ﻗﻨﺎة اﻟﻨﻌﺎﻣﺔ

ﻻ أﻋﻠﻢ إﱃ أي ﻣﺪى ﻣﻦ اﻟﻜﺬب واﻟﻨﻔﺎق واﻟﺮﻳﺎء ﰲ ﻗﻨﺎة اﻟﺠﺰﻳﺮة، ﺗﻠﻚ اﻟﻘﻨﺎة اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺒﺒﺖ ﰲ ﻧﴩ اﻟﻔﻮﴇ ﻋﲆ املﺴﺘﻮى اﻟﻌﺮﺑﻲ، ﻓﺒﻌﻔﻮﻳﺔ ﻛﻨﺖ أﺗﺤﺪث ﻋﻦ ﺣﺎﱄ وﺣﺎل أوﻻدي ﻟﺸﻴﻮخ اﻟﻘﺒﻴﻠﺔ وأﻧﺎﺷﺪﻫﻢ ﰲ ﻣﻘﻄﻊ ﺟﻌﻠﺖ ﻣﻨﻪ ﻗﻨﺎة اﻟﺠﺰﻳﺮة ﺟﺮﻳﻤﺔ، إﻧﻨﻲ ﺣني ﺗﺤﺪﺛﺖ ﻋﻦ ﺣﺎﱄ ﻓﺄﻧﺎ ﻣﻦ اﻟﻘﺒﺎﺋﻞ اﻟﺬﻳﻦ ﻟﻬﻢ ﻣﻌﺎﻣﻼت ﻋﺎﻟﻘﺔ ﰲ اﻷﺣﻮال املﺪﻧﻴﺔ، وأﻋﻴﺶ ﺣﻴﺎة رﻏﺪة ﰲ املﻤﻠﻜﺔ وﰲ ﻇﻞ ﺧﺎدم اﻟﺤﺮﻣني اﻟﴩﻳﻔني ووﱄ ﻋﻬﺪه اﻷﻣني.

ﻟﻜﻦ ﻻ ذﻧﺐ ﻟﻠﻌﻨﺐ ﺑﻤﺎ ﻳﻔﻌﻠﻪ اﻟﺨﻤﺮ، وﻫﺬا ﻟﻴﺲ ﺑﺠﺪﻳﺪ ﻋﲆ ﻗﻨﺎة اﻟﺰﻳﻒ واﻟﺮﻳﺎء واﻟﻜﺬب واﻻﻓﱰاء، ﻓﻘﺪ أﺧﺬت ﻣﻦ ﻛﻼﻣﻲ ﻛﺄﻧﻲ أﻫﺎﺟﻢ وﻃﻨﻲ اﻟﺬي أداﻓﻊ ﻋﻨﻪ ﰲ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﻘﺎﻻﺗﻲ، أﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﺑﺎﻟﻐﺮﻳﺐ ﻋﲆ ﻗﻨﺎة راﻋﻴﺔ ﻟﻺرﻫﺎب وﻣﻮاﻟﻴﺔ ﻟﻺﻳﺮاﻧﻴني أن ﺗﻘﻮل ﻫﺬا وأﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻫﺬا، وﻻ ﻳﺴﻌﻨﻲ إﻻ أن أﻗﻮل ﺣﺴﺒﻲ اﻟﻠﻪ وﻛﻔﻰ.

اﻟﺨﻼﺻﺔ، ﻫﻨﺎك ﻳﺪ ﺧﻔﻴﺔ ﺗﻌﻤﻞ ﺑﺼﻮرة ﻣﻮﺟﻬﺔ ﻋﲆ ﺗﺨﺮﻳﺐ ﺻﻒ اﻟﻮﺣﺪة ﰲ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻛﻞ اﻟﻘﻨﻮات املﺘﺎﺣﺔ، أﻣﺜﺎل ﻗﻨﺎة اﻟﺠﺰﻳﺮة اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺤﺪث ﺑﺎﺳﻢ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﻘﻄﺮﻳﺔ اﻟﺘﻲ أﺻﺒﺤﺖ وراء اﻹرﻫﺎب وﺳﻔﻚ اﻟﺪﻣﺎء ﰲ اﻟﻌﺎﻟﻢ أﺟﻤﻊ ﻟﺘﻠﺘﺤﻖ ﺑﺎﻟﺪوﻟﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ﺣﻠﻴﻔﺘﻬﺎ، وﻻﺑﺪ ﻣﻦ أن ﺗﺪرك اﻟﺪوﻳﻠﺔ اﻟﻘﻄﺮﻳﺔ ﺟﻴﺪاً أﻧﻬﺎ ﺗﻐﺮد ﺣﺎﻟﻴﺎ ﺧﺎرج اﻟﴪب، وﻟﻦ ﻳﺴﻌﻔﻬﺎ ﻋﲆ املﺪى اﻟﻄﻮﻳﻞ، وﻻ ﺑﺪ أن ﺗﺪرك أن ﺧﻄﻮط اﻻﺗﺼﺎل ﻣﻊ اﻹﻳﺮاﻧﻴني ﻟﻴﺴﺖ اﻟﺤﻞ ﻟﻌﻼج اﻷزﻣﺎت ﻣﻊ اﻟﺪول اﻟﺸﻘﻴﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﻠﻖ إﻻ اﻟﻐﺪر ﻣﻨﻬﺎ.

أﺻﺒﺢ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻳﺪرك ﺟﻴﺪا أن وراء اﻹرﻫﺎب ﰲ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺪول اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺗﻠﻚ اﻟﺪوﻳﻠﺔ اﻟﻘﻄﺮﻳﺔ وﺣﻜﻮﻣﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﺪﻋﻴﻤﻬﺎ ﻟﻺرﻫﺎب ﺑﺎملﺎل، واﺣﺘﻀﺎﻧﻬﺎ ﻟﺠﻤﻴﻊ اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻟﺘﺨﺮﻳﺒﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻧﺮاﻫﺎ ﰲ اﻟﺪول، واﻟﺘﻲ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﰲ ﻧﴩ اﻟﻔﺘﻦ وزﻋﺰﻋﺔ اﻷﻣﻦ وﺳﻔﻚ اﻟﺪﻣﺎء وﻏريﻫﺎ ﻣﻦ اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻟﻼإﻧﺴﺎﻧﻴﺔ.

ﺗﺴﺘﺨﺪم اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﻘﻄﺮﻳﺔ ﻗﻨﺎة اﻟﺠﺰﻳﺮة ﻻﻧﺘﻬﺎك ﻛﻞ ﻣﻦ ﻳﺨﺎﻟﻒ ﺳﻴﺎﺳﺎت ﻗﻄﺮ اﻹرﻫﺎﺑﻴﺔ، ﻛﺄداة ﺗﺤﺮﻳﺾ ﻟﻔﺮض ﺳﻴﺎﺳﺎت ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻋﲆ املﻨﻄﻘﺔ، ﺑﻐﻴﺔ ﻣﻨﺢ اﻟﺪوﻟﺔ ﺣﺠﻤﺎ أﻛﱪ ﻣﻨﻬﺎ، وﻟﻜﻦ ﻓﺸﻠﺖ اﻟﺪوﻟﺔ اﻹرﻫﺎﺑﻴﺔ، واﺳﺘﻔﺮدت ﺑﻤﻬﻤﺔ دﻋﻢ اﻟﺘﻨﻈﻴﻤﺎت اﻹرﻫﺎﺑﻴﺔ ﰲ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻌﺮﺑﻲ، ﺑﻞ وﻟﻢ ﻳﺴﻠﻢ ﻣﻨﻬﺎ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻐﺮﺑﻲ.

إﻧﻨﻲ أﺗﻮﺟﻪ إﻟﻴﻜﻢ ﻳﺎ ﻣﻦ ﺗﺪﻋﻤﻮن اﻹرﻫﺎب، وأﻗﻮل ﻟﻜﻢ اﻋﻠﻤﻮا ﺟﻴﺪا أﻧﻜﻢ ﻟﻢ وﻟﻦ ﺗﺴﺘﻄﻴﻌﻮا اﻟﻌﺒﺚ ﺑﺄﻣﻦ املﻤﻠﻜﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﴫﻳﺤﺎﺗﻜﻢ اﻟﻜﺎذﺑﺔ املﻔﱪﻛﺔ، ﻓﺎﻟﺠﻤﻴﻊ ﻳﻌﻠﻢ أﻧﻜﻢ ﺗﺤﺎوﻟﻮن ﺗﻐﻴري اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ وﺗﺰﻳﻴﻔﻬﺎ، إﻧﻨﺎ ﻧﺤﻦ اﻟﺸﻌﺐ اﻟﺴﻌﻮدي ﻳﺪ واﺣﺪة، ﺟﺪار ﻻ ﻳﻤﻜﻦ اﺧﱰاﻗﻪ، وﻣﻦ ﻳﻔﻜﺮ ﺑﻐري ذﻟﻚ ﻓﻬﻮ واﻫﻢ. إﻧﻨﺎ ﻧﻌﻴﺶ ﺗﺤﺖ ﻇﻞ وﻻة أﻣﺮ ﻻ ﻳﺤﻜﻤﻮن إﻻ ﺑﻜﺘﺎب اﻟﻠﻪ وﺳﻨﺔ رﺳﻮﻟﻪ، ﻻ ﺑﺎﻟﻘﻤﻊ اﻟﺬي ﺗﺤﻜﻢ ﺑﻪ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﺼﻐرية ﺷﻌﺒﻬﺎ، وﻟﻌﲇ أذﻛﺮﻛﻢ ﺑﻘﻮل املﻠﻚ ﻋﺒﺪاﻟﻌﺰﻳﺰ رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ »ﻣﻦ اﺗﺨﺬ اﻟﺪﻳﻦ ﻧﱪاﺳﺎ ﻟﻪ، أﻋﺎﻧﻪ اﻟﻠﻪ، وﻣﻦ ﺗﺮﻛﻪ ﺧﻠﻒ ﻇﻬﺮه، ﺧﺬﻟﻪ اﻟﻠﻪ«. ﺣﻔﻆ اﻟﻠﻪ وﻻة أﻣﻮرﻧﺎ، وﻛﻔﺎﻧﺎ ﴍور ﻣﻦ ﻳﺴﻌﻰ ﰲ اﻷرض ﻓﺴﺎدا.

وأﺧريا اﻋﻠﻤﻮا أﻧﻜﻢ ﺗﺴﻌﻮن أن ﺗﺘﺨﺬوا ﺣﺠﻤﺎ أﻛﱪ ﻣﻦ ﺣﺠﻤﻜﻢ اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ، ﻓﺄﻧﺘﻢ ﺻﻐﺎر ﺟﺪا، واﻟﻌﺎﻟﻢ ﻳﻌﻠﻢ ﺟﻴﺪا، ﺣﺘﻰ إﻧﻜﻢ ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻌﻮن ﺣﻤﺎﻳﺔ أﻧﻔﺴﻜﻢ، واﻟﺪﻟﻴﻞ ﻫﻮ اﻟﻮﺟﻮد اﻟﱰﻛﻲ واﻹﻳﺮاﻧﻲ ﻋﲆ اﻷراﴈ اﻟﻘﻄﺮﻳﺔ، ﻓﻠَﻢ ﻫﺬا اﻟﻮﺟﻮد؟.

ﻓﻜﻔﺎﻛﻢ ﻛﺬﺑﺎ وﺗﺪﻟﻴﺴﺎ، وإﺛﺎرة ﻟﻠﺮأي اﻟﻌﺎم ﺑﺎﻟﻨﻔﺎق وﺑﺎﻷﺧﺒﺎر اﻟﻜﺎذﺑﺔ وﺑﺈﺧﻔﺎء اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ وﺗﺤﺮﻳﻔﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﻘﻌﺪ ﺻﺪق إﱃ ﻣﻘﻌﺪ ﻛﺬب.

ﺣﻔﻆ اﻟﻠﻪ وﻻة أﻣﻮرﻧﺎ واملﻤﻠﻜﺔ وﺷﻌﺒﻬﺎ واﻟﻌﺎﻟﻢ اﻹﺳﻼﻣﻲ.