ﳌﺎذا ﻧﺴﺎﻋﺪ اﻟﻴﻤﻦ

ﻣﻦ ﻗﺎل إن اﻟﻘﻠﻢ أﻗﻮى ﻣﻦ اﻟﺴﻴﻒ، ﻣﻦ اﻟﻮاﺿﺢ أﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻮاﺟﻪ أﺳﻠﺤﺔ رﺷﺎﺷﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ »اﻟﺠﻨﺮال دوﻏﻼس ﻣﻜﺎرﺛﺮ«.

ﻗﺒﻞ أﻳﺎم أﻋﻠﻦ ﻋﻦ ﺧﻄﺔ ﻣﻠﻴﺎرﻳﺔ ﺷﺎﻣﻠﺔ ﻣﺘﻌﺪدة اﻷوﺟﻪ واملﺠﺎﻻت ﻟﺪﻋﻢ اﻟﻴﻤﻦ، ﺗﺒﺪو اﻟﺨﻄﺔ ﻛﺄﻧﻬﺎ ﺷﺒﻪ ﻣﴩوع ﻣﺎرﺷﺎل ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﻟﺤﺠﻢ واﻟﺪﻋﻢ، وﻻ ﺷﻚ أن اﻟﺠﻤﻴﻊ ﻳﺴﻌﻰ إﱃ أن ﻳﺴﺘﻌﻴﺪ اﻟﻴﻤﻦ ﻋﺎﻓﻴﺘﻪ، ﻟﻜﻦ ﻫﻨﺎك ﻣﺤﺎذﻳﺮ وأوﺟﻪ ﻗﻠﻖ ﻛﺜرية، وأﻳﻀﺎ ﻋﻼﻣﺎت اﺳﺘﻔﻬﺎم.

ﻋﻼﻣﺔ اﻻﺳﺘﻔﻬﺎم اﻷوﱃ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺪور اﻷﻣﻢ املﺘﺤﺪة وﺑﻌﺾ ﻣﻨﻈﻤﺎﺗﻬﺎ ﺑﺎﻟﻴﻤﻦ، ﰲ ﻋﺪة أزﻣﺎت ﻛﺎﻧﺖ اﻷﻣﻢ املﺘﺤﺪة وﺑﻌﺾ رﺟﺎﻻﺗﻬﺎ ﺳﺒﺒﺎ ﺳﻠﺒﻴﺎ ﰲ اﻷزﻣﺎت، ﺣﻴﺚ أﺻﺒﺤﺖ املﺴﺎﻋﺪات ﺗﺠﺎرة واﻗﺘﺼﺎدا، ﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈن اﻟﺒﻌﺾ ﻳﺴﻌﻰ ﻟﻜﻲ ﺗﻤﺘﺪ اﻷزﻣﺔ، ﻓﺎﻗﺘﺼﺎد اﻟﺒﻌﺾ أﺻﺒﺢ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﲆ اﻷزﻣﺎت، وأﺻﺒﺤﺖ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﺗﻮرﻳﺪ املﺴﺎﻋﺪات ﻟﻸﻣﻢ املﺘﺤﺪة ﺗﺪر أرﺑﺎﺣﺎ ﻛﺒرية، واﻟﻔﺴﺎد ﺑني رﺟﺎﻻت املﻨﻈﻤﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ ﻟﻴﺲ ﺟﺪﻳﺪا، ﻓﻬﻨﺎك أﻣﺜﻠﺔ ﻣﻌﺮوﻓﺔ، ﻟﻜﻦ اﻷﺳﻮأ ﺣﺎﻟﻴﺎ ﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ اﻟﻔﺴﺎد املﺎﱄ وإﻃﺎﻟﺔ زﻣﻦ اﻷزﻣﺔ، ﺑﻞ ﻫﻨﺎك ﻛﻼم ﻗﻮي أن ﺑﻌﺾ ﻋﺮب اﻟﺸﻤﺎل ﻣﻦ اﻟﻌﺎﻣﻠني ﰲ املﻨﻈﻤﺎت اﻟﺪوﻟﻴﺔ ﻗﺎﻣﻮا ﺑﻤﺴﺎﻋﺪة اﻟﺤﻮﺛﻴني ﻟﻮﺟﻴﺴﺘﻴﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺘﻌﻤﺪ، وﻻ ﻧﻨﴗ ﺑﻌﺾ اﻟﺘﻬﺮﻳﺐ اﻟﺬي ﺣﺪث ﻷﻣﻮر ﺧﺎرﺟﺔ ﻋﻦ إﻃﺎر ﻣﺴﺎﻋﺪات اﻷﻣﻢ املﺘﺤﺪة.

وﻳﺠﺐ أﻻ ﻧﻨﴗ أن ﻫﻨﺎك ﺣﻤﻠﺔ اﺑﺘﺰاز ﻋﻠﻨﻴﺔ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ ﻣﻮﻇﻔﻲ اﻷﻣﻢ املﺘﺤﺪة ﻟﻠﺘﺤﺎﻟﻒ ﻟﻜﻲ ﻳﺰﻳﺪوا املﺴﺎﻋﺪات، وأﻳﻀﺎ اﻟﺘﻼﻋﺐ ﺑﺎﻟﺘﻘﺎرﻳﺮ رﻏﻢ ﻋﻠﻤﻬﻢ ﺑﺎﻟﻮاﻗﻊ ﻋﲆ اﻷرض، وﻫﻨﺎك دور ﻣﺸﺒﻮه ﻟﻸﻣﻢ املﺘﺤﺪة، ﻓﻜﻠﻤﺎ اﺷﺘﺪ اﻟﺨﻨﺎق ﻋﲆ اﻟﺤﻮﺛﻴني ﺑﺎدرت اﻷﻣﻢ املﺘﺤﺪة إﱃ ﻣﺤﺎوﻟﺔ وﺳﺎﻃﺔ ﺗﺨﻔﻒ اﻟﻀﻐﻂ ﻋﻨﻬﻢ! َﻣﺘﻰ ﻳَﺒﻠُﻎ اﻟﺒُﻨﻴﺎ ُن ﻳَﻮﻣﺎ ًﺗَﻤﺎ َﻣﻪ

إذا ُﻛﻨﺖ ﺗَﺒﻨﻴ ِﻪ َوَﻏريك ﻳَﻬ ِﺪ ُم ﻛﻴﻒ ﻧﻀﻤﻦ أن املﺴﺎﻋﺪات اﻟﺠﺪﻳﺪة ﻻ ﺗﺴﺘﺨﺪم ﰲ ﺗﻤﻮﻳﻞ اﻟﺤﻮﺛﻲ ﻛﻤﺎ ﺣﺪث ﰲ املﺴﺎﻋﺪات اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﻟﴬاﺋﺐ واﻹﺗﺎوات أو ﺣﺘﻰ اﻻﺳﺘﻴﻼء ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻛﺎﻟﻌﺎدة.

ﻻ ﻳﻌﻨﻲ أن اﻟﺨﻠﻞ ﻓﻘﻂ ﻣﻦ اﻷﻣﻢ املﺘﺤﺪة، ﺑﻞ أﻳﻀﺎ اﻟﺨﻠﻞ ﻣﻦ ﻣﺮﻛﺰ اﻹﻏﺎﺛﺔ اﻟﺘﺎﺑﻊ ﻟﻠﺘﺤﺎﻟﻒ، ﻓﺒﻐﺾ اﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ أداﺋﻪ اﻹﻋﻼﻣﻲ املﻌﻠﺐ، واﻟﺬي