Al-Watan (Saudi)

إﻳﺮان: ﺻﺮاع رؤوس اﻟﻬﺮم

ﺿﻤﻴﺮ ﻣﺘﺼﻞ

-

ﺑﻌﺪ أﺳﺒﻮع ﻣﻦ اﻟﻌﻨﻒ اﻟﺪاﻣﻲ ﰲ ﺛﻮرة ﻋﴩات املﺪن اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ، ﺗﻜﺎد ﺗﺒﺪو ﻟﻠﻤﺮاﻗﺐ ﻓﺮﺻﺔ أوﱃ ﻟﺘﺤﻠﻴﻞ اﻷﻫﺪاف واﻟﺪواﻓﻊ. ﺑﻜﻞ ﺗﺄﻛﻴﺪ ﻫﻲ اﺑﺘﺪأت ﻛﺜﻮرة ﺿﺪ اﻟﺠﻮع واﻟﻔﻘﺮ، وﻟﻜﻦ أﻳﻀﺎ ﺗﺤﻮﻟﺖ ﻟﺘﺘﺒﻠﻮر ﰲ ﺛﻨﺎﻳﺎﻫﺎ ﺻﻠﺐ أﻫﺪاف ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﺧﺎﻟﺼﺔ. ﻣﻦ وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮي اﻟﺨﺎﺻﺔ ﻓﺈن ﺟﺰءاً ﻛﺒرياً ﻣﻦ ﺣﺮﻛﺔ اﻟﺸﺎرع اﻹﻳﺮاﻧﻲ اﻟﺠﺎرﻓﺔ ﺗﻌﻜﺲ اﻧﻘﺴﺎﻣﺎت ﺣﺎدة ﺑني أﻃﺮاف رأس اﻟﻬﺮم اﻟﺴﻴﺎﳼ ﰲ ﻃﻬﺮان، وﻫﻢ ﰲ اﻟﻮاﻗﻊ رؤوس ﻛﺜﺮ. أﺳﻬﻢ ﰲ ذﻟﻚ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺑﻨﺎء اﻟﱰﻛﻴﺒﺔ اﻟﺒريوﻗﺮاﻃ­ﻴﺔ ملﻨﻈﻮﻣﺔ أرﻛﺎن اﻟﺤﻜﻢ اﻹﻳﺮاﻧﻲ. ﻳﺘﻜﻮن رأس اﻟﻬﺮم اﻟﺴﻴﺎﳼ ﰲ إﻳﺮان ﻣﻦ ﺳﺘﺔ أﺟﻨﺤﺔ وﻟﻜﻞ ﺟﻨﺎح ﻣﻨﻬﺎ درﺟﺎﺗﻪ ﻣﻦ اﻟﻨﻔﻮذ اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺘﻬﻚ وﺗﺘﻘﺎﻃﻊ ﰲ ذات ﻣﺴﺎﺣﺎت اﻷﺟﻨﺤﺔ املﺮادﻓﺔ واملﻮازﻳﺔ. ﻫﻢ املﺮﺷﺪ اﻷﻋﲆ ورﺋﻴﺲ اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ وﻣﺼﻠﺤﺔ ﺗﺸﺨﻴﺺ اﻟﻨﻈﺎم وﻣﺠﻠﺲ اﻟﻨﻮاب واﻧﺘﻬﺎء ﺑﺎﻟﺤﺮس اﻟﺠﻤﻬﻮري ﺛﻢ اﻟﺠﻴﺶ اﻹﻳﺮاﻧﻲ. ﻫﺬا اﻷﻧﻤﻮذج ﻣﻦ ﺑﻨﺎء اﻹدارة اﻟﻌﻠﻴﺎ ﻟﻠﺪوﻟﺔ ﻻ ﻳﺤﺪث إﻻ ﰲ إﻳﺮان ﺑﻬﺬا اﻟﺘﻮزﻳﻊ اﻟﻌﺸﻮاﺋﻲ ﺟﺪاً ﻟﻠﺼﻼﺣﻴﺎت وﻣﺴﺎﺣﺔ اﻟﻨﻔﻮذ. ﺑﻨﻰ اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ ﻫﺬه اﻟﱰﻛﻴﺒﺔ املﺘﺪاﺧﻠﺔ رﺑﻤﺎ ﻷﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ اﻷﻧﺴﺐ ﰲ اﻷﻳﺎم اﻟﺒﻜﺮ ﻟﻠﺜﻮرة اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﺑﺎب اﺳﺘﺨﺪام ﻛﻞ ﺟﻨﺎح ﻟﻴﻜﻮن رﻗﻴﺒﺎ ﻣﺘﺴﻠﻄﺎً ﻋﲆ أي ﺟﻨﺢ أو ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﺗﻤﻠﻤﻞ ﻟﺒﻘﻴﺔ اﻷﺟﻨﺤﺔ. اﻟﺤﺮس اﻟﺜﻮري، ﻣﺜﻼ، ﻟﺘﺤﻴﻴﺪ اﻟﺠﻴﺶ، واملﺮﺷﺪ ﻟﻜﺒﺢ ﻣﻜﺎﻧﺔ رﺋﻴﺲ اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ، وﻣﺼﻠﺤﺔ ﺗﺸﺨﻴﺺ اﻟﻨﻈﺎم ﻻﺧﺘﻴﺎر أو ﻋﺰل اﻻﺛﻨني، واﻟﺜﻼﺛﺔ ﻋﲆ ﺣﺪ ﺳﻮاء ﻟﺴﺤﺐ ﺻﻼﺣﻴﺎت اﻟﱪملﺎن. وﺑﻌﺪ أرﺑﻌني ﺳﻨﺔ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﺸﻜﻞ اﻛﺘﺸﻒ اﻟﺸﻌﺐ اﻹﻳﺮاﻧﻲ أﻧﻪ املﻬﻤﻞ املﻨﴘ ﰲ آﺧﺮ ﻣﻠﻔﺎت اﻟﴫاع اﻟﻬﺮﻣﻲ ﺑني أﺟﻨﺤﺔ رأس اﻟﺴﻠﻄﺔ. اﻛﺘﺸﻒ أن ﻫﺬه اﻷﺟﻨﺤﺔ املﺘﻀﺎدة ﻻ ﻫﻢ ﻟﻬﺎ ﺳﻮى ﻣﻠﻔﺎت ﻣﺎ ﻛﺎن ﺧﺎرج اﻟﺨﺮﻳﻄﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ، إﺿﺎﻓﺔ إﱃ ﻗﺼﺔ املﻔﺎﻋﻼت اﻟﻨﻮوﻳﺔ. ﻣﻠﻔﺎن اﺳﺘﻨﺰﻓﺎ ﻣﻮارد إﻳﺮان املﺤﺪودة ﰲ اﻷﺻﻞ واﻟﺘﻲ ﺑﺎﻟﻜﺎد ﻻ ﺗﻔﻲ ﺑﺤﺎﺟﺎت ﺛﻤﺎﻧني ﻣﻠﻴﻮن ﻣﻮاﻃﻦ. اﻟﺨﻼﺻﺔ أن ﻣﺎ ﻳﺤﺪث اﻟﻴﻮم ﰲ إﻳﺮان ﰲ ﺟﺰء ﻣﻨﻪ ﺣﺮﻛﺔ اﺣﺘﺠﺎج ﺷﻌﺒﻴﺔ ﻏﺎﺿﺒﺔ، وﻟﻜﻨﻪ ﰲ ﺟﺰء ﻣﻬﻢ آﺧﺮ ﴏاع أﺟﻨﺤﺔ ﺣﻜﻢ، ﻻ أﺳﺘﺒﻌﺪ ﻋﲆ اﻹﻃﻼق، ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻣﺴﺆول ﻋﻦ ﺗﺤﺮﻳﻚ ﻫﺬه املﻈﺎﻫﺮات وﻋﻦ اﻟﺪﻓﻊ ﺑﻬﺎ ﻣﻦ أﺟﻞ إﻋﺎدة ﺗﺮﺗﻴﺐ ﺷﺒﻜﺔ اﻟﻨﻔﻮذ. ﻫﻨﺎك ﳾء ﻣﺎ، ﻣﺎ ﺑني املﺮﺷﺪ ورﺋﻴﺲ اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ، وﻣﺜﻠﻤﺎ ﻳﺒﺪو ﺟﻠﻴﺎ إﺣﺠﺎم ﻣﻦ اﻟﺤﺮس اﻟﺜﻮري ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻧﻠﻤﺲ ﻏﻴﺎﺑﺎً ﻣﺘﻌﻤﺪاً ﻟﻠﺠﻴﺶ اﻹﻳﺮاﻧﻲ.

almosa@alwatan.com.sa

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia