Al-Watan (Saudi)

الخبث الإيراني يستغل الورطة السورية

-

بدأ شيعة إيران وحليفهم بشارالأسد رحلة مضنيةفي سباقلاهث مع الزمنفي ظل التغيرات التي وأبرزهامقت­ل شهدتهاالمن­طقة، رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري واتهام سورية وحزب الله بقتله. وفي حين أبرمت طهران صفقتهاالسر­ية وغيرالمباش­رة مع واشــنطن –عبر رئيسالمجلس­الأعلىلإ للثورةالإس­لامية آية الله محمد باقر الحكيم – للتخلص من »عدوها« النظام العراقي، كانت دمشــق تحاول بقوة منع حدوث احتلال سهل للعراق. تحمس البعثيونال­أشقاءفي دمشق، وكاد التناقضفي قضية احتلال العراقبين طهران ودمشق يوديبتراث من المصالح والعلاقات السياسيةال­متبادلة منذ ثورة الخميني عام 1979، فدمشق باتت تخشى على نفسهامن نيرالتغيرا­تفي المعادلات السياسيةال­إقليميةفي مرحلة ما بعدالاحتلا­ل، كما أنها لم تستبعدألا يتوقفالاحت­لال بعد إزالة نظام صدام بالقوة عند الحدود العراقية، فما الذي يمنعالأمير­كيين من فعل ذلك مع النظامفي سورية؟!. انقلبت المعادلة التي كانت في عهد الأسد الأب، وأصبح النظام السوري الطرف الأضعف في العلاقة، خصوصاً بعد خروج ســورية من لبنان تحت الضغط الدولي، وتجنباً للقرارات التي أصبحت تصدر كمتوالية هندسية من مجلس الأمن ضد النظام الســوري لتجبره على تنفيذ القــرار 1559 القاضي بجلاء القوات الأجنبية عن لبنان، ثم تجبره على خضوع أعلى قمته للتحقيق الدولي. أصبح النظام الســوري مهدداً بوجوده من أساســه، لقد قصت مخالبه في لبنــان، وصار محتاجاً لحزب الله أكثر مــن حاجة حزب الله له، إضافة إلى أنه في واقع الحال لا يستطيع الدفاع عن نفسه أمام أي هجوم عســكري إسرائيلي أو أميركي محتمل؛ فقدراته العسكرية الرادعة ضعيفة للغاية. إن حرص النظام على العلاقات مع طهران أصبح قائماً على حس بدائي بالمصالح، ولم يســتطع بشــار الأسد وجماعتــه مقاومة الهرولة باتجــاه إيران ومنحها كل ما يغريها من المصالح الاقتصادية والسياســي­ة داخل البلاد، باختصار: فتح البلاد لها لتحقق مصالحها على أعلى درجة وأوسع نطاق، وكان بإمكان الأسد أن يقف بصلابة أكثر اعتماداً عــلى الأوراق التي ما تزال بحوزته في المنطقة؛ لكن النظام الذي لا يحسن الإدارة ويفكر بعقل أمني وبهاجس الخوف لم يكن باستطاعته سوى المضي وراء هذا الخيار البائس. بالنســبة لإيران كان الفراغ السياسيسيا­سي الذي خلفته الحرب الأميركية على العراق وأزمة سورية المتزايدة في لبنان وعزلتهــا الدولية مطمعــاً لملء الفراغ بمد نفوذها وبســط ســلطتها على أكثر الأماكن حساســية وســخونة في العالم (الشرق الأوسط المجاور لإسرائيل والمحاذي الشمالي لينبوع النفط الخليجي العالمي)، فقد أصبحت ســورية – وفقاً لبعض التقارير الغربيــة، وهي محقة – »تجد نفسها محشــورة بين مطرقة الضغوط الدولية وسندان الإنقاذ الإيراني.« لم يتلكأ الساســة الإيرانيون الخبثاء في استثمار الوضــع الجديد بمد نفوذهم الســياسي إلى العمق الاجتماعي السوري، بموازاة مد اقتصادي يستحوذ على صفقات القطاع الحكومي، وعلى الرغم من أن التعاون والتبادل الاقتصادي تصاعد بوتيرة غير مسبوقة منذ تولي بشــار الأســد مقاليد الحكم في البلاد، إلا أن الوضع الجديد شرع أبواب التبادل الاقتصادي إلى أقصــاه لصالــح الكفــة الإيرانية، وصار الإيرانيون يتحدثون عن سوريةيببوص­فها »بلد هام جدا للاستثمار؛ نظراً لموقعها الجغرافي .!«.! بدءاً من عام 1997 سُمح لحزب الله – ربما بوساطة من »بشار الأسد« )المسحور بشخصية نصر الله) لدى أبيه – أن يجوب المدن السورية لعرض إنجازاته على معارض في المكتبة الوطنية العامة (مكتبة الأسد)، وفي الجامعات السورية، عبر عرض أشرطة فيديو مثيرة لعملياته العســكرية ضد الإسرائيلي­ين، ومجســمات تمثل أهم العمليات وكيفيــة تنفيذها، وبعض القطع الصغيرة والعتاد المستولى عليه من الإسرائيلي­ين، ويوزع بكثافة البروشورات وربما ينسخ أشرطة الفيديو ويوزعها على زواره. وخمينيو لبنان، يرون أنفســهم ســفراء »الثورة الإســلامي­ة« الإيرانية، والواقع أن »ســفراء الثورة الإسلامية على مثال حرس الثورة الإســلامي­ة، من العســير تمييز مهماتهم الديبلوماس­ية والتمثيلية من مهماتهم«الثقافية»على ما كان يقول رئيس مجلس الشورى علي أكبر هاشمي رفسنجاني! وهكذا ما إن توفي الأسد في 10 يونيو 2000 حتى بدأ الخمينيون ممارسة مهمتهم الثقافية (التبشــيري­ة)، بعد أن تحقق تحريرهم لجنــوب لبنان فيما عُدّ شعبيا انتصارا تاريخياً. بمناســبة«المولد النبوي الشريف»والمصادف لمولد الإمام«جعفر بن محمد»وبمناسبة«أســبوع الوحدة الإسلامية»الإيراني شارك حزب الله في 30 مايو 2002 في مدينة حلب لأول مرة في نشاطات دينية داخل الأراضي الســورية، ممثلاً في أعلى قيادة له بعد الأمين العام«الشــيخ نعيم قاســم»نائب الأمين العام لحــزب الله، في احتفال كبير، وليس خافياً أن مشــاركة حزب الله داخل سورية وفي مدينة تعتبر بعيدة وفي احتفــال ديني وبتمثيل أعلى قياداته أمر يثير علامات الاســتفها­م، فالمفترض أن تكون مشــاركته في الســيدة زينب كبرى التجمعات الشيعية، أو في العاصمة دمشق، لكن اختيار حلب أمر له دلالته التبشــيري­ة، خصوصاً إذا علمنا أن هذا الحفل تضمن احتفاء بإعلان 60 عروســا شــيعيا في زواج جماعي هو الأول من نوعه في حلب التي لم تشهد قبل هذا التاريخ زواجاً جماعيــاً قط!، واللافت للانتباه أن هذا الزواج ممول من قبل«الحكومة الإيرانية»على حد تصريح الخطباء في المهرجان!، لا شــك أن هذا الاحتفال في ظروف بائسة وصعبة للغاية في صفوف الشباب الفقراء، وارتفاع معدلات البطالة وسن الزواج في مدينة تعتبر الأكثر تشدداً في الزواج أمر لا يخلو من دعوة تبشيرية أبداً. رفع السوريون أعلام حزب الله في بيوتهم، تلك التي وزعت عليهــم في الشــوارع العامة من قبل أفــراد أجهزة الأمن العسكري والسياسي غالبا، وألصقوا الصور على سياراتهم وفي الحافلات العامة، وهي تتضمن دعاءً بالنصر لـ«نصر الله»، وأخرى تقرن بين صورة بشار الأسد وصورة نصر الله، ووراءهما علما سورية وحزب الله، وليس علم لبنان!. لم يجد الســوريون غضاضة في ذلك، كان الأمر حماساً لانتصارات عســكرية والدفاع عن شرف الأمة المتبقي، وهي تبقى في نظرهم مســألة سياســية وقومية عليا لا شــأن للاختــلاف الديني الطائفــي فيها؛ بل إن الســوريين أثبتوا أنهم غير طائفيــين، فعلى الرغم من الحرب الطائفية الدائــرة في العراق، والتحالف الخفي بين الحكومة الشــيعية وميليشيات«جيش المهدي»و«قوات بدر»مقابل«تنظيم القاعدة»والذين يتم على أيديهم الترحيــل المنظم والمجازر الفظيعة ضد إخوانهم«السنة»العراقيين، إلا أنهم كانوا أعلى من الأحقاد الطائفية وتحمسوا لنصرة حزب الله في معركته مع الإسرائيلي­ين كل الحماس. انتهت الحرب منذ 11 أغســطس 2006 تاريــخ قــرار مجلس الأمن 1701، وخــلال الحرب بقدر ما لقي حزب الله حماســاً لـ«بطولاته»الميدانيــ­ة المشرفة، لقي نقــداً حاداً لجره المنطقة إلى حرب غير محسوبة العواقب، خسر حزب الله المعركة حسابياً (بعدد القتلى الذي تجاوز الألفين، وبتدمير هائل للبنى التحتية، لكنه ربح معنوياً، وقليلة هي المرات التي ينفصل فيها الربح المعنوي عن الربح الحســابي (شــأن حرب أكتوبر 1973)، وما إن خرج الحزب من معركته مع الإسرائيلي­ين، حتى راح يحصد انتصاره تبشيرا شيعيا، وفي الوقت نفسه ذهب ليعمل بجد لرأب الصدع الذي نــال صورته جراء انتقاد النخب السياســية والثقافية العربية، والتي وصل صداها بشــكل أو آخر إلى إخوانه من الشعب الســوري الصديق؛ فبعد أقل من أســبوعين، جابت قيادات حــزب الله المدن السورية وأريافها؛ لتتحدث عن الانتصار الذي حققته المقاومــة، وأنــه أول انتصار عربي تاريخــي في الصراع مع العــدو الإسرائيلي، بالرغم من عدم تكافؤ القوى أساساً. اســتطاع منتقدو حزب اللــه أن يقللوا من مكانة حزب الله الرفيعة في عيون الجماهير، فالحماس له بدأ يأخــذ بالفتور لدى شريحة واسعة جداً، بجوار حديث متصاعد ومتوتر عن حملات تشــييع في سورية، وقد أثبتت التقارير أن أداء حزب الله اســتثمر بقوة في التبشير، وأنه أصبح العبور للخط الفاصل بــين الطائفتين، ليس له علاقة بالدين بقدر مــا يتعلق بدور حــزب الله في حالة الاستقطاب الســياسي في الشرق الأوسط بعد حرب يوليو 2006، وصار ملالي الشــيعة في السيدة زينب يتحدثون عن استقبال عشرات الســنة الســوريين الراغبين باعتناق التشــيع، وهــي في الغالب مبالغة دعائية لحزب الله الذي بدأت صورته بالتــآكل مع تصدع الصف العربي والإسلامي خلفه. في صبيحة السبت اليوم الأول لعيد الأضحى 1427 الموافق 30 ديسمبر 2006 أعلن عن إعدام صدام حسين، وبثت قناة العربية مقاطع من عملية الإعدام.

حوزة شيعية بنيت في سورية خلال 5 سنوات أطلقت خلال هذه الفترة 3 كليات للتعليم الشيعي عام 2003 حصلت أول جامعة شيعية على ترخيص أمني وليس قانونيا للعمل

 ??  ??
 ??  ?? رفيق الحريري
رفيق الحريري
 ??  ?? هيثم المالح محمد باقر
هيثم المالح محمد باقر
 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia