Al-Watan (Saudi)

مكافحة الغش التجاري جهود تُذكر فتُشكر

-

تلك التقارير التي بُثت مؤخرا، وسُلط خلالها الضوء على الجهود المبذولة من القائمين على نظام مكافحة الغش التجاري، المنبثق من وزارة التجارة والصناعة، لم تكن هذه التقارير هي الأولى من نوعها، في سياق حلقات الدهم الرامية إلى الإصلاح وبسط نفوذ الأمن التجاري، في إطار استرجاع دعائم السوق المحلية، المضطربة نوعا ما في أنشطة البيع المغررة، وعمليات الشراء المشبوهة، بل سبق أن بُثت تقارير سابقة، عبر وسائل التواصل الاجتماعي وعبر وسائل أخرى مشابهة، رصدتها جولات المسؤولين في النظام والعاملين في أفرع البلديات في المنطقة.

إن العمل على استعادة زمام الأمور ووضعها في سياقها ومجراها الطبيعي هو من أولويات هذا النظام، أملا منهم في تحقيق الاستقرار العام في السوق مع دوام ثباته.

لقد كان من مدعاة تلك التقارير، المردود الإيجابي الذي انعكس لاحقا على مجريات التعاملات السوقية بكل أنواعها، وهو ما جعل عامة الناس يدركون حقائق الأمور فيرونها بوجهها الحقيقي. لا سيما بعد أن أظهرت تلك التقارير المصورة جانبا من الأحداث الخفية للعمليات المتصلة ببواطن الغش وأدوات التزوير التي احترفت صناعتها أيدي العصابات الآثمة، إذ أوضحت هذه التقارير كثيرا من النواحي الدقيقة لصناعة الاحتيال وأشكال التدليس.

إن النشرات التوعوية التي صاحبت تلك العمليات لم تغفل كذلك عن تعاليم النصح والإرشاد والمكاشفة، فقد حملت بين طياتها بعضا من مصادر التوجيه التي تحث الناس فيها على عدم اقتناء المنتجات الرديئة والأدوات المغشوشة، مع أخذ الحيطة منها والحذر، خاصة الأدوات التي تتعلق بالتوصيلات الكهربائية والمنتجات الخاصة بصحة الفرد كالأدوية المجهولة المصدر والأطعمة المنتهية تاريخ صلاحيتها.

في غضون ذلك، لم تخل التقارير أيضا من التنبيهات الشديدة اللهجة والموجهة إلى ضعاف النفوس الذين امتهنوا هذا السلوك المشين، وتواطؤوا في مجالات التستر.

قد لا يكون باستطاعتنا كمواطنين أنقياء ومقيمين بسطاء، إدراك كامل ما يحيط بنا من أذى وشيك وخطر حثيث محدق، لمؤامرة ارتبطت أول خيوطها بظاهرة التستر لتلتقي مع حالات الغش والتزوير في خندق مظلم واحد، وربما ليس بإمكاننا أيضا إدراك عمق الضرر الذي قد تلحقه هذه الآفة بالتنمية بشكلها العام، لكنا -ودون أدنى شكيمكننا استشعار عظم الخلل الذي أحدثته في المجتمعات التي تربصت بها، فعصفت بصحة الإنسان ومقدرات الاقتصاد الوطني بالدرجة الأولى.

أخيرا.. أثبتت الجولات الميدانية -وبما لا يدع مجالا للشك- يقظة العاملين في هذا القطاع وبكل جدارة.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia