ﻣﱴ ﺳﻴﺤﲔ ﻣﻮﻋﺪ ﻫﺠﺮة اﻟﻌﺮب اﻟﻌﻜﺴﻴﺔ رﻏﻢ أن اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻟﻢ ﻳﺼﻞ ﺣﺘﻰ اﻵن إﻟﻰ اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻐﺮي اﻟﻤﻬﺎﺟﺮﻳﻦ ﻣﻦ اﻟﻌﺮب ﺑﺎﻟﻌﻮدة، إﻻ أﻧﻪ ﺑﺘﻮﻓﻴﺮ اﻟﺒﻴﺌﺔ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ اﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﺳﻴﻌﻮدون ﻟﻠﻤﺴﺎﻫﻤﺔ ﻓﻲ ﺑﻨﺎء أوﻃﺎﻧﻬﻢ
ﻋﻨﺪ زﻳﺎرة اﻟﺴﻴﺪ واﻧﻎ ﻳﻲ وزﻳﺮ ﺧﺎرﺟﻴﺔ اﻟﺼني ﻟﻜﻨﺪا اﻟﻌﺎم املﺎﴈ ﻗﺎم ﺑﺘﻘﺪﻳﻢ دﻋﻮة ﻟﻠﻜﻨﺪﻳني ﻣﻦ أﺻﻮل ﺻﻴﻨﻴﺔ ﺑﺎﻟﻬﺠﺮة اﻟﻌﻜﺴﻴﺔ إﱃ اﻟﺼني، وأﻧﻬﺎ ﺳﺘﺴﻬﻞ ﻟﻬﻢ اﻟﻌﻮدة إﱃ ﻣﻮﻃﻨﻬﻢ اﻷم. ﺗﺄﺗﻲ ﻫﺬه اﻟﺪﻋﻮة ﻣﻦ اﻟﺴﻴﺪ واﻧﻎ ﻳﻲ ﺑﻌﺪ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ 230 ﻋﺎﻣﺎ ﻣﻦ ﺗﺎرﻳﺦ أول ﻫﺠﺮة ﻟﻠﺼﻴﻨﻴني إﱃ أﻣريﻛﺎ اﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ، اﻟﺘﻲ ﺑﺪأت ﺑـ03 أو 40 رﺟﻼ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ ﻳﻌﻤﻠﻮن ﰲ ﻧﺠﺎرة وﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﺴﻔﻦ، وﻣﻦ ﺛﻢ ﺑﺪأ ﻋﺪد املﻬﺎﺟﺮﻳﻦ ﰲ اﻟﺘﺰاﻳﺪ ﻣﻊ ﺑﺪاﻳﺔ ﻇﻬﻮر ﻃﻔﺮة ﻣﻨﺎﺟﻢ اﻟﺬﻫﺐ ﰲ ﻛﻨﺪا، ﺣﺘﻰ ﺗﻤﻜﻨﺖ ﺗﻠﻚ اﻷﻋﺪاد املﻬﺎﺟﺮة ﻣﻦ ﺑﻨﺎء ﻣﺴﺘﻌﻤﺮات ﰲ ﻓﻴﻜﺘﻮرﻳﺎ وﻓﺎﻧﻜﻮﻓﺮ. وﻋﻤﻠﻮا أﻳﻀﺎ ﰲ ﺑﻨﺎء ﺳﻜﻚ اﻟﺤﺪﻳﺪ ﺣﺘﻰ اﻧﺘﴩت اﻷﺣﻴﺎء اﻟﺼﻴﻨﻴﺔ ﰲ ﻣﻌﻈﻢ املﺪن اﻟﻜﱪى ﰲ ﻛﻨﺪا، وﺣﺼﻠﻮا ﻋﲆ اﻟﺠﻨﺴﻴﺔ اﻟﻜﻨﺪﻳﺔ، ورﻏﻢ أن أﺑﻨﺎءﻫﻢ وأﺣﻔﺎدﻫﻢ ﻟﻢ ﻳﺘﻤﻜﻨﻮا ﻣﻦ زﻳﺎرة اﻟﺼني إﻻ أﻧﻬﻢ ﻳﺘﻘﻨﻮن اﻟﻠﻐﺔ اﻟﺼﻴﻨﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺘﺤﺪﺛﻮن ﺑﻬﺎ ﻣﻊ آﺑﺎﺋﻬﻢ وﺟﺪاﺗﻬﻢ، واﻵن ﺑﻌﺪ ﻛﻞ ﻫﺬه اﻟﺴﻨني وﺑﻌﺪ أن زاﻟﺖ أﺳﺒﺎب اﻟﻬﺠﺮة وأﺻﺒﺤﺖ ﺑﻼدﻫﻢ ﻣﻄﻤﻌﺎ ﻟﻠﻤﻬﺎﺟﺮﻳﻦ وﺑﻴﺌﺔ ﺟﺎذﺑﺔ ﻟﻠﻤﺴﺘﺜﻤﺮﻳﻦ ﻳﻔﻜﺮ ﻛﺜري ﻣﻨﻬﻢ ،ﺑﻞ ﻗﺮر ﻋﺪد ﻣﻨﻬﻢ اﻟﻌﻮدة إﱃ اﻟﻮﻃﻦ اﻷم اﻟﺼني، وﺧﺎﺻﺔ ﺑﻌﺪ دﻋﻮة اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻟﻬﻢ، وملﺎذا ﻻ ﺗﺪﻋﻮﻫﻢ إﱃ اﻟﻬﺠﺮة اﻟﻌﻜﺴﻴﺔ وﻫﻲ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﺘﻲ أﺻﺒﺤﺖ ﻣﻘﺼﺪا ﻟﻠﻤﻬﺎﺟﺮﻳﻦ ملﻜﺎﻧﺘﻬﺎ اﻟﺮﻓﻴﻌﺔ ﰲ اﻟﻌﺎﻟﻢ، وملﺎ ﻟﺪﻳﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﻘﻮة اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻌﺰز ﺑﺎﺳﺘﻤﺮار، وﺑﻠﻎ ﻋﺪد اﻟﺨﱪاء اﻷﺟﺎﻧﺐ املﻬﺎﺟﺮﻳﻦ إﱃ اﻟﺼني 610 آﻻف ﺧﺒري أﺟﻨﺒﻲ، ﻳﻌﻤﻠﻮن ﺗﺤﺖ إدارة املﺼﻠﺤﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ، 244و أﻟﻒ أﺟﻨﺒﻲ ﻳﻌﻤﻠﻮن ﺗﺤﺖ إدارة املﻮارد اﻟﺒﴩﻳﺔ، وﻏريﻫﻢ املﻼﻳني ﻣﻦ اﻟﻄﻼب اﻷﺟﺎﻧﺐ واﻟﺒﺎﺣﺜني ﰲ ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﻌﻠﻴﺎ.
وأﻧﺎ أﺗﺎﺑﻊ أﺧﺒﺎر ﻫﺠﺮة اﻟﺼﻴﻨﻴني اﻟﻌﻜﺴﻴﺔ ﻣﻦ ﻛﻨﺪا وﻛﺎﻓﺔ ﺑﻠﺪان اﻟﻌﺎﻟﻢ ﺗﺴﺎءﻟﺖ ﻣﺘﻰ ﺳﻴﺤني ﻣﻮﻋﺪ ﻫﺠﺮة اﻟﻌﺮب اﻟﻌﻜﺴﻴﺔ؟!
اﻟﻌﺮب اﻟﺬﻳﻦ اﺿﻄﺮﺗﻬﻢ اﻟﻈﺮوف ﻟﻠﻬﺠﺮة إﱃ ﻛﻞ أراﴈ اﻟﺪﻧﻴﺎ، اﻟﻌﺮب اﻟﺬﻳﻦ رﻏﻢ اﻟﺒﻌﺎد ﺑﻴﻨﻬﻢ وﺑني اﻟﺒﻼد إﻻ أﻧﻪ ﻣﺎزال ﻳﻐﺸﺎﻫﻢ اﻟﺤﻨني ﻷن ﻳﻌﻮدوا إﱃ وﻃﻨﻬﻢ اﻷم، واﺻﻄﻼح ﺷﻌﺮاء املﻬﺠﺮ وأدﺑﺎء املﻬﺠﺮ أﻋﺘﻘﺪ أﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺨﻠﻖ إﻻ ملﺎ رآه اﻟﻨﺎس ﻣﻦ ﺻﺪق املﺸﺎﻋﺮ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﺎﺗﻬﻢ وأﺷﻌﺎرﻫﻢ اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺨﻠﻮ ﻣﻦ اﻟﺘﻌﺒري اﻟﻌﻤﻴﻖ ﻋﻦ اﻟﺸﻮق إﱃ اﻷوﻃﺎن، ﻓﻬﺬا اﻟﺸﺎﻋﺮ إﻳﻠﻴﺎ أﺑﻮ ﻣﺎﴈ ﻳﺰﻫﺪ ﰲ ﻧﻴﻮﻳﻮرك ﺣﻨﻴﻨﺎ إﱃ ﻗﺮﻳﺘﻪ وﺑﻠﺪه اﻷم ﻗﺎﺋﻼ:
َِ »أﻧﺎ ﰲ ﻧﻴﻮﻳﻮرك ﺑﺎﻟﺠﺴﻢ وﺑﺎﻟﺮوح.. ﰲ اﻟﴩق ﻋﲆ ﺗﻠﻚ اﻟﻬﻀﺎب
ﰲ اﺑﺘﺴﺎم اﻟﻔﺠﺮ وﰲ َﺻﻤﺖ اﻟﺪﺟﻰ.. ﰲ أﳻ ﺗﴩﻳﻦ ﰲ ﻟﻮَﻋﺔ آب«.
ﻣﺎزاﻟﺖ أﺳﺒﺎب ﻫﺠﺮة اﻟﻌﺮب إﱃ ﻛﻞ ﻣﻜﺎن ﻣﺴﺘﻤﺮة، ﺑﻞ أﺻﺒﺤﺖ ﻣﺘﺰاﻳﺪة ﺑﻌﺪ ﻓﻮﴇ اﻟﺨﺮﻳﻒ اﻟﻌﺮﺑﻲ، اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ رﻳﺎﺣﺎ ﻋﺎﺗﻴﺔ أﺳﻘﻄﺖ ﻛﻞ اﻷوراق وﺟﺮﻓﺘﻬﺎ وﺟﻌﻠﺖ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻛﺄﺷﺠﺎر ﻋﺎرﻳﺔ اﻷﻏﺼﺎن، ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻷي ﺟﻬﺔ أن ﺗﺤﴢ ﻋﺪد املﻬﺎﺟﺮﻳﻦ اﻟﻌﺮب ﺑﻌﺪ اﻟﺤﺮب اﻟﻌﺎملﻴﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ، ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻫﺠﺮة ﻓﻘﻂ، ﺑﻞ ﺿﻴﺎع ﺛﺮوات ﺑﴩﻳﺔ ﻟﻮ وﺟﺪت اﻟﺒﻴﺌﺔ املﻨﺎﺳﺒﺔ ﻟﻜﺎن اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻵن أﻧﻤﻮذﺟﺎ ﻟﻠﻘﻮة واملﻜﺎﻧﺔ اﻟﻌﺎملﻴﺔ، ﺑﻌﺾ اﻟﺘﻘﺎرﻳﺮ ﺗﺆﻛﺪ أن 54 ﺑﺎملﺌﺔ ﻣﻦ اﻟﻄﻼب اﻟﻌﺮب اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺪرﺳﻮن ﰲ اﻟﺨﺎرج ﻻ ﻳﺮﻏﺒﻮن ﰲ اﻟﻌﻮدة إﱃ ﺑﻠﺪاﻧﻬﻢ ﺑﻌﺪ اﻟﺘﺨﺮج، وﺗﺸري اﻹﺣﺼﺎءات إﱃ أن 34 ﺑﺎملﺌﺔ ﻣﻦ أﻃﺒﺎء ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﻫﻢ ﻣﻦ أﺻﻮل ﻋﺮﺑﻴﺔ، ذﻫﺒﻮا إﻟﻴﻬﺎ ﻟﻠﺪراﺳﺔ، وﻣﻦ ﺛﻢ ﻟﻢ ﻳﻌﻮدوا إﱃ ﺑﻠﺪاﻧﻬﻢ، ﻷﻧﻬﻢ ﺑﻜﻞ ﺑﺴﺎﻃﺔ ﻟﻮ ﻗﺮروا ﺗﻐﻠﻴﺐ اﻟﺤﻨني إﱃ اﻟﻮﻃﻦ ﻋﲆ ﻃﻤﻮﺣﻬﻢ ﰲ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ وﻇﻴﻔﻲ ﻣﴩق ﻟﻜﺎن اﻟﻨﺪم ﻣﺼريﻫﻢ، ﻓﺎﻟﺸﺎب ﰲ ﻣﻘﺘﺒﻞ ﻋﻤﺮه ﻟﺪﻳﻪ اﻻﺳﺘﻌﺪاد ﻟﻬﺠﺮ اﻷﻫﻞ واﻷﺻﺪﻗﺎء واﻟﻮﻃﻦ ﻣﻦ أﺟﻞ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻣﻜﺎﺳﺒﻪ وﻃﻤﻮﺣﻪ، وﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﻫﻲ إﻻ ﺳﻨﻮات ﻗﻠﻴﻠﺔ ﺑﻌﺪ ﺗﺤﻘﻴﻘﻪ ﻟﻄﻤﻮﺣﺎﺗﻪ ﺣﺘﻰ ﻳﺴﺘﻴﻘﻆ ﻟﻴﺠﺪ ﻧﻔﺴﻪ وﺣﻴﺪا وﻏﺮﻳﺒﺎ ﰲ ﺑﻠﺪ ﺑﻌﻴﺪ ﻋﻦ وﻃﻨﻪ وأﻫﻠﻪ وأﺻﺪﻗﺎﺋﻪ.
اﻟﺼني اﻵن ﺗﺤﺎول ﺑﻘﻮة ﺻﻨﺎﻋﺔ ﻫﺠﺮة ﻋﻜﺴﻴﺔ ﻟﺸﻌﺒﻬﺎ املﻬﺎﺟﺮ، وﺧﺎﺻﺔ رﺟﺎل اﻷﻋﻤﺎل واﻷﻃﺒﺎء واملﻬﻨﺪﺳني واﻟﺨﱪاء، وﻓﺮت ﻟﻬﻢ ﻛﻞ اﻟﺴﺒﻞ ﻟﻠﻌﻮدة واﻟﺘﺴﻬﻴﻼت واﻹﻏﺮاءات ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺆﻣﻦ ﺑﺄﻧﻬﻢ ﻗﻮة ﻣﻌﻄﻠﺔ ﻟﻮ اﺳﺘﻄﺎﻋﻮا أن ﻳﻨﺠﺤﻮا ﰲ ﻋﻮدﺗﻬﻢ ﻷﺳﻬﻤﻮا ﺑﺸﻜﻞ ﻓﻌﺎل ﰲ ﺑﻨﺎء ﺑﻠﺪﻫﻢ ملﺎ ﻳﻤﻠﻜﻮﻧﻪ ﻣﻦ رأس ﻣﺎل وﺧﱪات وﻣﻬﺎرات وﻋﻠﻢ وﺗﺠﺎرب ﰲ أرﻗﻰ دول اﻟﻌﺎﻟﻢ، ﻣﺜﻞ ﻛﻨﺪا واﻟﻮﻻﻳﺎت املﺘﺤﺪة اﻷﻣريﻛﻴﺔ وﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ وﻏريﻫﺎ.
وﻟﻠﻬﻨﺪ أﻳﻀﺎ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﻗﻮﻳﺔ ﰲ دﻋﻮة املﻬﺎﺟﺮﻳﻦ ﻣﻦ أﺑﻨﺎﺋﻬﺎ ﺑﻌﺪ أن ﻫﻴﺄت ﻟﻬﻢ املﻨﺎخ اﻟﻌﻠﻤﻲ املﻨﺎﺳﺐ، وﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻋﺎد ﻛﺜري ﻣﻨﻬﻢ، وﺧﺎﺻﺔ املﺘﺨﺼﺼني ﰲ ﻣﺠﺎل اﻟﱪﻣﺠﻴﺎت اﻟﺬﻳﻦ ﺣﻘﻘﻮا ﻧﺠﺎﺣﺎت ﻛﺒرية.
رﻏﻢ أن اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻟﻢ ﻳﺼﻞ ﺣﺘﻰ اﻵن إﱃ املﺮﺣﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻐﺮي املﻬﺎﺟﺮﻳﻦ ﻣﻦ اﻟﻌﺮب ﺑﺎﻟﻌﻮدة، إﻻ أﻧﻪ ﺑﺘﻮﻓري اﻟﺒﻴﺌﺔ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ املﻨﺎﺳﺒﺔ ﻟﻬﺆﻻء املﻬﺎﺟﺮﻳﻦ رﺑﻤﺎ ﻳﺘﻢ إﻏﺮاؤﻫﻢ ﺑﺎﻟﻌﻮدوة ﻟﻠﻌﻤﻞ ﻣﻦ أﺟﻞ املﺴﺎﻫﻤﺔ ﰲ ﺑﻨﺎء أوﻃﺎﻧﻬﻢ، ﺑﻨﺎء املﺴﺘﺸﻔﻴﺎت املﺘﺨﺼﺼﺔ ﰲ ﻣﺪن ﺳﻜﻨﻴﺔ ذات ﺑﻴﺌﺔ ﺟﺎذﺑﺔ ﻟﻠﻜﺎدر اﻟﻄﺒﻲ، وﻣﻨﺤﻬﻢ رواﺗﺐ ﺟﻴﺪة ﺑﻮﺳﻌﻬﺎ أن ﺗﺠﺬب ﻛﺜريا ﻣﻦ اﻷﻃﺒﺎء اﻟﻌﺮب املﻬﺎﺟﺮﻳﻦ إﱃ دول اﻟﻐﺮب، وﺑﻨﺎء املﺪن اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ﺑﺬات املﻮاﺻﻔﺎت ﺑﻮﺳﻌﻬﺎ أﻳﻀﺎ ﺟﺬب ﻛﺜري ﻣﻦ املﻬﻨﺪﺳني اﻟﺨﱪاء ﻣﻦ اﻟﻌﺮب، وﻫﺆﻻء ﻫﻢ أﻫﻢ أدوات ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﻘﻮة ﰲ ﻋﺎملﻨﺎ اﻟﻌﺮﺑﻲ. ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ أن ﻧﺪﻋﻮﻫﻢ إﱃ اﻟﻌﻮدة ﻓﻮرا، وأﺗﻤﻨﻰ أن أرى اﻟﻴﻮم اﻟﺬي ﻳﻘﻒ ﻓﻴﻪ وزﻳﺮ ﺧﺎرﺟﻴﺔ ﻷي دوﻟﺔ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﺑﻜﻞ ﺛﻘﺔ ﻟﻴﺪﻋﻮ املﻬﺎﺟﺮﻳﻦ اﻟﻌﺮب إﱃ اﻟﻌﻮدة ﺑﻌﺪ أن ﻳﻬﻴﺊ ﻟﻬﻢ املﻨﺎخ املﻨﺎﺳﺐ واملﻐﺮي ﻷن ﻳﺨﺪﻣﻮا وﻃﻨﻬﻢ.