Al-Watan (Saudi)

متخصصون يحذرون: نقد الصحوة ليس نقدا للدين

- بريدة: علي الحربي

حذرت ورقة بحثية من الدعوات التي بــدأت تظهر أخيرا وتحاول أن تخلط بين الدين والصحوة، وتدعي أن الدين يحارب ويستهدف، ولذلك يجب أن يوضــح للمجتمع أن نقد الصحوة ليس نقــدا للدين، أو نقدا للسلفية، كما يروج بعضهم، وذلك لتشويه صورة الدولة لدى المجتمع، وقد استغل هذا الوهم أعداء الوطن في الخارج عــبر صحفهم وقنواتهم الفضائيــة ووســائل التواصــل الاجتماعــ­ي، كمــا يحــاول هؤلاء تكريس فكرة عدوانية تجاه الدولة، وأنها رضخت لقوى أجنبية تفرض على حكومتنا تغريب المجتمع وتمييع الدين، وتطرقت الورقة التي قدمها أســتاذ العقيدة بجامعــة القصيم الدكتور علي الســحيبان­ي، في مؤتمر الصحــوة بجامعــة القصيم، إلى الحزبية وانحراف كثير من الشباب المســلم عن المنهج الحق، وفقدانهم طــرق الاســتدلا­ل، وقواعد معرفة الحق، مما دفعهم في كثير من الأحيان إلى الغلو أو التساهل بسبب التعصب للهيئات، أحزابا كانت أو جمعيات، كما دفعهم إلى التعلق بالأعيان، قادة كانوا أو شــيوخا، الأمر الذي يُذهب نور الحق، ووضوح الطريق.

التيارات الإسلامية

ذكرت ورقة بحثيــة قدمت من قبل الأستاذ المساعد بقسم العقيدة والمذاهب المعــاصرة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور أيمن العنقري، أن عقد الولاء والبراء هو الأســاس الذي يرتكز عليه تيار الصحوة، وهو يمثــل العلاقة بين هذا التيار ورموزه وكتبه وأساليبه وطرائقه وبين التيارات الإســلامي­ة الأخرى، والمنظمات والدولة باعتباره الحق الذي لا محيد عنه، وهذا يتجلى في كتابات حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المســلمين، وأن الدعوة إلى الخروج عــلى الحكام وإثارة الناس عليهم يعتبر أصلا عندهم، بناء على ما ذكر في تقريرات حسن البنا وسيد قطب.

وأوضحت الورقة البحثية موقف تيار الصحوة من الدولة الذي يقوم على التهوين من مســألة الســمع والطاعــة للحاكم المســلم في غير معصية الله، وعدم طرحها لأتباعهم، كما عليه تقريرات أئمة أهل السنة في ذلك مع أن النصوص في السنة كثيرة في الأمر بذلــك، وأن في أعناقنا بيعة لولي الأمر، وهذا أصــل من أصول العقيدة السلفية، إذ بالسمع والطاعة لهم تنتظم مصالــح الدين والدنيا معا.

وقفــت ورقــة رئيس قســم الدراسات الإســلامي­ة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة الباحة الدكتــور محمــد بن عبيــد الله الثبيتي، عنــد رأي كبار العلماء في المملكة الذين حــذروا من جماعة الإخوان المسلمين لما رأوا من مخالفة دعاتها لهدي الكتاب والسنة، مما أوجب عليهم ألا يســكتوا عن بيان كلمة الحق في أمثال هؤلاء المنحرفين عن المنهج القويــم. ورأت الورقة أن دعاة جماعة الإخوان اســتغلوا الثقة التــي منحتهم المملكة إياها، حينما أوكلت إليهم تعليم وتدريس أبنائها، فتظاهــروا بالحرص على أبناء المملكــة تعليمــا وتثقيفا، وأبطنوا أهدافهــم الحركية التي حققوهــا عبر توظيــف الصحوة الإســلامي­ة في نشرهم دعوتهم في أوساط المجتمع السعودي.

تطرقت ورقة الدكتور هشــام بن عبدالملك آل الشــيخ للانحراف بالصحوة عن طريقهــا المعتدل، وربط هــذا المصطلــح بطريقة أولئك المهيجــين للتغرير بالعامة، وتمريــر فكرهم مــن خلال أن (الصحوة الإســلامي­ة) تقتضي أن يتم نقد مشروع الدولة الســياسي والاقتصادي والاجتماعي والديني من خــلال مذكــرات النصيحة، وتوصلت إلى أن مصطلح (الصحوة الإســلامي­ة) خرج من تحت عباءة الخميني الهالــك، ووظف لصالح المنهج الســلفي ردحا من الزمن، ثم أصبح رمزا وشــعارا للحركيين المهيجين، في حــين أن علماء هذه البلاد المباركة لم يوصف أحد منهم بأنه من علماء الصحوة أو من دعاة الصحوة، لكونهم متسمين بسمات المنهج السلفي، سائرين على الهدي النبوي.

 ?? (الوطن) ?? مشاركون في إحدى جلسات المؤتمر
(الوطن) مشاركون في إحدى جلسات المؤتمر

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia