أﻛﻤﻠﻮﻫﺎ رﻋﺎﻛﻢ اﻟﻠﻪ

ﺑﺎدرة راﺋﻌﺔ اﻟﺘﻲ أﻃﻠﻘﻬﺎ املﺴﺘﺸﺎر ﺗﺮﻛﻲ ﺑﻦ ﻋﺒﺪاملﺤﺴﻦ آل اﻟﺸﻴﺦ، رﺋﻴﺲ اﻟﻬﻴﺌﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺮﻳﺎﺿﺔ، ﺑﺎﻟﺴﻤﺎح ملﻮاﻟﻴﺪ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ اﻟﺬﻳﻦ أﺑﴫوا اﻟﻨﻮر ﻓﻮق ﺗﺮاب ﻫﺬا اﻟﻮﻃﻦ، اﻟﻠﻌﺐ ﰲ اﻷﻧﺪﻳﺔ واملﺸﺎرﻛﺔ ﰲ دوري املﺤﱰﻓني اﻟﺴﻌﻮدي ﻟﻜﺮة اﻟﻘﺪم وﺑﺠﻤﻴﻊ اﻷﻟﻌﺎب، ﺑﻞ اﻻﺳﺘﻔﺎدة ﻣﻦ اﻟﺒﺎرزﻳﻦ واملﻮﻫﻮﺑني ﻣﻨﻬﻢ ﰲ املﻨﺘﺨﺒﺎت ﺑﻌﺪ ﺗﺠﻨﻴﺴﻬﻢ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ، وﺟﻤﻴﻞ ﺟﺪا أن ﻳﺠﺮي اﺳﺘﻘﺒﺎل أﻛﺜﺮ ﻣﻦ 8 آﻻف ﻣﻮﻫﻮب ﻣﻦ املﻮاﻟﻴﺪ ﺧﻼل أﻳﺎم ﻣﻌﺪودة، وأن ﻳﺠﺮي ﺗﻔﻌﻴﻞ اﻟﱪﻧﺎﻣﺞ ﺑﺸﻜﻞ أﻛﱪ ﺑﺎﻟﺘﻌﺎﻗﺪ ﻣﻊ ﺟﻬﺎز ﻓﻨﻲ ﻛﺮواﺗﻲ ﻳﴩف ﻋﲆ ﺗﺄﻫﻴﻠﻬﻢ واﻻﺳﺘﻔﺎدة ﻣﻨﻬﻢ.

ﻟﻘﺪ ﻓﺘﺤﺖ اﻟﻔﻜﺮة ﺑﺎب اﻷﻣﻞ أﻣﺎم آﻻف املﻮاﻟﻴﺪ اﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﻌﺮﻓﻮا وﻃﻨﺎ آﺧﺮ ﻏري اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ، ﻋﺎﺷﻮا وﺗﺮﻋﺮﻋﻮا ﻓﻴﻬﺎ، وﺑﺎت اﻧﺘﻤﺎؤﻫﻢ اﻷول واﻷﺧري ﻟﺒﻠﺪ اﻟﺤﺮﻣني اﻟﴩﻳﻔني، وﻟﻢ ﻳﺬﻫﺒﻮا إﱃ اﻟﺒﻼد اﻟﺘﻲ ﻳﻨﺘﺴﺒﻮن إﻟﻴﻬﺎ ﻋﲆ اﻟﻮرق ﻓﻘﻂ، أﻋﻄﺘﻬﻢ املﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺘﻔﺎؤل ﺑﺄن ﻳﻨﻈﺮ إﻟﻴﻬﻢ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ، وﻻ ﺗﺘﻢ ﻣﻌﺎﻣﻠﺘﻬﻢ ﰲ املﺴﺘﻘﺒﻞ ﻋﲆ أﻧﻬﻢ أﺟﺎﻧﺐ ﻻ ﺣﻘﻮق ﻟﻬﻢ، ﺑﻞ ﻋﻠﻴﻨﺎ أن ﻧﻌﻴﺪ اﻟﻨﻈﺮ ﰲ ﻗﻀﻴﺘﻬﻢ وﺗﻜﻮن أﺣﺪ اﻫﺘﻤﺎﻣﺎﺗﻨﺎ ﰲ اﻟﻔﱰة املﻘﺒﻠﺔ ﻟﻠﺤﻔﺎظ ﻋﲆ ﺗﺮاﺑﻂ املﺠﺘﻤﻊ اﻟﺴﻌﻮدي ووﺣﺪﺗﻪ.

ﻳﻨﺒﻐﻲ أن ﻧﻄﻮع اﻟﻘﻮاﻧني وﻧﺠﻌﻠﻬﺎ أﻛﺜﺮ ﻣﺮوﻧﺔ ﻻﺣﺘﻮاء إﺧﻮاﻧﻨﺎ ﰲ اﻟﺪﻳﻦ واﻟﺪم، ﺟرياﻧﻨﺎ ﰲ اﻟﺒﻴﺖ واﻟﺸﺎرع اﻟﺬﻳﻦ ﻧﺜﻖ ﰲ وﻻﺋﻬﻢ ﻟﻠﻘﻴﺎدة اﻟﺤﻜﻴﻤﺔ ﰲ ﻫﺬا اﻟﺒﻠﺪ، وﺣﺒﻬﻢ اﻟﻜﺒري ﻟﻬﺬا اﻟﻮﻃﻦ، وﻟﻴﺲ ﻟﺪﻳﻬﻢ أي ﺳﻮاﺑﻖ أو ﻣﺨﺎﻟﻔﺎت أو ﻗﻀﺎﻳﺎ، إذا ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻈﺮوف اﻷﻣﻨﻴﺔ ﺗﻤﻨﻌﻨﺎ ﻣﻦ ﻣﻨﺤﻬﻢ اﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﰲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺤﺎﱄ وﻓﻖ ﺿﻮاﺑﻂ وﴍوط ﻣﻌﻴﻨﺔ، ﻓﻤﻦ املﻤﻜﻦ ﻋﲆ اﻷﻗﻞ أن ﻧﻌﻔﻴﻬﻢ ﻣﻦ رﺳﻮم اﻟﺘﺎﺑﻌني واﻹﻗﺎﻣﺎت واﻷﻋﺒﺎء اﻟﻜﺜرية اﻟﺘﻲ ﺗﺜﻘﻞ ﻛﺎﻫﻠﻬﻢ.

ﻧﺘﻄﻠﻊ إﱃ ﻧﻈﺮة ﺣﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﻣﻠﻚ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ واﻟﺤﺰم، ﺳﻴﺪي ﺧﺎدم اﻟﺤﺮﻣني اﻟﴩﻳﻔني املﻠﻚ ﺳﻠﻤﺎن ﺑﻦ ﻋﺒﺪاﻟﻌﺰﻳﺰ -ﻳﺤﻔﻈﻪ اﻟﻠﻪ- ووﱄ ﻋﻬﺪه اﻷﻣني اﻷﻣري ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻤﺎن، ﺻﺎﺣﺐ املﺒﺎدرات اﻟﺸﺠﺎﻋﺔ واﻟﺠﺮﻳﺌﺔ، ﻣﺒﺎدرة إﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺗﺮﺳﻢ اﻻﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﻋﲆ اﻟﻮﺟﻮه املﻜﻠﻮﻣﺔ واﻟﺤﺰﻳﻨﺔ اﻟﺘﻲ أﻋﻴﺎﻫﺎ اﻟﺘﻌﺐ ﻣﻦ ﻛﺜﺮة اﻟﺸﻜﻮى واﻷﻧني، ﻻ ﺳﻴﻤﺎ أن اﻟﻜﺜريﻳﻦ ﻣﻨﻬﻢ ﻟﺪﻳﻪ ﻋﺪد ﻛﺒري ﻣﻦ اﻷوﻻد وﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻳﺪﻓﻊ رﺳﻮم اﻟﺘﺎﺑﻌني اﻟﺘﻲ ﺳﺘﺼﻞ ﰲ ﻣﻨﺘﺼﻒ اﻟﻌﺎم اﻟﺤﺎﱄ إﱃ 2400 رﻳﺎل ﻋﲆ اﻟﺸﺨﺺ اﻟﻮاﺣﺪ.

ﻟﻘﺪ ﻋﺎﺷﺖ ﻫﺬه اﻷرض اﻟﻄﺎﻫﺮة رﻣﺰا ﻟﻠﻮﻓﺎء واﻟﻌﻄﺎء واﻟﺘﺴﺎﻣﺢ ﻋﲆ ﻣﺪار ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ، واﻟﻜﺜريون ﻣﻨﺎ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻨﺴﻮا أن ﻣﻦ أﺳﻤﻴﻨﺎﻫﻢ أﺟﺎﻧﺐ ﻫﻢ ﴍﻛﺎء ﰲ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ، ﻣﻨﻬﻢ املﻌﻠﻤﻮن اﻟﺬﻳﻦ رﺳﻤﻮا ﺧﻄﻮاﺗﻨﺎ اﻷوﱃ ﻧـﺤﻮ اﻟﻄﺮﻳﻖ وﻟﻢ ﻳﺒﺨﻠﻮا ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺑﻌﻠﻤﻬﻢ وﺧﱪﺗﻬﻢ، اﻷﻃﺒﺎء اﻟﺬﻳﻦ ﻋﺎﻟﺠﻮﻧﺎ.. املﻬﻨﺪﺳﻮن اﻟﺬﻳﻦ ﺷﻴﺪوا ﻣﻨﺎزﻟﻨﺎ، املﺜﻘﻔﻮن واملﻔﻜﺮون اﻟﺬﻳﻦ ﺑﺜﻮا اﻟﺤﻴﺎة ﰲ ﻋﺮوق ﺟﺎﻣﻌﺎﺗﻨﺎ ﺑﺄﻓﻜﺎرﻫﻢ وﺷﻘﻮا ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺑﻤﺒﺎدراﺗﻬﻢ ورﻳﺎدﺗﻬﻢ، ﺣﺘﻰ اﻟﻌﻤﺎل اﻟﺒﺴﻄﺎء اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺼﻨﻌﻮن ﻟﻨﺎ اﻟﺨﺒﺰ، وﻳﺤﻤﻠﻮن ﻋﲆ أﻛﺘﺎﻓﻬﻢ »إﻛﺴري اﻟﺤﻴﺎة« املﻴﺎه، واﻟﻘﺎﺋﻤﻮن ﻋﲆ ﻧﻈﺎﻓﺔ ﺷﻮارﻋﻨﺎ وﻣﻨﺎزﻟﻨﺎ وﺗﺮﺗﻴﺐ ﻏﺮﻓﻨﺎ وأﻓﻜﺎرﻧﺎ.

ﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻧﻨﴗ أن ﻛﺜرياً ﻣﻦ اﻷﺟﺎﻧﺐ أو ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻮﻧﻬﻢ ﺑـ»اﻟﺒﺪون« ﺗﺮﻋﺮﻋﻮا وﻋﺎﺷﻮا وﺗﻌﻠﻤﻮا ﰲ ﻫﺬه اﻟﺒﻠﺪ املﻌﻄﺎء، وﻗﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎك دراﺳﺔ ملﺠﻠﺲ اﻟﺸﻮرى املﻮﻗﺮ ﻗﺒﻞ ﻋﺪة ﺳﻨﻮات ﺣﻮل إﻣﻜﺎﻧﻴﺔ إﻋﻄﺎء اﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ملﻦ وﻟﺪ وﻋﺎش ﺟﻞ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻋﲆ أرض املﻤﻠﻜﺔ، وﻟﻢ ﻳﺰر ﺑﻠﺪه وﻟﻴﺲ ﻟﻪ أﻗﺎرب ﻓﻴﻬﺎ، وﺟﺎء اﻟﻮﻗﺖ أن ﻧﻌﻴﺪ ﻓﺘﺢ ﻫﺬا املﻠﻒ ﰲ إﻃﺎر ﻣﻦ اﻟﺸﻔﺎﻓﻴﺔ واﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ. وﺑﻤﺎ ﻳﻌﻮد ﺑﺎﻟﺨري واﻟﻨﻔﻊ ﻋﲆ ﻫﺬا اﻟﻮﻃﻦ.

ﻟﻘﺪ ﻓﺘﺤﻨﺎ اﻟﺒﺎب ﰲ اﻟﺮﻳﺎﺿﺔ أﻣﺎم املﻮاﻟﻴﺪ ﻟﻴﺤﻤﻠﻮا ﺟﻨﺴﻴﺔ اﻟﻮﻃﻦ ﰲ ﻛﺮة اﻟﻘﺪم واﻷﻟﻌﺎب اﻷﺧﺮى. وﺑﺎت ﻣﻦ اﻷوﱃ أن ﻧﻀﻢ إﻟﻴﻬﻢ اﻟﻜﺜريﻳﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺨﺪﻣﻮن ﻫﺬا اﻟﻮﻃﻦ ﺑﺈﺧﻼص. أﻛﻤﻠﻮﻫﺎ رﻋﺎﻛﻢ اﻟﻠﻪ.