ﻻ ﺗﻜﻦ ﺟﴪا ﻟﻌﺒﻮر اﻵﺧﺮﻳﻦ

ﻻ ﻳﻨﻜﺮ أﺣﺪ ﻣﺪى أﻫﻤﻴﺔ ﻣﺎ أﺣﺪﺛﺘﻪ وﺳﺎﺋﻞ اﻟﺘﻮاﺻﻞ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﰲ اﻟﻌﺎﻟﻢ أﺟﻤﻊ ﻣﻦ ﻧﻘﻠﺔ ﻧﻮﻋﻴﺔ ﰲ ﻛﺎﻓﺔ املﺠﺎﻻت، وﻻﺷﻚ أن ﻟﻬﺎ إﻳﺠﺎﺑﻴﺎت ﻛﺜرية ملﻦ ﻳﺴﺘﻐﻠﻬﺎ اﻻﺳﺘﻐﻼل اﻷﻣﺜﻞ، واﻟﻌﻜﺲ ﺻﺤﻴﺢ، ﻓﻬﻨﺎك ﺳﻠﺒﻴﺎت ﻛﺒرية وﻛﺜرية، وﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻓﻘﺪ ﺗﺘﻐﻠﺐ ﰲ أﺣﺎﻳني ﻛﺜرية اﻟﺴﻠﺒﻴﺎت ﻋﲆ اﻹﻳﺠﺎﺑﻴﺎت ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﻐﺮﻳﺎﺗﻬﺎ، وﻟﻌﻞ ﻣﺎ ﻳﺪار ﻣﻦ ﺧﻼل وﺳﺎﺋﻞ اﻟﺘﻮاﺻﻞ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ )ﻓﻴﺴﺒﻮك وﺗﻮﻳﱰ وواﺗﺲ وﻏريﻫﺎ( ﻳﺜري ﻗﻠﻘﺎ ﻛﺒريا ﻟﺪى اﻟﺒﻌﺾ ﻣﻦ ﻣﺴﺘﺨﺪﻣﻴﻬﺎ.

وأﻛﱪ ﺳﻠﺒﻴﺔ ﺗﻮاﺟﻪ املﺴﺘﺨﺪم ﻫﻲ ﻛﺜﺮة اﻹﺷﺎﻋﺎت املﻜﺘﻮﺑﺔ أو املﺼﻮرة ﺛﺎﺑﺘﺔ ﻛﺎﻧﺖ أم ﻣﺘﺤﺮﻛﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺪاول ﺑني املﺴﺘﺨﺪﻣني وﺑﴩاﻫﺔ، وﻣﻦ املﺆﺳﻒ أﻧﻬﺎ ﺗﻤﺮ ﻋﲆ اﻟﻮاﺣﺪ ﻣﻨﺎ، ورﺑﻤﺎ ﻳﺜﻖ ﺑﻤﺮﺳﻠﻬﺎ وﻳﺼﺪﻗﻬﺎ، واﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﲆ ذﻟﻚ اﻟﺘﺴﺎﺑﻖ ﻋﲆ ﻧﴩﻫﺎ ﰲ ﻣﺠﻤﻮﻋﺎت أﺧﺮى، وﻛﺄن اﻷﻣﺮ ﻻ ﻳﻌﻨﻴﻪ رﻏﻢ أن ﻣﻌﻈﻢ ﻣﺎ ﻳﺘﻢ ﺗﺪاوﻟﻪ ﻟﻸﺳﻒ اﻟﺸﺪﻳﺪ ﻗﺪ ﻳﻜﻮن إﺷﺎﻋﺔ وﻻ أﺳﺎس ﻟﻪ وﻻ ﻳﻤﺖ إﱃ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺑﺼﻠﺔ، وﻧﺤﻦ ﻛﺴﻌﻮدﻳني ﻧﺪرك ذﻟﻚ ﺟﻴﺪا، وإذا ﻛﻨﺎ ﻻ ﻧﺪرك ﻓﻴﺠﺐ أن ﻧﺪرك أن ﻫﻨﺎك ﻣﻐﺮﺿني ﻛﺜﺮا ﰲ اﻟﺪاﺧﻞ واﻟﺨﺎرج، ﻫﺪﻓﻬﻢ ﺑﺚ ﺳﻤﻮﻣﻬﻢ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﺎ ﻳﺘﻢ ﺗﺼﻤﻴﻤﻪ وإرﺳﺎﻟﻪ ﺛﻢ ﺗﺪاوﻟﻪ.

وﻣﻦ املﺆﺳﻒ أﻳﻀﺎ أن ﻛﺜريا ﻣﻤﻦ ﻳﻨﻘﻞ ﻟﻚ ﻫﺬه اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ وﻳﻀﻌﻬﺎ أﻣﺎﻣﻚ ﻣﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﻛﻨﺖ وﻣﺎزﻟﺖ ﺗﻌﺘﻘﺪ أﻧﻬﻢ ﻣﻤﻦ ﻳﺘﻤﺘﻌﻮن ﺑﻮﻋﻲ وإدراك ﻛﺎف ﻋﻤﺎ ﻳﺤﺎك ﺿﺪﻧﺎ وﺿﺪ وﻃﻨﻨﺎ. إن وﻃﻨﻨﺎ أﻣﺎﻧﺔ ﰲ أﻋﻨﺎﻗﻨﺎ، وإن ﺗﺪاوﻟﻨﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻗﺮوﺑﺎﺗﻨﺎ ﻹﺷﺎﻋﺎت ﻻ أﺳﺎس ﻟﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﺼﺤﺔ، وﻣﺼﺎدرﻫﺎ ﻏري ﻣﻮﺛﻘﺔ ﻫﻮ ﺗﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﻗﻴﻤﺘﻨﺎ وﻋﻘﻮﻟﻨﺎ وأﻓﻜﺎرﻧﺎ، ﻓﺎﻟﻴﻮم أﺻﺒﺢ اﻟﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ أي ﻣﻌﻠﻮﻣﺔ ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺳﻬﻼ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ وﻻ ﺻﻌﻮﺑﺔ ﻓﻴﻪ، وﻟﻜﻨﻨﺎ وﰲ أﺣﺎﻳني ﻛﺜرية ﻳﻐﻠﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ اﻟﺘﴪع وﻋﺪم اﻟﱰﻛﻴﺰ رﻏﻢ أن ﻣﻌﻈﻢ ﻫﺬه اﻹﺷﺎﻋﺎت ﺗﴬ ﺑﺄﻧﻔﺴﻨﺎ ﺛﻢ ﺑﻤﺠﺘﻤﻌﻨﺎ ﻧﺎﻫﻴﻚ ﻋﻦ وﻃﻨﻨﺎ، إن اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻜﺘﺒﻬﺎ أو ﺗﻨﻘﻠﻬﺎ أو ﺗﻤﺮرﻫﺎ ﺗﻌﱪ ﻋﻦ ذاﺗﻚ وﻓﻜﺮك وﻗﻨﺎﻋﺘﻚ، وﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﺣﺮي ﺑﻚ أن ﺗﺮﻛﺰ ﻓﻴﻤﺎ ﺗﻜﺘﺐ أو ﺗﺮﺳﻞ.

أﺟﺰم أن اﻟﻜﺜري ﻣﻨﺎ ﻗﺪ ﻳﻌﻠﻢ أن ﻣﻌﻈﻢ ﻣﺎ ﻳﺘﻢ ﺗﺪاوﻟﻪ ﰲ ﻣﻌﻈﻢ اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ وﻻﺳﻴﻤﺎ اﻟﺘﻲ ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﻣﺼﺪر ﻣﻮﺛﻮق ﻻ أﺳﺎس ﻟﻪ ﻣﻦ اﻟﺼﺤﺔ، وﻫﺬا ﺑﺪﻳﻬﻲ دون اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻣﺼﺪاﻗﻴﺘﻪ، ﻓﻤﺎ ﺑﺎﻟﻚ إذا ﻛﺎن ﻫﺬا املﺘﺪاول ﻳﴘء ﻟﻚ أو ملﺠﺘﻤﻌﻚ أو ﻟﻮﻃﻨﻚ، إﻧﻨﺎ ﻻ ﻧﺸﻚ ﰲ اﻟﻮﻋﻲ واﻹدارة اﻟﺬي ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﻪ اﻹﻧﺴﺎن اﻟﺴﻌﻮدي، وﻟﻜﻦ اﻟﺒﻌﺾ ﻳﻨﻘﻞ ﺗﻠﻚ املﻌﻠﻮﻣﺎت ﻣﻦ ﺑﺎب )اﻟﺴﺒﻖ أو اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل أو اﻟﻔﻜﺎﻫﺔ(، وﻫﺬا أﻣﺮ ﻻ ﻳﺠﺐ أن ﻳﻜﻮن، إن اﻟﺠﻤﻴﻊ ﻳﻌﻠﻢ أن ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻷﻣﻮر ﻗﺪ ﻳﻘﻠﻞ ﻣﻦ ﺷﺄن اﻟﺸﺨﺺ ﻟﻨﻔﺴﻪ وملﺠﺘﻤﻌﻪ، ﻓﻤﺎ ﺑﺎﻟﻚ إذا وﺻﻞ اﻷﻣﺮ إﱃ ﺑﻠﺪه، وﺗﺆﻛﺪ اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﺣﺼﺎﺋﻴﺔ أن أﻛﺜﺮ ﻣﺴﺘﺨﺪﻣﻲ وﺳﺎﺋﻞ اﻟﺘﻮاﺻﻞ )ﻓﻴﺴﺒﻮك وﺗﻮﻳﱰ وواﺗﺲ...إﻟﺦ( ﻫﻢ اﻟﺴﻌﻮدﻳﻮن، وﻫﺬا أﻣﺮ ﻃﻴﺐ إﻻ أﻧﻨﺎ ﻧﺘﻄﻠﻊ أن ﻳﻜﻮن ﺳﺒﻘﻨﺎ أو ﻛﺜﺮﺗﻨﺎ ﰲ اﺳﺘﺨﺪام ﻫﺬه اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﻫﻮ ﰲ اﻻﺳﺘﺨﺪام اﻷﻣﺜﻞ وﻟﻴﺲ ﻟﻠﺴﻠﺒﻲ.

وﻣﻦ املﺆﻟﻢ أﻳﻀﺎ أن ﻫﻨﺎك ﺗﺪاوﻻ ﻟﺼﻮر أو ﻓﻴﺪﻳﻮﻫﺎت أو ﻣﻘﺎﻃﻊ ﻟﺤﻮادث أو ﻷﺣﺪاث ﻗﺪ ﻧﴘء ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻷﺷﺨﺎص أو ﻷﻧﻔﺴﻨﺎ أو وﻃﻨﻨﺎ، ورﺑﻤﺎ ﻧﻘﻠﻨﺎﻫﺎ ﻣﻦ ﺣﺴﻦ ﻧﻴﺔ، وﻟﻜﻦ ﻗﺪ ﻳﺴﺘﺨﺪﻣﻬﺎ آﺧﺮون ﻟﻠﻮﺻﻮل إﱃ ﻣﺂرب أﺧﺮى ﻗﺪ ﺗﴬ ﺑﻨﺎ أو ﺑﺄﻣﻦ وﻃﻨﻨﺎ، إﻧﻨﻲ أﻋﻠﻢ ﻳﻘﻴﻨﺎ أن ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻷﻣﻮر ﻻ ﺗﻐﻴﺐ ﻋﻦ أﺣﺪ، إﻻ أﻧﻨﻲ أوردﻫﺎ ﻣﻦ ﺑﺎب اﻟﺘﺬﻛري، ﻷﻧﻨﺎ ﻧﻤﺜﻞ اﻟﺨﻂ اﻷول ﻟﺤﻤﺎﻳﺔ وﻃﻨﻨﺎ ﻣﻦ أي داﺧﻞ ﻋﻠﻴﻪ أو ﻣﻦ ﻳﺴﺘﻘﻞ ﻣﺎ ﻧﺘﺪاوﻟﻪ ﻟﻺﴐار ِﺑﻨَﺎ، ﻓﻬﻞ ﻧﻌﻴﺪ اﻟﻨﻈﺮ ﻓﻴﻤﺎ ﻧﺘﺪاوﻟﻪ ﰲ ﻛﺎﻓﺔ وﺳﺎﺋﻞ اﻟﺘﻮاﺻﻞ وﻧﻤﻌﻦ اﻟﻨﻈﺮ واﻟﺘﻔﻜري ﻣﻦ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﺠﻮاﻧﺐ ﻟﻨﺼﻞ إﱃ اﻟﻔﺎﺋﺪة املﺮﺟﻮة، وﻧﺜﺒﺖ ﻷﻧﻔﺴﻨﺎ وﻟﻠﻌﺎﻟﻢ أﺟﻤﻊ أﻧﻨﺎ ﻧﺘﻤﺘﻊ ﺑﻮﻋﻲ وإدراك وﺑﺪرﺟﺎت ﻋﺎﻟﻴﺔ، وأﻧﻨﺎ ﻟﻦ ﻧﺴﻤﺢ ﻷﺣﺪ أن ﻳﺴﺘﺨﺪﻣﻨﺎ ﻛﺠﴪ ﻋﺒﻮر ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻣﺂرﺑﻪ، دﻣﺘﻢ ﺑﺨري، ودام وﻃﻨﻨﺎ ﰲ ﻋﺰ وﻧﻤﺎء وﺗﻘﺪم وازدﻫﺎر.