ﻣﻌﺎﻧﺎة ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﻣﻦ ﺣﺰب اﻟﻠﻪ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ

ﺗﻌﺎﻧﻲ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑـ»ﺣﺰب اﻟﻠﻪ« ﺳﺘﻜﻮن ﻣﻮﺿﻮع ﻧﻘﺎش ﺿﻤﻦ ﻣﻨﺎﻗﺸﺎت اﻟﱪملﺎن اﻟﱪﻳﻄﺎﻧﻲ ﻫﺬا اﻷﺳﺒﻮع. ﻛﺎﻧﺖ املﻤﻠﻜﺔ املﺘﺤﺪة ﻗﺪ ﺻﻨّﻔﺖ اﻟﺠﻨﺎح اﻹرﻫﺎﺑﻲ ﻟـ»ﺣﺰب اﻟﻠﻪ« ﻛﻴﺎﻧﺎ إرﻫﺎﺑﻴﺎ ﻷول ﻣﺮة ﰲ ﻋﺎم ،2001 وأﺿﺎﻓﺖ اﻟﺠﻨﺎح اﻟﻌﺴﻜﺮي إﱃ اﻟﺘﺼﻨﻴﻒ ﰲ ﻋﺎم 2008 ﺑﻌﺪ أن اﺳﺘﻬﺪف »ﺣﺰب اﻟﻠﻪ« ﺟﻨﻮدا ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴني ﰲ اﻟﻌﺮاق. ﻛﻤﺎ ﺣّﻀﺖ املﻤﻠﻜﺔ املﺘﺤﺪة اﻻﺗﺤﺎد اﻷوروﺑﻲ ﻋﲆ ﺗﺼﻨﻴﻒ اﻟﺠﻨﺎﺣني اﻹرﻫﺎﺑﻲ واﻟﻌﺴﻜﺮي ﻟﻠﺤﺰب ﻛﻜﻴﺎﻧني إرﻫﺎﺑﻴني، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻋﺎرﺿﺖ ﺣﻈﺮ اﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم. وﺗﺒﻨﻰ »اﻻﺗﺤﺎد اﻷوروﺑﻲ« ﺑﺸﻜﻞ ﻓﺎﻋﻞ اﻟﻨﻤﻮذج اﻟﱪﻳﻄﺎﻧﻲ، ﺣﻴﺚ أﺿﺎف ﻫﺬﻳﻦ اﻟﺠﻨﺎﺣني ﻓﻘﻂ إﱃ ﻻﺋﺤﺘﻪ اﻹرﻫﺎﺑﻴﺔ ﺑﻤﻮﺟﺐ »املﻮﻗﻒ املﺸﱰك ﻟﻼﺗﺤﺎد اﻷوروﺑﻲ «931 ﰲ ﻳﻮﻟﻴﻮ .2013 ﻳﻨﺨﺮط ﻋﻤﻼء »ﺣﺰب اﻟﻠﻪ« ﰲ أﻧﺸﻄﺔ إﺟﺮاﻣﻴﺔ واﺿﺤﺔ املﻌﺎﻟﻢ، ﺗﻬﺪف إﱃ ﺟﻤﻊ اﻷﻣﻮال وﺗﻮﻓري اﻟﺪﻋﻢ اﻟﻠﻮﺟﺴﺘﻲ ﻟﻠﺤﺰب، وﻗﺪ ﺣﺼﻠﺖ ﺑﻌﻀﻬﺎ داﺧﻞ أراﴈ املﻤﻠﻜﺔ املﺘﺤﺪة. وﰲ أﻛﺘﻮﺑﺮ ،2015 اﻋﺘﻘﻠﺖ اﻟﺴﻠﻄﺎت اﻷﻣريﻛﻴﺔ واﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﴍﻳﻜني ﻟـ»ﺣﺰب اﻟﻠﻪ«، أﺣﺪﻫﻤﺎ ﰲ ﻣﺪﻧﻴﺔ أﺗﻼﻧﺘﺎ ﺑﻮﻻﻳﺔ ﺟﻮرﺟﻴﺎ اﻷﻣريﻛﻴﺔ، واﻵﺧﺮ ﰲ ﺑﺎرﻳﺲ. وﻗﺪ ﻗﺒﺾ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﻳﺒﻴﻀﺎن ﻋﺎﺋﺪات املﺨﺪرات وﻳﺴﻌﻴﺎن إﱃ ﴍاء اﻟﻜﻮﻛﺎﻳني واﻷﺳﻠﺤﺔ ﻟـ»ﺣﺰب اﻟﻠﻪ« وﻏريه ﻣﻦ اﻟﺠﻤﺎﻋﺎت اﻹﺟﺮاﻣﻴﺔ املﺴﺘﻘﻠﺔ ﰲ إﻳﺮان. وﻣﻦ اﻟﻮاﺿﺢ أن اﻟﺤﻈﺮ اﻟﺠﺰﺋﻲ اﻟﺬي ﻓﺮﺿﺘﻪ املﻤﻠﻜﺔ املﺘﺤﺪة ﻋﲆ ﺣﺰب اﻟﻠﻪ ﻟﻢ ﻳﻤﻨﻊ اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻣﻦ اﻻﻧﺨﺮاط ﰲ ﺳﻠﻮك إﺟﺮاﻣﻲ ﻋﲆ اﻷراﴈ اﻟﱪﻳﻄﺎﻧﻴﺔ. وﻣﻦ املﺆﻛﺪ أﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺮدع اﻟﺤﺰب ﻋﻦ اﻻﻧﺨﺮاط ﰲ أﻧﺸﻄﺔ ﻣﺨﺎﻟﻔﺔ ملﺼﺎﻟﺢ املﻤﻠﻜﺔ املﺘﺤﺪة، ﻓﻀﻼ ﻋﻦ اﻻﻧﺨﺮاط ﰲ أﻧﺸﻄﺔ إﺟﺮاﻣﻴﺔ وإرﻫﺎﺑﻴﺔ ﰲ أوروﺑﺎ، وإرﺳﺎل ﻧﺤﻮ 7000 ﻣﻘﺎﺗﻞ ﻟﺪﻋﻢ ﻧﻈﺎم اﻷﺳﺪ ﰲ ﺳﻮرﻳﺔ، وﺗﻬﺮﻳﺐ ﻣﻜﻮﻧﺎت ﺻﻮارﻳﺦ إﱃ اﻟﻴﻤﻦ، ﺣﻴﺚ ﻗﺎم اﻟﺤﺰب ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﺑﱰﻛﻴﺐ ﺑﻌﻀﻬﺎ وإﻃﻼﻗﻬﺎ ﻋﲆ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ﻧﻴﺎﺑﺔ ﻋﻦ املﺘﻤﺮدﻳﻦ اﻟﺤﻮﺛﻴني اﻟﻴﻤﻨﻴني. وﻣﻦ دون ﺷﻚ، ﻫﻨﺎك اﻟﻜﺜري ﻣﻦ اﻷدﻟﺔ ﻟﺘﱪﻳﺮ ﺗﺼﻨﻴﻒ ﺣﺰب اﻟﻠﻪ ﻛﻜﻞ ﻛﻤﻨﻈﻤﺔ إرﻫﺎﺑﻴﺔ، ﻟﻜﻦ ﻣﻦ املﺮﺟﺢ أن ﻳﺘﻤﺤﻮر اﻟﻨﻘﺎش ﻫﺬا اﻷﺳﺒﻮع ﺣﻮل ﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﻫﺬا اﻟﺘﺼﻨﻴﻒ ﻳﺸﻜﻞ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺟﻴﺪة. ﰲ اﻟﻮاﻗﻊ، أن اﻟﺤﺰب ﻏري ﻣﺘﻮرط ﻓﻘﻂ ﰲ ﻣﺆاﻣﺮات ﰲ أوروﺑﺎ، ﺑﻞ ﻳﻘﻮم ﺑﺈرﺳﺎل ﻣﻮاﻃﻨني ﻳﺤﻤﻠﻮن اﻟﺠﻨﺴﻴﺘني اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ واﻷوروﺑﻴﺔ )ﻣﻦ اﻟﺴﻮﻳﺪ وﻓﺮﻧﺴﺎ وﻏريﻫﻤﺎ( ﻟﺘﻨﻔﻴﺬ املﺆاﻣﺮات. وﻣﻊ ذﻟﻚ، ﻟﻢ ﺗﺆد اﻟﺨﻄﻮات اﻷﺧرية اﻟﺘﻲ اﺗﺨﺬﺗﻬﺎ اﻟﻮﻻﻳﺎت املﺘﺤﺪة وﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺪول اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ، وﻣﺠﻠﺲ اﻟﺘﻌﺎون اﻟﺨﻠﻴﺠﻲ، وﻣﻨﻈﻤﺔ املﺆﺗﻤﺮ اﻹﺳﻼﻣﻲ، ﺿﺪ ﺣﺰب اﻟﻠﻪ إﱃ ازدﻳﺎد ﻣﺆاﻣﺮات اﻟﺤﺰب ﺿﺪ اﻟﺪول املﻌﻨﻴﺔ. أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﱃ ﻗﻮات ﺣﻔﻆ اﻟﺴﻼم اﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻸﻣﻢ املﺘﺤﺪة، ﻓﻘﺪ وﺛﻘﺖ وزارة اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ اﻷﻣريﻛﻴﺔ ﺣﺎدﺛﺘني ﻋﲆ اﻷﻗﻞ اﺳﺘﻬﺪف ﺧﻼﻟﻬﻤﺎ ﺣﺰب اﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻗﻮات ﺣﻔﻆ اﻟﺴﻼم اﻷوروﺑﻴﺔ ﰲ ﻟﺒﻨﺎن. وﺑﻌﺪ أن ﺗﻢ ﺗﺠﺎوز ﻫﺬه اﻟﺨﻄﻮط، ﻓﺎﻟﺴﺆال اﻟﺬي ﻳﻄﺮح ﻧﻔﺴﻪ ﻫﻮ ﻣﺎ اﻟﻌﻤﻞ ﺣﻴﺎل ذﻟﻚ، ﻫﺬا إن ﺗﻢ اﻟﺘﺤﺮك أﺳﺎﺳﺎ؟ ﻏري أن ﺣﻈﺮ ﺟﺰء ﻓﻘﻂ ﻣﻦ ﺣﺰب اﻟﻠﻪ ﻟﻢ ﻳﺆت ﺛﻤﺎره. ﻓﻘﺪ ﺗﺤﺪى اﻟﺤﺰب املﻤﻠﻜﺔ املﺘﺤﺪة واﻻﺗﺤﺎد اﻷوروﺑﻲ، وواﺻﻞ ﻣﻤﺎرﺳﺔ اﻷﻧﺸﻄﺔ اﻹرﻫﺎﺑﻴﺔ واﻹﺟﺮاﻣﻴﺔ رﻏﻢ ﺣﻈﺮ أﺟﺰاء ﻓﻘﻂ ﻣﻦ اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ. وﻳﺒﻘﻰ اﻟﺴﺆال ﺣﺎﻟﻴﺎ ﻓﻴﻤﺎ إذا ﻛﺎﻧﺖ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﺗﻌﺘﺰم اﻟﺴﻤﺎح ﻟﺤﺰب اﻟﻠﻪ ﺑﻤﻮاﺻﻠﺔ ﻋﻤﻠﻴﺎﺗﻪ ﺑﺎﻟﺴﻬﻮﻟﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﻬﺎ ﻋﲆ أراﴈ املﻤﻠﻜﺔ املﺘﺤﺪة، وﺑﺸﻜﻞ ﻣﻌﺎرﺿﺔ ﻣﺒﺎﴍة ملﺼﺎﻟﺢ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﰲ اﻟﺨﺎرج.

*ﻣﺪﻳﺮ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺳﺘﺎﻳﻦ ﻟﻼﺳﺘﺨﺒﺎرات وﻣﻜﺎﻓﺤﺔ اﻹرﻫﺎب )ﻣﻌﻬﺪ واﺷﻨﻄﻦ ﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺸﺮق ا|ﻷوﺳﻂ( - اﻷﻣﻴﺮﻛﻲ