معضلة دستورية تواجه دمج الأحزاب في مصر
فيما تتصاعــد في مصر وتيرة دعــوات إلى اندمــاج الأحزاب السياســية، بهــدف »تعزيــز التعددية والممارسات الحزبية،« أثير جــدل برلماني حول معضلة دســتورية تواجــه أطروحات اندمــاج الأحــزاب، وتحويــل الائتلافــات البرلمانية إلى أحزاب، تتمثــل في الحاجــة إلى إدخال تشريع على لائحة البرلمان بشــأن »الصفة الحزبية« للنائب.
وينص قانــون مجلس النواب على أنه: »يُشــترط لاســتمرار عضويــة أعضــاء المجلس أن يظلوا محتفظــين بالصفة التي تم انتخابهم على أساســها، فإذا فقد أحدهم هــذه الصفة، أو إذا غَــيَّر العضو انتمــاءه الحزبي المنتخب عنه أو أصبح مســتقلا، أو صار المســتقل حزبيا، تسقط عنه العضوية بقرار من المجلس بأغلبية الثلثين .« يأتي ذلــك فيما ذكــرت مصادر برلمانية بـ»ائتــلاف دعم مصر،« والذي ينوي تشكيل حزب سياسي، أن العوائــق القانونيــة في تحول الائتلاف إلى حــزب يمكن التغلب عليها. وقالت المصادر إنه »لو قرر الائتلاف التحول إلى حزب لاستطاع من الآن، نظرا لأن عدد نوابه يقترب من الثلثين »نسبة الأصوات لتمرير قرار إسقاط العضوية«، وبالتالي لن تكون هناك عوائق أمام تحــول الصفة الحزبية أكد رئيــس مجلس النــواب المصري، الدكتور علي عبدالعال، إنه لا يمكن للحياة السياسية أن تســتقيم إلا بوجود حزب أغلبية. وقالت مصــادر، إن الاجتماع لم يطرح فكرة تحول ائتــلاف دعم مصر لحزب، نافيــا ما تردد عن دعــم رئيس المجلس لتحول الائتلاف لحزب ســياسي، مؤكدة أن هذه الخطوة مرتبطة بالدستور، وأن المجلس لن يســمح بارتكاب أي مخالفة دستورية أو قانونية. لنوابه حال قرر تشكيل ذلك«. يذكر أن »ائتلاف دعم مصر« يضم 317 نائبا، وهي نسبة تقترب قليلا من نسبة ثلثي أعضاء المجلس التي تقتضي الموافقة على القوانين، وفق الدستور. حســب المراقبين فإن دعوات دمج الأحزاب في مصر جاءت لضعــف التجربــة الحزبية خــلال الســنوات الماضية، وقالوا إن هناك أكثر من 100 حزب، يبلغ عددها في البرلمان 19 حزبــا، يتصدرها حزب »المصريين الأحــرار«، بـ65 عضوا من أصل 596 عضوا في البرلمان. وبخلاف 12 مقعــدا لحزب النور السلفي، تسيطر الأحزاب المدنية عــلى بقيــة المقاعد، ويعاني أغلبها ضعفا مزمنا، أدى إلى تشكيل »ائتلاف دعم مصر« الذي يســعى بدوره للتحــول إلى حزب ســياسي. وكانت تجارب اندماج تحالفي »الوفــد المــصري« و»التيار الديمقراطــي«، قد فشــلت خلال الاســتعداد للانتخابات البرلمانية، عام 2015، وكذلك فشــلت تجربة اندماج حزبي »المصريين الأحرار« و»الجبهة الديمقراطية« من أجل تشكيل نواة لتيار ليبرالي.