القرار الإماراتي والحمقى المترفون

لا أعتقد أن هناك أحدا لا يعجب بالإماراتيين، هذا الشعب والحكومة اللذان يسرّان من نظر إليهما حتى في الغربة. وأظنهم لم يخططوا فقط لوضع اسم الإمارات بتميز في كل مكان، سواء في الأبحاث العلمية، أو الكتب الرصينة، أو حتى القصص المصورة، ومشاهد الأفلام، بل قرروا حماية الصورة التي التقطها العالم لهذه الواحة التي صنعت الفرق دون إيذاء العالم وزيادة معاناته. آخر محاولات الإمارات في ذلك، منعها كل إماراتي مبتعث من الاستعراض بسياراته الغالية في الغرب، عبر وضع اسم البلد على اللوحة، بل وضعت جملة صارمة قرأناها في خطاب شديد اللهجة، تحذر من يفعل ذلك بإلغاء بعثته، ولا أظن الأمر محصورا في المبتعثين، بل المؤكد أن غيرهم تلقى الرسالة نفسها، والتي تمنع هؤلاء الشباب من ممارسة لغة الاستعراض والتباهي بالأموال، وبالتالي الإساءة إلى شعب مثل الشعب الإماراتي، الذي يسعى بطريقته إلى نهضة حقيقية ومميزة، لا تعتمد على التصرفات غير العاقلة والتي توحي للناس جميعا أن الخليجيين لا يملكون سوى المال، وقيمتهم الوحيدة تتمثل في إظهار ما يملكونه من ماديات. قرار الإمارات قرار حكيم جدا، فلا يمكن اعتبار تصرف هؤلاء حرية شخصية، لأنهم يستخدمون اسم البلد في هذا التباهي، وعندما يتم انتقادهم يشار إلى جنسياتهم التي تخبر عنها لوحات هذه السيارات، فتتحول الإساءة من الشخص إلى بلد كامل، ووصمة ضد جميع الشعب، ومبررا ليتناول بطريقة مبتذلة من الصحف وغيرها. كل ما سبق من مبررات تجعل القرار الإماراتي جديرا أن يُقلَّد من جميع دول الخليج، خاصة أننا نتشارك في وجود هؤلاء المستعرضين الحمقى، والذين تدور بينهم منافسات من يسيء إلى بلده أكثر في الدولة المستضيفة، حتى إن أعواما من الجهود لإظهار حقيقة نهضتنا يهدها صيفٌ في لندن وباريس.

azza@alwatan.com.sa