Al-Watan (Saudi)

تزايد المخاوف الإيرانية من زيارة الأمير محمد بن سلمان لأميركا

أهمية القرار HR568

-

صدر هذا القرار لعدة أسباب، أولها: نهاية عقــود من الزمان اتبعت فيها وزارة الدفــاع الأميركية »سياســة الاحتــواء« في التعامل مع التهديدات المحتملة خاصة مع أنظمة الصواريخ الباليستية السوفيتية. أما اليوم، فإن سياسة الردع لم تعد كافية للتعامل مع بلد من البلــدان النامية القادرة على تطوير الأسلحة النووية. ثانيا: مثل الإجماع الواسع للحزبين الديمقراطي والجمهوري بالموافقة على هذا القرار وقتئــذ، عودة قوية لسياسة »المحافظين الجدد« – الذين اكتملــت صفوفهم 2018 من جديد

أقلقت الزيارة التاريخية التي يقوم بها ولي العهد الأمير محمد بن ســلمان إلى الولايات المتحدة إيران بشكل ملحوظ، ويبدو ذلك من خلال عدة عوامل أبرزها القرار رقم (HR568( الذي يسمح بالاستعداد للحرب على إيران، ويمنع الرئيس الأميركي– في الوقت نفسه – معارضة استخدام القوة العســكرية ضدها، وكذلك عدم جدوى ردع النظام الإيراني في ظل هوسه بالسيطرة على المنطقة، وكذلك تهديده جيرانه بالصواريخ الباليستية.

وكان ولي العهد قد أدلى في تصريحات سابقة بأن »المملكة لا تريد الحصول على أي قنبلة نووية، ولكن من دون شك، إذا طورت إيران قنبلة نووية، فسوف نتبعها في أقرب وقت ممكن«، الأمر الذي ينذر بوجود سباق تسلح في المنطقة، وهو الأمر الذي لا ترغب فيه الولايات المتحدة ولا تستطيع أن تمنع دول المنطقة من حماية أمنها القومي من التهديدات الإيرانية. في عهد الرئيس ترمب بوصول مايك بومبيو لــوزارة الخارجية، وجون بولتون للأمــن القومي - في الضربة الأولى والحــرب الاســتباق­ية التي تأسست عام 1980 واستخدمت في عهد الرئيس »جــورج بوش الابن« 2000) – 2008) وهــي تقوم على فكرة أساسية هي: أن دور الولايات المتحدة لا يقتصر عــلى منع ظهور قوة عظمى أخرى منافســة لها مثل الصــين، وإنما يجب أن تقاوم أيضا ظهور أي قــوة حتى ولــو كانت إقليمية، مثل إيران. ثالثــا: إن فكرة الــردع مع النظام الســياسي »لإيران الملالي« لا تجدي نفعا في ظل قيادة »مهووسة« تسيطر على القرار العسكري بالكامل، وتهدد جيرانها بالصواريخ الباليستية بما في ذلك إمكانية استخدام أسلحة الدمار الشــامل، إذ إنها يمكن أن تقرر في لحظة ما شن هجوم نووي غير مبرر (أو كنوع من الانتقام) ضد إسرائيل ودول الخليــج والولايات المتحدة، في المقابل فإن خطورة سياسة الاحتواء مع إيران تركت اعتقادا ســلبيا لدى حلفــاء أميركا والعالــم، بأن هناك قوة أخــرى في العالم يمكن أن تقف في وجه القوة العســكرية للولايات المتحدة وحلفائها. رابعا: إن الســعي بكل الوســائل الممكنة لعــدم انزلاق منطقة الشرق الأوســط المضطربة أصلا، إلى حلبة السباق النووي ينبغي أن يبدأ بردع إيران أولا، إذ لا تســتطيع أميركا في ظــل هذا الوضع المــتردي أن تمنع المملكة العربية الســعودية أو تركيا أو مصر من امتلاك السلاح النووي مع وجود التهديدات النووية الإيرانية (المباشرة وغــير المباشرة) وإطلاقها للصواريــخ الباليســت­ية فضلا عن تمددها الذي يهدد معظم الحلفاء في المنطقة.

 ??  ?? واشنطن: عصام عبدالله
واشنطن: عصام عبدالله
 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia