ﳌﺎذا ﻳﺬﻫﺐ اﻟﻨﺎس ﻟﻠﺴﻴﻨﻤﺎ

ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻤﻴﺰ ﻋﺎملﻨﺎ اﻟﻴﻮم ﺑﺎﻟﺘﻘﻨﻴﺎت اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻤﺘﺎز ﺑﺎﻟﴪﻋﺔ واﻟﻔﺎﻋﻠﻴﺔ ﰲ ﻣﺨﺘﻠﻒ املﺠﺎﻻت، ﻳﺘﺴﺎءل اﻟﻜﺜريون ﻋﻦ دواﻋﻲ اﻟﺬﻫﺎب إﱃ دور اﻟﻌﺮض ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﺸﺨﺺ أن ﻳﺸﺎﻫﺪ ذات اﻟﻔﻴﻠﻢ ﰲ ﻣﻨﺰﻟﻪ دون ﺗﻜﺒﺪ ﻋﻨﺎء اﻟﺨﺮوج ﻣﻦ املﻨﺰل وﻣﺠﺎﺑﻬﺔ زﺣﺎم ﺷﺒﺎﺑﻴﻚ اﻟﺘﺬاﻛﺮ. ﻓﻤﺎ اﻷﻣﺮ اﻻﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻲ اﻟﺬي ﻳﺘﻮﻓﺮ ﰲ ﻫﺬه اﻟﺼﺎﻻت وﻻ ﻳﺘﻮﻓﺮ ﰲ ﻣﻨﺎزﻟﻨﺎ؟

ﻫﻞ ﻫﻲ اﻟﺸﺎﺷﺔ اﻟﻜﺒرية أو أﻧﻈﻤﺔ اﻟﺼﻮت اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ أم اﻟﺘﻘﻨﻴﺎت اﻟﺜﻼﺛﻴﺔ واﻟﺮﺑﺎﻋﻴﺔ اﻷﺑﻌﺎد؟ رﺑﻤﺎ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﺎ ﺳﺒﻖ إﻻ أن ﻫﻨﺎﻟﻚ أﺑﻌﺎدا ﻟﻴﺴﺖ ﺛﻼﺛﻴﺔ أو رﺑﺎﻋﻴﺔ إﻧﻤﺎ ﺳﻴﻜﻮﻟﻮﺟﻴﺔ )اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ( ﻣﺮﺋﻴﺔ وﻏري ﻣﺮﺋﻴﺔ. إن اﻷﺑﻌﺎد اﻟﺴﻴﻜﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ملﺸﺎﻫﺪة ﻓﻴﻠﻢ ﰲ اﻟﺴﻴﻨﻤﺎ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻛﺜريا ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻲ ﻳﺨﺘﱪﻫﺎ اﻟﺸﺨﺺ ﺣني ﺟﻠﻮﺳﻪ أﻣﺎم ﺷﺎﺷﺘﻪ املﻨﺰﻟﻴﺔ أو اﻟﺤﺎﺳﻮب.

ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﺗﺮﻳﺪ )اﻟﺬﻫﺎب( إﱃ ﻓﻴﻠﻢ ﰲ اﻟﺴﻴﻨﻤﺎ ﻓﺴﺘﻜﻮن ﻋﲆ اﻷﻏﻠﺐ رﺣﻠﺔ ﺟﻤﺎﻋﻴﺔ ﺑﺮﻓﻘﺔ أﺷﺨﺎص ﻣﻘﺮﺑني، ﻳﺨﺘﱪ اﻟﺸﺨﺺ أﺛﻨﺎء ﻋﺮض اﻟﻔﻴﻠﻢ املﺤﻴﻂ اﻟﻌﺎم وآراء وﺗﻔﺎﻋﻞ اﻟﺤﻀﻮر ﻣﻊ املﺸﺎﻫﺪ املﺨﺘﻠﻔﺔ، ﻓﺈﻣﺎ أن ﻳﺤﺎﻛﻲ ردود اﻷﻓﻌﺎل أو أن ﻳﺤﻠﻞ ﻋﻨﺎﴏ ذﻟﻚ املﺸﻬﺪ املﺆدي إﱃ رد اﻟﻔﻌﻞ، وذﻟﻚ ﺷﻌﻮر ﻓﻄﺮي ﰲ ﻛﻞ إﻧﺴﺎن، وﻫﻮ اﻻﻧﺘﻤﺎء إﱃ املﺠﻤﻮﻋﺔ، ﻛﻤﺎ أن اﻟﺸﺨﺺ ﻳﺨﺮج ﺑﺘﺠﺮﺑﺔ ﻣﺘﻜﺎﻣﻠﺔ وﺗﺼﻮر ﺟﻴﺪ وﻗﻮي ﻋﻦ اﻟﻔﻴﻠﻢ ﻧﻈﺮا ﻟﻌﺪم وﺟﻮد أﻣﺎم ﻧﻈﺮه ﺳﻮى اﻟﺸﺎﺷﺔ.

أﻳﻀﺎ ﰲ ذﻟﻚ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﰲ ﻏﺎﻳﺔ اﻷﻫﻤﻴﺔ وﻫﻲ ﺗﻨﻤﻴﺔ واﺧﺘﺒﺎر اﻟﺬاﺋﻘﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻤﻮاﻗﻒ املﺨﺘﻠﻔﺔ، ﻓﻤﻦ ﺧﻼل ﻋﻤﲇ ﰲ اﻟﻜﻮﻧﺠﺮس اﻷﻣريﻛﻲ اﻹﺳﻼﻣﻲ، وﻫﻮ ﻋﻤﻞ ﺣﻘﻮﻗﻲ وﺳﻴﺎﳼ، دﻋﻴﺖ ﻣﺮارا ﻛﻨﺎﻗﺪة (CRITIC) ﻟﺤﻀﻮر ﻋﺮوض ﺳﺎﺑﻘﺔ ﻟﻠﻌﺮوض اﻷوﱃ ﻷﻓﻼم ﻫﻮﻟﻴﻮود ﺑﻐﻴﺔ ﻗﻴﺎس وأﺧﺬ آراء ﴍاﺋﺢ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﺿﻤﻦ ﻣﺠﺎﻻت ﻣﻌﻴﻨﺔ، ﺑﺎﺧﺘﺒﺎر ﻣﻼءﻣﺔ ﺑﻌﺾ املﺸﺎﻫﺪ ﻟﻠﺬاﺋﻘﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ، ﻓﻘﺪ ﺗﻜﻮن ﻣﻮاﺿﻴﻊ ذات ﻃﺎﺑﻊ ﺳﻴﺎﳼ أو ﺣﻘﻮﻗﻲ... اﻟﺦ.

وﺟﺪت أن اﻟﻨﻘﺎد ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ ﻳﺘﻔﻘﻮن ﻋﲆ ﺣﺬف ﺟﺰﺋﻴﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻣﻦ ﻣﺸﻬﺪ أو ﺣﻮار ﺑﺎﺧﺘﻼف ﺛﻘﺎﻓﺎﺗﻬﻢ وأدﻳﺎﻧﻬﻢ. إن اﻟﻨﺴﺨﺔ اﻟﻨﻬﺎﺋﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﻔﻴﻠﻢ ﺗﻘﺪم إﱃ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻟﺘﺆﺛﺮ ﺑﻪ، ﻓﺄي ﻓﻴﻠﻢ ﻳﺤﻮي رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎ أﻋﺪت ﺑﻌﻨﺎﻳﺔ ﻣﺘﻨﺎﻫﻴﺔ اﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ ﻣﺴﺒﻘﺎ. ﻓﻤﺎ ﻓﺎﺋﺪة ﻛﻞ ﻣﺎ ﺳﺒﻖ ﻣﻦ ﻛﻼﻣﻲ؟ إن ﻗﺮار إﺗﺎﺣﺔ دور اﻟﻌﺮض ﰲ املﻤﻠﻜﺔ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ ﺗﻨﻤﻴﺔ وﻓﺘﺢ ﻣﺠﺎﻻت ﺟﺪﻳﺪة ﻛﻤﺠﺎل ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻷﻓﻼم اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ واملﻨﺎﻓﺴﺔ ﻋﲆ ﻧﻄﺎق ﻋﺎملﻲ، ﻓﻠﻴﺲ ﻣﻦ املﺴﺘﺒﻌﺪ أن ﻧﺮى ﺗﺨﺼﺼﺎ ﰲ ﺟﺎﻣﻌﺎﺗﻨﺎ ﻋﻦ ﻋﻠﻢ ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻷﻓﻼم واﻟﺴﻴﻨﻤﺎ CINEMATOLOGY&) ،(FILMMAKING وﺗﺒﺎﻋﺎ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻔﻨﻮن ﻛﺎملﴪح واﻟﺘﺼﻮﻳﺮ واملﻜﻴﺎج اﻟﺴﻴﻨﻤﺎﺋﻲ... وﻣﺎ إﱃ ذﻟﻚ.

إن ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻷﻓﻼم اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ﺳﺘﺘﻌﺪى ﻣﺤﻴﻂ ﺻﺎﻻت اﻟﻌﺮض إﱃ ﺻﻨﺎﻋﺔ ﺻﻮرة ﻧﻤﻄﻴﺔ ﺣﺪﻳﺜﺔ ،(STEREOTYPE) واﺳﺘﺒﺪال ﺗﻠﻚ اﻟﺼﻮرة اﻟﻨﻤﻄﻴﺔ اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﺻﻨﻌﻬﺎ ﻏريﻧﺎ ﻋﻨﺎ، ﺣﻴﺚ إن آراء اﻟﺸﻌﻮب ﺗﺼﻘﻞ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻹﻋﻼم واﻟﻔﻦ، وﻫﺬا ﻣﺎ ﺳﻴﻜﻮن، ﺑﺈذن اﻟﻠﻪ، ﻓﻼ ﻣﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻻﻧﻄﺒﺎﻋﺎت املﻐﻠﻮﻃﺔ ﻋﻨﺎ -ﻛﻨﻤﻂ املﻌﻴﺸﺔ اﻟﺼﺤﺮاوﻳﺔ ﻏري املﺘﺤﴬة واملﺤﺎﻃﺔ ﺑﺄﻣﻮال اﻟﻨﻔﻂ- ﻣﺎ زاﻟﺖ رؤﻳﺔ 2030 ﺗﺒﻬﺮ وﺗﻐﻴري ﻣﻨﻈﻮر اﻟﻌﺎﻟﻢ أﺟﻤﻊ ﻋﻦ املﻤﻠﻜﺔ وأﺑﻨﺎﺋﻬﺎ ﻣﻦ ﺳﻨﻮاﺗﻬﺎ اﻷوﱃ. ﻓﻠﻨﻌﻜﺲ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺛﻘﺎﻓﺘﻨﺎ اﻟﻄﻴﺒﺔ ﻟﻠﻌﺎﻟﻢ، وﻟﻨﺼﻨﻊ ﻣﺴﺘﻘﺒﻼ أﻣﺎم أﻋني أﻃﻔﺎﻟﻨﺎ ﻟﻴﺸﺎﻫﺪوا وﻳﺸﻴﺪوا وﻃﻨﺎ ﻟﻢ ﻳﺴﺒﻖ ﻟﻪ ﻣﺜﻴﻞ.