Al-Watan (Saudi)

ولي العهد لƠ مخططات محور الشر

- أبها، الرياض: سليمان العنزي، الوطن

شــدد ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن ســلمان، على أن مثلث الشر »إيران، الإخوان المســلمون، الجماعات الإرهابية«، يســعون للترويج لفكرة إعادة تأســيس مفهومهم الخاص بالخلافة، ويدّعون أن واجب المســلمين هو بناء إمبراطورية بالقوة وفقا لفهمهم وأطماعهم، وأضاف: لكن الله –سبحانه – لم يأمرنا بذلك، والنبي محمــد لم يأمرنا بالقيام بذلك، فالله أمرنــا بنشر كلامه. وهذه المهمة لا

جولدبيرج: هل بإمكانك أن تبدأ بالحديث عن الإسلام والدور الذي يمكن أن يلعبه في العالم؟

محمد بن ســلمان: الإســلام هو دين السلام. هذه هي الترجمة الصحيحة للإســلام. ربنا، في الإسلام، وضع على عاتقنا مســؤوليتي­ن: أولًا الإيمــان، والقيام بكل ما هــو جيد وتجنب المعاصي. وفي حال عصينا، فإن الله سيحاســبنا يوم الحساب. وواجبنا الثاني كمسلمين هو نشر كلمة الله -سبحانه، فعلى مدى 1400 سنة، كان المسلمون يســعون لنشر كلمة الله في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وأوروبا، لم يكن مسموحا لهم نشر كلمة الله بالحســنى، لذلك قاموا بالقتال من أجل نشر الرسالة، وهذا واجبنا. ولكنك ترى أيضا أنه في العديد من الدول في آســيا، مثل إندونيســي­ا وماليزيا والهند – كان لدى المسلمين الحرية في نشر كلمة الله. وقد قيل لهم »تفضلــوا« بإمكانكم قول ما ترغبونه وللناس حق الإيمان بما يشــاؤون. في هذا السياق، لم يكن نشر الإسلام باستخدام السيف بل بالنشر السلمي لكلمة الله. جولدبيرج: مثلث الشر؟

محمد بن سلمان: في هذا المثلث (إيران، الإخوان المسلمون، الجماعات الإرهابية)، يسعون للترويج لفكرة أن واجبنا كمسلمين هو إعادة تأسيس مفهومهم الخاص للخلافة، ويدّعون أن واجب المسلمين هو بناء إمبراطورية بالقوة وفقًا لفهمهم وأطماعهم، لكن الله –سبحانه – لم يأمرنا بذلك، والنبي محمد لم يأمرنا بالقيام بذلك. فالله أمرنا بنشر كلامه. وهــذه المهمة لا بد من إنجازها. واليوم -في الدول غير الإسلامية- أصبح لكل بشرٍ الحق في اختيار معتقده وما يؤمن به. وأصبــح بالإمكان شراء الكتب الدينية في كل دولة. والرســالة يتم إيصالها. والآن لم يعد واجبًا علينا أن نقاتل من أجل نشر الإســلام –مادام مسموحًا للمسلمين الدعوة بالحســنى-. لكن في مثلث الشر، يرغبون بالتلاعب بالمسلمين، وإخبارهم بأن واجبهم كمسلمين – ومن أجل كرامتهم– يتطلب تأسيس إمبراطورية إسلامية (بالعنف والقوة وفق الإيديولوج­يا المحرفة لكل أضلاع مثلث الشر).

جولدبيرج: فيما يتعلق بالمثلث

محمد بن ســلمان: أولًا لدينا النظــام الإيراني الذي يريد نشر فكره المتطرف، الفكر الشــيعي المتطرف (ولاية الفقيه). وهم يعتقدون أنهم إن قاموا بنشر هذا الفكر فإن الإمام المخفي سيظهر وســيعود ليحكم العالم من إيران وينشر الإسلام حتى الولايات المتحــدة. وهم يقولون ذلك كل يوم منذ الثورة الإيرانية في عام 1979.

الجــزء الثاني من المثلث هو جماعة الإخوان المســلمين، وهو تنظيمٌ متطرف آخر، يرغب في اســتخدام النظام الديموقراط­ي مــن أجل حكم الدول ونشر الخلافــة في الظل –تحت زعامتهم المتطرفة- في شــتى أنحاء المعمورة. ومن ثم ســيتحولون إلى إمبراطورية حقيقية متطرفة يحكمها مرشــدهم. والجزء الآخر من المثلث يتمثــل في الإرهابيين – تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الإســلامي­ة – والذين يرغبون في القيام بكل شيء بالقوة، وإجبار المســلمين والعالم على أن يكونوا تحت حكمهم وإيديولوجي­تهم المتطرفة بالقوة. وجديرٌ بالذكــر أن قادة تنظيم القاعدة وقادة تنظيم الدولة الإســلامي­ة كانوا كلهم في الأصل أعضاء في جماعة الإخوان المسلمين. مثل أســامة بن لادن وأيمن الظواهري وقائد تنظيم الدولة الإسلامية.

السعودية ومصر والأردن والبحرين وعمان والكويت والإمارات العربية المتحدة واليمن – كل هــذه البلدان تدافع عن فكرة أن الدول المستقلة يجب أن تركز على مصالحها وبناء علاقات جيدة على أساس مبادئ الأمم المتحدة، ومثلث الشر لا يريد ذلك. جولدبيرج: رغم ذلك، أليس صحيحًا أنه بعد 1979، ولكن قبل 1979 كذلك، أن الفئة الأكثر تحفظًا في السعودية كانت تأخذ أموال النفط وتستخدمها من أجل تصدير الإيديولوج­ية الوهابية التي تعد أكثر تعصبًا وتطرفًا في الإسلام، والتي يمكن أن يُنظر إليها على أنها إيديولوجية متوافقة مع فكر الإخوان؟

محمد بن سلمان: قبل كل شيء، هذا المصطلح الوهابية – هل يمكنك أن تعرّفه لنا. نحن لا نعرف أي شيء عنه.

جولدبيرج: ماذا تقصد بأنك لا تعرف عنه شيء؟ محمد بن سلمان: ماهي الوهابية؟

جولدبيرج: أنت ولي عهد المملكة العربية السعودية. بالتأكيد أنك تعرف الوهابية.

محمد بن ســلمان: لا أحد بإمكانه تعريف هذا المصطلح »الوهابية«.

جولدبيرج: إنها حركة أسسها ابن عبدالوهاب في القرن الثامن عشر، وهي ذات طبيعة أصولية متطرفة وتفسير متشدد للسلفية

محمد بن ســلمان: لا أحد يستطيع تعريف -ما تسمونهالوه­ابية. ليس هُناك ما يسمى بالوهابية! نحن لا نؤمن بأن لدينا وهابية. ولكن لدينا مسلمون سُنّةً وكذلك لدينا مسلمون شِيعة. ونؤمن بأن لدينا في الإســلام السني أربع مدارس فقهية، كما أنه لدينا العلماء الشرعيون المعتبرون ومجلس الإفتاء. نعم، في المملكة واضحٌ أن قوانيننا تأتي من الإســلام والقــرآن، ولدينا المذاهب الأربعة -الحنبلية، الحنفية، الشــافعية، والمالكية، وهي مذاهب تختلف فيما بينها في بعض الأمور، وهذا أمر صحي.

الدولة الســعودية الأولى، لماذا تم تأسيسها؟ بعد النبي مُحمد وخلفائه الأربعة، عاد الناس في الجزيرة العربية ليُقاتل بعضهم بد من إنجازها، مشــيرا إلى أن المملكة قامت بردع التحركات الإيرانية إفريقيا وآسيا وماليزيا والســودان والعراق ولبنان واليمن. وأضاف وليليلي العهد في حوار مع مجلة ‪The Atlantic‬ الأميركية أجراه الصحفي جيفري جولدبيرج، »أن المرشــد الأعلى الإيراني يجعل من هتلر شخصا جيدا، فهو يُحاول أن يحتل العالــم، ويعتقد أنه يملك العالــم، وكلاهما شرشرشريران.. فهو هتلر الشرق الأوســط، لا نريد أن نرى ما حدث بأوروبا أن يحدث فيفيفي الشرق الأوسط.. نُريد إيقاف ذلك عبر التحركات السياسية، والاقتصادي­ة، والاستخبار­اتية.. نُريد تجنب الحرب«. فيما يلي نص الحوار:

البعض كما فعلوا منذ آلاف الســنين. لكــن أسُرتنا، قبل 600 سنة، أنشــأت بلدة من الصفر تُسمى الدرعية، قبل إنشاء الدولة السعودية الأولى، ومن هذه البلدة انطلقت الدولة السعودية الأولى. وأصبحت الجزء الاقتصادي الأقوى في شبه الجزيرة. لقد ساعدوا في تغيير الواقــع. معظم المدن الأخرى، اقتتلت على التجارة، لكن أسُرتنا قالت لقبيلتــين اُخرَيَيْن، بدلاً من مهاجمة طرق التجارة، لماذا لا نســتعين بكم كحراس لهذه المنطقة؟ لذلك نمت التجارة، ونمت المدينة. كانت تلك هي الطريقة. وبعد 300 ســنة، لم تزل تلك هي الطريقــة. كانت الفكرة دائما هي أنك تحتاج إلى جميع العقول العظيمة في شــبه الجزيرة العربية -الجنرالات، وقادة القبائل، والعلماء -الذين يعملون معا. وكان أحدهم الشيخ محمد بن عبدالوهاب. لكن أساسنا يســتند إلى إيمان الناس ثم تأمين المصالح كافة، ومنها الاقتصادية، وليس إلى المصالح الإيديولوج­ية التوسعية (مثلما لدى مثلث الشر).

عندما يتحدث بعضكم عن الوهابية، فهم لا يعرفون بالضبط ما الذي يتحدثون عنه. أصبحت عائلة ابن عبدالوهاب (عائلة آل الشيخ) معروفة اليوم، ومثلها عشرات الآلاف من العائلات المهمة في المملكة اليوم. وستجدون شيعيا في مجلس الوزراء، وستجدون شــيعة في الحكومة، كما أن أهم جامعة في الســعودية يرأسها شيعي. لذلك نحن نعتقد أن لدينا مزيجا من المدارس والطوائف الإسلامية. جولدبيرج: ولكن ماذا عن تمويل المتطرفين؟

محمد بن سلمان: عندما تتحدث عن التمويل، وخصوصًا قبل عــام 1979، فلنتحدث عن الحرب البــاردة. لقد انتشرت الشــيوعية في كل مكان، مُهددةً الولايات المتحدة وأوروبا وكذلك نحن. تحولت مصر في ذلك الوقت إلى نوع قريب من هذا النظام. لقد عملنا مع أي شــخص يمكن أن نســتخدمه للتخلص من الشيوعية بنيّة حسنة. وكان من بين هؤلاء الإخوان المسلمون. تم تمويلهم في المملكة العربية السعودية. ومولتهم الولايات المتحدة الأميركية.

جولدبيرج: هل كان ذلك خطأً؟

محمد بن ســلمان: لو عدنا بالزمن إلى الوراء، فســنقوم بالأمر ذاته. سوف نتعامل مع هؤلاء الناس مرة أخرى. لأننا كنا نواجه خطرًا أكبر – التخلص من الشيوعية. وفي وقت لاحق كان علينا أن نرى كيف يمكننا التعامل مع جماعة الإخوان المسلمين (وتصحيح مسارهم). تذكر، أن أحد رؤســاء الولايات المتحدة وصف هؤلاء الناس بأنهم مقاتلو الحُرية.

حاولنا التحكم في حركاتهم وتقويمهــا. ولكن بعد ذلك جاء عــام 1979؛ الذي فجَّر كل شيء. الثــورة الإيرانية قامت بخلق نظام قائم عــلى إيديولوجية الشر المحــض. نظام لا يعمل من أجل الشعب، لكنه يخدم إيديولوجية متطرفة مُعينة. وفي العالم السني، كان المتطرفون يحاولون استنساخ التجربة ذاتها. شهدنا الهجوم (على المســجد الحرام) في مكة. كنا شهدنا حالة ثورة في إيران، وكانوا يحاولون تطبيقهــا في مكة. كنا نحاول إبقاء كل شيء مرتبطاً ببعضه البعــض، لمنع الانهيار. واجهنا الإرهاب في السعودية وفي مصر. لقد طالبنا باعتقال أسامة بن لادن في وقت مبكر جدا، لأنه لم يكن في المملكة. عانينا الكثير من خلال محاربة الإرهاب، حتى جاءت أحداث 11 ســبتمبر. هــذه هي القصة الحقيقية. جولدبيرج: هل تعتقد بأنكم لن تكونوا أصدقاء مع قطر مرة أخرى؟

محمد بن ســلمان: يجب أن يحدث ذلك يوما ما. نأمل أن يتعلموا بسرعة. فتلك المسألة تعتمد عليهم.

جولدبيرج: أنت تتحدث بصراحة غير عادية عن إيران وإيديولوجي­تها. بل إنك شبهت المرشد الأعلى بهتلر. فما الذي يجعل منه كهتلر. فهتلر هو أسوأ ما يُمكن أن تكونه.

محمد بن سلمان: برأيي أن المرشد الأعلى الإيراني يجعل من هتلر يبدو شــخصا جيدا. هتلر لم يقم بما يُحاول المرشد الأعلى القيام به. هتلر حاول احتلال أوروبا. هذا ســيئ. ولكن المرشد الأعلى يُحاول أن يحتل العالم. فهو يعتقد أنه يملك العالم. كلاهما شــخصان شريران. هو هتلر الشرق الأوسط. وفي العشرينيات والثلاثيني­ات، لم ينظــر أي أحد إلى هتلر باعتباره خطرا، مجرد عــدد قليل من الناس، إلى أن حدث ذلك. نحن لا نريد أن نرى ما حدث بأوروبا أن يحدث في الشرق الأوسط. نُريد إيقاف ذلك عبر التحركات السياسية، والاقتصادي­ة، والاستخبار­اتية. نُريد تجنب الحرب. جولدبيرج: هل المشكلة برأيك طائفية؟

محمد بن ســلمان: كما أخبرتك، يتمتع الشــيعة بحياة طبيعية في الســعودية. وليس لدينا مشاكل مع المذهب الشيعي. لدينا مشــكلة مع إيديولوجية النظام الإيرانــي (ولاية الفقيه). ومشكلتنا هي: أننا لا نعتقد أن لديهم الحق في التدخل بشؤوننا، ولن نسمح لهم بذلك في أي حال.

جولدبيرج: ينتابني فضول حول دونالد ترمب وباراك أوباما بخصوص هذه القضية. يبدو بأنك تعتقد أن دونالد ترمب يتفهم بشكل أفضل هذه القضية من باراك أوباما.

محمد بن سلمان: كلاهما يفهمان القضية. لكن أعتقد أن الرئيس أوباما لديه أساليب مختلفة. فالرئيس أوباما يعتقد أنه إذا ما منح إيران الفرص للانفتاح، فإنها ستتغير. ولكن مع نظام قائم على هــذه الأيديولوج­ية، فهي لن تنفتح في وقت قريب. وما نســبته 60 % من الاقتصاد الإيراني يتحكم به الحرس الثوري. وإن الفوائد الاقتصادية الناتجة عن الاتفاقية النووية لا تذهب إلى الشعب. فقد أخذوا 150 مليار دولار بعد الاتفاقية -هل يُمكن أن تُسمي مشروعَ إسكان تم بناؤه باستخدام هذه الأموال؟ منتزهاً واحداً؟ منطقةً صناعيةً واحدة؟ هل بإمكانك أن تُســمي طريقاً سريعاً واحداً أنشؤوه؟ أنا أنصحهم وأسألهم: من فضلكم أرونا شــيئًا يدل على بنائكم لطريق سريع بجــزء من الـ 150 مليار دولار! بالنسبة إلى السعودية، ثمة احتمالية نسبتها 0.1 % في أن هذه الاتفاقية ستعمل على تغيير إيران. أما بالنسبة لباراك أوباما، كانت النســبة 50 %. ولكن حتى وإن كانت احتمالية نجاحها هي 50 %، فإنه لا يُمكننا المخاطرة بذلك. فالنسبة الأخرى التي تبلغ 50 % هي احتمالية حرب. علينا أن نذهب إلى ســيناريو لا يتضمن وجود حرب.

نحن نقوم بردع هذه التحــركات الإيرانية. لقد قمنا بذلك في إفريقيا وآسيا وماليزيا والسودان والعراق ولبنان واليمن. نعتقد أنه بعد هذا الردع، فإن المشــاكل سوف تنتقل إلى إيران؟ لا نعلم ما إذا كان النظام ســينهار أم لا-فذلك ليس هو الهدف، ولكن إذا انهار النظام، هذا عظيم، فتلك هي مشكلتهم. لدينا سيناريو حرب محتمل في الشرق الأوسط حاليا. لا يُمكننا أن نتحمل الخطر هنا. علينا أن نتخذ قرارات جدية مؤلمة الآن في سبيل تجنب اتخاذ قرارات مؤلمة لاحقًا. جولدبيرج: بالحديث عن القرارات المؤلمة، هل تجعلون وضع اليمن أسوأ من خلال الأعمال العسكرية التي تتسبب في الكوارث الإنسانية؟ هُنالك الكثير من الانتقاد المُبرر لحملات القصف التي تقومون بها؟.

محمد بن ســلمان: أولًا، علينا أن نعود إلى الأدلة والبيانات الحقيقيــة. لم يبدأ انهيار اليمن في عــام 2015، بل كان ذلك في العام 2014، وذلك بناءً على تقارير الأمم المتحدة، وليس بالاستناد على تقاريرنا. لــذا، فقد بدأ انهياره قبل عــامٍ على بدء الحملة. حدث انقلاب ضــد الحكومة الشرعية في اليمــن. ومن الجانب الآخر، حاولت القاعدة استخدام هذه الخطوة لمصلحتها الخاصة والترويج لأفكارها الخاصة. لقد ناضلنا للتخلص من المتطرفين في ســورية والعراق، ثم بدأوا في خلق ملاذ في اليمن. يُعتبر التخلص من المتطرفين في اليمن أصعب مــن التخلص منهم في العراق أو ســورية. وتركز حملتنا على مساعدة الحكومة الشرعية وتحقيق الاســتقرا­ر. وتحاول المملكة العربية الســعودية مساعدة شعب اليمن. إن أكبر مانح لليمن هو المملكة العربية الســعودية. وإن الأشخاص الذين يتلاعبون بهذه المساعدات هم الحوثيون الذي لا يسيطرون إلا على حوالي 10 % من مساحة اليمن. جولدبيرج: هل تؤمن بمساواة المرأة؟

محمد بن ســلمان: أنا أدعم المملكة العربية الســعودية، ونِصف المملكة العربية السعودية من النساء. لذا أنا أدعم النساء.

جولدبيرج: لكن ماذا عن المساواة؟ وتحقيقها في المجتمع؟

محمــد بن ســلمان: في ديننا لا يوجد فــرق بين الرجال والنســاء. هناك واجبات على الرجال وهناك واجبات على النساء. لكن هناك أشــكال مختلفة من فهمنا للمســاواة. في السعودية مثلاً، يُدفع للنساء نفس المقابل المالي الذي يُدفع للرجال. وسيتم تطبيــق هذه اللوائح على القطاع الخاص. لا نريد تفرقة المعاملة للأشخاص المختلفين.

جولدبيرج: ولكن ماذا عن قوانين الولاية على المرأة؟ هل تريد تغييرها بشكل نهائي؟

محمد بن ســلمان قبل عام 1979 كانــت هناك عادات اجتماعية أكثر مرونة، ولم تكــن هناك قوانين للولاية في المملكة العربية الســعودية. وأنا لا أتحدث عن قبل زمن طويل في عهد النبي. بل في الســتينيا­ت، لم تكن النســاء ملزمات بالسفر مع أوليائها الذكور (ما دامت في صحبة آمنة). لكن هذا يحدث الآن، ونتمنى إيجاد طريقة لحل هذا الأمر بحيث لا يضر بالعائلات ولا يضر بالثقافة. جولدبيرج: هل ستلغي هذه القوانين؟ محمد بن ســلمان: هناك الكثير مــن الأسر المحافظة في المملكة. هناك الكثير من العائــلات المختلفة في فهمها وعاداتها بالداخل؛ فبعض العائلات تحب أن تكون لها سلطة مطلقة على أفرادها، وبعض النساء لا يرغبن في سيطرة الرجال عليهن. هناك عائلات تعتبر هذا أمراً جيداً. هناك عائلات منفتحة وتتيح للنساء والبنات حرية أكبر فيما يردن. لذا إذا قلت نعم على هذا السؤال، فهذا يعني أنني أخلق مشاكل للعائلات التي لا تريد إعطاء الحرية لبناتها.. السعوديون لا يريدون أن يفقدوا هويتهم، صحيح أننا نريد أن نكون جزءاً من الثقافة العالمية. ولكننا نريد دمج ثقافتنا مع الهوية العالمية (بما لا يؤثر فيها). جولدبيرج: بلدك يملك ملكية مطلقة، وهو مكان لا يحق للأشخاص فيه التصويت، ويوجد فيه العقاب البدني وعقوبة الإعدام بالطرق التي لا يحبها الكثير من الأميركيين؟

محمد بن ســلمان: نحن لا نشارككم نفس القيم. ولكنني أعتقد أيضًا أن مختلف الولايات في الولايات المتحدة لا تتشــارك نفس القيم تماماً. هناك قيم مختلفة بين كاليفورنيا وتكساس. إذن، كيف تريد منا مشــاركة قيمكم بنســبة 100 % عندما لا تتشاركون أنتم نفس القيم؟ بالطبع هناك مبادئ أساسية للقيم التي يشــترك فيها جميع البشر. ولكن هناك اختلافات، من ولاية إلى أخرى، ومن بلد إلى بلد. جولدبيرج: لكن ماذا عن الملكية المطلقة؟

محمد بن سلمان: الملكية المطلقة لا تُعد تهديدًا لأي بلد. أنت تقول عبارة »الملكية المطلقة« وكأنها تهديد. لولا الملكية المطلقة، لما كان لديك الولايات المتحدة. إذ ساعدت الملكية المطلقة في فرنسا على إنشــاء الولايات المتحدة من خلال دعمها. إن الملكية المطلقة ليست عدوة للولايات المتحدة. إنها حليفة لوقت طويل جدًا.

جولدبيرج: هذه إجابة ذكية، لكنها في موضوع مختلف.

محمد بن سلمان: حســناً، كل بلد، كل نظام، يجب عليه أن يطبق ما يعتقد الناس أنه قابــل للتطبيق. والمملكة العربية الســعودية عبارة عن شــبكة من آلاف الأنظمة الملكية المطلقة، ويوجد النظام الملكي المطلق الأكــبر. فنحن لدينا أنظمة ملكية قَبَلية، مثل مشــايخ ورؤساء المراكز على قبائلهم، وأنظمة ملكية حضرية. هم يحكمون وســيحكم أبناؤهم بعدهم. وإن التحرك ضد هذه الهيكلة من شــأنه أن يخلق مشــاكل كبيرة في المملكة العربية الســعودية. إن التركيب الســعودي أكثــر تعقيدًا مما تعتقد. وفي الواقع لا يملك ملكنا سلطة مطلقة. وتستند قوته على القانون. وإذا قام بإصدار مرسوم ملكي فلا يمكنه أن يقول: »أنا الملك سلمان وأنا أقرر ذلك«. إذا قرأت المراسيم، فأنت سترى أولاً قائمة القوانين التي تســمح للملك باتخاذ هذا القرار. بالمناسبة، ملكة المملكة المتحدة، لديها السلطة المطلقة في تغيير أي قانون. لكنها لا تمارس ذلك. لذلك الأمر معقد. جولدبيرج: ماذا عن حرية التعبير في السعودية؟

محمد بن ســلمان: لدينا في الســعودية ثلاثة خطوط لا يمكنك اجتيازها -أي شــخص بوسعه كتابة ما يريده والتحدث عما يريد، دون تجاوز هــذه الخطوط. وهذا الأمر لا يعتمد على ما ينصب في مصلحة الحكومة بل على مصلحة الشــعب. الخط الأول هو الإســلام، فلا يمكنك تشويه سمعة الإسلام أو التجاوز عليه. والخط الثاني -للتوضيــح- في أميركا مثلا، يمكنك انتقاد شــخص وشركته أو وزير ووزارته. بينما في السعودية يمكنك انتقاد وزارة وشركة، ولكن بناء على ثقافة الســعوديي­ن، فإنهم يرفضون التجاوزات الشخصية، ويؤمنون بضرورة الابتعاد عن شخصنة الأمور. هذا جزء من الثقافة السعودية.

والخط الثالث هو الأمن القومي. فنحن في منطقة لا تحيط بها المكسيك وكندا والمحيط الأطلسي والمحيط الهادئ. بل لدينا تنظيم الدولة الإسلامية والقاعدة وحماس وحزب الله والنظام الإيراني، وحتى قراصنة. لدينا قراصنة يخطفون السفن. لذا فأي شيء قد يمس الأمن القومي، لا يمكننا المخاطرة به في السعودية. فلا نريد أن نرى الأمور التي تحدث في العراق تحدث في الســعودية. ولكن بخلاف ذلك، فالشعب يمتلك الحرية للقيام بما يحلو له. على سبيل المثال، لم نحجب تويتر، أو إمكانية الوصول إلى وســائل التواصل الاجتماعي، تويتر وفيســبوك وسناب شات. جميعها، متاحة لكل السعوديين. لدينا أكبر نسبة من الأشــخاص الذين يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي حول العالم. في إيران يقومون بحجب مواقع التواصل الاجتماعي كما هو الحال في بعض البلدان الأخرى.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia