اﻟﺴﺠﻦ ﺳﻨﺔ ﻟﻤﺼﻮري ﺿﺤﺎﻳﺎ اﻟﺤﻮادث اﻟﻤﺮورﻳﺔ

ﻓﻴﻤــﺎ ﻃﺎﻟــﺐ ﻣﻐــﺮدون ﻫﺬا اﻷﺳــﺒﻮع ﺑﻤﺤﺎﻛﻤﺔ ﺷﺨﺺ ﺗﻌﻤﺪ ﺗﺼﻮﻳــﺮ ﺿﺤﺎﻳﺎ ﺣــﺎدث ﻣﺮوري ﺑﺸــﻊ وﻧﴩ املﻘﻄﻊ ﻋــﱪ ﻣﻮاﻗﻊ اﻟﺘﻮاﺻــﻞ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ، أﻛﺪ املﺤﺎﻣﻲ واملﺴﺘﺸﺎر اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ أﺣﻤﺪ ﺟﻤﻌﺎن املﺎﻟﻜــﻲ ﻟـ»اﻟﻮﻃﻦ« أن املﺼﻮر ﻗﺪ ﻳﻮاﺟﻪ ﻋﻘﻮﺑﺔ اﻟﺴــﺠﻦ ملﺪة ﻋﺎم أو ﻏﺮاﻣــﺔ ﻣﺎﻟﻴﺔ ﻻ ﺗﺰﻳــﺪ ﻋﻦ ﻧﺼﻒ ﻣﻠﻴﻮن رﻳــﺎل أو ﺑﻜﻼ اﻟﻌﻘﻮﺑﺘني ﰲ ﺣﺎل أﻗﻴﻤﺖ دﻋﻮى ﺿــﺪه، وذﻟﻚ وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻔﻘﺮﺗني اﻟﺮاﺑﻌﺔ واﻟﺨﺎﻣﺴــﺔ ﻣﻦ املﺎدة اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻣﻦ ﻧﻈﺎم ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ ﺟﺮاﺋــﻢ املﻌﻠﻮﻣﺎﺗﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺺ ﻋﲆ ﻣﻌﺎﻗﺒﺔ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻣﺲ اﻟﺤﻴﺎة اﻟﺨﺎﺻﺔ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ إﺳﺎءة اﺳﺘﺨﺪام اﻟﻬﻮاﺗﻒ اﻟﻨﻘﺎﻟــﺔ املﺰودة ﺑﺎﻟﻜﺎﻣــريا أو ﻣﺎ ﰲ ﺣﻜﻤﻬﺎ، وﻛﺬﻟﻚ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺷــﻬﺮ ﺑﺎﻵﺧﺮﻳﻦ وأﻟﺤــﻖ اﻟﴬر ﺑﻬﻢ ﻋﱪ وﺳﺎﺋﻞ ﺗﻘﻨﻴﺔ املﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ.

اﻟﻨﻈﺎم ﻳﺤﻤﻲ اﻟﺤﻴﺎة اﻟﺨﺎﺻﺔ

ﻗﺎل املﺎﻟﻜﻲ إن ﺗﺼﻮﻳﺮ اﻷﻓﺮاد دون ﻣﻮاﻓﻘﺘﻬــﻢ ﻳﻤﺜﻞ اﻋﺘﺪاء ﻋﲆ ﺣﺮﻣﺔ اﻟﺤﻴــﺎة اﻟﺨﺎﺻﺔ، وﺣﺮص ﻧﻈﺎم ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ اﻟﺠﺮاﺋﻢ املﻌﻠﻮﻣﺎﺗﻴﺔ ﻋﲆ ﺣﻤﺎﻳﺘﻬﺎ، وﻣﻤــﺎ ﻳﺰﻳﺪ اﻷﻣﺮ ﺳﻮءا ﺗﺼﻮﻳﺮ املﺼﺎﺑني ﰲ اﻟﺤﻮادث أو ﺟﺜﺚ املﻮﺗﻰ وﻧﴩﻫﺎ ﰲ ﻣﻮاﻗﻊ اﻹﻧﱰﻧﺖ.

وأﺿﺎف: إذا ﻛﺎﻧــﺖ اﻟﻘﻮاﻧني ﺗﺤﻤﻲ اﻷﻓــﺮاد أﺛﻨــﺎء ﺗﻤﺘﻌﻬﻢ ﺑﻜﺎﻣــﻞ ﺣﻘﻮﻗﻬــﻢ وﺣﺮﻳﺎﺗﻬﻢ ﰲ اﻟﻌﻴﺶ واﻟﺘﻨﻘﻞ، ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺸﺪد ﻋﲆ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﺣﻘﻮﻗﻬﻢ أﺛﻨــﺎء ﻣﺮﺿﻬﻢ أو ﺗﻌﺮﺿﻬــﻢ ﻷي ﻣﻜﺮوه. وﻳﻤﺜﻞ اﻟﻘﻴــﺎم ﺑﺘﺼﻮﻳــﺮ املﺼﺎﺑني ﰲ اﻟﺤﻮادث املﺮورﻳﺔ أو ﺟﺜﺚ املﻮﺗﻰ وﻧﴩﻫﺎ أﺑﺸﻊ ﺻﻮر اﻻﻋﺘﺪاء ﻋﲆ اﻵداب اﻟﻌﺎﻣــﺔ وﺣﺮﻣــﺔ اﻟﺤﻴﺎة اﻟﺨﺎﺻﺔ.

اﻧﺠﺮاف وﻋﺪم ﻧﻀﻮج

أوﺿﺢ اﺳﺘﺸﺎري اﻟﻄﺐ اﻟﻨﻔﴘ ﺑﻤﺮﻛﺰ اﻟﻨﺨﻴــﻞ اﻟﻄﺒﻲ اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻋﲇ زاﺋﺮي أن ﺗﺼﻮﻳﺮ اﻷﺷﺨﺎص ﻟﻠﻤﻨﺎﻇــﺮ اﻟﺒﺸــﻌﺔ ﻛﺎﻟﺤﻮادث واﻟﻜــﻮارث اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺪث ﻟﻶﺧﺮﻳﻦ دﻻﻟﺔ ﻋﲆ ﻏﻴــﺎب ﺛﻘﺎﻓﺔ اﺣﱰام ﺣﻘﻮق وﺧﺼﻮﺻﻴــﺔ اﻵﺧﺮﻳﻦ. وﻗﺎل إن اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ووﺳــﺎﺋﻞ اﻟﺘﻮاﺻﻞ اﻟﺤﺪﻳﺜــﺔ وﺟﺪت ﻣﻨﺬ ﻓﱰة ﺑﺴــﻴﻄﺔ، ﻓﺮﺑﻤﺎ أن املﺠﺘﻤﻊ أو ﺑﻌﺾ اﻷﺷﺨﺎص ﻟﻢ ﻳﻨﻀﺠﻮا ﺑﺎﻟﺸــﻜﻞ اﻟــﻜﺎﰲ ﻣــﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ اﺳــﺘﺨﺪام ﻫﺬه اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﰲ اﻟﺤﻴﺎة اﻟﻴﻮﻣﻴﺔ.

وأﺷــﺎر إﱃ اﻧﺠﺮاف اﻟﺒﻌﺾ وراء اﻟﺸــﻬﺮة واﻟﺴﺒﻖ اﻹﻋﻼﻣﻲ واﻻﻧﻔﺮاد ﺑﺎﻟﺨﱪ ﻣﻦ ﺑﺎب اﻹﺛﺎرة واملﺘﻌﺔ واﻟﺘﺒﺠﺢ واﻻﺳــﺘﻌﺮاض أﻣﺎم اﻟﻐري، ﰲ ﻇﻞ ﻏﻴﺎب اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺬي ﻳﺤﻤﻲ ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ اﻵﺧﺮﻳﻦ، ﻣﺸــﺪدا ﻋــﲆ ﴐورة إﺻﺪار ﺗﴩﻳﻌﺎت واﺿﺤﺔ ﺗﺠﺮم وﺗﻌﺎﻗﺐ اﻻﻋﺘﺪاء ﻋــﲆ ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ اﻟﻐري ﺳــﻮاء ﰲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻮﻓﺎة أو اﻟﺤﻴﺎة، وﻳﺘﻢ ﺗﺜﻘﻴــﻒ املﺠﺘﻤﻊ ﺑﻬﺎ ﺑﻜﺎﻓﺔ ﻃﻮاﺋﻔﻪ وﻃﺒﻘﺎﺗﻪ.

وأﺿــﺎف اﻟﺰاﺋــﺮي: ﻟﻴــﺲ ﺑﺎﻟﴬورة أن ﻳﻜﻮن اﻟﺸــﺨﺺ املﺼــﻮر ﻟﻬﺬه املﺸــﺎﻫﺪ ﻣﺮﻳﻀﺎ ﻧﻔﺴﻴﺎ، إﻧﻤﺎ ﻫﻢ أﺷﺨﺎص ﻃﺒﻴﻌﻴﻮن وﻟﻜﻨﻬﻢ ﻳﺠﻬﻠﻮن اﻟﻘﺎﻧﻮن واﻟﻌﺮف اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ، إﺿﺎﻓﺔ ﻟﻠﺠﺎﻧﺐ اﻟﺪﻳﻨﻲ اﻟﺬي ﻳﺤﺎﻓﻆ ﻋــﲆ ﻛﺮاﻣﺔ اﻟﻐري وﻋﺪم اﻹﺳﺎءة ﻟﻪ.

ﺗﺄﺛﻴﺮات ﻣﺘﻔﺎوﺗﺔ

وﺣﻮل اﻟﺘﺄﺛريات اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻟﺼﻮر وﻣﻘﺎﻃــﻊ اﻟﺤﻮادث املﺆملــﺔ اﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺗﺼﻴﺐ املﺸــﺎﻫﺪﻳﻦ، أﻛﺪ أﺳﺘﺎذ اﻟﻄﺐ اﻟﻨﻔــﴘ اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻋﺒﺪاﻟﻌﺰﻳﺰ اﻟﻨﺎﻫﺾ ﻋﲆ ﺗﻔﺎوت اﻵﺛﺎر ﺑﺤﺴــﺐ اﻟﻔﺌﺔ اﻟﻌﻤﺮﻳﺔ، ﻓﻘﺪ ﻳﺘﻌﺮض اﻷﻃﻔﺎل ﻟﻸﺣﻼم املﺨﻴﻔﺔ واملﺮﻋﺒﺔ وﻗﺪ ﺗﺘﺤﻮل ﻟﻨﻮع ﻣﻦ أﻧــﻮاع اﻟﻔﻮﺑﻴــﺎ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻣﺸﺎﻫﺪﺗﻬﻢ ملﺜﻞ ﻫﺬه املﻨﺎﻇﺮ اﻟﺒﺸﻌﺔ، أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴــﺒﺔ ﻟﻠﻜﺒﺎر ﻓﻐﺎﻟﺒﻴﺘﻬﻢ ﻻ ﻳﺘﺄﺛــﺮون ﻣﻦ ﻣﺜﻞ ﻫﺬه املﺸــﺎﻫﺪ، وﻗﻠﻴﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﺗﻌــﻮد ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﺎﻟﻘﻠﻖ واﻟﺘﻮﺗﺮ واملﺨﺎوف ﻧﺘﻴﺠﺔ ملﺎ ﺗﻌﺮﺿﻮا ﻟﻪ ﻣﻦ ﺻﻮر ﻣﺆملﺔ. وأﺷﺎر إﱃ وﺟﻮد ﻣﺮض ﻧﻔﴘ ﻳﺪﻋﻰ »ﻓﻮﻳﺎرزم« وﻫﻮ اﻟﺮﻏﺒﺔ ﰲ ﻧــﴩ ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ اﻟﺬات، وﺟﺰء ﻣﻦ ﻫــﺬا املﺮض ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻨﴩ ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ اﻵﺧﺮﻳﻦ.

ﺣﻤﻰ اﻟﺴﺒﻖ

ﺑني املﺴﺘﺸﺎر اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ اﻟﺪﻛﺘﻮر أﺣﻤﺪ اﻟﻨﺠﺎر أن ﻓﻜﺮة اﻟﺘﺠﻤﻬﺮ ﻋﲆ اﻟﺤﻮادث املﺮورﻳﺔ ﺳــﻮاء أﻛﺎن ﺑﻬﺎ ﺗﺼﻮﻳﺮ أو ﻟﻢ ﻳﻜــﻦ ﺗﺤﻜﻤﻬﺎ ﻋﺪة أﻣﻮر، ﻣﻨﻬﺎ اﻧﺨﻔﺎض ﻟﺘﻘﻴﻴﻢ اﻟﺬات ﻋﻨﺪ اﻟﺸــﺨﺺ املﺘﺠﻤﻬــﺮ ﻧﺘﻴﺠﺔ رﻏﺒﺘــﻪ ﰲ إدراك اﻷﺣﺪاث ﻣﻦ أﺟﻞ أن ﻳﺘﺤﺪث ﺑﻬﺎ ﰲ املﺠﺎﻟﺲ، وﻏﻴﺎب ﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﻄﻮارئ، وﻋﺪم اﻹﺣﺴــﺎس ﺑﺎملﺴﺆوﻟﻴﺔ، وﻋﺪم ﺗﻘﺪﻳﺮ اﻵﺧﺮﻳﻦ، واﻟﻔﻀﻮل ﻏري املﺤﻤﻮد، إﺿﺎﻓﺔ إﱃ ﺣﻤﻰ اﻟﺴﺒﻖ اﻟﺬي ﻟﻢ ﺗﻌﺪ ﻣﻘﺘﴫة ﻋﲆ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم.

ﻏﻴﺎب ﺗﻄﺒﻴﻖ اﻟﻘﺎﻧﻮن ﺑﺸﻜﻞ ﺻﺎرم ﻗﻠﺔ اﻟﺘﻮﻋﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺪارس واﻟﻤﻨﺸﺂت اﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ

أﺣﻤﺪ اﻟﻤﺎﻟﻜﻲ