ﻏﻀﺐ اﻷﺟﻴﺎل اﻟﺠﺪﻳﺪة ﻳﺜﲑ ﻣﺨﺎوف ﻣﻼﱄ إﻳﺮان ﰲ ذﻛﺮى اﻟﺜﻮرة اﻟﺨﻤﻴﻨﻴﺔ

ﺑﻐﺪاد، ﻃﻬﺮان: ﺑﺎﺳﻞ ﻣﺤﻤﺪ

وﺳﻂ ﻗﻠﻖ وﺣﺬر ﺑﺎﻟﻐني ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺎﻟﺴﻨﻮات اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ، ﺧﻠﻔﺘﻬﻤﺎ ﻣﻮﺟﺔ اﻻﺣﺘﺠﺎﺟﺎت اﻟﻮاﺳﻌﺔ اﻟﺘﻲ ﺷﻬﺪﺗﻬﺎ املﺪن اﻹﻳﺮاﻧﻴــﺔ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﻌﺎم املﺎﴈ وﻣﻄﻠﻊ ﻳﻨﺎﻳﺮ املﻨــﴫم، ﺑﺪأ ﻧﻈﺎم وﻻﻳﺔ اﻟﻔﻘﻴــﻪ اﺣﺘﻔﺎﻻﺗﻪ ﺑﺎﻟﺬﻛﺮى اﻟـ93 ﻟﺜــﻮرة اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﻞ ﰲ ﻓﱪاﻳﺮ اﻟﺠــﺎري، ﻓﻴﻤﺎ ﻟﻢ ﺗﻐﺐ اﻷﺟﻬﺰة اﻷﻣﻨﻴﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﻗﻮات ﴍﻃﺔ وﻗﻮات اﻟﺘﻌﺒﺌﺔ »اﻟﺒﺎﺳﻴﺞ«، ﻋﻦ ﻣﻌﻈــﻢ اﻟﺸــﻮارع واملﻴﺎدﻳﻦ اﻟﺮﺋﻴﺴــﻴﺔ ﰲ ﻃﻬﺮان وﻣﺪن ﴍق وﻏﺮب إﻳــﺮان، ﺑﺤﺴــﺐ إﻳﺮاﻧﻴني ﺗﺤﺪﺛﺖ ﻣﻌﻬﻢ »اﻟﻮﻃﻦ«، ﺧﺸــﻴﺔ أن ﺗﺘﺠﺪد اﻻﻧﺘﻔﺎﺿــﺔ ﻳﺈﻳﻌﺎز ﻣﻦ اﻷﺟﻴﺎل اﻟﺠﺪﻳﺪة واﻟﺸﺒﺎب اﻟﻐﺎﺿﺐ واﻟﺬﻳﻦ ﻳﺮﻓﻀﻮن اﻷﻓﻜﺎر اﻟﺨﻤﻴﻨﻴﺔ اﻟﺘــﻲ ﻗﺎﻣﺖ ﻋﲆ أﺳﺎﺳــﻬﺎ اﻟﺜﻮرة وأﻃﺎﺣﺖ ﺑﻨﻈﺎم اﻟﺸﺎه ﻗﺒﻞ ﻧﺤﻮ 4 ﻋﻘﻮد. ﰲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻛﺮﺑــﻼء، ﺟﻨﻮب اﻟﻌﺮاق، ﺣﻴﺚ ﻳﺘﻮاﻓﺪ آﻻف اﻹﻳﺮاﻧﻴني ﻟﺰﻳﺎرة ﻣﺮﻗﺪ اﻟﺤﺴــني، ﺧﻔــﺖ ﻣﻈﺎﻫﺮ اﻻﺣﺘﻔــﺎﻻت ﺑﺬﻛــﺮى اﻟﺜﻮرة ﻫﺬه اﻟﺴﻨﺔ، وﻗﺎل املﻮاﻃﻦ اﻟﻌﺮاﻗﻲ ﺳﻌﺪ اﻟﺸﻴﺒﺎﻧﻲ اﻟﺬي ﻳﺪﻳﺮ أﺣﺪ اﻟﻔﻨﺎدق ﰲ ﻛﺮﺑﻼء ﻟـ»اﻟﻮﻃﻦ« إن اﻹﻳﺮاﻧﻴني اﻋﺘــﺎدوا أن ﻳﻌﻠﻘﻮا ﺻﻮر اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ واملﺮﺷــﺪ ﻋﲇ ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ ﰲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻷﻳﺎم ﻋــﲆ ﺣﺎﻓﻼﺗﻬﻢ وداﺧﻞ ﻣﺮﻗﺪ اﻟﺤﺴني، ﻏري أن ﻫﺬا اﻟﻌﺎم ﺗﺒﺪل ﻛﻞ ﳾء وﺗﺮاﺟﻌﺖ ﻫﺬه املﻈﺎﻫﺮ ﺑﺸﻜﻞ واﺿﺢ. اﻟﻌﻘﻴﺪة اﻟﺜﻮرﻳﺔ«. ورأى اﻟﻨﺎﺋــﺐ اﻟﻌﺮاﻗــﻲ أن ﺟﺰءا ﻣﻦ ﻣﺸــﺎﻛﻞ اﻟﺤﻜﻢ ﰲ اﻟﻌﺮاق ﻫﻲ ﺗﺒﻨﻲ ﻋﻘﻴــﺪة اﻟﺜــﻮرة اﻟﺨﻤﻴﻨﻴﺔ، ﻻﻓﺘــﺎ إﱃ أن أﻃﺮاﻓــﺎ ﻋﺮاﻗﻴﺔ ﰲ ﺗﺮﻛﻴﺒﺔ اﻟﺴــﻠﻄﺔ ﺗﺆﻣﻦ ﻛﻤﺎ ﻳﺆﻣﻦ ﻧﻈــﺎم املﻼﱄ ﺑﺄن اﻟﺴﻴﺎﺳــﺔ أﻫﻢ ﻣﻦ اﻻﻗﺘﺼﺎد ﻟﻠﺸــﻌﻮب، وﻫﺬا ﻻ ﻳﻨﺒﺊ ﺑﺘﻘﺴــﻴﻢ اﻟﻌﺮاق ﻓﺤﺴﺐ، ﺑﻞ ﺑﺎﻟﺘﺴــﺒﺐ ﺑﺎﺣﺘﺠﺎﺟﺎت واﺳﻌﺔ ﰲ املﺪن اﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ ﻛﻤﺎ ﺣﺼﻞ ﰲ املﺪن اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ إذا اﺳﺘﻤﺮت إدارة اﻟﺪوﻟﺔ ﺑﺎﻷﺳﻠﻮب اﻹﻳﺮاﻧﻲ. ﺗﻨﺒﻪ اﻹﻳﺮاﻧﻴﻴﻦ ﺑﺄن اﻹﻧﺠﺎزات اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ أﻫﻢ ﻣﻦ اﻟﺘﺪﺧﻼت اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ ﻗﻠﻖ ﻣﻦ ﺗﻜﺮار اﻻﺣﺘﺠﺎﺟﺎت اﻷﺧﻴﺮة وﺗﻨﻔﻴﺬ ﺛﻮرة ﻣﻀﺎدة اﻹﻳﺮاﻧﻴﻮن ﻣﻤﻦ وﻟﺪا ﺑﻌﺪ اﻟﺜﻮرة ﻳﺮﻓﻀﻮن اﻷﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ اﻟﺨﻤﻴﻨﻴﺔ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ املﻮاﻃﻦ اﻹﻳﺮاﻧﻲ ﺑﺮوﻳﺰ ﻛﺎرﻣﺎﺷﺎﻧﻲ، ﻣﻮﻟﻮدا ﺑﻌﺪ ﻋﻨﺪﻣﺎ اﺷﺘﻌﻠﺖ ﺛﻮرة اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ ﻋﺎم ،1979 ﻓﻬﻮ ﻣﻦ ﻣﻮاﻟﻴﺪ ﻋﺎم ،1992 وﻗﺪ ﺷﻬﺪ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﺣﺘﻔﺎﻻت أﺣﻴﺎء ذﻛﺮى ﺛﻮرة اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ ﰲ اﻟﺴــﻨﻮات اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ. وﻗﺎل ﻛﺎرﻣﺎﺷــﺎﻧﻲ ﻟـ»اﻟﻮﻃﻦ« »إن اﻻﺣﺘﺠﺎﺟﺎت ﰲ ﺑﻼده ﻟﻢ ﺗﺘﻮﻗﻒ، وﻫﻨــﺎك اﺣﺘﻜﺎك ﻣﺘﻮاﺻﻞ ﺑني أﺟﻬﺰة اﻟﻨﻈﺎم واﻟﺸﺒﺎب ﰲ ﻣﻮاﻗﻊ ﻣﺘﻌﺪدة، وﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻓﺈن ﻧﻈﺎم وﻻﻳﺔ اﻟﻔﻘﻴﻪ ﻳﻌﻠﻢ ﺟﻴﺪا أن اﻟﻜﺮاﻫﻴﺔ ﺗﺘﺴﻊ ﺑني اﻟﻄﺮﻓني، ﻣﻀﻴﻔﺎ ﺛﻮرة اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ ﻋﲆ ﺷﺎه إﻳﺮان اﺳﺘﻤﺮت ﻋﺎﻣﺎ وﺷﻬﺮا، وﻗﺪ ﻧـــﺤﺘﺎج ﻷﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻮﻗﺖ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺛﻮرة ﻣﻀﺎدة«. ﻋﺪ ﻋﻀﻮ ﺑــﺎرز ﰲ اﻟﺤﺰب اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻲ اﻟﻜﺮدﺳــﺘﺎﻧﻲ اﻹﻳﺮاﻧﻲ املﻌﺎرض، أن اﻟﺜﻮرة املﻀﺎدة املﻌﺎﻛﺴﺔ ﻋﲆ ﺛﻮرة اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ أﺻﺒﺤﺖ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻋــﲆ اﻷرض ﻣﻨﺬ أن اﻧﺪﻟﻌﺖ اﻻﺣﺘﺠﺎﺟﺎت اﻷﺧرية ﺿﺪ اﻟﻨﻈﺎم اﻹﻳﺮاﻧﻲ، ﻛﺎﺷــﻔﺎ ﻋﻦ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﺻﺪر ﻗﺒﻞ ﻧﺤﻮ ﻋﴩة أﻳﺎم ﻋﻦ رﺋﻴﺲ ﻟﺠﻨﺔ اﻷﻣﻦ اﻟﻘﻮﻣﻲ واﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ ﺑﻤﺠﻠﺲ اﻟﺸﻮرى ﻋﻼء اﻟﺪﻳﻦ ﺑﺮوﺟﺮدي، ﻳﺼﻒ ﺑﻠﻐﺔ واﺿﺤﺔ وﻣﺤﺪدة، اﻻﺣﺘﺠﺎﺟﺎت اﻷﺧرية ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺛﻮرة ﻋﲆ اﻟﺜﻮرة اﻟﺨﻤﻴﻨﻴﺔ. وﻓﻖ اﻟﻘﻴــﺎدي اﻟﻜــﺮدي اﻹﻳﺮاﻧﻲ، ﻓــﺈن ﺗﻘﺮﻳﺮ ﺑﺮوﺟﺮدي ﺣﺬر ﻣــﻦ أن املﺆﻳﺪﻳﻦ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳني ﻟﺜﻮرة اﻟﺨﻤﻴﻨــﻲ ﻗﺪ ﻣﴣ ﻋﻠﻴﻬﻢ 4 ﻋﻘﻮد، وﺟﺰء ﻣﻨﻬﻢ ﻗﺪ ﺗﻮﰲ واﻟﺒﻘﻴﺔ ﺑﺎت ﰲ ﻋﻤﺮ اﻟﺴﺘني أو اﻟﺴﺒﻌني، ﻛﻤﺎ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ اﻟﺮﻫﺎن ﻋﲆ ﴍﻳﺤﺔ ﻣﻦ اﻟﺸﺒﺎب ﻷﻧﻬﻢ أﻗﻠﻴﺔ، ورﺑﻤﺎ ﻳﺨﺘﺎر ﺑﻌﻀﻬﻢ اﻻﻧﻀﻤﺎم إﱃ ﺑﻘﻴﺔ ﺟﻴﻠﻪ ﻣﻦ اﻟﺸﺒﺎب اﻟﺬي ﻳﺘﺤﺮك ﻟﻠﻘﻴﺎم ﺑﺜﻮرة ﻣﻀﺎدة. واﻗﱰح اﻟﺘﻘﺮﻳﺮ اﻫﺘﻤﺎم اﻟﻨﻈﺎم ﺑﻤﺘﻄﻠﺒﺎت اﻟﺸﺒﺎب واﻷﻏﻠﺒﻴﺔ اﻟﺴﺎﺣﻘﺔ ﻟﻺﻳﺮاﻧﻴني، وإﻻ ﻗﺪ ﺗﻌﻮد اﻟﺜﻮرة املﻌﺎﻛﺴــﺔ ﻟﻠﺘﺤﺮك ﻣﺠﺪدا وﺑﻮﺗرية أﺷﺪ، ﻳﺼﻌﺐ ﻣﻌﻬﺎ اﻟﺴﻴﻄﺮة ﻋﲆ اﻟﻮﺿﻊ اﻟﺪاﺧﲇ ﻟﻠﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ.

)اﻟﻮﻃﻦ( ﺟﺎﻧﺐ ﻣﻦ اﺣﺘﺠﺎﺟﺎت اﻟﺸﺒﺎب اﻹﻳﺮاﻧﻲ ﻗﺒﻞ أﺳﺎﺑﻴﻊ

)اﻟﻮﻃﻦ( ﻗﻮات اﻷﻣﻦ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ﺑﻘﻴﺖ ﺑﺎﻟﺸﻮارع ﻣﻨﺬ اﻻﺣﺘﺠﺎﺟﺎت اﻷﺧﻴﺮة وﺣﺘﻰ اﻵن