رﺳﺎﻟﺔ اﻟﻘﺎﺋﺪ: ﻻ ﺗﻄﺮف وﻻ اﻧﺤﻼل

ﺿﻤﻴﺮ ﻣﺘﺼﻞ

ﻣﻦ ﻛﻠﻤﺘﻪ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ ﺑﺎﻷﻣﺲ ﰲ اﻓﺘﺘﺎح اﻟﺪورة اﻟﺠﺪﻳﺪة ملﺠﻠﺲ اﻟﺸﻮرى ﺳﺄﺧﺘﺎر ﻟﻜﻢ ﻣﻤﺎ ﻗﺎﻟﻪ ﺧﺎدم اﻟﺤﺮﻣني اﻟﴩﻳﻔني ﻣﺎ ﻳﲇ: »رﺳﺎﻟﺘﻨﺎ ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ أﻧﻪ ﻻ ﻣﻜﺎن ﺑﻴﻨﻨﺎ ملﺘﻄﺮف ﻳﺮى اﻻﻋﺘﺪال اﻧﺤﻼﻻ، وﻳﺴﺘﻐﻞ ﻋﻘﻴﺪﺗﻨﺎ اﻟﺴﻤﺤﺔ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ أﻫﺪاﻓﻪ، وﻻ ﻣﻜﺎن ملﻨﺤﻞ ﻳﺮى ﰲ ﺣﺮﺑﻨﺎ ﻋﲆ اﻟﺘﻄﺮف وﺳﻴﻠﺔ ﻟﻨﴩ اﻻﻧﺤﻼل...«. ﻫﻲ ﺟﻤﻠﺔ ﻗﺼرية ﺟﺪا، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﺨﺘﴫ ﻛﻞ املﺮﺣﻠﺔ، وﺗﻀﻊ اﻟﻌﻨﻮان اﻟﺒﺎرز ﻟﻠﻤﻨﻬﺞ اﻟﺴﻌﻮدي، وﻫﻨﺎ أرﺟﻮ ﻣﻦ ﻛﻞ اﻷﻃﻴﺎف واملﺪارس واﻟﻨﺨﺐ أن ﺗﻘﺮأ ﻫﺬه اﻟﺠﻤﻠﺔ وﻫﻲ ﺗﺪرك أﻧﻬﺎ ﰲ ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﺤﺰم واﻟﻌﺰم. اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ واﺿﺤﺔ إﱃ اﻟﻄﺮﻓني، إﱃ املﺘﻄﺮف وإﱃ اﻟﻨﻘﻴﺾ ﻣﻨﻪ ﰲ دﻋﺎة اﻻﻧـﺤﻼل، وﻛﻤﺎ ﰲ ﻛﻞ املﻠﻔﺎت اﻟﺴﺎﺧﻨﺔ اﻟﺘﻲ ﺣﺴﻤﻬﺎ وﱄ اﻷﻣﺮ ﺑﻜﻞ ﺷﺠﺎﻋﺔ، وﺑﺎﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﰲ اﻟﻌﺎم اﻷﺧري، ﺑﺎت ﻣﻦ اﻟﻮاﺿﺢ، وﺑﻜﻞ ﺟﻼء، أن اﻟﻌﻨﻮان اﻷﺑﺮز ﻟﻬﺬا اﻟﻌﻬﺪ املﻴﻤﻮن ﻫﻮ أﻧﻪ ﻻ رﻣﺰﻳﺔ ﻷﺣﺪ، وﻻ ﺣﺼﺎﻧﺔ وﻻ ﻗﺪاﺳﺔ ملﻦ ﻳﺨﺮج ﻋﻦ اﻟﺜﻮاﺑﺖ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ، وﻋﻦ املﻨﻬﺞ اﻟﺴﻌﻮدي اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ، ﻣﻨﻬﺞ ﻛﻤﺎ أﺷﺎر ﻗﺎﺋﺪ اﻷﻣﺔ ﺑﺎﻷﻣﺲ ﻗﺎﺋﻢ ﻋﲆ اﻟﻌﻘﻴﺪة اﻟﺼﺎﻓﻴﺔ املﺮﺗﻜﺰة ﻋﲆ اﻻﻋﺘﺪال واﻟﻮﺳﻄﻴﺔ، ﻛﻞ ﻣﻦ ﻳﺸﻖ ﻫﺬه اﻟﺜﻮاﺑﺖ ﺳﻴﻮاﺟﻪ ﺑﻤﻴﺰان )اﻟﻌﺪل واﻟﺤﺰم(، وﻫﻤﺎ ﻣﻔﺮدﺗﺎن، وﻟﻠﺘﺎرﻳﺦ، ﺗﺮدان ﻣﱰادﻓﺘني ﻣﻦ ﻓﻢ ﻗﺎﺋﺪ ﻟﻠﻤﺮة اﻷوﱃ ﰲ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﻛﻤﺎ أﻇﻦ. ﻟﻘﺪ ﺻﻮر أﻋﺪاء ﻫﺬا اﻟﺒﻠﺪ وﻫﺬا املﻨﻬﺞ، وﻟﻸﺳﻒ ﻓﺈن ﺑﻴﻨﻬﻢ ﺑﻌﺾ ﻛﻮاﺑﻴﺲ اﻟﺪاﺧﻞ، أن اﻟﺤﺮب اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ﻋﲆ اﻟﺘﻄﺮف ﻫﻲ ﺣﺮب ﻋﲆ اﻟﺪﻳﻦ، وﰲ ﻫﺬا ﻣﺰاﻳﺪة ﻋﲆ املﻮاﻗﻒ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ﺗﱪزﻫﺎ إﺟﺎﺑﺘﻜﻢ ﻋﻦ ﻫﺬا اﻟﺴﺆال: ﻛﻴﻒ ﺳﻴﻜﻮن ﺣﺎل اﻟﺨﺎرﻃﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ، وﺑﺎﻻﻓﱰاض واﻟﺨﻴﺎل، دون وﺟﻮد املﻤﻠﻜﺔ وﺛﻘﻠﻬﺎ اﻟﺴﻴﺎﳼ واﻟﺮوﺣﻲ واﻻﻗﺘﺼﺎدي ﻛﺨﻂ دﻓﺎع وﺣﻤﺎﻳﺔ أوﱄ رﺋﻴﴘ ﻋﻦ ﻫﺬا اﻟﺪﻳﻦ اﻟﻌﻈﻴﻢ ﰲ ﻛﻞ اﻟﺨﺎرﻃﺔ اﻟﻜﻮﻧﻴﺔ؟ وﰲ املﻘﺎﺑﻞ ﻟﻢ ﻳﻨﺲ زﻋﻴﻤﻨﺎ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ أن ﻳﺤﺬر دﻋﺎة اﻻﻧـﺤﻼل ﻣﻦ ﺗﺼﻮﻳﺮ اﻟﺤﺮب ﻋﲆ اﻟﺘﻄﺮف ﻋﲆ أﻧﻬﺎ وﺳﻴﻠﺔ ﻟﺤﻠﺤﻠﺔ وإﺿﻌﺎف ﻗﻮاﻋﺪ ﻫﺬا املﺠﺘﻤﻊ. اﻟﺘﻄﺮف ﻫﻮ إﻋﺎدة ﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ذات املﻔﺮدة ﺑﺬات وﻧﻔﺲ اﻟﺤﺮوف. اﻟﺘﻄﺮف ﻋﲆ اﻟﻴﻤني ﻫﻮ ﺷﻘﻴﻖ اﻟﺘﻄﺮف املﻀﺎد ﻋﲆ اﻟﻴﺴﺎر. اﻻﻧﺤﻼل اﻷﺧﻼﻗﻲ ﻫﻮ ﺗﻮأم اﻹرﻫﺎب اﻟﺪﻣﻮي، وﻛﻼﻫﻤﺎ ﻻ ﻣﻜﺎن ﻟﻪ ﰲ رﺳﺎﻟﺔ ﺳﻠﻤﺎن ﺑﻦ ﻋﺒﺪاﻟﻌﺰﻳﺰ اﻟﺘﻲ ﻧﻄﻘﻬﺎ ﰲ ﺟﻤﻠﺔ ﻗﺼرية ﻻ ﺗﺤﺘﻤﻞ اﻟﺘﺄوﻳﻞ واﻟﺘﻔﺴري.

almosa@alwatan.com.sa