Al-Watan (Saudi)

قطبية الدين والأدب

هجرة الأديب أم الأدب مستعمرات ثقافية عربية

-

ينظــر الروائــي الألمانــي كريستوفر بيتزر بعقلية الأديب المنفتح على العالــم، إذ لا يؤمن بخاصيــة الحــدود الجغرافية للأدب، بــل يراه منتجــا عالميا يجب أن يطلع عليه الجميع بعين القارئ المحايد.

الروائــي الحائز عــلى عدة جوائز أدبية المحاضر في جامعات ماينــز، توبنجــن، بادربورن، بون، أكاديمية البافارية للكتابة، وجامعــة الثقافة والفنون في جامعة لاهور، زار السعودية وتربطه علاقــات مع كثير من الأســماء الســعودية، خصوصا مــن يكتب منهم بالألمانية كأستاذ اللغة الألمانية في جامعة الملك ســعود الدكتور مالك عباد الوادعي. بيترز خص »الوطن« بهذا اللقاء الذي تحدث فيه عن جماليات الثقافة. حول علاقــة الأديب وقدرته في العمل عــلى إخراج المجتمع من حيز »التأطير الذهني والعقدي « تجاه الآخــر، أكد بيترز أنه من الصعب جــدا إقناع الناس بأن الإســلام دين محبة واحترام، بســبب التنافر بــين تعاليم الإسلام والتطبيق المخالف لتلك التعاليم على أرض الواقع في كثير من الدول الإسلامية. واستشهد بخطاب أحد الأئمة »بأن أســوأ أعداء الإسلام في الوقت الحاضر يختلــف الروائي الألماني الشــاب عن كثيرين، إذ يرفض فكرة تكريس الأدب داخل إطار الخريطــة الجغرافية لبلد ما، مستشــهدا بفيض من الأدباء الذين يجوبون الأقطار حاملين معهم أفكارهم وأقلامهــم التي تنز بشــتى القصص والإبداعــ­ات، مؤكدا أنــه لا يفكر فيما ســيكتب على أنه نــص ألماني بل نص أبان بيترز، أن الأدب الألماني لم يصافح يد القارئ العربي كما ينبغي لأسباب عدة، لعل أبرزها وأكثرهــا تأثيرا، العلاقات التي تربط معظم الدول العربية بفرنسا وبريطانيــ­ا نتيجة الاســتعما­ر، والتي ولّــدت تبعية ذهنية تركها المســتعمر بعد رحيله، إذ ظلت اللغتان الفرنســية والإنجليزي­ــة تلعبــان دورا في الحياة الثقافية حتى وقتنا الراهن في دول مثل العراق وسورية ولبنان. واستدرك بأن

هم المســلمون أنفسهم«، بهذا يقف الأديب المسلم -للأسففي موقف المدّعى عليه، بســبب جهل ونفاق كثير من المسلمين الذين يتحدثون ويعملون باسم الإسلام. أدبي، فالآلاف مــن الأدباء حول العالم يكتبون عــن مواضيــع مختلفة جدا بطرق مختلفة جدا، وهذا ما يمنح الأدب جمالياته المطلقة ليس بلسان أقوامهم بل البلدان التي رحلــوا إليها كرها أو طوعا. وأضــاف بأنــه كان وما يزال شغوفا بالسفر خارج ألمانيا، لعله يكتب عما لا يعرف من قبل. الأمور اختلفت إلى حد كبير بعد دخول الولايات المتحدة الأميركية على الســاحة كقوة عظمى بعد الحرب العالمية الثانية، ممــا مكّنها من بســط نفوذها الثقافي إلى جانب الســياسي والاقتصادي على المســتوى العالمي. في حين ظلت الثقافة الألمانية المحافظة وربما المتحفظة بشكل أكبر من الثقافتين الفرنسية والبريطاني­ة خــارج إطار التعدد الثقــافي في العالم العربي.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia