مخطط تصعيدي إسرائيلي يسبق نقل السفارة الأميركية للقدس
في الوقت الذي شــهدت فيه محافظة غزة مؤخرا، تصعيدا ملحوظــا بين عشرات آلاف الفلســطينيين وقوات الأمن الإسرائيلية قرب الســياج الفاصــل بين غــزة وإسرائيل، في إطار المشاركة في مســيرات العودة السلمية التي تأتي في ســياق إحيــاء الذكرى الـ42 لـ»يوم الأرض«، والذي أســفر عن ســقوط 19 فلســطينيا وإصابة المئات، حذر خبراء ومختصون من اشتداد العمليات العسكرية، واستمرار التصعيد الميداني والسياسي، خاصة مع اقتراب موعد نقل الســفارة الأميركية إلى القدس، الذي أحدث انقسامات إقليمية ودولية بين رافض ومؤيد للخطوة.
وأكد المحلل الســياسي، أمــين قمورية في تصريح لـ»الوطــن«، أن الخطوة الأميركية يمكن أن تشــجع اليمــين الإسرائيلي لتنفيذ قــرارات خطــيرة، مثــل تهويــد القدس والاســتيطان وفرض ضرائب على الكنائس المسيحية من أجل قضم أراضي الفلسطينيين، سواء كانوا من المسيحيين أو المسلمين، فضلا عن المضي في إرســاء أمر واقع يصعب تغييره مستقبلا، ما يعني القضاء على عملية السلام، وزيادة حدة التصعيد في المنطقة، وقيام رئيس الــوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بشــن حرب كبيرة ضاغطة على الداخل الفلسطيني لإرضاء اليمــين الإسرائيلي، والخروج بمظهر المنتصر.
وأضاف قمورية »يسعى الفلسطينيون إلى حماية أنفسهم ضد الاعتداءات الإسرائيلية عبر تقديم مشروع قرار في مجلس الأمن من خلال الحكومة الفلسطينية لتوفير الحماية الدولية، بعد أحداث يــوم الأرض الداميــة في قطاع غزة، واعتبــار ما قامت به القوات الإسرائيلية »جريمة حرب« حسب القانون الدولي.
معتقلو الاحتلال
على صعيد متصل، قالت مؤسســتان فلســطينيتان، أول من أمس، إن 350 طفلا فلســطينيا معتقلــون حاليا في ســجون إسرائيل، وأوضحت المؤسستان أن من بــين المعتقلين الـــ350 ثماني فتيات قــاصرات، و6 أطفال يقبعون في مراكز إسرائيلية خاصة بالأحداث. ولفت البيان إلى أن الجيــش الإسرائيلي اعتقل منذ بدايــة العام الجــاري 353 طفلا بعضهــم تم إطلاق سراحــه، والبعض الآخر لا يــزال قيد الاعتقــال. وأوضح أن الســلطات الإسرائيلية أصدرت منذ مطلع يناير2017 وحتّى نهاية شــهر فبراير 2018، نحو 102 قرار بالاعتقال المنزلي بحق أطفال غالبيتهم من محافظة القدس، وحوّلت 25 طفلا منهم للاعتقال الفعلي بعد انتهــاء فترة الاعتقال المنزلي، فيما تعرض الأطفال المعتقلون لانتهاكات منذ لحظة اعتقالهم. وطالبت المؤسستان المؤسسات الحقوقية الدولية إلى التدخل لحماية الأطفال الفلسطينيين.