رﻳﺎدة اﻷﻋﻤﺎل ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻣﻬﻤﺔ ﻻﻗﺘﺼﺎد ﻣﺎ ﺑﻌﺪ اﻟﻨﻔﻂ

اﻟﻈﻬﺮان: ﺑﺸﺎﻳﺮ اﻟﺸﺮﻳﻒ

ﻣﻠﻴﺎرا ﺗﻀﺦ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﺸﺂت اﻟﺼﻐﻴﺮة واﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ

ﻇﻬﺮ ﻋﴫ رﻳﺎدة اﻷﻋﻤﺎل ﻣﻨﺬ ﺑﺪاﻳﺔ اﻟﺘﺴﻌﻴﻨﺎت ﻛﺄﺳﻠﻮب ﻳﻮﻓﺮ إﻃﺎرا ﻟﻜﻴﻔﻴﺔ ﺗﺤﻮﻳﻞ اﻟﻔﻜﺮة اﻟﻌﻈﻴﻤﺔ إﱃ ﻋﻤﻞ ﺗﺠﺎري ﻛﺒري، ﻣــﺮورا ﺑﻜﻞ ﻣﺮاﺣﻞ اﻟﺘﺄﺳــﻴﺲ واﻟﻨﻤﻮ واﻟﺘﻤﻮﻳــﻞ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻓﻌﺎﻟﺔ وﻏري ﺗﻘﻠﻴﺪﻳﺔ، ﻣﻊ اﻟﺤﺮص ﻋﲆ اﻻﺳﺘﻤﺮارﻳﺔ، ﺑﻐﻴﺔ اﻟﺤﺼــﻮل ﻋﲆ اﻟﺮﺑــﺢ وﺗﺤﻘﻴﻖ اﻻﺳــﺘﻘﻼل املﺎﱄ، ﺧــﻼل ﺗﻨﻤﻴﺔ ﴍﻛﺔ ﻧﺎﺷــﺌﺔ ﺗﺨﻠﻖ اﻷﻟﻔﺔ واﻻﻧﻄﺒﺎع اﻹﻳﺠﺎﺑﻲ ﻟﺪى اﻟﻌﻤﻼء واملﻮردﻳﻦ واملﺴــﺘﺜﻤﺮﻳﻦ. ﻛﻤﺎ أﻧﻬﺎ ﺗﻌﺪ وﻇﻴﻔــﺔ ﻣﻬﻤﺔ ﰲ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﺑﺎملﻤﻠﻜﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺘﻞ املﻤﻠﻜﺔ املﺮﺗﺒﺔ اﻟﺮاﺑﻌﺔ ﻋﺮﺑﻴﺎ واملﺮﻛﺰ اﻟـ63 ﻋﺎملﻴﺎ ﰲ ﻣﺆﴍ رﻳــﺎدة اﻷﻋﻤﺎل، وﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ ﰲ اﻧﻌﻜﺎﺳــﻬﺎ ﻋﲆ ﻣﺆﴍات اﻻﻗﺘﺼﺎد، ﺑﻞ أﻳﻀﺎ ﻟﻜﻮﻧﻬﺎ ﺗﺸﻜﻞ ﺟﺰءا ﻣﻬﻤﺎ ﰲ ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻗﺘﺼﺎد ﻣﺎ ﺑﻌﺪ اﻟﻨﻔﻂ.

اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ

ﻗــﺎل رﺟﻞ اﻷﻋﻤــﺎل اﻟﺪﻛﺘــﻮر راﺋﺪ اﻟﻘﺪﻳﺤــﻲ ﻟـ»اﻟﻮﻃــﻦ«، »إن اﻟﻌﻼﻗــﺔ املﺸــﱰﻛﺔ ﺑني رﻳﺎدة اﻷﻋﻤﺎل واﻻﻗﺘﺼﺎد املﻌﺮﰲ ﺗﻜﻤﻦ ﰲ اﺳﺘﻐﻼل اﻟﻌﻠﻢ واملﻌﺮﻓﺔ، ﻟﺘﻜﻮن اﻟﻠﺒﻨﺔ اﻷﺳﺎﺳــﻴﺔ ﰲ ﻧﺠﺎح اﻟﻌﻤﻞ »اﻹﻧﺘﺎج«، أﻛﺜﺮ ﻣــﻦ اﻻﻋﺘﻤﺎد ﻋﲆ املﻮارد املﺎﻟﻴﺔ«.

وأﺿﺎف، »ﺳﺎﺑﻘﺎ ﻛﺎﻧﺖ اﻷرض واﻟﻌﻤﺎﻟﺔ ورأس املﺎل ﻫﻲ اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟﺜﻼﺛﺔ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﻺﻧﺘﺎج ﰲ اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﻘﺪﻳﻢ، وأﺻﺒﺤﺖ اﻵن اﻷﺻﻮل املﻬﻤــﺔ ﰲ اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﺠﺪﻳﺪ ﻫﻲ املﻌﺮﻓﺔ اﻟﻔﻨﻴﺔ واﻹﺑﺪاع واﻟﺬﻛﺎء«.

ﺣــﻮل ﺗﻮﺟﻪ املﺠﺘﻤﻊ اﻟﺴــﻌﻮدي ﰲ اﻵوﻧﺔ اﻷﺧرية إﱃ ﻣﺠــﺎل رﻳﺎدة اﻷﻋﻤﺎل ﺑﺸــﻜﻞ ﻣﻠﺤﻮظ، أوﺿﺢ اﻟﻘﺪﻳﺤﻲ، أن ﺣﺎﺿﻨﺎت اﻷﻋﻤﺎل ﻫــﻲ ﺑﺮاﻣﺞ ﻣﺼﻤﻤﺔ ﻟﺪﻋﻢ وﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﴩﻛﺎت اﻟﻨﺎﺷﺌﺔ، ﺧﻼل ﺗﺰوﻳﺪﻫــﺎ ﺑﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﻣــﻮارد اﻟﺪﻋﻢ واﻟﺨﺪﻣﺎت املﺼﻤﻤﺔ واملــﺪارة ﻣﻦ ﻗﺒﻞ إدارة اﻟﺤﺎﺿﻨﺔ ﺑﺸــﻜﻞ ﻣﺒﺎﴍ، أو ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺷــﺒﻜﺔ ﻣﻦ ﻋﻼﻗﺎﺗﻬﺎ، وﺗﺨﺘﻠﻒ ﺣﺎﺿﻨﺎت اﻷﻋﻤﺎل ﻋﻦ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﰲ ﻃﺮﻳﻘﺔ اﻟﺪﻋﻢ ﻟﻠﴩﻛﺎت اﻟﻨﺎﺷﺌﺔ، ﺧﻼل اﻟﺨﺪﻣﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻘﺪﻣﻬــﺎ، أو اﻟﻬﻴﻜﻞ اﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻲ، أو ﻧﻮﻋﻴﺔ اﻟﻌﻤــﻼء. ﻣﻀﻴﻔﺎ أن ﻫﻨﺎك ﻓﺮﺻﺎ وﺗﺤﺪﻳﺎت رﺑﻤــﺎ ﺗﻜﻮن داﻓﻌــﺎ ﻟﺮواد اﻷﻋﻤــﺎل، ﻟﻴﻘﺪﻣﻮا أﻓــﻜﺎرا أﻛﺜﺮ ﻟﺮﻳﺎدة وﺗﺠﺮﺑﺔ أﻋﻤﺎل ﻏري ﺗﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﰲ اﻟﺴــﻮق، ﻳﻘﻞ اﻻﻋﺘﻤﺎد ﻓﻴﻬﺎ ﻋﲆ رأس املﺎل.

زﻳﺎدة اﻟﻨﺎﺗﺞ اﻟﻤﺤﻠﻲ

ﻳﻘﻮل اﻟﻘﺪﻳﺤــﻲ، إن اﻟﺮﻳﺎدي ﻣﺜﻞ اﻟﻘﺎﺋﺪ، ﻳﻮﻟﺪ وﻻ ﻳﺼﻨــﻊ، وﻟﻜﻦ ﻻ ﺑﺪ ﻟﻠﺮﻳــﺎدي اﻟﻨﺎﺟــﺢ أن ﻳﻜﻮن ﺣﺮﻳﺼﺎ ﻋﲆ اﻟﺘﻌﻠﻢ واﻛﺘﺴﺎب املﻬﺎرات اﻟﻼزﻣﺔ، ﻛﻲ ﺗﻮاﻛﺐ ﻣﺘﻐريات وﺗﻄﻮرات اﻟﻌﴫ اﻟﺤﺪﻳﺚ، وﻳﺠﺐ أن ﻳﺠﻤﻊ ﺑني اﻟﺸﻐﻒ واملﻌﺮﻓﺔ، ﺣﺘﻰ ﻳﺼﺒﺢ رﻳﺎدﻳﺎ ﻧﺎﺟﺤﺎ.

وﻋﻦ ﺣﻘﻴﻘﺔ إﺳــﻬﺎم ﻗﻄﺎع رﻳﺎدة اﻷﻋﻤﺎل ﰲ رﻓــﻊ اﻟﻨﺎﺗﺞ املﺤﲇ وزﻳﺎدة اﻟﻔــﺮص اﻟﻮﻇﻴﻔﻴﺔ أﻛــﺪ اﻟﻘﺪﻳﺤﻲ، »أن رﻳﺎدة اﻷﻋﻤــﺎل ﻫﻲ راﻓﺪ ﻣﻬﻢ ﻣﻦ رواﻓﺪ اﻹﻧﺘﺎج املﺤــﲇ، ورﺑﻤﺎ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺗﺼﻨﻴﻔﻪ ﺣﺎﻟﻴﺎ ﺿﻤﻦ ﻧﻄﺎق املﺆﺳﺴﺎت املﺘﻮﺳــﻄﺔ واﻟﺼﻐرية، واﻟﺘﻲ ﺗﻤﺜﻞ ﰲ

ﻗــﺎل اﻟﺨﺒري املﺎﱄ واملﺴﺘﺸــﺎر ﰲ املﻮارد اﻟﺒﴩﻳــﺔ، ﻧﻮاف اﻟﻀﺒﻴﺐ، »إن ﻫﻨــﺎك 72 ﻣﻠﻴﺎرا ﺗﻀﺦ ﰲ املﻨﺸــﺂت اﻟﺼﻐرية واملﺘﻮﺳــﻄﺔ، وﺑﺎﻋﺘﻘﺎدي أن رﻳــﺎدة اﻷﻋﻤﺎل ﰲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺤﺎﱄ ﻫﻲ ﰲ أﻓﻀﻞ ﻣﺮاﺣﻠﻬﺎ«.وﻋﻦ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﴐﻳﺒﺔ اﻟﻘﻴﻤﺔ املﻀﺎﻓﺔ ﻫﺬا اﻟﻌﺎم، أﻛﺪ اﻟﻀﺒﻴﺐ، أﻧﻪ ﻣﻦ املﻔﱰض أﻻ ﺗﺆﺛﺮ اﻟﴬاﺋﺐ وﻻ اﻟﻘﻴﻤﺔ املﻀﺎﻓﺔ ﺑﻨﺴــﺒﺘﻬﺎ اﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ﺳــﻠﺒﻴﺎ ﻋﲆ ﻗﻄﺎع رﻳﺎدة اﻷﻋﻤﺎل ﰲ املﻤﻠﻜﺔ، إذ إﻧﻬﺎ ﻣﻮﺟﻮدة وﻣﻨﺬ وﻗﺖ ﻟﻴﺲ ﺑﺎﻟﻘﺮﻳﺐ ﰲ ﻣﻌﻈﻢ دول اﻟﻌﺎﻟﻢ، وﻟﻢ ﻳﻠﻤﺲ ﻟﻬﺎ ذﻟﻚ اﻟﺘﺄﺛري اﻟﺴﻠﺒﻲ.