ﺧﻄﻮات اﻹﺻﻼح واﺳﺘﺜﻨﺎء اﻟﻤﻌﻮزﻳﻦ

ﰲ اﻟﻐﺎردﻳﺎن ﻳﻮم أﻣﺲ ﻛﺘﺐ اﻟﻜﺎﺗﺐ اﻟﱪﻳﻄﺎﻧﻲ ﺟﻮزﻳﻒ ﻫﺎرﻛﺮ ﻣﻘﺎﻻ ﻳﺒﺪو ﻛﺮﺳﺎﻟﺔ اﻋﺘﺬار ﻟﻠﻘﺎﺋﺪة اﻟﺘﻲ ﻏريت ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ، ﻣﺘﺬﻛﺮا ﻛﻴﻒ ﻛﺎن ﻳﻜﺮه ﻗﺴﻮة اﻹﺻﻼﺣﺎت اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﻟﺤﺮب اﻟﺘﻲ دﺧﻠﺘﻬﺎ ﰲ اﻟﺜﻤﺎﻧﻴﻨﺎت، ﻣﻨﻮﻫﺎ ﺑﻬﺪﻓﻬﺎ اﻟﻐﺮﻳﺐ وﻗﺘﻬﺎ، وﻫﻮ أن ﻳﻌﺘﻤﺪ اﻟﱪﻳﻄﺎﻧﻲ ﻋﲆ ﻧﻔﺴﻪ وﻟﻴﺲ ﻋﲆ اﻟﺪوﻟﺔ إذا أراد إﺻﻼح وﺿﻌﻪ اﻻﻗﺘﺼﺎدي. ﰲ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ أن اﻟﻌﺎﻟﻢ وﻗﺘﻬﺎ واﻟﺬي ﻛﺎن وﻻ زال ﻳﺪار ﻣﻦ رﺟﺎل اﻷﻋﻤﺎل ﺷﺠﻊ ﻋﲆ ﻛﺮاﻫﻴﺔ ﺗﺎﺗﴩ وﻧﺴﺞ اﻷﻛﺎذﻳﺐ ﺣﻮل إﺻﻼﺣﺎﺗﻬﺎ وﻣﻮاﻗﻔﻬﺎ، واﻟﺘﻲ أﺛﺒﺖ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﻴﻮم ﻓﻌﺎﻟﻴﺘﻬﺎ وﻛﻔﺎءﺗﻬﺎ، ﻣﻤﺎ دﻓﻊ ﻛﺎﺗﺐ ﻣﺜﻠﻪ ﻟﻬﺬه اﻻﻋﺘﺬارﻳﺔ، ورﺑﻤﺎ اﻋﺘﺬر ﻛﺘﺎب وﻣﻮاﻃﻨﻮن ﻣﻦ اﻟﺤﻤﻼت اﻟﺘﻲ ﺗﺪار ﺧﺎرﺟﻴﺎ ﰲ ﺗﻮﻳﱰ وﻏريﻫﺎ ﻟﻨﺴﺞ أﻛﺎذﻳﺐ ﻣﺜﻠﻬﺎ ﰲ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ، ﻟﻜﻦ ﻣﻊ ذﻟﻚ دﻋﻮﻧﺎ ﻧﻘﻮل ﻣﻊ ذﻟﻚ اﻹﺻﻼﺣﺎت ﻛﺎﻧﺖ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﴍﺳﺔ وﻣﺆملﺔ ﻟﻼﻗﺘﺼﺎد اﻟﱪﻳﻄﺎﻧﻲ، ﻟﻜﻨﻬﺎ داﺋﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺤﺮص ﻋﲆ وﺟﻮد اﻻﺳﺘﺜﻨﺎء ملﺴﺘﺤﻘﻴﻪ ﻣﻦ املﻌﻮزﻳﻦ وﻛﺒﺎر اﻟﺴﻦ واملﻌﺎﻗني، وﺣﺘﻰ ﻣﻊ ﻫﺬا اﻟﻮﺿﻊ اﻟﻌﻈﻴﻢ ﻟﻼﻗﺘﺼﺎد اﻟﱪﻳﻄﺎﻧﻲ اﻟﻴﻮم ﻻ زاﻟﺖ ﻫﺬه اﻻﺳﺘﺜﻨﺎءات ﻣﻌﻤﻮﻻ ﺑﻬﺎ ﻟﻠﻴﻮم. ﻓﻜﻞ ﺷﺎب ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻲ ذﻛﻲ وﻣﻤﻴﺰ ﻳﺤﺼﻞ ﻋﲆ ﻣﻨﺤﺔ ﺟﺎﻣﻌﻴﺔ ﺗﺸﻤﻞ ﻣﺒﻠﻐﺎ ﰲ ﺑﻄﺎﻗﺘﻪ ﻛﻞ ﺷﻬﺮ ﺗﺠﻌﻠﻪ ﻳﺮﻛﺰ ﻋﲆ دراﺳﺘﻪ وﻻ ﻳُﱰك ﺗﺤﺖ وﻃﺄة ﻇﺮوف أﴎﺗﻪ، وﻛﺬﻟﻚ اﻷﻃﻔﺎل أﺻﺤﺎب اﻟﺪﺧﻞ املﺤﺪود ﻓﻼ ﺗﺸﻤﻞ ﻣﻼﺑﺴﻬﻢ وأﻟﻌﺎﺑﻬﻢ أي ﴐﻳﺒﺔ ﻣﻤﺎ ﻳﺠﻌﻞ أﺳﻌﺎرﻫﺎ ﰲ ﻣﺘﻨﺎول اﻟﺠﻤﻴﻊ، ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ملﺒﻠﻎ أﺳﺒﻮﻋﻲ ﻳﺪﻓﻌﻪ »اﻟﻜﺎﻧﺴﻞ« ﻟﺘﻐﻄﻴﺔ ﻣﺼﺎرﻳﻒ ﺗﻐﺬﻳﺘﻪ. ورﻏﻢ أن اﻟﺪواء ﻏري ﻣﺠﺎﻧﻲ ﰲ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ إﻻ أن اﻷﻃﻔﺎل وﻛﺒﺎر اﻟﺴﻦ واملﻌﻮزﻳﻦ واملﻌﺎﻗني وﺑﻤﻮﺟﺐ اﻟﺮوﺷﺘﺔ ﻳﺤﺼﻠﻮن ﻋﲆ اﻟﺪواء ﻣﺠﺎﻧﺎ، ﺑﻞ واﻟﻨﻈﺎرات اﻟﻄﺒﻴﺔ، واﻟﻨﻘﻞ داﺧﻞ املﺪﻳﻨﺔ ﻣﺠﺎﻧﻲ ﻟﻬﺆﻻء. إن اﻹﺻﻼﺣﺎت ﰲ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ﻟﻦ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ورﺑﻤﺎ أﻗﻞ رﺣﻤﺔ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﺤﺘﺎج ملﺜﻞ ﻫﺬا اﻻﺳﺘﺜﻨﺎءات اﻟﺘﻲ ﻳﺠﺐ أن ﺗﻀﺎف ﻟﺤﺴﺎب املﻮاﻃﻦ ﺣﺘﻰ ﻧﺤﻤﻲ ﻫﺆﻻء ﻣﻦ اﻟﺤﺎﺟﺔ. ﻟﻦ ﻳﻜﻮن ﻛﺜريا أن ﺗﺤﺼﻞ ﻫﺬه اﻟﻔﺌﺎت ﻋﲆ ﺑﻄﺎﻗﺎت دﻋﻢ ﺗﻌﻔﻴﻬﻢ ﻣﻦ اﻟﴬﻳﺒﺔ وﻣﻦ زﻳﺎدة أﺳﻌﺎر اﻟﺒﻨﺰﻳﻦ واﻟﻔﻮاﺗري، ﻓﻤﻦ ﻏري املﻌﻘﻮل أن ﻧﺘﻮﻗﻊ أن ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺴﻌﻮدﻳني ﻗﺎدرﻳﻦ ﻋﲆ اﻻﻛﺘﻔﺎء ﺑﻤﻌﻮﻧﺔ ﺣﺴﺎب املﻮاﻃﻦ ﻋﲆ آﺛﺎر ﻫﺬا اﻹﺻﻼح، ﺧﺎﺻﺔ أن ﻫﻨﺎك ﺗﺴﺎؤﻻت ﺣﻮل ﺗﺄﺛريه ﻋﲆ ﻣﻌﻮﻧﺔ اﻟﻀﻤﺎن اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻣﺜﻞ ﺗﺴﺪﻳﺪ ﻓﻮاﺗري اﻟﻜﻬﺮﺑﺎء. ﻧﺤﻦ ﻛﺴﻌﻮدﻳني ﻧﻌﻲ ﻣﺎ ﺗﻮاﺟﻬﻪ اﻟﺪوﻟﺔ وﻣﺎ ﻧﺘﻄﻠﻊ إﻟﻴﻪ ﻣﻌﻬﺎ، ﻟﻜﻦ ﻛﻠﻨﺎ ﻧﻌﻲ أﻫﻤﻴﺔ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﻫﺬه اﻟﻔﺌﺎت وﻣﺴﺎﻧﺪﺗﻬﺎ ﰲ ﻛﻞ اﻷﺣﻮال وﻣﻊ اﻟﻨﻤﻂ اﻻﺳﺘﻬﻼﻛﻲ اﻟﺠﺪﻳﺪ اﻷﻣﺮ أوﺟﺐ.

azza@alwatan.com.sa