ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺗﺠﻨﺐ ﺧﻄﺄ أﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎن ﻓﻲ إﻓﺮﻳﻘﻴﺎ

ﺗﺴﺎءﻟﺖ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم »اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ« ﻟﻔﱰة وﺟﻴﺰة ﻋﻤﺎ ﺗﻘﻮم ﺑﻪ اﻟﻘﻮات اﻷﻣريﻛﻴﺔ ﰲ اﻟﻨﻴﺠﺮ ﰲ املﻘﺎم اﻷول. وﻗﺪ أﻋﻘﺐ ﻫﺬا اﻟﺘﺴﺎؤل ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ ﻣﺴﻴﺴﺔ ﺑﺸﺄن اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻨﺒﻐﻲ أو ﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ أن ﻳﺘﻌﺎﻣﻞ ﺑﻬﺎ اﻟﻘﺎﺋﺪ اﻟﻌﺎم اﻷﻣريﻛﻲ ﻣﻊ أﻗﺮﺑﺎء اﻟﻌﺴﻜﺮﻳني اﻷﻣريﻛﻴني اﻟﺬﻳﻦ ﻗﺘﻠﻮا أﺛﻨﺎء أداء اﻟﻮاﺟﺐ ﰲ ﺗﻠﻚ املﻨﻄﻘﺔ. وﻗﺪ ﻇﻬﺮ ﻋﺪة ﻧﻘﺎد ﻋﲆ ﻣﻮﺟﺎت اﻷﺛري ﻟﴩح أن اﻟﻘﻮات اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ اﻷﻣريﻛﻴﺔ ﰲ ﺣﺎﺟﺔ ﻣﺎﺳﺔ إﱃ إﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﰲ ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ اﻹرﻫﺎب. وﻗﺎﻟﻮا إن اﻟﺴﻴﺎﺳﺎت اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ واﻟﺪﻓﺎﻋﻴﺔ اﻷﻣريﻛﻴﺔ ﻛﺜريا ﻣﺎ ﺗﻬﻤﻞ إﻓﺮﻳﻘﻴﺎ، وإﻧﻪ ﻳﺠﺐ زﻳﺎدة اﻻﻟﺘﺰام اﻟﻌﺴﻜﺮي اﻷﻣريﻛﻲ ﻫﻨﺎك. ﰲ اﻟﻮاﻗﻊ إﻧﻬﻢ ﻣﺨﻄﺌﻮن، ﺣﻴﺚ إن اﻟﻄﺎﺋﺮات دون ﻃﻴﺎر واﻟﻘﻮات اﻟﺨﺎﺻﺔ ﻻ ﻳُﺮﺟﺢ أن ﺗﻨﻬﻲ »اﻹرﻫﺎب« ﰲ إﻓﺮﻳﻘﻴﺎ أﻛﺜﺮ ﻣﻤﺎ ﻫﻮ ﻋﻠﻴﻪ ﰲ أﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎن وﰲ ﺟﻤﻴﻊ أﻧﺤﺎء اﻟﴩق اﻷوﺳﻂ، ﺑﻞ اﻟﻌﻜﺲ، ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻗﺪ ﺗﺰﻳﺪ أﻋﻤﺎل »اﻹرﻫﺎب« ﺑﺸﻜﻞ أوﺳﻊ، ﻧﺎﻫﻴﻚ ﻋﻤﺎ ﻗﺎﻟﺖ اﻟﻜﺎﺗﺒﺔ واﻟﻨﺎﴍة اﻷﻣريﻛﻴﺔ ﻛﺎﺗﺮﻳﻨﺎ ﻓﺎﻧﺪن ﻫﻴﻮﻓﻴﻞ ﺑﺄن اﻻﻧﺘﺸﺎر اﻟﻮاﺳﻊ اﻟﻨﻄﺎق إﱃ ﺣﺪ ﻣﺎ ﰲ إﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﺳﻴﻜﻮن ﻏري دﺳﺘﻮري. ﻳﺒﺪو أﻧﻨﺎ ﻧﻮاﺟﻪ ﻧﻤﻮذﺟني ﻣﺘﻨﺎﻗﻀني ﻟﺴﻴﺎﺳﺔ أﻣريﻛﺎ واﻟﺼني ﰲ إﻓﺮﻳﻘﻴﺎ. ﺗﺘﺨﺬ واﺷﻨﻄﻦ ﻧﻬﺠﺎ ﻋﺴﻜﺮﻳﺎ، ﻣﻊ اﻟﱰﻛﻴﺰ ﻋﲆ ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ اﻹرﻫﺎب، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﺘﺨﺬ ﺑﻜني ﻧﻬﺠﺎ ﻣﺮﻛﺰا ﻋﲆ ﻣﺠﺎل اﻟﺒﻨﻴﺔ اﻟﺘﺤﺘﻴﺔ اﻟﺪاﻋﻤﺔ ﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﻘﺎرة. ﻓﻘﺒﻞ ﺑﻀﻌﺔ أﺷﻬﺮ اﻧﺘﻬﺖ اﻟﺼني ﻣﻦ ﺗﺮﻛﻴﺐ ﺧﻂ ﺳﻜﺔ ﺣﺪﻳﺪ ﺟﺪﻳﺪ ﻳﺮﺑﻂ ﺑني ﻣﻤﺒﺎﺳﺎ وﻧريوﺑﻲ ﻗﺒﻞ املﻮﻋﺪ املﻘﺮر، ووﻋﺪت ﺑﺄن ﻳﻜﻮن ﻫﺬا اﻟﺨﻂ ﻣﺠﺮد اﻟﺨﻄﻮة اﻷوﱃ ﻟﻨﻈﺎم ﻳﻬﺪف إﱃ رﺑﻂ ﻛﻴﻨﻴﺎ وأوﻏﻨﺪا واﻟﻜﻮﻧﻐﻮ ورواﻧﺪا وﺑﻮروﻧﺪي ورﺑﻤﺎ ﺟﻨﻮب اﻟﺴﻮدان وإﺛﻴﻮﺑﻴﺎ أﻳﻀﺎ. وﰲ ﺗﻌﺎون ﻟﻢ ﻳﺴﺒﻖ ﻟﻪ ﻣﺜﻴﻞ ﺷﺎرﻛﺖ اﻟﻘﻮﺗﺎن اﻟﻌﻈﻤﻴﺎن ﺑﻘﻮة ﰲ ﻣﺴﻌﻰ ﺗﻌﺎوﻧﻲ ملﻌﺎﻟﺠﺔ أزﻣﺔ ﺻﺤﻴﺔ ﺧﻄرية ﰲ إﻓﺮﻳﻘﻴﺎ، ﺣﻴﺚ أرﺳﻠﺖ ﻛﻞ ﻣﻦ واﺷﻨﻄﻦ وﺑﻜني ﻣﻮارد ﻛﺜرية، ﺑﻤﺎ ﰲ ذﻟﻚ وﺣﺪات ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ، ملﻜﺎﻓﺤﺔ وﺑﺎء »إﻳﺒﻮﻻ« اﻟﺬي ﻫﺪد ﻟﻴﺒريﻳﺎ وﺳرياﻟﻴﻮن وﻏﻴﻨﻴﺎ ﺧﻼل ﻋﺎم .2014 وﻻ ﻋﺠﺐ أن ﺗﺆﻛﺪ ﻣﺴﺘﺸﺎرة اﻷﻣﻦ اﻟﻘﻮﻣﻲ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ، ﺳﻮزان راﻳﺲ، ﻣﺮارا ﻋﲆ دور اﻟﺼني ﰲ أزﻣﺔ »إﻳﺒﻮﻻ« ﺧﻼل ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ واﺳﻌﺔ أﺟﺮﺗﻬﺎ ﺣﻮل ﻣﻮﺿﻮع اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻷﻣريﻛﻴﺔ اﻟﺼﻴﻨﻴﺔ ﰲ أواﺧﺮ أﻛﺘﻮﺑﺮ .2017 واﺧﺘﺘﻤﺖ املﻘﺎﺑﻠﺔ ﺑﻮﺻﻒ املﺸﻬﺪ اﻟﺬي ﻋﻤﻞ ﻓﻴﻪ اﻟﺼﻴﻨﻴﻮن واﻷﻣريﻛﻴﻮن ﻣﻌﺎ ﻋﲆ ﻣﺪرج املﻄﺎر ﰲ ﻟﻴﺒريﻳﺎ ﻟﺘﻔﺮﻳﻎ املﺴﺎﻋﺪات اﻟﺘﻲ ﺗﺸﺘﺪ اﻟﺤﺎﺟﺔ إﻟﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻃﺎﺋﺮة ﺻﻴﻨﻴﺔ. وﻳﻤﻜﻦ ﻟﻠﻤﺮء أن ﻳﺴﺘﺸﻬﺪ أﻳﻀﺎ ﺑﺄﻣﺜﻠﺔ أﺧﺮى ﻛﺜرية ﻋﲆ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ اﻟﺤﻤﻴﺪة ﻟﻠﺼني، وﻟﻴﺲ أﻗﻠﻬﺎ ﻣﺒﺎدرة »اﻟﺤﺰام واﻟﻄﺮﻳﻖ«، ﻛﻮﺳﻴﻠﺔ ﻟﺘﻘﺪم آﺳﻴﺎ اﻟﻮﺳﻄﻰ واﻟﴩق اﻷوﺳﻂ وإﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﻣﺴﺘﻘﺒﻼ، ﻣﺒﴩا ﺑﺎﻟﺨري أﻛﺜﺮ ﻣﻦ اﻻﺿﻄﺮاﺑﺎت اﻟﺮادﻳﻜﺎﻟﻴﺔ. ﻳُﻤﻜﻦ ﻟﻠﻮﻻﻳﺎت املﺘﺤﺪة أن ﺗﻔﻌﻞ ﻛﺜرياً ﻣﻦ اﻟﺨري ﰲ إﻓﺮﻳﻘﻴﺎ. ﻓﻘﺪ ﺳﺒﻖ ﻟﻬﺎ أن ﺑﺪأت، ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ املﺜﺎل، اﻟﺠﻬﻮد املﺜرية ﻟﻺﻋﺠﺎب ملﻜﺎﻓﺤﺔ وﺑﺎء »اﻹﻳﺪز« اﻟﺬي ﺑﺪأه اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻷﻣريﻛﻲ اﻷﺳﺒﻖ ﺟﻮرج دﺑﻠﻴﻮ ﺑﻮش. وﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﺴﺘﻔﻴﺪ إﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﻣﻦ املﺰﻳﺪ ﻣﻦ املﺴﺎﻋﺪات اﻟﻄﺒﻴﺔ اﻷﻣريﻛﻴﺔ، ﻓﻀﻼ ﻋﻦ اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺔ واﻟﻔﺮص اﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ، ﺑﻄﺒﻴﻌﺔ اﻟﺤﺎل. وﻳﻤﻜﻦ ﻛﺬﻟﻚ أن ﺗﻜﻤﻞ ﻫﺬه اﻷﻧﺸﻄﺔ اﻟﺠﻬﻮد اﻟﺼﻴﻨﻴﺔ اﻟﺠﺎرﻳﺔ، وﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﺳﺒﺐ ﻳﺪﻋﻮ إﱃ أن ﺗﻜﻮن ﻫﺬه اﻟﺠﻬﻮد ﺗﻨﺎﻓﺴﻴﺔ أو ﺻﻔﺮﻳﺔ. * أﺳﺘﺎذ اﻹﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ ﺑﻤﻌﻬﺪ اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺒﺤﺮﻳﺔ اﻟﺼﻴﻨﻴﺔ ﰲ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﺤﺮب اﻟﺒﺤﺮﻳﺔ اﻷﻣريﻛﻴﺔ ﻣﺠﻠﺔ )ذي ﻧﺎﺷﻮﻧﺎل إﻧﱰﺳﺖ( اﻷﻣريﻛﻴﺔ