ﻣﺎ اﳌﺎﻧﻊ أن ﻧﻜﻮن ﻣﺜﻘﻔﲔ اﻗﺘﺼﺎدﻳﺎ

ﺗﻐريات وﺗﻄﻮرات وﻫﺰات اﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ وﻣﺎﻟﻴﺔ ﻣﺮت ﻋﲆ دول اﻟﻌﺎﻟﻢ ﰲ اﻟﺴﻨﻮات اﻷﺧرية، وﻣﻦ اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ وﻧﺤﻦ ﺟﺰء ﻣﻬﻢ وﻓﺎﻋﻞ ﰲ ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﻌﺎملﻲ أن ﻧﺆﺛﺮ وﻧﺘﺄﺛﺮ ﺑﻜﻞ ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻄﻮرات ﻏري اﻟﺴﺎرة ﻏﺎﻟﺒﻴﺘﻬﺎ، ﻓﺴﻮق اﻟﻨﻔﻂ واﻟﻌﻤﻼت واملﻌﺎدن وﺑﻮرﺻﺎت اﻷﺳﻬﻢ ﺗﺸﻜﻞ اﻟﺠﺰء اﻷﻛﱪ ﻣﻦ اﻗﺘﺼﺎدﻧﺎ، وﻣﺎ ﻳﺤﺪث ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺻﻌﻮد أو ﻫﺒﻮط ﻳﺆﺛﺮ ﺳﻠﺒﺎ أو إﻳﺠﺎﺑﻨﺎ ﻋﲆ أﺳﻮاﻗﻨﺎ اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ، ﺳﻮاء ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺪاوﻻت اﻷﺳﻬﻢ أو اﻟﺴﻠﻊ اﻻﺳﺘﻬﻼﻛﻴﺔ أو ﻏريﻫﺎ، وﻫﺬا ﻛﻠﻪ ﻣﺮرﻧﺎ ﺑﻪ ﰲ اﻟﻔﱰات املﺎﺿﻴﺔ، وﻣﺎزﻟﻨﺎ، ﻓﻤﻦ اﻧﻬﻴﺎر ﺳﻮق اﻷﺳﻬﻢ وﻣﺎ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﻣﻦ ﺧﺴﺎﺋﺮ، إﱃ ﻫﺒﻮط أﺳﻌﺎر اﻟﻨﻔﻂ، إﱃ اﻟﺘﻐريات، أو اﻟﻘﺮارات اﻷﺧرية ﻋﲆ اﻟﺼﻌﻴﺪ املﺤﲇ، واﻟﺘﻲ ﺟﺎءت ﻛﴬورة ﻣﻠﺤﺔ وﻃﺮﻳﻘﺔ ﻋﻼج ملﺎ ﺳﺒﻘﻬﺎ ﻣﻦ إﺷﻜﺎﻟﻴﺎت ﻧﻈﻦ أﻧﻬﺎ اﻧﺘﻬﺖ، ﻟﻜﻦ ﺗﺒﻌﺎﺗﻬﺎ ﻣﺎزاﻟﺖ ﺑﺎﻗﻴﺔ، وﺗﻄﻔﻮ ﻋﲆ اﻟﺴﻄﺢ ﻣﻦ ﻓﱰة ﻷﺧﺮى ﺧﺎﻟﻘﺔ أزﻣﺎت أﺧﺮى، ﻻ ﻧﻨﻜﺮ أﻧﻨﺎ ﻣﺘﺄﺛﺮون ﻛﺄﴎ وأﻓﺮاد ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﺘﻬﻤﻨﺎ اﻟﺒﻌﺾ ﺑﺎﻟﺘﻨﻈري اﻟﺒﻌﻴﺪ ﻋﻦ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ، ﻟﻜﻦ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺗﻘﻮل إﻧﻨﺎ ﻣﻊ اﻷﺳﻒ »أﻣﻴني« اﻗﺘﺼﺎدﻳﺎ، وﻧﺠﻬﻞ اﻟﻜﺜري ﻣﻦ ﺣﺮﻛﺎت اﻷﺳﻮاق واﻟﺒﻮرﺻﺎت اﻟﻌﺎملﻴﺔ.

ﻣﺎ ﻧﺤﺴﺐ أﻧﻨﺎ ﻧﻌﺮﻓﻪ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻧﺠﻬﻞ ﺧﻔﺎﻳﺎه ﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﱰدد ﻋﺎدة ﰲ اﻹﻋﻼم ﻋﻦ ﻫﺒﻮط وﺻﻌﻮد ﻷﺳﻌﺎر اﻟﻨﻔﻂ أو اﻟﻌﻤﻼت واﻟﺬﻫﺐ، وﻗﺪ ﻳﻜﻮن اﻟﺴﺒﺐ ﰲ ﻋﺪم املﻌﺮﻓﺔ اﻋﺘﻤﺎدﻧﺎ ﻟﻔﱰة ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻋﲆ اﻟﺪوﻟﺔ ﰲ ﺗﻮﻓري ﻣﺘﻄﻠﺒﺎت املﻌﻴﺸﺔ واﻟﺨﺪﻣﺎت اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻣﻦ ﻛﻬﺮﺑﺎء وﻣﺎء وﺗﻌﻠﻴﻢ وﻧﺤﻮﻫﺎ، وﻛﺎن ذﻟﻚ ﻣﺘﺎﺣﺎ ﰲ ﻓﱰة ﻣﺎ ﻗﺒﻞ ﺣﺪوث اﻟﺘﻘﻠﺒﺎت اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ اﻷﺧرية، واﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﻧﺴﺘﻄﻊ ﺗﺠﺎوزﻫﺎ ﻷﻧﻨﺎ ﻏري ﻣﺴﺘﻌﺪﻳﻦ ملﻮاﺟﻬﺘﻬﺎ، أو ﻟﻨﻘﻞ وﻋﻴﻨﺎ اﻻﻗﺘﺼﺎدي ﺑﺴﻴﻂ، ﺑﺤﻴﺚ ﻟﻢ ﻳﺴﺎﻋﺪﻧﺎ ﰲ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻻﺳﺘﻴﻌﺎب ﺛﻢ اﻟﺘﻔﻜري ﰲ ﻛﻴﻔﻴﺔ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻬﺎ ﺑﻤﺎ ﻳﻘﻠﻞ ﻣﻦ ﺗﺄﺛريﻫﺎ ﻋﻠﻴﻨﺎ، ﻣﺎ ﺗﻢ ﺗﻄﺒﻴﻘﻪ اﻵن أو ﻫﻨﺎك ﻧﻴﺔ ﻟﺘﻄﺒﻴﻘﻪ ﻛﻔﺮض ﴐاﺋﺐ أو رﻓﻊ ﻗﻴﻤﺔ ﺑﻌﺾ اﻟﺴﻠﻊ وﻓﻮاﺗري اﻟﻜﻬﺮﺑﺎء واملﺤﺮوﻗﺎت، ﻛﻞ ﻫﺬا ﻣﻄﺒﻖ ﰲ ﺟﻤﻴﻊ دول اﻟﻌﺎﻟﻢ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ اﻟﻐﻨﻴﺔ واﻟﻔﻘرية ﻏري أﻧﻬﺎ ﻣﺘﻌﺎﻳﺸﺔ ﻣﻊ اﻟﻮﺿﻊ وﺗﺮاه ﻃﺒﻴﻌﻴﺎ وﻻ ﺗﺸﺘﻜﻲ، ﺑﻞ اﻷﻓﺮاد واﻷﴎ ﻣﺘﻜﻴﻔﻮن ﻣﻮاﺋﻤﻮن ﺑﺸﻜﻞ ﺟﻴﺪ ﺑني ﻣﺪﺧﻮﻻﺗﻬﻢ املﺎﻟﻴﺔ وﻣﴫوﻓﺎﺗﻬﻢ وﻣﺎ ﻳﺘﻮﺟﺐ ﻋﻠﻴﻬﻢ دﻓﻌﻪ ﻣﻦ ﴐاﺋﺐ، وﻫﺬا املﺼﻄﻠﺢ ﺗﺤﺪﻳﺪا ﻟﻢ ﻧﻜﻦ ﻧﺴﻤﻊ ﺑﻪ إﻻ ﰲ املﺴﻠﺴﻼت واﻷﻓﻼم وﰲ ﻧﴩات اﻷﺧﺒﺎر ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺸﺎر إﱃ ﻣﺤﺎﻛﻤﺔ إﺣﺪى اﻟﺸﺨﺼﻴﺎت املﺸﻬﻮرة ﰲ ﺑﻠﺪ ﻣﺎ ﺑﺘﻬﻤﺔ اﻟﺘﻬﺮب ﻣﻦ دﻓﻊ اﻟﴬاﺋﺐ.

وﻫﻨﺎ ﺗﻘﻊ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ ﻋﺪم اﻟﻮﻋﻲ اﻻﻗﺘﺼﺎدي ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻛﻤﺠﺘﻤﻊ وﻧﺤﻦ ﻧﻐﻔﻞ أو ﻧﺘﺠﺎﻫﻞ املﻌﻠﻮﻣﺎت واﻟﺪراﺳﺎت اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺎﻗﺶ ﻫﺬا املﺠﺎل أﻳﻀﺎ، اﻻﻧﺘﻘﺎﺋﻴﺔ ﰲ اﻟﻘﺮاءة واﻟﺘﺜﻘﻴﻒ اﻟﺸﺨﴢ، واﻟﺬي ﻳﻨﺼﺐ ﻋﲆ ﺟﺎﻧﺐ ﻣﻌني دون ﻏريه ﺑﺤﻴﺚ ﻧﺤﴫ ﻣﻔﻬﻮم اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﰲ ﻣﺠﺎل ﺑﺬاﺗﻪ دون اﻟﺘﻮﺳﻊ واﻟﺘﻨﻮع ﻓﻴﻤﺎ ﻧﻘﺮأ وﺣﺘﻰ ﻣﺎ ﻧﺸﺎﻫﺪه وﰲ أﺣﻴﺎن ﻛﺜرية وأﻧﺖ ﺗﻘﻠﺐ ﰲ املﺤﻄﺎت اﻟﻔﻀﺎﺋﻴﺔ ﺗﻤﺮ ﻋﲆ ﻣﺤﻠﻞ اﻗﺘﺼﺎدي ﻳﻨﺎﻗﺶ وﻳﺤﻠﻞ اﻟﻮﺿﻊ اﻟﺮاﻫﻦ اﻗﺘﺼﺎدﻳﺎ ﻏري أﻧﻚ ﺗﺘﺠﺎﻫﻞ اﻟﻘﻨﺎة ﻣﺴﺘﺒﺪﻻ املﺸﻬﺪ ﺑﺂﺧﺮ، رﺑﻤﺎ ﻣﺴﻠﺴﻞ أو ﻣﺒﺎراة ﻛﺮة ﻗﺪم أو ﺣﻔﻞ ﻏﻨﺎﺋﻲ.

وﺗﻘﻊ أﻳﻀﺎ ﻋﲆ ﺑﻌﺾ ﻣﺆﺳﺴﺎت اﻟﺪوﻟﺔ ﻛﻮزارة اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ واﻟﺘﺠﺎرة واﻟﺘﻌﻠﻴﻢ وﺣﺘﻰ املﺎﻟﻴﺔ واﻹﻋﻼم واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ، وﻛﻴﻒ ﻫﻲ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺗﻮﺟﻴﻪ اﻟﻮﻋﻲ اﻟﺠﻤﻌﻲ ملﺎ ﻗﺪ ﻳﺤﺼﻞ ﻣﺴﺘﻘﺒﻼ واﻟﺘﺪاﺑري اﻟﺘﻲ ﻋﻠﻴﻪ اﺗﺨﺎذﻫﺎ، ﺧﺼﻮﺻﺎ