷﻧﺪﻳﺔ ملﺮاﺟﻌﺔ ﺗﺴﻌرية اﻻﺷﱰاك، وإﻳﺠﺎد أﻧﻈﻤﺔ ﺗﺤﻤﻲ ﻣﻤﺎرﳼ اﻟﺮﻳﺎﺿﺔ ﻣﻦ ﺟﺸﻊ اﻟﺘﺠﺎر. ﻫﺬا ﻣﺜﺎل ﻣﻦ ﻣﺌﺎت اﻷﻣﺜﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺘﺎج إﱃ إﻳﻘﺎظ ﻋﺎﻣﻞ اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ، ووﺿﻊ اﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ ﺗﺸﻤﻞ ﻋﺪة ﺧﻄﻮات وﻗﺎﺋﻴﺔ وﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ وإﺟﺮاﺋﻴﺔ. وﻻ أﻋﺘﻘﺪ أن ﻫﺬا املﻮﺿﻮع ﺣﴫي، ﻓﻘﺪ ﺳﺒﻖ أن ﺗﻄﺮق ﻟﻪ اﻟﻜﺘﺎب ﻣﻨﺬ ﺳﻨني وﻣﺎزاﻟﻮا ﻳﺼﻴﺤﻮن... أﺳﻌﺎر املﻮاد اﻟﻐﺬاﺋﻴﺔ ﰲ ارﺗﻔﺎع، اﻟﺴﻠﻊ اﻷﺧﺮى ﻛﺎملﻼﺑﺲ، اﻟﻌﻘﺎرات... إﻟﺦ. اﻻﺳﺘﻐﻼل ﰲ ﻛﻞ ﳾء ﻣﻮﺿﻮع ﻳﺆرق اﻟﻜﺜري، وأﺧﴙ أن ﻧﺼﻞ ﻣﻊ اﺳﺘﻤﺮار ﻫﺬا اﻻرﺗﻔﺎع إﱃ آﺧﺮ ﻣﺮاﺣﻞ اﻟﺘﻀﺨﻢ، رواﺗﺐ ﺿﺌﻴﻠﺔ وﺳﻠﻊ ﺑﺄﺳﻌﺎر ﺿﺎرﺑﺔ، ودﺧﻞ ﻣﻮاﻃﻦ ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻪ ﻣﺠﺎراة املﻌﻴﺸﺔ واﺳﺘﻴﻌﺎب اﻟﻮاﻗﻊ... ﻫﺬا إن ﻛﺎن ﻟﻪ دﺧﻞ ﻣﻦ اﻷﺳﺎس. saraalakkash@alwatan.com.sa