اﻷﻣﻞ ﺷﻌﺎر اﻟﺤﻴﺎة

ﻗﺎس ﺟﺪا أن ﻳﻌﻴﺶ اﻹﻧﺴﺎن ﻋﲆ أﻣﻞ ﻣﺎ ﰲ اﻟﺤﻴﺎة ﻳﺴﻌﻰ إﱃ ﺗﺤﻘﻴﻘﻪ ﺑﺸﺘﻰ اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ، وﺑﻌﺪ ﻃﻮل اﻧﺘﻈﺎر وﺻﱪ ﻳﺠﺪ أن أﻣﻠﻪ اﻟﺬي ﻛﺎن ﻳﺮﻳﺪ ﺗﺤﻘﻴﻘﺔ اﺧﺘﻔﻰ وﺗﻼﳽ ﻣﻦ ﻋﺎملﻪ، ﻟﻴﺒﺪأ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﰲ رﺣﻠﺔ أﻣﻞ أﺧﺮى وﻫﻜﺬا. وﻟﻜﻦ ﻫﻞ ﻳﺎ ﺗﺮى ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻨﺘﻬﻲ أﻣﻞ، وﻳﺬﻫﺐ أدراج اﻟﺮﻳﺎح ﻫﻞ ﻋﲆ اﻹﻧﺴﺎن أن ﻳﻨﺘﻬﻲ ﻫﻮ اﻵﺧﺮ، ﻻ أﻋﺘﻘﺪ ذﻟﻚ، ﻓﻠﺮﺑﻤﺎ أن ﻫﺬا اﻷﻣﻞ اﻟﺬي ﻟﻢ ﻳﺘﺤﻘﻖ ﻛﺎن اﻷﻓﻀﻞ ﻟﺤﻴﺎة اﻹﻧﺴﺎن أﻻ ﻳﺘﺤﻘﻖ، وﻟﻨﺴﱰﺟﻊ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ )وﻋﴗ أن ﺗﻜﺮﻫﻮا ﺷﻴﺌﺎ وﻫﻮ ﺧري ﻟﻜﻢ(، ﻓﻌﲆ اﻹﻧﺴﺎن ﰲ اﻟﺤﻴﺎة أن ﻳﺤﺎول أن ﻳﺰرع ﻛﻞ ﻳﻮم وﻛﻞ دﻗﻴﻘﺔ ﺑﻞ ﻛﻞ ﺛﺎﻧﻴﺔ اﻷﻣﻞ ﰲ ﻃﺮﻳﻖ ﺣﻴﺎﺗﻪ املﻠﻴﺌﺔ ﺑﺎملﺘﺎﻋﺐ واملﻨﻐﺼﺎت واﻷﻟﻢ، وﻟﻴﺘﺨﻂ ﺑﺬﻟﻚ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺤﻮاﺟﺰ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻒ ﰲ ﺳﺒﻴﻞ ﻋﺮﻗﻠﺔ ﺳريه ووﺻﻮﻟﻪ إﱃ ﺷﻂ اﻷﻣﺎن.. وﻣﻦ اﻷﺷﻴﺎء اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺪث ﰲ اﻟﺤﻴﺎة ﻫﻨﺎك أﻣﻮر ﻗﺪ ﻳﻔﺎﺟﺄ ﺑﻬﺎ اﻹﻧﺴﺎن ﰲ وﺟﻬﻪ وﻫﻮ ﻏري ﻣﺘﻮﻗﻊ ﺣﺪوﺛﻬﺎ أﺑﺪا، أو أﻧﻪ ﻛﺎن ﻳﺴﺘﺒﻌﺪ وﻗﻮﻋﻬﺎ ﰲ ﻫﺬا اﻟﻮﻗﺖ ﺑﺎﻟﺬات، وﻣﻦ ذﻟﻚ أﻧﻚ ﺗﺜﻖ ﺑﺎﻟﻨﺎس، وﺗﺆﻣﻞ ﻓﻴﻬﻢ اﻟﺨري اﻟﻜﺜري، وﺗﺮى ﰲ وﺟﻮدﻫﻢ إﱃ ﺟﺎﻧﺒﻚ اﻟﺴﻌﺎدة ﻛﻠﻬﺎ، وﻫﻜﺬا ﺗﻈﻞ ﺗﺤﻠﻢ ﺑﺒﻘﺎﺋﻬﻢ إﱃ ﺟﺎﻧﺒﻚ ﻟﺘﺸﻌﺮ ﰲ ﻗﺮارة ﻧﻔﺴﻚ ﺑﺄﻧﻚ ﻗﺪ ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ اﻻﺳﺘﻐﻨﺎء ﻋﻨﻬﻢ ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎن.. وﻟﻜﻦ ﻓﺠﺄة وﺑﺪون ﻣﻘﺪﻣﺎت ﻳﺄﺗﻲ اﻟﻘﺪر ﻟﻴﺨﻴﺐ ﻛﻞ أﺣﻼﻣﻚ، وﻳﺰﻋﺞ ﻛﻞ ﺗﺄﻣﻼﺗﻚ، وﻟﻴﻘﺘﻞ ﻛﻞ ﻣﺎ ﰲ ﻓﻜﺮك ﻣﻦ ﺗﺨﻴﻼت، وﻟﻴﻔﺮق ﺑﻴﻨﻚ وﺑني ﻫﺆﻻء اﻟﻨﺎس.. ﻟﺘﺠﺪ ﻧﻔﺴﻚ وﻗﺪ ﻓﻮﺟﺌﺖ ﺑﻬﺬا اﻟﺤﺪث، وﻟﻢ ﺗﺤﺴﺐ ﻟﻮﻗﻮﻋﻪ أي ﺣﺴﺎب، وﺗﻌﻮد وﺗﻔﻜﺮ ﻛﻴﻒ ﺣﺪث ذﻟﻚ؟ وملﺎذا؟ وﺑﺄي ﺳﺒﺐ؟ ﻓﻴﺠﻴﺒﻚ اﻟﺰﻣﻦ أن ﻫﺬا اﻟﴚء ﻟﻴﺲ ﻟﻚ ﻓﻴﻪ أي ﺗﺪﺧﻞ أو ﺗﴫف، ﻓﻘﻂ ﺗﻘﺒﻞ ﻣﺎ ﺣﺪث ﻣﻦ ﻏري ﺳﺆال.. ﻓﻴﻌﻮد اﻹﻧﺴﺎن وﻳﻔﻜﺮ ﻫﻞ ﺑﺬﻟﻚ اﻧﺘﻬﺖ اﻟﺤﻴﺎة؟ وﻫﻞ ﻫﺬا ﻫﻮ ﻧﻬﺎﻳﺔ املﻄﺎف؟.. ﻻ أﻋﺘﻘﺪ.. ﺑﻞ ﻳﺬﻫﺐ اﻹﻧﺴﺎن ﰲ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻳﻔﻜﺮ ﻓﻴﻤﺎ ﺣﺪث ﻟﻴﺠﺪ أﻧﺎﺳﺎ آﺧﺮﻳﻦ، وﻳﻌﻴﺶ ﻣﻌﻬﻢ، وﻳﻨﴗ ﻣﻦ ﻛﺎن ﺑﺎﻷﻣﺲ ﻳﻌﺘﻘﺪ أﻧﻬﻢ ﴐورﻳﻮن ﰲ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻷﻧﻬﺎ ﺳﻨﺔ اﻟﺤﻴﺎة، وﻫﻜﺬا ﺗﻜﻮن اﻟﺤﻴﺎة ﺗﺪور، وﺗﺘﺒﺪل أﺣﻮال، وﺗﺠﻤﻊ وﺗﻔﺮق وﺗﺒﻌﺪ وﺗﻘﺮب.. ﻓﻤﻦ ﻫﻨﺎ ﺟﺎء دور اﻷﻣﻞ ﰲ اﻟﺤﻴﺎة، ﻓﻬﻮ ﺑﻠﺴﻢ ﻟﺠﻤﻴﻊ ﻣﺸﺎﻛﻞ اﻹﻧﺴﺎن اﻟﻜﺒرية واﻟﺼﻐرية، ﻓﻤﻦ ﻳﻀﻊ أﻣﻼ أﻣﺎم ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻻﺑﺪ أﻧﻪ ﻳﻌﻴﺶ ﰲ ﺳﻌﺎدة ﺑﺎﻧﺘﻈﺎر ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻫﺬا اﻷﻣﻞ.. ﻓﻠﺮﺑﻤﺎ ﺗﺤﻘﻖ واﻣﺘﻸت ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺑﺎﻟﺴﻌﺎدة، وﻟﺮﺑﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﺘﺤﻘﻖ، وﻫﻨﺎ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻴﻪ أن ﻳﺒﺪأ ﰲ رﺣﻠﺔ أﻣﻞ أﺧﺮى، ﻣﺘﻨﺎﺳﻴﺎ ﺧﻴﺒﺔ اﻷﻣﻞ اﻷوﱃ، ﻷﻧﻬﺎ ﺑﺤﺪ ذاﺗﻬﺎ ﻛﺎرﺛﺔ ﻟﻮ ﺗﻮﻗﻒ ﻋﻨﺪﻫﺎ.. ﻓﻠﻨﺠﻌﻞ ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ أﻣﻼ، وﻟﻨﺠﻌﻞ ﻣﻦ أﻳﺎﻣﻨﺎ أﻣﻼ، وﻟﻨﺨﻄﻮا ﰲ ﻫﺬه اﻟﺤﻴﺎة ﺑﺨﻄﻰ ﺛﺎﺑﺘﻪ، وأﻻ ﻧﺠﻌﻞ ﻟﻠﻴﺄس ﻃﺮﻳﻘﺎ إﱃ ﻗﻠﻮﺑﻨﺎ ﻓﻴﻘﴤ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺑﺄﺳﻬﻞ اﻟﻄﺮق.. ﻓﻤﺎ أﻛﺜﺮ اﻟﻨﺎس اﻟﺬﻳﻦ وﺻﻠﻮا إﱃ ﻣﺎ ﻳﺮﻳﺪون ﰲ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ، وذﻟﻚ ﻷﻧﻬﻢ ﺟﻌﻠﻮا اﻷﻣﻞ ﺷﻌﺎرﻫﻢ ﰲ اﻟﺤﻴﺎة.. ﻓﻤﺎ أﺣﲆ اﻟﺤﻴﺎة ﺑﺎﻷﻣﻞ! وﻣﺎ أﺣﲆ أن ﻳﺤﻘﻖ اﻹﻧﺴﺎن أﻣﻼ ﻇﻞ ﻳﺴﻌﻰ إﱃ ﺗﺤﻘﻴﻘﻪ ﻓﱰة ﻃﻮﻳﻠﺔ! ﻣﺘﺨﻄﻴﺎ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺼﻌﺎب واملﺤﻦ ﻟﻴﺼﻞ إﻟﻴﻪ وﻫﻮ ﰲ ﺳﻌﺎدة وﻓﺮح.