اﻟﺸﻴﺦ واﻟﻤﻔﻜﺮ: ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻋﺼﺮ اﻟﻤﻨﺒﺮ

ﺿﻤﻴﺮ ﻣﺘﺼﻞ

ﻳﺤﺎورﻧﻲ ﻣﻤﺘﻌﻀﺎ وﺣﺎدا ﻣﻨﺪﻓﻌﺎ ﺣﻮل ﻣﺎ ﻳﺮاه ﺗﻘﻠﻴﺼﺎ ﻟﻠﺨﻄﺎب اﻟﺪﻋﻮي واﻧﺤﺴﺎرا ﻟﺪاﺋﺮة اﻧﺘﺸﺎر املﺨﻴﻢ واﻟﻨﺪوة واملﻌﺴﻜﺮ. أﺟﺒﺘﻪ: أوﻻً ﻻ دﺧﻞ ﱄ ﺑﻜﻞ ﻫﺬا، وﻟﺮﺑﻤﺎ أﻧﻪ ﺿﻐﻂ ﻋﲆ اﻷرﻗﺎم اﻟﻬﺎﺗﻔﻴﺔ اﻟﺨﻄﺄ. ﻫﻮ ﺛﺎﻧﻴﺎ، وﺗﺤﺖ وﻃﺄة ﻣﺴﺘﺠﺪات اﻟﺰﻣﻦ ﻟﻴﺲ إﻻ ﺑﺪاﻳﺔ ﻧﻬﺎﻳﺔ املﻨﱪ ﺑﻜﻞ أﺷﻜﺎﻟﻪ وﻣﺪارﺳﻪ املﺘﻀﺎدة. املﺴﺄﻟﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﻓﻘﻂ ﻣﻊ اﻟﺸﻴﺦ وﻻ ﻣﻊ اﻟﺪاﻋﻴﺔ، ﺑﻞ ﺣﺘﻰ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﺸﻜﻞ املﻨﱪي ملﺤﺎﴐات اﻟﻠﻴﱪاﻟﻴﺔ واﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻴﺔ. أﺗﺬﻛﺮ ﻋﲆ املﺴﺘﻮى اﻟﺸﺨﴢ أن اﻟﺠﻤﻬﻮر ﻛﺎن ﻳﻔﱰش اﻷرض ذات ﻣﻨﺎﻇﺮة ﺳﺠﺎل ﺑﻴﻨﻲ وﺑني ﺻﺎﺣﺐ ﻓﻀﻴﻠﺔ ﻋﲆ ﻣﴪح ﻧﺎدي أﺑﻬﺎ اﻷدﺑﻲ. اﻟﻴﻮم ﻟﻮ ﻋﺪﻧﺎ ﺳﻮﻳﺎً إﱃ ذات املﴪح ﻓﻠﺮﺑﻤﺎ ﻟﻦ ﺗﻜﺘﻤﻞ اﻟﻜﺮاﳼ ﰲ اﻟﺼﻒ اﻷول. أﺗﺬﻛﺮ أﻳﻀﺎً ذات زﻳﺎرة ﻟﻠﻤﻔﻜﺮ اﻟﻀﺨﻢ، ﺗﺮﻛﻲ اﻟﺤﻤﺪ، وﻛﻴﻒ ﻛﺎد ﺧﻮﻓﻨﺎ ﰲ ﻣﺠﺎﻟﺲ إدارة اﻟﻨﺎدي أن ﻳﻠﻐﻲ املﺤﺎﴐة ﺑﺴﺒﺐ اﻻﺣﺘﺸﺎدات اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ واﻟﺒﺪﻧﻴﺔ ﰲ ﺣﻀﻮر ﻟﻢ ﺗﺘﺴﻊ ﻟﻪ اﻟﻘﺎﻋﺔ. وﻟﻮ أﻧﻨﺎ دﻋﻮﻧﺎه اﻟﻴﻮم ﻻﻛﺘﻔﻰ اﻟﻨﺎدي ﺑﺎﻟﺼﺎﻟﻮن اﻟﺪاﺧﲇ اﻟﺼﻐري، وﻫﻮ ﺑﺎملﻨﺎﺳﺒﺔ، ﻳﺪﻳﺮ ﻓﻌﺎﻟﻴﺎﺗﻪ اﻟﻴﻮم ﰲ ذﻟﻚ اﻟﺼﺎﻟﻮن. اﻟﻨﺎدي ﻳﺒﻨﻲ ﻣﴪﺣﺎ ﺟﺪﻳﺪا وﻟﻜﻦ ﰲ اﻟﺰﻣﻦ واﻟﻮﻗﺖ اﻟﺨﻄﺄ. إﻧﻬﺎ ﻧﻬﺎﻳﺔ املﻨﱪ، ﻓﺎﻟﺬﻳﻦ ﻳﺮﻳﺪون اﻟﻴﻮم ﺷﺘﻢ ﺗﺮﻛﻲ اﻟﺤﻤﺪ أو ﻗﺮاءة أﻓﻜﺎره ﻟﻢ ﻳﻌﻮدوا ﺑﺤﺎﺟﺔ إﱃ ﻣﺤﺎﴐة وﻣﴪح. ﺳﻴﺬﻫﺒﻮن إﻟﻴﻪ ﻋﲆ وﻗﻊ اﻷزرار اﻹﻟﻜﱰوﻧﻴﺔ، اﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﺤﺘﺸﺪون ﺑﺎﻵﻻف ﻟﺤﻀﻮر املﺨﻴﻢ اﻟﺪﻋﻮي، ﻫﻢ، وﺑﺎﻟﱪاﻫني ﻣﺠﺮد اﻟﻌﴩات، وﻟﺬات اﻟﺴﺒﺐ ﰲ وﻗﺎﺋﻊ اﻟﻌﴫ املﺘﺴﺎرﻋﺔ. ﻛﺎن ﺻﺎﺣﺒﻲ ﻳﺴﻤﻌﻨﻲ وﻳﻄﻠﺐ أﺳﺒﺎﺑﺎ أﺧﺮى إﱃ ﺟﻮار ذﻟﻚ اﻟﺴﺒﺐ، وﺣﺘﻰ إن ﻛﺎن ﻳﻈﻦ أﻧﻨﻲ ﻣﺘﻮرط ﰲ اﻟﺪﻋﻮة إﱃ اﻧﻔﻀﺎض اﻷﺗﺒﺎع ﻣﻦ ﺣﻮل اﻟﺸﻴﺦ أو ﻣﻦ ﺧﻠﻒ املﺜﻘﻒ ﻓﺴﺄﺟﻴﺐ: ﻣﺘﻮرط ﰲ دﻋﻮﺗﻲ اﻟﺪاﺋﻤﺔ إﱃ ﻧﻘﺪ وﺗﺠﺪﻳﺪ اﻟﺨﻄﺎب. اﻟﺸﻴﺦ اﻟﺪاﻋﻴﺔ اﻟﺬي ﻳﻄﻮف ﺑﻨﻔﺲ ﻋﻨﻮان املﺤﺎﴐة إﱃ ﻛﻞ ﻣﻨﺸﻂ وﻛﻞ ﺧﻴﻤﺔ وﻣﻨﱪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻴﻌﻲ رﻗﺎﺑﺔ اﻟﺘﻜﺮار ﻋﲆ ﻋﻘﻠﻴﺔ املﺘﻠﻘﻲ. ذﻟﻚ ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ ﻣﺎ ﻳﻨﻄﺒﻖ ﻋﲆ املﻔﻜﺮ واملﺜﻘﻒ. ﻫﺆﻻء ﻻ ﻳﺸﺒﻬﻮن ﺳﻮى اﻟﺠﺮاح اﻟﺘﻘﻠﻴﺪي اﻟﺬي ﻻ زال ﻳﺮى املﴩط ﴐورة وﺣﻴﺪة ﻟﻌﻼج واﺳﺘﺌﺼﺎل أي أﻟﻢ أو ورم. ﻫﺆﻻء ﻳﻨﺴﻮن أﻧﻨﺎ ﰲ ﻋﴫ اﻟﻠﻴﺰر واﻷﺷﻌﺔ اﻟﺘﺪاﺧﻠﻴﺔ، ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻧﺤﻦ اﻟﻴﻮم ﰲ ﻋﴫ اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ اﻟﻘﺼرية اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﻘﺒﻞ ﺣﺘﻰ ﺑﻤﻀﺎﻋﻔﺔ اﻟﺤﺮوف ﰲ ﺗﻮﻳﱰ. وﻛﻤﺎ ﺗﻘﱰب ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻋﴫ اﻟﻮرق، ﺗﻘﱰب أﻳﻀﺎ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻋﴫ اﻟﺸﻴﺦ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪي ووﻓﺎة املﻨﱪ.

almosa@alwatan.com.sa