هدوء نسبي ضمير متصل

من أنت لتسألني؟ أنا سعودي وسأسألك

في كتاب شبه الجزيرة في عهد الملك عبدالعزيز لخير الدين الزركلي رحمه الله، ورحم الملك الموحد، يتحدث المؤلف عن كيف تعجب من دخول البدو على الملك عبدالعزيز وحديثهم معه باسمه الأول وطلباتهم ونقاشاتهم، وصبر الملك وحنكته ورقيه في تعامله معهم. في الواقع هذا الأدب السلوكي الراقي في تعامل القائد مع الرعية ورثه أبناء الملك وأحفاده، ويظهر لكل من تشرف بلقائهم، حتى أنك تسأل نفسك إذا كان هو الملك أو الأمير أم الشعب السعودي هم الملوك والأمراء؟. أشهد بذلك وقد تشرفت بحضور لقاءات للإعلاميين مع الملك الراحل عبدالله رحمه الله، والملك سلمان يوم كان وليا للعهد أطال الله عمره، والأمير خالد الفيصل حفظه الله، والعديد من الأمراء ممن يتولون مسؤوليات في هذه البلاد. وربما أنت مثلي عزيزي القارئ حظيت بهذه اللقاءات أو حتى رأيت ولي عهدنا وهو يضم الكاتب والإعلامي المعروف برجس البرجس، ويقول له بلغة الباحث عن التغذية الراجعة انتقد كما تشاء. هذه بلادنا وهذه قيادتنا بكل بساطة ما عاصره أجدادنا نعاصره الآن وسنظل وهم بإذن الله على ذلك. على كل حال سلوك القيادة العليا لا شك أنه من المفترض أن يكون أيضا خلق القيادات التنفيذية أو من هم أدنى درجة. كما أننا نتفق جميعاً أن كل مسؤول سعودي عينته الدولة له حق الاحترام والتقدير لكن هذا التقدير والاحترام لا يجعله في منزلة لا يحق للمواطن سؤاله عن أدائه أو تفسير مادة له أو إيضاح نظام أو تبرير تعطل شأن ما، خاصة أننا مع ولي العهد في عصر الأدائية والمستفيد هو الشعب، وسيكون هناك العديد من البرامج والآليات التي ستمكن المواطن من تقييم أدائك بمجرد خروجك من مكتبك، وهو سيؤثر قطعاً على بقائك أو ترقيتك فكيف تسأله من أنت..؟ كأنك تحتقر هويته ومكانته وكأنه لا يملك حق مناقشتك وسؤالك عن عمل يمسنا جميعاً، وكلنا وإن تغيرت القضايا لنا فيه يد لأننا سعوديون، وهذه بلادنا كما أنت سعودي وهي بلادك وذلك كاف لنتفق.

azza@alwatan.com.sa