ﻫﺬا ﻣﺎ ﺟﻨﺘﻪ ﻋﻠﻴﻨﺎ اﻟﺘﻘﻨﻴﺔ

ﰲ ﻋﺎﻟﻢ »واﺗﺴﺎب« ﻧﺴﺘﻘﺒﻞ ﻳﻮﻣﻴﺎ ﻣﺌﺎت اﻟﺮﺳﺎﺋﻞ املﺘﻨﻮﻋﺔ، ﺑني اﻟﺤﻜﻤﺔ، واﻟﻄﺮﻓﺔ، واملﻌﻠﻮﻣﺔ اﻟﻄﺒﻴﺔ، واملﻘﺎﻟﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ، واﻟﺘﻮﺻﻴﺎت اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ... وﻏريﻫﺎ.

ﰲ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﻴﺎن، ﻫﺬه اﻟﺮﺳﺎﺋﻞ ﻟﻬﺎ ﻣﺼﺪر ﻣﻌﺮوف ﻛﺨﺒري أو ﻃﺒﻴﺐ ﰲ ﻣﺠﺎﻟﻪ.

ﺑﻌﺾ ﻫﺬه اﻟﺮﺳﺎﺋﻞ ﻋﻤﻴﻘﺔ ﰲ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ وﻣﻐﺰاﻫﺎ، وﺗﺸﻌﻞ اﻟﻀﻮء ﰲ اﻷﻧﻔﺎق املﻈﻠﻤﺔ ﰲ ﻃﺮﻳﻖ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ، ورﻏﻢ ﺗﻜﺮار ﻫﺬه اﻟﺮﺳﺎﺋﻞ ﺑﺼﻴﻎ وﻣﺼﺎدر ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ، إﻻ أﻧﻬﺎ ﺗﺆﻛﺪ ﻋﲆ اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ.

ﻳﻈﻬﺮ ﻟﻨﺎ ﺟﻠﻴﺎ اﻟﺘﺄﺛري اﻟﺴﻠﺒﻲ ﻻﺳﺘﺨﺪام اﻟﻬﻮاﺗﻒ اﻟﺬﻛﻴﺔ واﻷﻟﻌﺎب اﻹﻟﻜﱰوﻧﻴﺔ ﻋﲆ اﻷﻃﻔﺎل، ﺧﻼل ﻛﺜري ﻣﻦ اﻟﺮﺳﺎﺋﻞ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ، واﻟﺘﻐﺮﻳﺪات اﻟﺘﺤﺬﻳﺮﻳﺔ، واﻟﻔﻴﺪﻳﻮﻫﺎت اﻟﺘﻮﻋﻮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺮﻓﻊ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻮﻋﻲ ﺣﻮل اﻵﺛﺎر اﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﻟﻠﺘﻘﻨﻴﺔ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻋﲆ اﻷﻃﻔﺎل ﺻﺤﻴﺎ وﻧﻔﺴﻴﺎ، إدراﻛﻴﺎ واﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺎ، وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻓﺈن 91 % ﻣﻦ اﻷﴎ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ﺗﺴﺘﺨﺪم أﻃﻔﺎﻟﻬﺎ اﻷﺟﻬﺰة اﻟﺬﻛﻴﺔ واﻷﻟﻌﺎب اﻹﻟﻜﱰوﻧﻴﺔ، و34 % ﻣﻨﻬﻢ ﻟﻢ ﺗﺘﺠﺎوز أﻋﻤﺎرﻫﻢ 5 ﺳﻨﻮات.

وﻓﻖ اﺳﺘﻄﻼع أﺟﺮاه املﺮﻛﺰ اﻟﻮﻃﻨﻲ ﻻﺳﺘﻄﻼﻋﺎت اﻟﺮأي اﻟﻌﺎم ﺷﺎرك ﻓﻴﻪ 1039 ﻣﻮاﻃﻨﺎ ﻣﻦ اﻟﺠﻨﺴني ﰲ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﻣﺎﻳﻮ ،2017 ﻓﺈن 4 ﺳﺎﻋﺎت ﻫﻲ ﻣﺘﻮﺳﻂ ﻋﺪد اﻟﺴﺎﻋﺎت اﻟﻴﻮﻣﻴﺔ ﻻﺳﺘﺨﺪام اﻷﻃﻔﺎل اﻷﺟﻬﺰة اﻟﺬﻛﻴﺔ واﻷﻟﻌﺎب اﻹﻟﻜﱰوﻧﻴﺔ.

واﻟﺴﺆال: ﻣﺎ اﻟﱪاﻣﺞ واﻟﺘﻄﺒﻴﻘﺎت اﻟﺘﻲ ﻳﻘﴤ أﺑﻨﺎؤﻧﺎ أوﻗﺎﺗﻬﻢ ﰲ ﻣﺘﺎﺑﻌﺘﻬﺎ؟

وﻓﻘﺎ ﻟﻼﺳﺘﻄﻼع، ﻓﺈن 79 % ﻣﻦ اﻷﻃﻔﺎل ﻳﻔﻀﻠﻮن اﺳﺘﺨﺪام اﻟﺘﻄﺒﻴﻘﺎت اﻟﱰﻓﻴﻬﻴﺔ، ﺑﻴﻨﻤﺎ 11 % ﻳﻔﻀﻠﻮن ﺑﺮاﻣﺞ اﻟﺘﻮاﺻﻞ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ، ﺛﻢ 7 % ﻳﻔﻀﻠﻮن اﻟﺘﻄﺒﻴﻘﺎت اﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ، وأﺧريا 2,5 % ﻳﻔﻀﻠﻮن ﺗﻄﺒﻴﻘﺎت اﻟﻬﻮاﻳﺎت.

50 % ﻣﻦ اﻟﻮاﻟﺪﻳﻦ أﻛﺪوا أﻧﻬﻢ ﻳﺘﺎﺑﻌﻮن أﻃﻔﺎﻟﻬﻢ ﻋﲆ ﻓﱰات ﻣﺘﻔﺎوﺗﺔ ﻋﻨﺪ اﺳﺘﺨﺪام اﻷﺟﻬﺰة اﻟﺬﻛﻴﺔ، ﺑﻴﻨﻤﺎ 7 % ﻻ ﻳﺘﺎﺑﻌﻮن أﻃﻔﺎﻟﻬﻢ أﺑﺪا ﻋﻨﺪ اﺳﺘﺨﺪاﻣﻬﻢ اﻟﺘﻘﻨﻴﺔ، و73 % ﻣﻦ اﻟﻮاﻟﺪﻳﻦ ﻻﺣﻆ أن اﺳﺘﺨﺪام أﻃﻔﺎﻟﻬﻢ اﻷﺟﻬﺰة اﻟﺬﻛﻴﺔ ﻟﻪ أﺛﺮ ﺳﻠﺒﻲ ﻋﻠﻴﻬﻢ.

أﺳﻬﻞ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻟﺘﻬﺪﺋﺔ »ﺷﻐﺐ« وﴏاخ اﻷﻃﻔﺎل داﺧﻞ املﻨﺰل ﻫﻮ ﻣﻨﺤﻬﻢ أﺟﻬﺰة ذﻛﻴﺔ وأﻟﻌﺎﺑﺎ إﻟﻜﱰوﻧﻴﺔ؛ ﻟﻴﺴﺘﻘﺮ ﻫﺪوء اﻟﺒﻴﺖ، وﻟﺘﺒﻘﻰ اﻷﺷﻴﺎء ﰲ ﻣﻜﺎﻧﻬﺎ اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ، وﻛﺬﻟﻚ ﻟﻠﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﲆ أﺛﺎث اﻟﺒﻴﺖ ﻣﻦ ﻋﺒﺚ اﻷﺑﻨﺎء.

ﻫﺬه اﻟﺼﻔﻘﺔ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﴍوﻃﻬﺎ -ﻟﻸﺳﻒ- ﻣﻌﺮﻓﺔ املﺤﺘﻮى اﻟﺬي ﻳﺘﺎﺑﻌﻪ اﻷﻃﻔﺎل، وﻛﺬﻟﻚ ﺗﺤﺪﻳﺪ اﻹﻃﺎر اﻟﺰﻣﻨﻲ ﻻﺳﺘﺨﺪام اﻷﺟﻬﺰة، ﻓﻬﻨﺎك أﻟﻌﺎب اﻟﺤﺮوب واﻟﴫاﻋﺎت، واﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﲆ ﺗﺪﻣري وﻗﺘﻞ اﻵﺧﺮﻳﻦ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺷﻴﻘﺔ وﺣﻤﺎﺳﻴﺔ، وﻣﻊ اﻟﻮﻗﺖ ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﺳﺘﻌﺰز اﻟﻌﻨﻒ، وﺗﻔﺘﺢ ﻋﻴﻮن اﻷﻃﻔﺎل ﻋﲆ أﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﺠﺮﻳﻤﺔ.

ﺗﺸري دراﺳﺔ ﻗﺪﻣﺘﻬﺎ اﻷﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ اﻷﻣريﻛﻴﺔ ﻟﻄﺐ اﻷﻃﻔﺎل ﻋﺎم 2017 إﱃ أن ﺑﻌﺾ اﻷﻃﻔﺎل ﻳﻤﻨﺢ اﺳﺘﺨﺪام اﻷﺟﻬﺰة ﻗﺒﻞ اﻟﺒﺪء ﺣﺘﻰ ﺑﺎﻟﻜﻼم، وﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻫﺆﻻء اﻷﻃﻔﺎل أﻛﺜﺮ ﻋﺮﺿﺔ ﻟﺘﺄﺧري ﻣﻬﺎرات اﻟﻨﻄﻖ واﻟﺘﺤﺪث، ووﺟﺪ اﻟﺒﺎﺣﺜﻮن أﻧﻪ ﻛﻠﻤﺎ زاد وﻗﺖ اﺳﺘﺨﺪام اﻷﺟﻬﺰة ﻛﺎن ﻣﻦ املﺮﺟﺢ أن ﻳﻜﻮن اﻟﻄﻔﻞ ﻣﻌﺮﺿﺎ ﻟﻠﺘﺄﺧﺮ ﰲ اﻟﻜﻼم واﺳﺘﺨﺪام اﻟﻠﻐﺔ اﻟﺘﻌﺒريﻳﺔ.

ﺣﺎﻟﺔ اﻹدﻣﺎن اﻟﺘﻲ ﻳﻌﺎﻧﻴﻬﺎ أﻃﻔﺎﻟﻨﺎ ﻣﻊ اﻷﺟﻬﺰة اﻟﺬﻛﻴﺔ ﺟﻌﻠﺖ ﺷﺎﺷﺔ اﻟﺘﻠﻔﺎز واﻟﺮﺳﻮم املﺘﺤﺮﻛﺔ ﻻ ﻗﻴﻤﺔ ﻟﻬﺎ، واﻟﻠﻌﺐ ﻣﻊ اﻷﻗﺮان ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺗﻘﻠﻴﺪﻳﺔ، وﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻓﻠﻌﺰﻟﺔ اﻟﻄﻔﻞ ﻣﻊ ﻫﺬه اﻷﺟﻬﺰة آﺛﺎرﻫﺎ اﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﻋﲆ ﻧﻤﻮ اﻟﻄﻔﻞ اﻟﻌﻘﲇ، واﻟﻮﺟﺪاﻧﻲ، واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ، وﻛﺬﻟﻚ ﺗﺆﺛﺮ ﻋﲆ ﺗﻔﺎﻋﻠﻪ اﻟﻨﻔﴘ ﻣﻊ ﻣﺤﻴﻄﻪ اﻷﴎي، ﻟﺬا ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻋﲆ اﻟﻮاﻟﺪﻳﻦ أن ﻳﻘﻀﻴﺎ وﻗﺘﺎ ﻣﻊ أﺑﻨﺎﺋﻬﻤﺎ ﺑﺎﻟﺠﻠﻮس واﻟﺤﻮار واﻟﻠﻌﺐ، وﻛﺬﻟﻚ إدارة املﺤﺘﻮى اﻟﺬي ﻳﻄﻠﻊ ﻋﻠﻴﻪ أﺑﻨﺎؤﻫﻤﺎ ﰲ اﻷﺟﻬﺰة اﻟﺬﻛﻴﺔ أو اﻷﻟﻌﺎب اﻹﻟﻜﱰوﻧﻴﺔ.

َﻋﻮًدا إﱃ ﻣﻘﺪﻣﺔ املﻘﺎل، ﻫﻞ ﻣﺎ ﻧﺴﺘﻘﺒﻠﻪ ﰲ ﻋﺎﻟﻢ »واﺗﺴﺎب« ﻣﻦ ﻓﻮاﺋﺪ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻧﻘﺮؤه ﺑﺘﺄﻣﻞ وﻋﻤﻖ، وﻧﻘﺘﻨﻊ ﺑﺎﻟﺼﻮاب ﻣﻨﻪ، وﻧﻄﺒﻘﻪ ﰲ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ اﻟﻴﻮﻣﻴﺔ؟! أم ﻓﻘﻂ ﻧﺴﺘﻘﺒﻞ وﻧﺮﺳﻞ دون ﻗﺮاءة وﺗﻤﻌﻦ؟!