السومة مستحيل
طالب الاتحاد السعودي لكرة القدم بأهمية احترام العقود المبرمة مع اللاعبين لتجنب الوقوع في نزاعات تعاقدية تؤدي إلى عقوبات من اللجان القضائية للاتحاد الدولي، وألمح إلى أنه ربما يصدر قرارات من غرفة فض المنازعات ولجنة أوضاع اللاعبين بالاتحاد الدولي تصل للمنع من التسجيل، والصحيح أنه يتعين على الطرفين -النادي واللاعب- احترام العقود، وبقدر ما نثني على الجهود المبذولة في سبيل حفظ حقوق اللاعبين إلا أن هناك أمرا آخر لا يقل أهمية ويتمثل في المكتسبات التي تصب في مصلحة النادي، فهناك لاعبون محليون وأجانب تسلموا حقوقهم (على داير ملّيم)، على حد قول إخواننا المصريين، غير أن المردود وسط الميدان سيئ، ولن أذهب ببعيد، فالملايين التي قدمت للرباعي الهلالي المغربي ابن شرقي والأرجنتيني سيروتي والفنزولي ريفاس، ومن قبلهم الأوروجوياني ماتياس، لم يكن هناك مردود إيجابي، بدليل أنهم لم يحسموا أي مواجهة خلال النزالات الماضية، رغم أن الفريق يلعب بنزعة هجومية، وحاول البعض إيجاد تبرير للهون الأدائي الذي يقدمونه على سبيل المثال. ذاك اللاعب لا يوظف في المكان المناسب، والآخر لا تصله الكرات المطلوبة، والحديث عن التواضع الأدائي يطول للمحليين، فالعابد والفرج أبرز العناصر الزرقاء، فالأول كان يرسم صورة هزيلة، وحينما فاحت رائحة تدني مستواه وضاق به الأمر ذرعا من شدة النقد أكد أنه مصاب ويتحامل على نفسه، وهرب من أقرب بوابة البحث عن التشافي، أما الفرج فعقوبة الوقف التي تتجدد مع مطلع كل عام لا يستفيد منها كحال الكرات التي تقطع منه وترتد على المرمى، وباتت إشكالية لم يستطع الخروج منها، والمتضرر بلا شك فريقه، عموما لن أطيل وسأعود لنقطة الارتكاز والمتمثلة في الفائدة التي يجنيها الفريق من اللاعب، فبقدر ما نطالب بحفظ حقوق اللاعبين أيضا يتعين استفادة الأندية بذات القدر لكي تكون العملية متوازنة، أخذ وعطاء، ولا يمكن تغليب جانب على آخر ومتى ما تجسد ذلك على أرض الواقع أصبحت الفائدة شمولية، وعندما نطالب بتلك اللغة والرحابة لا نريد أن تكون المعطيات التي تجنيها الفرق من اللاعب بقدر ما يقدمه السومة وسط الميدان، لأن ذلك من ضرب المستحيل تحقيقه، بدليل أن ابن جلدته الخربين قدمت له الملايين والألقاب غير أنه لم يقدم ما يعادله، وخيب آمال فريقه في أهم معترك، وحصرنا الأمثلة بالأهلي والهلال على اعتبار أنهما المتصدر والوصيف. خلاصة الحديث أعطوني لاعبا منتجا كالسومة وسأتجاوز عن شطحاته.