ارﺗﻔﺎع اﻟﻮزن ﻳﺤﺴﻦ ﺻﺤﺔ ﻣﺮﺿﻰ اﻟﻘﻠﺐ واﻟﺸﺮاﻳﻴﻦ

اﺳﺘﻤﺮت ﻗﺮاﺑﺔ 25 ﻋﺎﻣﺎ اﻟﻤﺼﺎﺑﻮن اﻟﺒﺪﻧﺎء أﻗﻞ ﻋﺮﺿﺔ ﻟﻠﻮﻓﺎة ﺑﻨﺴﺒﺔ ﺗﺘﺮاوح ﺑﻴﻦ 18 %36و ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣﻊ ﻏﻴﺮﻫﻢ ﻣﻦ ذوي اﻷوزان اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ

ﻋﲆ اﻟﺮﻏــﻢ ﻣﻦ أن اﻟﺴــﻤﻨﺔ ﺗﻌﺘﱪ ﻋﺎﻣﻼ ﺧﻄﺮا ﻣﻌﺮوﻓﺎ ﺟﻴــﺪا ﻟﻠﺤﺼﻮل ﻋﲆ أﻣﺮاض اﻟﻘﻠﺐ واﻷوﻋﻴﺔ اﻟﺪﻣﻮﻳﺔ، ﻛﺸــﻒ ﺑﺤﺚ ﺟﺪﻳﺪ ﻣﺜري ﻟﻠﺠﺪل أن ارﺗﻔﺎع اﻟــﻮزن ﻗﺪ ﻳﺮﺗﺒﻂ ﰲ اﻟﻮاﻗﻊ ﻣﻊ ﺗﺤﺴــني اﻟﺒﻘﺎء ﺑني اﻟﻨﺎس اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﺎﻧﻮن ﻣﻦ أﻣﺮاض اﻟﻘﻠﺐ واﻷوﻋﻴﺔ اﻟﺪﻣﻮﻳﺔ، وذﻟﻚ وﻓﻘﺎ ﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﻧﴩه ﻣﻮﻗﻊ »ﺳﺎﻳﻨﺲ دﻳﲇ« اﻟﻌﻠﻤﻲ.

ﻣﻔﺎرﻗﺔ اﻟﺴﻤﻨﺔ

ﺗﻘﻮل اﻟﺪراﺳــﺔ اﻟﺘﻲ أﺟﺮﺗﻬﺎ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﺼﺤﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻌﺎملﻴﺔ ﺑﺠﺎﻣﻌﺘﻲ ﻧﻴﻮﻳﻮرك وﻣﻴﺸﻴﺠﺎن اﻷﻣريﻛﻴﺘني إن ﻣﻔﺎرﻗﺔ اﻟﺴــﻤﻨﺔ ﻏري ﻣﻮﺟﻮدة ﺑــني املﺼﺎﺑني ﺑﺤﺎﻻت ﺟﺪﻳــﺪة ﻣﻦ أﻣﺮاض اﻟﻘﻠﺐ واﻷوﻋﻴــﺔ اﻟﺪﻣﻮﻳﺔ. وأﺿﺎﻓﺖ أن ﻣﻌﻈﻢ اﻷﺑﺤﺎث اﻟﺴــﺎﺑﻘﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻔﺤﺺ اﻷﺷﺨﺎص اﻟﺬﻳــﻦ ﻳﻌﺎﻧﻮن ﻣﻦ ﻣــﺮض أو أﻛﺜﺮ ﻟﻔﱰات ﻃﻮﻳﻠﺔ، ﺣﻴﺚ إن اﻟﻌﻮاﻣــﻞ املﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺎملﺮض ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﺤﻴﺰ اﻟﻨﺘﺎﺋــﺞ ﻧﺤﻮ رﺻﺪ ﻣﻔﺎرﻗﺔ اﻟﺴﻤﻨﺔ، ﺑﻤﻌﻨﻰ أﻧﻬﺎ وﺿﻌﺖ اﻟﺴﻤﻨﺔ ﰲ ﻗﻔﺺ اﻻﺗﻬﺎم ﻛﺴﺒﺐ ﻟﻜﻞ اﻷﻣﺮاض اﻟﺘﻲ ﻳﻌﺎﻧﻲ ﻣﻨﻬﺎ املﺮﻳﺾ.

ﺗﻘﻮل املﺆﻟﻔﺔ اﻟﺮﺋﻴﺴــﻴﺔ ﻟﻠﺪراﺳﺔ ﻓﺮﺟﻴﻨﻴﺎ ﺗﺸــﺎﻧﺞ ﻣﻦ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻧﻴﻮﻳﻮرك: »ﻟﻢ ﻧﺠﺪ أدﻟﺔ ﻋﲆ أن اﻟﺴﻤﻨﺔ ﻟﻬﺎ ﻋﻼﻗﺔ ﻛﺒرية ﺑﺤﺎﻻت اﻟﻮﻓﺎة، ﻓﺎﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻷﻣــﺮاض ﻳﻤﻜﻨﻬﺎ أن ﺗﺆدي إﱃ اﻟﻬــﺰال ﰲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺣﻴﺎة املﺮﻳــﺾ، ﻟﻜﻦ ﻓﻜﺮة وﺟﻮد وزن إﺿﺎﰲ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻄﻴﻞ اﻟﺒﻘﺎء، وﻫﺬا اﻷﻣﺮ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻤﺨﺘﻠﻒ اﻻﻟﺘﻬﺎﺑﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺴﻦ ﰲ اﻟﺠﺴﻢ«.

ﻣﻌﺮﻓﺔ اﻟﺨﻠﻞ

ﺗﻘﻮل اﻟﺪراﺳــﺔ اﻟﺘﻲ ﻧــﴩت أﻳﻀﺎ ﻋﲆ اﻹﻧﱰﻧﺖ ﰲ ﻣﺠﻠﺔ »ﺑﻠــﻮس ون«، إن اﻟﺒﺤﻮث اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﺷــﺨﺼﺖ إﱃ ﺣﺪ ﻛﺒري املﺮﴇ اﻟﺬي ﻳﻌﺎﻧﻮن ﻣﻦ أﻣــﺮاض اﻟﻘﻠﺐ واﻷوﻋﻴﺔ اﻟﺪﻣﻮﻳﺔ اﻟﺬﻳــﻦ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﺗﺎرﻳﺦ ﻣــﺮﴈ ﻗﺪﻳﻢ، ﺑﺪﻻ ﻣﻦ اﻟﱰﻛﻴﺰ ﻋﲆ ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻢ ﺗﺸﺨﻴﺼﻬﺎ ﺣﺪﻳﺜﺎ، وﻫﻢ املﺮﴇ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺼﺎﺑــﻮن ﻓﺠﺄة. وﻫﺆﻻء اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺼﺎﺑﻮن ﺑﻤﺮض اﻟﻘﻠﺐ ﻓﺠﺄة ﻫﻢ اﻷوﱃ ﺑﺎﻟﺪراﺳﺔ، وذﻟﻚ ملﺴﺎﻋﺪة اﻟﺒﺎﺣﺜني ﻋﲆ ﻣﻌﺮﻓﺔ اﻟﺨﻠﻞ.

ﻓﻌﲆ ﺳــﺒﻴﻞ املﺜﺎل ﻓﻘﺪان اﻟﻮزن املﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎملﺮض ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﺆﺛــﺮ ﻋﲆ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺗﺼﻨﻴﻒ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻮزن. املﺮض ﻳﻤﻜــﻦ أن ﻳﺆدي إﱃ ﻛﻞ ﻣﻦ املﻮت وﻓﻘﺪان اﻟﻮزن، وﻛﻼﻫﻤﺎ ﻋﻼﻣﺔ ﻋﲆ ﻣﺮض أﻛﺜﺮ ﺷﺪة.

وﺗﺬﻫﺐ اﻟﺪراﺳﺔ إﱃ أن اﻟﻨﺎس اﻟﺬﻳﻦ ﻓﻘﺪوا اﻟﻮزن ﺑﺴﺒﺐ ﻣﺮض أﻛﺜﺮ ﺷﺪة ﻓﻌﲆ اﻟﺒﺎﺣﺜني أن ﻳﻘﻠﻠﻮا ﻣﻦ اﻵﺛﺎر اﻟﺴــﻠﺒﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﱰﻛﻬﺎ اﻟﺴﻤﻨﺔ، وذﻟﻚ ﺑﻤﻘﺎرﻧﺔ اﻟﻮزن اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻟﻠﻤﺮﻳﺾ ﻣﻊ وزﻧﻪ ﺑﻌﺪ ﺗﺪﻫﻮر ﺣﺎﻟﺘﻪ اﻟﺼﺤﻴﺔ.

اﻟﺴﻤﻨﺔ اﻟﻤﻔﺮﻃﺔ

اﺗﻔﻘﺖ اﻟﺪراﺳــﺔ اﻟﺘﻲ ﺑــﺪأت ﻋﺎم 1992 وﺷــﻤﻠﺖ أﻛﺜﺮ ﻣــﻦ 30 أﻟﻒ ﺷــﺨﺺ، ﻣﻊ اﻟﺪراﺳــﺎت اﻷﺧﺮى اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺬر ﻣﻦ اﻟﺴــﻤﻨﺔ املﻔﺮﻃﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌــﺮض املﺮﴇ ﻟﻠﻤﻮت املﺒﻜﺮ. وﻟﻜﻨﻬﺎ ﰲ ﻧﻔﺲ اﻟﻮﻗﺖ رﻛﺰت ﻋﲆ ﺗﺸــﺨﻴﺺ أﻣﺮاض اﻟﻘﻠــﺐ واﻟﴩاﻳني وﻣﻨﻬﺎ اﺣﺘﺸــﺎء ﻋﻀﻠﺔ اﻟﻘﻠﺐ، وﻓﺸــﻞ اﻟﻘﻠﺐ املﺰﻣﻦ، واﻟﺴﻜﺘﺔ اﻟﺪﻣﺎﻏﻴﺔ، وأﻣﺮاض اﻟﻘﻠــﺐ اﻹﻗﻔﺎرﻳﺔ. وﻋﻨﺪ اﻟﻨﻈﺮ إﱃ املﺮض اﻟﺴــﺎﺋﺪ اﺳﺘﺨﺪم اﻟﺒﺎﺣﺜﻮن اﻷوزان اﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ﻟﻸﻓﺮاد، ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﺪرﺳﻮن اﻷﻣﺮاض اﻟﺘــﻲ أﺻﻴﺐ ﺑﻬﺎ املــﺮﴇ أﺧريا، واﺳﺘﺨﺪﻣﻮا أوزاﻧﻬﻢ ﻗﺒﻞ اﻟﺘﺸﺨﻴﺺ.

ووﺟﺪ اﻟﺒﺎﺣﺜﻮن أن املﺮﴇ املﺼﺎﺑني ﺑﻬﺬه اﻷﻣﺮاض ﻣﻦ ﻓــﱰات ﻃﻮﻳﻠﺔ واملﺼﺎﺑني أﻳﻀﺎ ﺑﺎرﺗﻔــﺎع اﻟﻮزن، أﻗﻞ ﻋﺮﺿﺔ ﻟﻠﻮﻓﺎة ﺑﻨﺴــﺒﺔ ﺗﱰاوح ﺑني 18 و63%، وذﻟــﻚ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣﻊ اﻷﺷﺨﺎص ﻣﻦ ذوي اﻷوزان اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ.

وﻗﺎﻟﺖ ﺗﺸﺎﻧﺞ: »إذا ﺣﺴﻨﺖ اﻟﺴﻤﻨﺔ ﻣﻦ ﺑﻘﺎء اﻷﺷــﺨﺎص اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺼﺎﺑﻮن ﺑﺄﻣﺮاض اﻟﻘﻠﺐ ﻓﺠــﺄة وﺑﺪون أي ﺗﺎرﻳﺦ ﻣــﺮﴇ ﻗﺪﻳﻢ ﻓﺈن اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﺳــﺘﻜﻮن ﻟﻬﺎ آﺛﺎر ﻣﻬﻤﺔ ﻋﲆ اﻟﺼﺤﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ. وﻣﻊ ذﻟﻚ ﺧﺘﻢ اﻟﺒﺎﺣﺜﻮن دراﺳــﺘﻬﻢ ﺑﺄن اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻟﺘﻲ ﺗﻮﺻﻠﻮا إﻟﻴﻬﺎ ﻻ ﺗﺪﻋﻢ املﺒﺎدئ اﻟﺘﻮﺟﻴﻬﻴﺔ ﻹﻋﺎدة اﻟﺘﻘﻴﻴﻢ ﺳﻌﻴﺎ وراء ﻣﻔﺎرﻗﺔ اﻟﺴﻤﻨﺔ املﺤﺘﻤﻠﺔ«.