Al-Watan (Saudi)

الخروج الأميركي يثير أطماع التمدد الإيراني والانتهاز التركي بسورية

محاصرة حلفاء الأسد

- أبها: الوطن

في وقــت تضاربــت معلومات التقاريــر الأميركية والدولية حول رغبــة الرئيس الأميركــي دونالد ترمب في سحب قواته من سورية، أو مراجعــة الأوضــاع الميدانية، ومعرفة ما إذا كان على واشــنطن الخروج بشــكل نهائي من البلاد، حذر خبراء دوليــون ومختصون من عواقب الفراغ الذي ســيتركه الخروج الأميركي، والذي ســيفتح شــهية التمدد الإيراني من جهة، والانتهازي­ــة التركية في الشــمال السوري من جهة أخرى. يأتي ذلك في وقت تسببت تصريحات ترمب حول نيته سحب قواته من سورية، ببلبلة كبيرة لدى العسكريين والموظفين الرسميين داخل وزارتي الدفاع والخارجيــ­ة، خاصة في ظل المعلومات التي تشــير إلى رغبة الأميركيين في صياغة خطة عسكرية وسياسية في سورية، تعطي أولوية القضاء عــلى الجماعات الإرهابية من جهة، ومنع اســتخدام الأسلحة المحرمة دوليا من جهة ثانية، والمحافظة على النفوذ الأميركي مقابل الهيمنة الروسية من جهة أخرى. وأعلنــت الإدارة الأميركية قبل أشــهر أن الهدف من بقاء القوات الأميركية بسورية ســيكون منع عودة داعش بعد هزيمته، ومنع إيــران من مدّ نفوذها عبر الطريق السريع من طهران إلى بغداد ثم دمشــق ووصولا إلى بيروت، في وقت تشير مصادر داخل الإدارة إلى وجود غموض كبير في القرار الأميركي، ويحتمل اتخاذه بســبب التعقيد في العلاقات مع روسيا وتركيا على الميدان السوري. قالــت صحيفــة »وول ســتريت جورنــال« الأميركيــ­ة، إن الرئيس دونالد ترمــب طلب ألا يقتــصر الهجــوم على نظام بشار الأسد فقط، بل يريد جعــل الروس والإيرانيـ­ـين يدفعــون ثمنــا أيضا. وبحســب الصحيفــة، التي نقلت عن مسؤول أميركي، فإن ترمب حض مستشاريه العســكريي­ن على توجيه من جانب آخــر، ترى تقاريــر أن اختــلاف الأهداف الإستراتيج­ية بين أنقرة وواشنطن في ســورية يزيد من تعقيد المشهد، حيث إن تركيا تشن هجوما ضد الميليشــي­ات الكرديــة المدعومة أميركيا في الشــمال الســوري، وتهــدد بالدخول إلى منبج حيث تتمركز القوات الأميركية هناك، الأمر الذي قد ينتج عن تصادم عسكري مباشر بين الدولتين العضويين في حلف شمال الأطلسي »ناتو«. في غضــون ذلك، نقلــت وكالة »ســبوتنيك« الروسية عن مصادر ضربــة شرســة في سورية، ولم يكن سعيدا بالخيــارا­ت التي قدمت له. وتابعت »إن مستشار الأمــن القومي الأميركي الجديد، جــون بولتون، أراد أن يكــون الهجوم مدمــرا يشــمل البنية التحتية للنظام السوري، وليس ضد مطار يمكن إعادة تشغيله فيما بعد كما حدث عام 2017 في مطار الشعيرات«. استخباراتي­ة قولها إن النظام الإيراني بات ينقل معدات عســكرية وطائرات مسيرة دون طيار تحت غطاء المساعدات الإنسانية إلى الأراضي الســورية من أجل التموضع العسكري، مشيرة إلى أنه منذ عام 2015 يمضي الحرس الثوري الإيراني في تسيير رحــلات روتينية مدنية لنقــل المعدات العسكرية والمقاتلين إلى مناطق متفرقة في سورية عبر طائرات شحن عسكرية يتم تمويهها خوفا من ملاحقتها. وبالتزامن مع هذه المعلومات، أكدت تقارير ميدانية نقلا عن نشــطاء قولهم إن أنظار النظام السوري والميليشيا­ت الإيرانية باتت تتجه إلى منطقة القلمون بعد السيطرة على الغوطة الشرقية، وإخراج مقاتلي المعارضة منها إلى إدلــب. وألمحــت التقارير إلى أن النظام طالب الفصائل العسكرية في القلمون بتسليم السلاح، وتسوية الوضع أو الخروج من مناطقهم.

 ?? (الوطن) ?? خامنئي وإردوغان في لقاء سابق
(الوطن) خامنئي وإردوغان في لقاء سابق
 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia