ﳌﺎذا اﻟﻬﺪر اﳌﺎﱄ ﻳﺎ وزارة اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ

Opinion@alwatan.com.sa ﻓﺎﻛﺲ: 0172273756

ﻛﺜﺮ ﰲ اﻟﺴﻨﻮات اﻷﺧرية اﻻﻋﺘﺪاء ﻋﲆ املﻌﻠﻤني، ﺳﻮاء ﻣﻦ اﻟﻄﻠﺒﺔ أو ﻣﻦ أوﻟﻴﺎء أﻣﻮرﻫﻢ، ﺳﻮاء ﻛﺎن ذﻟﻚ ﺧﺎرج ﻣﻘﺮ ﻋﻤﻠﻬﻢ أو داﺧﻠﻪ.

وﻟﻸﺳﻒ، إن ﻫﻨﺎك ﻣﻦ ﻳﻨﻔﻲ أن ﻫﺬه اﻻﻋﺘﺪاءات وﺻﻠﺖ إﱃ ﺣﺪ اﻟﻈﺎﻫﺮة، وﻟﻜﻦ ﻫﺬا اﻟﻌﺎم ﻟﻢ ﻳﺒﻖ أي ﻣﺠﺎل ﻟﻺﻧﻜﺎر ﺑﺄﻧﻬﺎ أﺻﺒﺤﺖ ﻇﺎﻫﺮة، ﻓﻘﺪ ذﻛﺮ املﻌﻠﻢ اﻟﺬي ﺗﻌﺮض ﻟﻼﻋﺘﺪاء ﻣﺆﺧﺮا، وﻗﺎم اﻟﻮزﻳﺮ ﺑﺎﻟﺘﻮاﺻﻞ ﻣﻌﻪ، أﻧﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ راﺟﻊ ﻣﺮﻛﺰ اﻟﴩﻃﺔ ﻗﺎﻟﻮا: أﻧﺖ ﺧﺎﻣﺲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﺼﻞ إﻟﻴﻨﺎ ﻫﺬا اﻟﻴﻮم، ﻓﺈذا ﻛﺎن ﻫﺬا اﻟﻌﺪد ﻫﻮ ﻣﺎ وﺻﻞ إﱃ ﻣﺮﻛﺰ واﺣﺪ وﰲ ﻳﻮم واﺣﺪ، ﻓﻤﺎ ﺑﺎﻟﻜﻢ ﺑﺎملﺮاﻛﺰ اﻷﺧﺮى.

وإذا أﺗﻴﻨﺎ ﻧﺸﺨﺺ أﺳﺒﺎب ﻫﺬه اﻻﻋﺘﺪاءات وﺟﺪﻧﺎﻫﺎ ﻛﺜرية، أﻫﻤﻬﺎ:

ﺗﺤﺼني اﻟﻄﺎﻟﺐ ﺑﺎﻷﻧﻈﻤﺔ ﰲ ﻇﻞ ﺗﻘﻠﻴﺺ ﺻﻼﺣﻴﺎت املﺪارس وﻛﺬﻟﻚ املﻌﻠﻤني، واﻟﺘﻲ ﺗﺴﺎﻋﺪﻫﻢ ﰲ ﻓﺮض اﻻﻧﻀﺒﺎط داﺧﻞ ﻣﺪارﺳﻬﻢ وﻓﺼﻮﻟﻬﻢ، وﻣﻦ أﺳﻮأ اﻟﻘﺮارات اﻟﺘﻲ اﺗﺨﺬﺗﻬﺎ اﻟﻮزارة ﻣﺆﺧﺮا ﺣﺬف ﻣﺴﻤﻰ اﻟﱰﺑﻴﺔ، ﻓﻘﺪ ﺳﻤﻌﺖ ﺑﺄذﻧﻲ ﻃﺎﻟﺒﺎ ﰲ اﻟﺼﻒ اﻷول ﻣﺘﻮﺳﻂ ﻳﻘﻮل ﻟﻘﺎﺋﺪ ﻣﺪرﺳﺔ »ﻣﺎ ﻋﺎد ﻓﻴﻪ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﻫﻨﺎ ﺗﻌﻠﻴﻢ وﺑﺲ!«.

وﻣﻦ اﻷﺳﺒﺎب أﻳﻀﺎ، ﺣﻤﻼت اﻟﺘﺸﻮﻳﻪ اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻌﺮض ﻟﻬﺎ املﻌﻠﻢ ﺧﻼل وﺳﺎﺋﻞ اﻟﺘﻮاﺻﻞ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ، وﺗﻘﺼري اﻹﻋﻼم ﰲ إﺑﺮاز اﻟﻘﻴﻤﺔ املﻌﻨﻮﻳﺔ ﻟﻠﻤﻌﻠﻢ، وأﻧﻪ اﻟﺮﻗﻢ اﻟﺼﻌﺐ ﰲ ﻧﻬﻀﺔ اﻟﺸﻌﻮب، ﻟﺬا ﻧﻬﻀﺖ اﻟﺸﻌﻮب اﻟﺘﻲ أﻋﻄﺘﻪ املﻜﺎﻧﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺴﺘﺤﻘﻬﺎ، ﺳﻮاء اﻟﺘﻘﺪﻳﺮ املﻌﻨﻮي أو املﺎدي، ﺑﻞ إن ﺑﻌﺾ اﻟﺼﺤﻒ ﻣﻊ اﻷﺳﻒ اﻟﺸﺪﻳﺪ ﺗﺒﻨﺖ اﻹﺳﺎءة إﻟﻴﻪ، ﺳﻮاء ﻋﱪ املﻘﺎﻻت أو اﻟﺮﺳﻮم املﺴﻴﺌﺔ.

ﻣﺎ دﻋﺎﻧﻲ إﱃ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﻫﺬا املﻘﺎل: ﻫﻮ ﺗﺪاول ﺑﻌﺾ اﻷﻧﺒﺎء ﻋﻦ ﺗﻌﺎﻗﺪ وزارة اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻣﻊ ﴍﻛﺔ ﺣﺮاﺳﺎت أﻣﻨﻴﺔ ﻟﺤﻤﺎﻳﺔ املﻌﻠﻤني، وأﻗﻮل: ﺳﺒﺤﺎن اﻟﻠﻪ!، ﻣﺎ ﻫﺬا اﻟﻬﺪر املﺎﱄ ﻏري املﱪر، ﺛﻢ ﻫﻞ ﻫﺬه اﻟﴩﻛﺎت ﺳﺘﻼﺣﻖ املﻌﻠﻤني ﺧﻼل رﺟﻮﻋﻬﻢ إﱃ ﻣﻨﺎزﻟﻬﻢ، أو ﺗﺤﺮﻛﺎﺗﻬﻢ ﺧﺎرج وﻗﺖ اﻟﺪوام، أﺿﻒ إﱃ ذﻟﻚ أن ﻫﺬا اﻟﻘﺮار، ﻣﻦ وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮي اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ، ﻓﻴﻪ إﺳﺎءة ﻣﺒﻄﻨﺔ إﱃ املﻌﻠﻢ، وﻛﺄﻧﻪ ﺿﻌﻴﻒ وﻏري ﻗﺎدر ﻋﲆ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﻧﻔﺴﻪ.

اﻟﺤﻞ اﻷﻣﺜﻞ، ﻣﻦ وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮي، ﻣﻊ ﺗﺰاﻳﺪ ﻫﺬه اﻟﻈﺎﻫﺮة: ﻫﻮ إﻋﺎدة اﻟﻌﻤﻞ ﺑﺎﻟﻨﻈﺎم اﻟﺴﺎﺑﻖ: أي ﻃﺎﻟﺐ أو وﱄ أﻣﺮه ﻳﻌﺘﺪي ﻋﲆ املﻌﻠﻢ »ﻳﺤﺮم اﻟﻄﺎﻟﺐ ﻣﻦ اﻟﺪراﺳﺔ ﺳﻨﺘني، وﻻ ﻳﻌﱰف ﺑﺄي ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻳﺤﺼﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺧﻼل ﻫﺬه اﻟﻔﱰة«، ﻟﺬا ﻻ أرى ﺛﻤﺔ داع ﻟﻬﺬا اﻟﻬﺪر املﺎﱄ ﻋﲆ ﻫﺬه اﻟﺤﺮاﺳﺎت، وأﻧﺎ ﻣﺘﺄﻛﺪ أن ﻫﺬا اﻟﻘﺮار ﻛﻔﻴﻞ ﺑﺎﻟﻘﻀﺎء ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺗﻤﺎﻣﺎ، ﻣﻦ ﻏري أن ﺗﺪﻓﻊ اﻟﻮزارة رﻳﺎﻻ واﺣﺪا.