ﺣﻠﻘﺎت أﺧﺮى ﻟﻠﻔﺴﺎد
اﻟﻔﺴﺎد ﻋﺎﻣﻞ ﻫﺪم ملﺠﺮﻳﺎت اﻟﺤﻴﺎة اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ، وﻣﻨﻐﺺ ﻻﺳﺘﻘﺎﻣﺔ اﻷﻣﻮر ﻋﲆ اﻟﻮﺟﻪ اﻟﺬي ﻳﺮﴈ اﻟﻠﻪ، وﻟﻘﺪ ﻗﺎﻣﺖ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺧﺎدم اﻟﺤﺮﻣني اﻟﴩﻳﻔني املﻠﻚ ﺳﻠﻤﺎن ووﱄ ﻋﻬﺪه اﻷﻣني ﺣﻔﻈﻬﻤﺎ اﻟﻠﻪ ﺑﺈﻋﻼن اﻟﺤﺮب ﻋﲆ املﻔﺴﺪﻳﻦ وﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ ﺑﺎﻟﻔﺴﺎد، ﻗﻨﺎﻋﺔ ﻣﻨﻬﻢ ﺑﺄن اﻷﻣﻮر ﻟﻦ ﺗﺴري ﻋﲆ اﻻﺗﺠﺎه اﻟﺼﺤﻴﺢ إﻻ ﺑﺎﺟﺘﺜﺎث آﻓﺔ اﻟﻔﺴﺎد، ﻷﻧﻪ ﺑﺎﺧﺘﺼﺎر ﺿﺪ أي ﻧﻤﻮ أو ﺗﻘﺪم أو ﻃﻤﻮح ﻳﺼﺐ ﰲ ﺧﺪﻣﺔ اﻟﻮﻃﻦ واملﻮاﻃﻨني.
ﻧﺘﺞ ﻋﻦ ﺟﻬﻮد املﻠﻚ ووﱄ ﻋﻬﺪه إﻋﺎدة ﻣﻠﻴﺎرات اﻟﺮﻳﺎﻻت إﱃ ﺧﺰﻳﻨﺔ اﻟﺪوﻟﺔ وﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﺳﺘﺼﺐ ﰲ ﺻﺎﻟﺢ اﻟﻮﻃﻦ واملﻮاﻃﻦ، اﻟﻠﺬﻳﻦ ﻳﻨﺘﻈﺮاﻧﻬﺎ ﻟﻠﺒﻨﺎء واﻟﺘﻄﻮر ﰲ اﻟﻘﺮﻳﺐ اﻟﻌﺎﺟﻞ.
ﻣﺤﺎرﺑﺔ اﻟﻔﺴﺎد ﺑﺪأ ﺑﻬﺎ املﻠﻚ ﺳﻠﻤﺎن ﺣﻔﻈﻪ اﻟﻠﻪ ووﱄ ﻋﻬﺪه اﻷﻣني ﻟﺘﺼﺤﻴﺢ ﻣﺴﺎر اﻟﺪوﻟﺔ ﺑﺄﻛﻤﻠﻬﺎ ووﺿﻌﻬﺎ ﻋﲆ اﻻﺗﺠﺎه اﻟﺼﺤﻴﺢ، ﻣﻦ أﻋﲆ اﻟﻬﺮم، ﻓﻴﺠﺐ ﻋﲆ املﻮاﻃﻦ اﻟﺪور املﻬﻢ ﰲ اﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ أي ﺻﻮرة ﻣﻦ ﺻﻮر اﻟﻔﺴﺎد إن ﻛﺎن ﻳﻤﺎرﺳﻬﺎ ﺑﻘﺼﺪ أو دون ﻗﺼﺪ.. ﺗﻮﺟﺪ ﺣﻠﻘﺎت وﺻﻮر ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻟﻠﻔﺴﺎد ﰲ اﻟﺤﻴﺎة ﺳﺄذﻛﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻌﺎﻣﻠني ﰲ اﻟﻘﻄﺎع اﻟﻌﺎم واﻟﺨﺎص ﺑﻜﺎﻓﺔ املﺠﺎﻻت واﻟﺘﺨﺼﺼﺎت، وﻫﻢ ﻣﺆﺗﻤﻨﻮن ﻋﲆ أداء ﻣﻬﻤﺎﺗﻬﻢ، ﺑﻞ واﻟﺒﻌﺾ ﻗﺪ أدى اﻟﻘﺴﻢ ﻋﲆ أن ﻳﺆدي ﻋﻤﻠﻪ ﺑﺄﻣﺎﻧﺔ وﺻﺪق وإﺧﻼص، ﻓﺈذا ﻛﺎن ﻫﻨﺎك ﺗﻘﺼري وﻟﻢ ﻳﺆد أﺣﺪ ﻣﻦ ﻫﺆﻻء اﻟﻌﺎﻣﻠني واﺟﺒﻪ ﺑﺄﻣﺎﻧﺔ وإﺧﻼص وﻋﲆ اﻟﻮﺟﻪ املﻄﻠﻮب، ﺳﻮاء أﻛﺎن ذﻟﻚ اﻟﻌﻤﻞ ﺻﻐريا أو ﻛﺒريا، وﺳﻮاء أﻛﺎن ذﻟﻚ املﻮﻇﻒ ﺻﻐريا أو ﻛﺒريا.. ﻓﺘﻘﺼريه ﰲ ﻋﻤﻠﻪ ﺻﻮرة ﻣﻦ ﺻﻮر اﻟﻔﺴﺎد اﻟﺘﻲ ﻳﺠﺐ أن ﻳﺤﺎﺳﺐ اﻹﻧﺴﺎن ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻗﺒﻞ أن ﻳﺤﺎﺳﺒﻪ اﻵﺧﺮون.
ﻣﻦ ﺻﻮر اﻟﻔﺴﺎد ﰲ اﻟﺤﻴﺎة إﻫﻤﺎل رب اﻷﴎة ﻷﻓﺮاد أﴎﺗﻪ وﺗﺮك اﻟﺤﺒﻞ ﻋﲆ اﻟﻐﺎرب وﺟﻌﻞ أﺑﻨﺎﺋﻪ وﺑﻨﺎﺗﻪ ﰲ ﻣﻬﺐ اﻟﺮﻳﺢ دون رﻗﻴﺐ وﻻ ﺣﺴﻴﺐ، وﻣﺎ ﺗﺆول إﻟﻴﻪ اﻷﻣﻮر ﻣﻦ اﻧﺤﺮاﻓﺎت ﻋﻘﺎﺋﺪﻳﺔ أو ﺳﻠﻮﻛﻴﺔ أو أﺧﻼﻗﻴﺔ، وﻣﺎ ﻳﱰﺗﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ أﴐار ﺑﺎملﺠﺘﻤﻊ واﻟﻔﺮد واﻷﴎة واﻟﺪوﻟﺔ.
ﻧﺴﺄل اﻟﻠﻪ أن ﻳﻬﻴﺊ ﻷﺑﻨﺎء ﻫﺬا اﻟﻮﻃﻦ اﻟﻐﺎﱄ ﻣﻦ أﻣﺮﻫﻢ رﺷﺪا.