Al-Watan (Saudi)

محمد بن سلمان الحلم الذي أصبح حقيقة

- جيري ماهر

ولدت في عام 1986 ومع نشأتي كنت أسمع كثيراً عن أحوال دولنا العربية والتراجع فيها على كافة المستويات الاجتماعية والسياسية والاقتصادي­ة وحتى العلمية، لم يكن لنا دور يذكر على كافة المحافل الدولية، بل أكثر من ذلك، بقيت فرصنا في التطور ضئيلة جداً بسبب انشغال دولنا العربية بلملمة جراح الحروب مع العدو الإسرائيلي ومشاكلها الداخلية، وتطرف البعض وإرهاب البعض الآخر.

اليوم وبعد 31 سنة بدأ الحلم يتحقق وظهر ذلك الشاب الحالم بنقل المملكة العربية السعودية أولاً والدول العربية والإسلامية من حالة الركود والإحباط الذي أصابها لسنوات، إلى حالة من الازدهار والإنتاج، أراد هذا الأمير الشاب أن يحقق لجيله من الشباب ولمن يكبره بالسن ما لم يحققه أي زعيم في العالمين العربي والإسلامي، وهو وضع دولنا على الطريق الصحيح التي وفي زمن قياسي ستوصل المملكة وباقي الدول العربية والإسلامية إلى بر الأمان، وبدأت خلية النحل بالعمل دون كلل أو ملل، تحضيرا للقاءات ومشاريع واستثمارات بدأت في الداخل السعودي وامتدت لتصل إلى كل أجزاء المعمورة بتوقيع محمد بن سلمان.

اليوم ومن متابعتنا لزيارة الأمير الشاب إلى الولايات المتحدة الأميركية نجد بوضوح أن زمن الخضوع للغرب انتهى، وزمن السكوت عن التجاوزات قد ولى، وزمن السكوت عن الحق لم يعد له مكان، وأن ما يشغل بال الشاب السعودي أولاً والعربي ثانياً يشغل بال هذا الأمير الشاب، لذلك قرر العمل على تحويل الحلم إلى حقيقة، ففي الولايات المتحدة التقى ولي العهد السعودي مع أهم الشخصيات السياسية والاقتصادي­ة في واشنطن العاصمة التي قضى فيها 4 أيام ثم توجه إلى بوسطن والتي تضم أبرز الجامعات والمعاهد التقنية، وبحضور سموه تم توقيع 4 اتفاقيات بين إم اي تي وأرامكو وسابك وجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، وفي نيويورك التقى ولي العهد 40 مسؤولا تنفيذيا من الشركات العالمية الكبرى، واستعرض خلال هذه اللقاءات مشاريع تنموية كبيرة للمملكة، وهي »نيوم ومشروع البحر الأحمر ومشروع القدية .«

أما الحدث التاريخي الأبرز الذي ستذكره الأجيال وتتحدث عنه الروايات في المستقبل فهو مشروع »الرؤية الشمسية« في العالم لإنتاج 200 جيجاواط في السعودية بقيمة تصل إلى 200 مليار دولار، وهو ما يفوق ميزانية سنوية لعدة دول وبحسب المعلومات الأولية فإن المشروع سيمكن المملكة من إنتاج 7،2 جيجاواط كمرحلة أولية بدءا من منتصف عام 2019.

لم يكن الحلم الاقتصادي الذي يحوله محمد بن سلمان إلى واقع ملموس هو المشروع الأوحد على جدول أعماله، بل حتى السياسي والأمني، وهو الذي تحول بنظر ملايين العرب إلى رجل المواجهة مع إيران ونظام الملالي الإرهابي، بعد أن تصدى لهم في اليمن وعلى ميليشياتهم، ورفض القبول بالأمر الواقع، وأصبح قائدا عظيما يجول العالم حاشدا الدعم، وعاملا على تشكيل التحالفات الدولية لمواجهة إيران سياسيا واقتصاديا وعسكريا، وأن المتابع لقضية الاتفاق النووي يعرف جيدا كيف كان لتدخل ولي العهد محمد بن سلمان في هذا الملف التأثير الأكبر للضغط على حلفاء المملكة لتعديله أو إلغائه في المرحلة القادمة، بسبب استمرار إيران بالعنجهية والتعنت والتطاول على دولنا العربية، وتهديد أمن المملكة العربية السعودية بإطلاق الصواريخ الإيرانية - الحوثية باتجاهها.

لقد قالها محمد بن سلمان بكل جرأة ولم يسبقه أحد قبل اليوم على ذلك.. »إذا قامت إيران بتطوير قنبلة نووية فسوف نقوم بنفس الشيء«، وهذه رسالة مهمة إلى إيران أولا والمجتمع الدولي بأسره، ثانيا بأن مملكة العرب السعودية لن تقبل بعد اليوم أن يتم تهديدها بينما العالم يقف متفرجا غير مبالٍ، وأن زمن الانحدار انتهى وبدأ زمن الصعود، نعم صعود نجم محمد بن سلمان بمشروعه الصريح والنهائي والذي أكده دوما بأن لا مفاوضات مع هتلر

إننا اليوم وبكل فخر وامتنان نعيش زمن الملك سلمان وولي عهده الأمين محمد بن سلمان، هذا الشاب الأمير »الحلم الذي أصبح حقيقة«، نشكر الله عليها ونقف خلف أهدافه ومشاريعه وسياساته

العصر الخامنئي ونظامه الذي يسعى للتخريب والقتل والدمار، وإكمال حروبه الطائفية في المنطقة.

بوضوح أقولها اليوم وكل يوم، محمد بن سلمان هو القائد الشاب الذي انتظرته أمة العرب منذ سنوات، ليخرج من أطهر بقاع الأرض حاملا راية المملكة العربية السعودية راية »لا إله إلا الله محمد رسول الله«، ليقود عالمنا العربي من ظلامه إلى مستقبل أكثر إشراقا وتجددا يحترمه الغرب ويتعامل معه على أساس أنه قوي وفاعل وذو قيمة، لا على أساس أنه عالم ثالث فقير جاهل متخبط داخليا وغارق بالحروب.

اليوم أعرف أكثر من أي وقت مضى أنني سأحدث ابني في المستقبل عن أمير شاب لم يتجاوز عمره الـ32 سنة حمل على عاتقه هم الأمتين العربية والإسلامية، وجاب العالم ساعياً إلى تنفيذ مشاريع تنقل مملكته وقبلة المسلمين الدينية والسياسية والاقتصادي­ة إلى مرحلة لم يسبقه إليها أحد قبل اليوم، وقاوم هذا القائد الشجاع مشاريع الهيمنة الإيرانية في المنطقة، وواجهها عسكريا في اليمن وسياسيا في العراق ولبنان، وقطع رأس الأفعى »ولاية الفقيه«، وترك خامنئي تائها متخبطا ساقطا مع الساقطين من ملالي الإرهاب والفكر التكفيري. سأحدث صغيري عن مملكة حولها محمد بن سلمان من منتج للنفط إلى منتج للسياسة والاقتصاد وأفضل العلاقات الدولية والإقليمية، عن قائد شاب استطاع بحكمة والده الملك سلمان وأجداده أن يحول رمل الصحراء إلى ذهب يحمي اقتصاد ومستقبل المملكة وشعبها، هذا الشعب الذي ضحى الأمير الشاب بشبابه من أجلهم وتخلى عن شبابه ليقدم لهم المستقبل الأفضل، فلا وقت يقضيه ولي العهد خارج مكاتب وورش العمل التي تمتد حتى الساعات المتأخرة من الليل، بينما ينعم شباب المملكة بنوم هانئ، وكلهم ثقة أن عين الله لا تنام، وأن عين محمد بن سلمان ساهرة على الحد الجنوبي لتحمي الحدود وفي سماء السعودية تحرسها من الصواريخ الإرهابية، وفي مكة والمدينة لتحمي زوار بيت الله ورسوله، وسيعرف صغيري يومها من الذي ردع إيران ونظام الملالي وأخرجهم من أرض العرب هم وميليشياته­م صاغرين إلى ما وراء البحار، وأستطيع اليوم أن أعده بأن من سيفعلها هم رجال محمد بن سلمان.

سأحدث صغيري اليوم وأقول له بكل بساطة إننا اليوم وبكل فخر وامتنان نعيش زمن الملك سلمان ونجله وولي عهده الأمين الشاب محمد بن سلمان، هذا الشاب الأمير »الحلم الذي أصبح حقيقة،« نشكر الله عليها ونقف خلف أهدافه ومشاريعه وسياساته لتبقى وتستمر لتجنوا ثمارها في 2030، عندما تصبح يا صغيري حاضرا لخوض غمار العمل، وتجد لنفسك مكانا يخدم هذه المملكة وشعبها وقيادتها، وتفتخر في كل يوم أننا أبناء تلك الأرض الطاهرة وجنودها في كافة المجالات، إعلامية، سياسية أو اقتصادية.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia