Al-Watan (Saudi)

ما بين الاحتفاء والاعتزاز بـابن سلمان

- عزة السبيعي

الملكة اليزابيث الثانية تقابل كل عام زعيمين فقط، وهذا العام الذي لا زلنا في أوله، اختارت أن يكون أول اللقاءين لرجل الشرق الأوسط الجديد الأمير محمد بن سلمان، وتركت اللقاء الأخير ليتنافس عليه باقي زعماء العالم. كما أن العالم شاهد تيريزا ماي وهي تحتفي بالأمير بطريقة استوقفت الكثير من المحللين، وهو قطعاً ليس للاتفاقيات التي قطعت، ولا لما ذكرته هي بنفسها مرتين أن السعودية بحربها على الإرهاب تحمي ملايين البريطانيي­ن من القتل غدراً، كما يرغب ممولو الإرهاب الذين يشترون الأبنية والأسواق في بريطانيا ويوزعون المليارات بلا حسيب أو رقيب، ولا يجدون القبول في عاصمة المملكة البريطانية عاصمة الأصول والتقاليد الملكية العريقة، والتي تدرك من هو جدير بالاحترام والتقدير من الذين يحترمون العرش والأخلاق والتقاليد. لقد تبين لتيريزا ماي وحكومتها ما تنطوي عليه حقيقة ولي العهد من العزم والجهد والرغبة في التحسين، وهي أمور مهمة بالنسبة للعقل البريطاني لقبول الشخص ومنحه الثقة بقدرته على إحداث الفرق، وهو فرق لا يخص السعودية فقط، فـأمور مثل تحسين الاقتصاد في جدة يلمس أثرها العالم كله وينتعش بسببه الاقتصاد العالمي، وحربه على الإرهاب تضمن سلامة طفل في ليفربول، كما أن السعودية كانت وستظل قبلة العالم الإسلامي والمؤثر الأكبر والقائد الأول والأهم لكل المسلمين في كل أنحاء الأرض، وما يحدث على واقعه يجني ثماره الفكر الإسلامي أضعافا مضاعفة. وفي الواقع كل ذلك عرفناه نحن في أول لحظة تحدث فيها إلينا هذا الشاب وأخبرنا بآماله وأحلامه، وانطلق بجسارة لتحقيق الحلم الذي اختبأ في قلوب السعوديين سنين عديدة، لم يظنوا أنه سيصبح حقيقة أبداً ليستيقظوا ويجدوا أميرهم يعيد ما اختلسه الفساد ويعدل المقلوب، ويوقف كل ما كان يشوه الإسلام وحقيقته، ويكرم المرأة ويعلي من شأن نصف المجتمع. لقد وقع ابن سلمان على اتفاقيات عدة، ولكنه أيضا وقع على وثيقة احترامه واحترام مبادئه وأهدافه في بريطانيا وأوروبا، كما لامس قلوب شعبه وهو يخطو نحو الملكية البريطانية برداء الصحراء وزي الأجداد ومظهر الوطن، كأنه يبعث رسالة للعالم كله وهي أننا نعود للأصل لنأخذه معنا للمستقبل.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia