اﳌﻌﺎدﻟﺔ اﻟﺤﻴﺎﺗﻴﺔ

ﺗﺄﻣﻞ ﻣﻌﻲ ﻧﺘﻴﺠﺔ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟﺤﺴﺎﺑﻴﺔ ،(0=1+1) اﻟﻄﺎﻟﺐ ﰲ اﻟﺼﻔﻮف اﻷوﻟﻴﺔ ﻳﻌﻠﻢ أن ﻧﺎﺗﺞ ﻫﺬه املﻌﺎدﻟﺔ اﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺔ اﻟﺴﻬﻠﺔ ،(2) وﻟﻴﺲ ،(0) ﻫﺬا ﰲ ﺣﻘﻞ اﻟﺤﺴﺎﺑﺎت اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻘﺒﻞ اﻟﺰﻳﺎدة واﻟﻨﻘﺺ، وﻻ ﻳﺨﺘﻠﻒ اﺛﻨﺎن ﰲ ﺣﺎﺻﻞ اﻟﺠﻤﻊ ﻫﺬا، ﺣﺘﻰ اﻷﻣﻲ اﻟﺬي ﻟﻢ ﻳﻠﺞ دور اﻟﻌﻠﻢ ﻳﻌﻲ ذﻟﻚ ﺟﻴﺪا، ﻟﻜﻦ ﻫﺬه املﻌﺎدﻟﺔ ﺗﺼﺒﺢ ﺻﺤﻴﺤﺔ وﻣﻘﺒﻮﻟﺔ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﺗﺨﺮج ﻣﻦ ﻋﺎﻟﻢ اﻟﺤﺴﺎﺑﺎت املﻨﻄﻘﻴﺔ، إﱃ ﻋﺎﻟﻢ اﻟﺪﻧﻴﺎ وﺗﻘﻠﺒﺎﺗﻬﺎ، ﻓﺎملﺤﺼﻠﺔ اﻟﻨﻬﺎﺋﻴﺔ ﻗﺪ ﺗﺴﺎوي ،(0) وﻗﺪ ﺗﻜﻮن ،(22) وﻗﻠﻤﺎ ﺗﺼﺒﺢ ،(2) وﰲ أﺳﻮأ اﻟﺤﺎﻻت ﺗﺄﺗﻲ اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﺳﺎﻟﺒﺔ، وﺑﻤﻌﻨﻰ آﺧﺮ ﺑﻌﻴﺪا ﻋﻦ ﺗﻌﻘﻴﺪات املﻌﺎدﻻت، ﻣﻦ ﻳﺨﻄﻂ ﻷﻣﺮ وﻳﺴﻌﻰ ﻟﺘﺤﻘﻴﻘﻪ ﻫﻮ أﻣﺎم أرﺑﻊ اﺣﺘﻤﺎﻻت، أوﻟﻬﺎ: ﺣﺼﻮﻟﻪ ﻋﲆ ﻣﺮاده وﻣﻨﻴﺘﻪ ﻛﻤﺎ ﺗﻮﻗﻊ، وﺛﺎﻧﻲ اﻻﺣﺘﻤﺎﻻت: ﻋﺪم ﺣﺼﻮﻟﻪ ﻋﲆ ﳾء، أﻣﺎ اﻻﺣﺘﻤﺎل اﻟﺜﺎﻟﺚ: ﻓﻴﺘﻤﺜﻞ ﰲ وﺻﻮل ﻫﺬا اﻹﻧﺴﺎن ملﺴﺘﻮى ﻳﻔﻮق ﺗﻮﻗﻌﺎﺗﻪ ﺑﻜﺜري، واﻻﺣﺘﻤﺎل اﻷﺧري وﻫﻮ اﻷﺳﻮأ: ﺗﻌﺜﺮ اﻟﺨﻄﻂ واﻟﺪﺧﻮل ﰲ دواﻣﺔ ﻣﺸﺎﻛﻞ ﻻ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻟﻬﺎ.

وﺣﺘﻰ ﻳﺘﻀﺢ ﻣﺎ ﺳﺒﻖ ﻣﻦ ﴍح ﻧﺄﺧﺬ ﺑﻌﺾ اﻷﻣﺜﻠﺔ، ﺷﺨﺺ ﻣﺎ ﻳﺒﺪأ ﻣﴩوﻋﻪ اﻟﺘﺠﺎري، وﻫﺪﻓﻪ اﻟﺬي ﻳﺼﺒﻮ إﻟﻴﻪ اﻟﺮﺑﺢ املﺎدي، ﻟﻜﻨﻪ ﰲ ﻧﻬﺎﻳﺔ املﻄﺎف ﻳﺘﻌﺮض ﻟﺨﺴﺎﺋﺮ ﺗﺠﻌﻠﻪ ﻳﻌﺪل ﻋﻦ ﻣﴩوﻋﻪ وﻳﻐﻠﻖ أﺑﻮاﺑﻪ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺻﺪﻳﻘﻪ دﺧﻞ ذات املﴩوع وﺣﻘﻖ أرﺑﺎﺣﺎ ﻣﺎدﻳﺔ ﻛﺒرية، إذن اﻷﻫﺪاف ﻣﺘﺸﺎﺑﻬﺔ ﺑﻴﺪ أن اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﻣﺘﺒﺎﻳﻨﺔ، وﻗﺲ ﻋﲆ ذﻟﻚ، ﻃﺎﻟﺐ ﻳﺤﻠﻢ ﺑﺪراﺳﺔ ﺗﺨﺼﺺ ﻣﻌني ﻏري أن ﻇﺮوف اﻟﺤﻴﺎة ﺗﻘﻒ ﺣﺎﺋﻼ دوﻧﻪ، وﺻﺪﻳﻖ ﻳﺘﻤﻨﻰ اﻟﻌﻴﺶ ﻗﺮب ﺻﺪﻳﻖ اﻟﻌﻤﺮ، ﻟﻜﻦ اﻟﺤﻴﺎة ﻗﺪ ﺗﺒﻌﺪﻫﻤﺎ ﻋﻦ ﺑﻌﻀﻬﻤﺎ، وﺑﻤﻮاﺻﻠﺔ ﻃﺮح اﻷﻣﺜﻠﺔ ﻧﻘﻮل: ﻫﻨﺎك ﻣﻦ ﻳﻐﻴﺒﻬﻢ املﻮت ﻋﻨﺎ، ﻓﻴﺤﺪث ملﻌﺎدﻟﺘﻨﺎ اﻟﺤﻴﺎﺗﻴﺔ ﺧﻠﻞ ﻳﺤﻮل ﻣﻌﻄﻴﺎﺗﻬﺎ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺳﻠﺒﻴﺔ، وﺛﻤﺔ زوج أو زوﺟﺔ ﻛﺎن أﺣﺪﻫﻤﺎ ﻳﻌﺘﻘﺪ أن ﺣﻴﺎﺗﻪ اﻟﺰوﺟﻴﺔ ﺳﺘﻜﻮن ﺳﻌﻴﺪة، وﺑﻌﺪ ﺣني ﻳﺸﻌﺮ أن ﻳﻮﻣﻴﺎﺗﻪ أﺿﺤﺖ ﺟﺤﻴﻤﺎ ﻻ ﻳﻄﺎق، وﻋﲆ أي ﺣﺎل أي ﻣﴩوع ﰲ ﺣﻴﺎﺗﻚ ﻳﻔﺸﻞ دون أن ﻳﺪﺧﻠﻚ ﰲ ﺧﺴﺎﺋﺮ ﻓﻬﻮ ﻳﻤﺜﻞ ،(0=1+1) أﻣﺎ إذا أدى إﱃ ﺧﺴﺎﺋﺮ ﻣﺎدﻳﺔ أو ﻧﻔﺴﻴﺔ أو اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ أو ﻏري ذﻟﻚ ﻓﻤﻌﺎدﻟﺘﻪ ،(-22=1+1) وﰲ ﺣﺎل ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ (2=1+1) ﻓﺬاك ﻳﻌﻨﻲ أن اﻷﻣﺮ أﺗﺎك ﻛﻤﺎ أردت، وأﺧريا ﻣﻌﺎدﻟﺔ املﺤﻈﻮظ اﻟﺬي ﻳﺠﻨﻲ أﺿﻌﺎف ﻣﺎ ﺗﻤﻨﻰ ﻫﺬه ﺻﻴﻐﺘﻬﺎ (22=1+1) ﻻﺣﻆ اﻟﻔﺮق ﺑني ﻣﻌﺎدﻟﺔ اﻟﺴﻌﺎدة واﻟﺘﻌﺎﺳﺔ إﺷﺎرة ﺳﺎﻟﺐ .(-)

ﺧﺘﺎﻣﺎ، ﺣﺎول ﻗﺪر اﻹﻣﻜﺎن أن ﺗﻔﻜﺮ ﻣﻠﻴﺎ ﻗﺒﻞ اﻟﴩوع ﰲ أي ﺧﻄﻮة، وإذا ﻗﺮرت ﻓﺘﻮﻛﻞ ﻋﲆ اﻟﻠﻪ، وﺿﻊ ﰲ اﻟﺤﺴﺒﺎن أن ﺛﻤﺔ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺳﻮف ﺗﻈﻬﺮ أﻣﺎم ﻋﻴﻨﻴﻚ؛ ﻟﺬا ﻻ ﺗﻀﻊ ﰲ ﻃﺮف املﻌﺎدﻟﺔ اﻷﻳﻤﻦ أي ﻋﺎﻣﻞ ﻳﺤﺘﻤﻞ أﻧﻪ ﻳﺆﺛﺮ ﻋﲆ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ املﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﺳﻠﺒﻲ، واﻋﻠﻢ أن ﻣﻌﺎدﻟﺔ اﻟﺤﻴﺎة ﻳﺼﻌﺐ ﺟﻌﻞ ﻧﺘﻴﺠﺘﻬﺎ وﻓﻘﺎ ﻟﻬﻮاك وﻣﺮادك؛ وﻟﻬﺬا ﺗﺮى اﻟﻬﻤﻮم ﺗﻐﻠﻒ ﻣﺠﻤﻞ ﺣﻴﺎة اﺑﻦ آدم، ﻣﻬﻤﺎ ﺣﺎول اﻟﺘﻤﺮن ﻋﻠﻴﻬﺎ وإﺑﺪاء ﻋﻼﻣﺎت اﻟﻔﺮح أﻣﺎم ﻋﺎﻣﺔ اﻟﻨﺎس.