Al-Watan (Saudi)

تحليق الصقور ونعيق الغربان

- عوض العمري

يقول العالم الشهير ابن سينا »العقل البشري قوة من قوى النفس لا يستهان بها«.... هكذا آمن اليابانيون بهذه المقولة وتحولوا من دولة مدمرة تماما بعد الحرب العالمية الثانية إلى قائدة الاقتصاد العالمي بعد عدة عقود، أسهب المحللون في وصف التجربة اليابانية، وكان من أهم تلك الأسباب للطفرة الإنسانية والاقتصادي­ة هو التركيز على التعليم والاستثمار بالعقل البشري. شرق أوسطياً كانت المملكة العربية السعودية من الدول التي دعمت التعليم والاستثمار بالعنصر البشري، وأسست سياسة دائمة للابتعاث من أوائل السبعينات، واستقبلت الآلاف من العلماء والمثقفين والمهنيين بعد قضاء فترة ابتعاثهم في دول كثيرة من العالم، إلى أن وصل مجموع الطلاب المبتعثين لعام 2017 إلى أكثر من 114 ألف مبتعث، فيما بلغ عدد المرافقين أكثر من 74 ألفا في أكثر من 22 دولة حول العالم. وتتصدر الولايات المتحدة الأميركية مقدمة الدول التي يوجد بها مبتعثون سعوديون، حيث بلغ عددهم نحو 67 ألف مبتعث يرافقهم، 36 ألفا آخرون. يذكر أن الابتعاث بالمملكة العربية السعودية بدأ منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز، رحمه الله، حيث تم إرسال أول بعثة تعليمية سعودية إلى مصر وضمت 14 دارسا، وتخرجت أول دفعة منهم عام (1935،( لتستمر بعد ذلك البعثات إلى لبنان وبعض الدول العربية، ووصلت في مرحلة أخرى إلى دول أوروبا وأميركا. أما بالنسبة إلى أميركا فكانت أول دفعة سعودية رسمية تخرجت في الجامعات الأميركية عام 1952، وضمت تسعة طلاب فقط، وشهدت تلك الفترة تضاعف أعداد المبتعثين السعوديين إلى الولايات المتحدة الأميركية ليبلغ عددهم عام ‪)800) 1974‬ مبتعث، وفي فترة وجيزة قفز هذا العدد إلى نحو (2039)، والآن نتحدث عن 67 ألف مبتعث في عام 2017 بالولايات المتحدة الأميركية، ناهيك عن الآلاف المبتعثين والمرافقين حول العالم. كانت الجولة الرسمية التي قام بها (الصقر) السعودي سمو ولي العهد مؤشرا جديدا ومنعطفا تاريخيا في حياة السعوديين، حيث حرص سموه على تطمين المستثمرين وجذبهم وتوطيد العلاقات الأمنية والاقتصادي­ة مع أكبر الحلفاء للمملكة بالخارج، وتخلل زيارة ولي العهد دعم لا محدود ومكرمة ملكية لأبنائنا المبتعثين بصرف مكافأة مالية بمبلغ »ألفي دولار« لجميع الطلاب والطالبات المبتعثين في جميع دول العالم، وكذلك الدارسين على حسابهم في الجامعات المعترف بها، دعما لمسيرتهم التعليمية، إضافة إلى إلحاق الطلاب والطالبات الدارسين حاليا على حسابهم الخاص في جميع دول العالم، لكي تثبت القيادة السعودية أن الاستثمار بالبشر هو المقياس الحقيقي لتطور الشعوب. ومن البديهي ذلك الاستقبال الحافل لـ(صقر) العروبة عند زيارته للمملكة المتحدة، ومن ثم الولايات المتحدة، واصطفاف زعماء العالم لدعم رؤيته الطموحة، بالمقابل نرى أن الأعداء قد أغاظتهم تلك الإنجازات، وكان توقيت إطلاق تلك الصواريخ (المهترئة) على المملكة دليلا على حقد وغيرة (رجل الكهوف) الحوثي وشياطينه، وبينما يتنقل (الصقر) من دولة لأخرى نرى (غراب البين) يحتمي بـ(حفر) صعدة خوفا على حياته، وأقصى طموحه هو الانتقال بـ(سفينة) شحن بضائع متخفيا بين أكياس (الأسمنت) لزيارة أسياده (المجوس).

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia