Al-Watan (Saudi)

يوم الأرض ورفع مستوى الوعي البيئي

Http://www.alwatan.com.sa/info/neqashat.htm

-

قبل نصف قرن تقريباً وفي الثاني والعشرين من أبريل عام 1970، انعقد أول احتفال كوني بيوم الأرض، وخرج الملايين احتجاجا على أكثر من 150 عاما من التلوث الصناعي، وكان ذلك استجابة لنداء داعية السلام من سان فرانسيسكو »جون ماكونيل«، الذي اقترح في العام الذي سبقه (1969( اتخاذ يوم 21 من مارس يوماً للاحتفال بالأرض والمحافظة على البيئة، لكن السناتور من ولاية وسكانسون بالولايات المتحدة »قيلورد نيلسون« اقترح اتخاذ 22 من أبريل عيداً لميلاد الأرض، لاعتدال مناخه وتم اعتماده. واليوم وللمرة الثامنة والأربعين تحتفل قرابة 192 دولة حول العالم بهذا اليوم المهم. ونحن كعضو في المجتمع الكوني نساهم، ولو أنه بخجل، في الاحتفال به، والقليل من مؤسساتنا العامة والخاصة تشارك اليوم في الاحتفال بهذا العيد، وكل على طريقته.

كنت أتمنى رؤية اللوحات الإعلانية وقد صبغت باللون الأخضر، وحملت شعارات تذكرنا بأهمية الحفاظ على موارد الأرض الطبيعية وحماية البيئة. كان ينبغي لطلاب جامعاتنا والجامعات الأخرى الخروج والمشاركة في نظافة الشواطئ أو الحدائق العامة احتفالا بهذا اليوم. كان لا بد لمدارس الأطفال، الجيل الذي نراهن عليه ضمانة لمستقبل الأرض، أن تتزين بما يوحي باهتمام القائمين عليها بالأرض وبيوم الأرض، وغرس حب الأرض في نفوس الناشئة. فلماذا يندر أن ترى ما يشير إلى اهتمامنا بهذا اليوم على أهميته؟

إن شعار يوم الأرض المعتمد لهذا العام، (2018)، هو »لننهي تلوث الأرض بالمواد البلاستيكي­ة«، فلماذا، وكيف نفعل ذلك؟

البلاستيك، مواد مختلفة لا نكاد نجد سلعة تخلو من شيء منها، وما خلا منها يتم تغليفه بالبلاستيك، فهو في كل منحى من مناحي حياتنا، في مأكلنا ومشربنا، في لباسنا وأثاثنا، وفي كل مكان. يشكل البلاستيك قرابة %20 من وزن النفايات على خفة وزنه، وقرابة %40 من حجمها، وتتكدس به مرادم النفايات. أما آثاره على صحة الإنسان والبيئة فعديدة من حيث الكم والكيف. والبلاستيك مادة تتطلب دهراً لتتحلل، فبعضها يتطلب أكثر من 1000 عام ليتحلل، والبعض لا يتحلل أبداً كالاستايرو­فوم، وتبقى هذه المواد مصدرا للتلوث كل هذه المدة، وبعض المركبات الناتجة عن التحلل أشد سمية من المركبات الأصلية. أما كيف نحمي أنفسنا وبيئتنا منها فبالاقتصاد في استعمالها. فالترشيد في عملية التغليف وإعادة استخدام بعض مواد التغليف واسترجاعها وإعادة تصنيعها، كل ذلك يسهم في الحد من وصولها إلى مرادم النفايات، ويخفف من وطأتها، خاصة على المياه الجوفية. بالابتعاد عن استخدام الأوعية البلاستيكي­ة المخصصة للاستخدام مرة واحدة كالأطباق والأكواب والملاعق وغيرها. بالتحول إلى البطاريات التي يمكن إعادة شحنها لعدة مرات، الخ.

إن الهدف الرئيس من الاحتفال بهذا اليوم هو رفع مستوى الوعي البيئي وتثقيف كل فرد في المجتمع بقضايا التلوث، وحتى ندرك أثره على صحة الإنسان وسلامة البيئة. ومن الأهداف تبيان كيفية المساهمة في حماية كوكبنا من أخطار التلوث. فكيف؟

بترشيد الاستهلاك، ويشمل ذلك الترشيد في استهلاك المياه، والطاقة والمواد بمجملها، وباسترجاع المواد وإعادة تصنيعها والحفاظ على ما تبقى منها في باطن الأرض للأجيال القادمة، وبالاقتصاد في استنزاف مواردنا الطبيعية، خاصة التي لا تتجدد كالمعادن والنفط. وباللجوء إلى الطاقة النظيفة، كالطاقة الشمسية وطاقة الرياح وحرارة باطن الأرض.

أما ليوم الأرض فإليك ما يمكنك فعله: 1. ثقف نفسك وتعرف على أضرار البلاستيك وكيفية الحد من استخدامه، وشبكة الإنترنت مليئة بالمعلومات. 2. ناقش مع عائلتك وأبنائك مسائل التدوير وإعادة الاستخدام، خاصة لمواد التغليف، وكذلك ناقش معهم قضية الترشيد في استهلاك الطاقة والمياه، وتحدث عن شح المياه في المملكة وأثر الإسراف، وكذلك شارك أبناءك زراعة شجرة في حديقة البيت أو بناء عش معهم لطير أو عصفور. 3. إن كنت معلماً أو معلمة فاقتطع دقائق من وقت الدرس وتحدث عن أمور البيئة، ويمكن استغلال وقت الطابور الصباحي لتوعية الطلاب بأهمية هذا اليوم. خذ الصغار إلى حديقة المدرسة أو فنائها لزراعة شجرة يرعونها على مدار العام بالري وعد أوراقها وقياس طولها لترسيخ الفكرة. شارك في برامج حماية البيئة كنظافة الشواطئ أو الحدائق العامة، وشجع أبناءك القادرين على المشاركة. زيّن مكتبك باللون الأخضر، وأظهر للآخرين اهتمامك.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia