التساوي في الضرر

استنكر كثيرون ردة فعل الأهلاويين بعد قرار إبعاد اللاعبين الدوليين عن المواجهة النهائية لكأس خادم الحرمين الشريفين، ولاحت السخرية في التعليقات، فبعضهم استغرب ردود الأفعال، لأن الأهلي لم يصل بعد إلى محطة التتويج. وفي مثل تلك الأجواء المحمومة التي يتعين حضور العقل في الطرح، يفترض أن نضع أيدينا على مكامن الجرح ونفند الأمور بواقعية، بعيدا عن الأهواء، وحينما نصل إلى تلك النقطة، نجد أن الأهلي الأكثر تضررا وبمسافة عريضة عن البقية، بدليل صمت المنافسين، الأمر الذي يتأكد أن التوازن بين الرباعي المتأهل مفقود. ويقيني، لو كان الهلال أحد أضلاع المربع، فإن حدة الضرر ستتساوى مع قلعة الكؤوس، باعتبار أن الأسماء التي اُختيرت من الفريقين متقاربة، والنصر يأتي ثالثا، غير أنه خرج من السباق بالسبب ذاته، بعد أن جُرّد من دولييه في موقعة الباطن، وكاد الأهلي يقع في الفخ أمام الفيحاء، غير أنه خرج من عنق الزجاجة، وربما أن عشاقه كلهم لم يصدقوا أن فريقهم فلت من المأزق. وبما أن الشيء بالشيء يُذكر، لن ينسى الهلاليون خسائر مؤلمة تلقوها بعد أن سُحب جل نجومهم في سنوات مضت، حينما شاركوا في المنافسات الخليجية للأندية عام 89، والانسحاب من النهائي الآسيوي في العام ذاته، وفي التصفيات الآسيوية أيضاً لم يسلم الفريق من الاكتواء بنار النقص، وفقد التأهل موسم 96. ما أود توضيحه، النقص عندما يأتي في مثل تلك الظروف، طبيعي أن تكون هناك ردة فعل، والمهم عدم الخروج عن النص. صحيح أن مصلحة المنتخب أهم -ولا جدال في ذلك- ولكن إذا كان هناك عدم مساس بالبرنامج المعد، فالأمر متاح للأخذ والعطاء، بدليل أن رئيس هيئة الرياضة تركي آل لشيخ، كان له رأي منصف في هذا الشأن. عموما، النجوم المحلية في عطائها داخل الميدان لها خاصية تختلف عن الذي يقدمه اللاعب الأجنبي، حينما تكون المناسبة بحضور القائد خادم الحرمين الشريفين. على أية حال، شدة التوتر التي خالجت أنصار الأهلي لن تكون بتلك الحدة، لو كان الضرر متساويا، فالأمر يكون واقعيا والصوت أهدى. خلاصة القول، الموقعة الحاسمة للدوري بين الأهلي والهلال، ستشهد وجود القوى الأجنبية والمحلية، حتى المصابين سيكون بمقدورهم المشاركة، وتبقى لعبة المدربين الفيصل. فهل ينجح مدرب القلعة الخضراء الذي يصارع في 3 جبهات في تحقيق أول منجز، أم يخطفها المدرب الهلالي الذي لم يتبق له من حصاد الموسم سوى الدوري؟.