ﻓﺮﻳﻖ إﺳﻌﺎﻓﻲ ﻟﻜﻞ ﻣﺪرﺳﺔ

أدرﻛﺖ رﺣﻤﺔ اﻟﻠﻪ وﻋﻨﺎﻳﺘﻪ اﻟﻄﺎﻟﺐ اﻟﺼﻐري اﻟﺬي اﺑﺘﻠﻊ ﻗﻄﻌﺔ ﺑﻼﺳﺘﻴﻜﻴﺔ ﰲ املﺪرﺳﺔ، إذ ﺳﺨﺮت اﻟﻌﻨﺎﻳﺔ اﻹﻟﻬﻴﺔ اﻷﺳﺘﺎذ اﻟﻔﺎﺿﻞ وﻛﻴﻞ املﺪرﺳﺔ ﻟﻴﻜﻮن ﰲ املﻜﺎن املﻨﺎﺳﺐ واﻟﻮﻗﺖ املﻨﺎﺳﺐ وﻳﻨﻘﺬ ﺣﻴﺎة ﻫﺬا اﻟﻄﻔﻞ اﻟﺬي ﺗﴫف ﺑﺸﻘﺎوة اﻷﻃﻔﺎل املﻌﻬﻮدة واملﺘﻮﻗﻌﺔ. ﻳﻌﺮف املﻄﻠﻌﻮن أو ﻣﻦ ﺧﻀﻊ ﻟﱪﻧﺎﻣﺞ اﻹﺳﻌﺎﻓﺎت اﻷوﻟﻴﺔ أن اﻟﺪﻗﻴﻘﺔ ﺗﺼﻨﻊ ﻓﺎرﻗﺎ ﰲ املﻮاﻗﻒ اﻟﺘﻲ ﻳﻨﻘﻄﻊ ﻓﻴﻬﺎ اﻷوﻛﺴﺠني ﻋﻦ اﻟﺪﻣﺎغ ﻗﺪ ﺗﺼﻞ ﻟﻠﺤﻴﺎة واملﻮت أو اﻹﻋﺎﻗﺔ. ﻳﻘﻮدﻧﻲ ﻫﺬا املﻮﻗﻒ إﱃ اﻟﺘﺴﺎؤل ﻋﻦ ﻣﺪى ﺟﺎﻫﺰﻳﺔ اﻟﻘﻮى اﻟﺒﴩﻳﺔ اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﰲ ﻣﺪارﺳﻨﺎ أو ﺟﺎﻣﻌﺎﺗﻨﺎ ﻟﻠﺘﺪﺧﻞ ﰲ اﻟﺤﺎﻻت اﻟﻄﺎرﺋﺔ، وإﻧﻘﺎذ ﺣﻴﺎة ﻣﺮﺗﺎدﻳﻬﺎ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﺮض ﻟﻬﻢ ﻣﺎ ﻳﻌﺮض ﻟﻠﺒﴩ ﻣﻦ إﻋﻴﺎء وﺗﻌﺐ أو ﺳﻘﻮط أو ﺣﺘﻰ ﻣﻮاﻗﻒ أﺧﻄﺮ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺣﺪث ﻣﻊ ﻫﺬا اﻟﻄﻔﻞ. ﺗﺴﺘﻌﺪ وزارة اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻟﻠﺘﺤﻮل اﻟﻮﻃﻨﻲ واﻟﺮؤﻳﺔ ﺑﺈﺟﺮاء ﻋﺪة ﺗﻐﻴريات ﻧﻮﻋﻴﺔ ﰲ املﺪارس، ﺑﺮأﻳﻲ ﻳﺠﺐ أن ﻳﻮﺟﻪ ﺟﺰء ﻣﻦ اﻻﻫﺘﻤﺎم إﱃ ﺗﺄﻫﻴﻞ ﻃﺎﻗﻢ إﺳﻌﺎﰲ ﰲ ﻛﻞ ﻣﺪرﺳﺔ ﺣﺴﺐ ﺣﺠﻤﻬﺎ وﻋﺪد ﻃﻼﺑﻬﺎ.. اﻷﻣﺮ ﺣﺘﻤﺎ ﻻ ﻳﺴﺘﺪﻋﻲ ﺗﻮﻇﻴﻒ ﻣﺴﻌﻔني ﰲ املﺪارس، ﺑﻞ ﺗﺪرﻳﺐ ﻋﺪد ﻣﻦ اﻟﻄﺎﻗﻢ املﻮﺟﻮد أﺳﺎﺳﺎ ﻋﲆ ﻣﺒﺎدئ اﻹﺳﻌﺎﻓﺎت اﻷوﻟﻴﺔ وﻗﻮاﻋﺪ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﺤﺎﻻت اﻟﻄﺎرﺋﺔ، ﺑﻞ وﻳﺘﻮﺟﺐ ﺑﺮأﻳﻲ أن ﺗﻜﻮن ﻫﺬه اﻟﻨﻘﻄﺔ ﻣﻦ أﻫﻢ ﻧﻘﺎط ﺗﻘﻴﻴﻢ املﺪارس واملﻌﻠﻤني واملﻌﻠﻤﺎت ﰲ أي ﺗﻌﺪﻳﻞ ﻳﻄﺎل اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻲ. اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻻ ﻳﺤﺘﺎج اﻷﻣﺮ ملﻘﺪﻣﺎت ﻛﺜرية وﻻ ملﻘﺎرﻧﺔ ﺣﺎﻟﻨﺎ ﺑﺤﺎل أي دوﻟﺔ أﺧﺮى. ﻻ ﺗﻮﺟﺪ ﴐورة ﻷﺧﱪﻛﻢ ﻣﺜﻼ أن ﻛﻞ ﻣﺪرﺳﺔ ﰲ أﺳﱰاﻟﻴﺎ أو ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﻣﺜﻼ ﻓﻴﻬﺎ ﻓﺮﻳﻖ ﻣﺪرب ﻋﲆ اﻹﺳﻌﺎف ﻣﻦ املﻌﻠﻤني واملﻌﻠﻤﺎت اﻟﻌﺎﻣﻠني ﰲ املﺪرﺳﺔ، وأن ﻣﻜﺘﺐ اﻻﺳﺘﻘﺒﺎل ﻳﻀﻊ أﺳﻤﺎءﻫﻢ وﺻﻮرﻫﻢ ﺑﻮﺿﻮح ﰲ ﻟﻮﺣﺔ ﻋﺮﻳﻀﺔ ﻳﺮاﻫﺎ اﻟﺪاﺧﻞ واﻟﺨﺎرج ﻟﻠﻤﺪرﺳﺔ ﻟﻴﺴﺘﺪل اﻟﻄﻼب وذووﻫﻢ ﻋﲆ اﻷﻗﺮب ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻔﺮﻳﻖ ﰲ أي ﺣﺎﻟﺔ ﻃﺎرﺋﺔ.. أﺗﻤﻨﻰ ﻋﲆ اﻹدارات املﻌﻨﻴﺔ ﰲ اﻟﻮزارﺗني اﻷﻗﺮب ﻟﺨﺪﻣﺔ اﻟﺒﴩ واﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺗﻬﻢ، وأﻋﻨﻲ ﻫﻨﺎ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ واﻟﺼﺤﺔ أن ﻳﻨﻈﻤﻮا ﺑﺮﻧﺎﻣﺠﺎ ﻋﲆ ﻣﺴﺘﻮى املﻨﺎﻃﻖ ﻟﺘﺄﻫﻴﻞ ﻣﺴﻌﻔني ﰲ املﺪارس ﻳﻤﻨﺢ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻪ املﻌﻠﻢ أو املﻌﻠﻤﺔ ﺑﻄﺎﻗﺔ )ﻣﺴﻌﻒ أوﱄ( ﺳﺎرﻳﺔ اﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ملﺪة ﻋﺎﻣني ﻛﻤﺎ ﻫﻲ اﻟﺤﺎل ﻣﻊ ﻫﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﺪورات ﻋﺎدة، وذﻟﻚ ﺣﻔﺎﻇﺎ ﻋﲆ أﺑﻨﺎﺋﻨﺎ وﺑﻨﺎﺗﻨﺎ واملﻌﻠﻤني واملﻌﻠﻤﺎت أﻳﻀﺎ. اﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ أن ﺳﺨﺮ ﻟﻬﺬا اﻟﻄﻔﻞ ﻣﻦ ﻳﻨﻘﺬ ﺣﻴﺎﺗﻪ، ﻟﻜﻦ أﻣﺎﻛﻦ ﺗﺠﻤﻌﺎت اﻟﺒﴩ ﻻ ﺗﺪار ﺑﺎﻻﺟﺘﻬﺎدات وﻻ ﺗﱰك اﻟﺤﻮادث ﻓﻴﻬﺎ ﻟﻜﻒ اﻟﻘﺪر. ﻋﻠﻴﻨﺎ أن ﻧﻀﻊ ﺣﻴﺎة وﺳﻼﻣﺔ اﻟﺒﴩ ﰲ ﻣﻜﺎﻧﻬﺎ اﻟﻼﺋﻖ، ﰲ أﻋﲆ ﺳﻠﻢ أوﻟﻮﻳﺎت املﺆﺳﺴﺔ اﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ واﻟﺼﺤﻴﺔ ﰲ اﻟﻮﻃﻦ.

nalshahrani@alwatan.com.sa