Al-Watan (Saudi)

صحة حكم الإعدام

-

هنا شهادة للتاريخ وأنا كنت مترافعا في تلك القضية، كنت حينها مســافرا خارج اليمن في تلك الفترة، كنت أذهب إلى جنيف ومواقع أخرى، وبعد العودة من الخارج، وجدت أن هناك قضية قد رفعت إلى المحكمة، ضد هادي وسبعة الأشــخاص الذين حضروا قمة شرم الشــيخ في مصر، عندمــا طلب هادي استمرار عاصفة الحزم، في أول خطاب له بعد انطلاق عاصفــة الحزم، أحيل هؤلاء بتهمــة الخيانة الكبرى وبجرائم أســموها جرائم عام كامــل، وقدموا للمحاكمة، وكان هناك إجماع وضغط كبير بإصدار حكم الإعدام ضد هادي، وكلفني الرئيس الســابق علي صالح بمتابعة القضية بصفته أحد الضحايا لأن بيته تعرض للقصف وأنا محاميه، لأن المحكمة رفضت قبول أي شــخص يترافــع في القضيــة، إلا إذا كان لديه قتيل أما من تضررت منازله وممتلكاته فليذهب إلى القضــاء المدني، وبالتالي حضوري عن علي صالح كان حضورا شكليا، كان الحوثيون حينها حريصين عــلى إصدار حكــم الإعــدام سريعا على هــادي، الرئيس عــلي صالح وأنا موجود وكذلــك عارف الزوكا، وصالح الصماد الذي قتل مؤخرا كان موجودا، اجتمعنــا في الليل وقال توقفوا واتركوا هذه القضية ســلاح، نلوح به ونهدد، لو حكمتم على هادي أو أي شــخص آخر ســوف تقطعون عملية التواصل، وهناك مساع للحل، كان يدعو للسلام، تم الاتفاق ليلا عــلى إيقاف الحكم، في الصباح وأنا في طريقي إلى المحكمة إلى مقر اللجنة الدائمة، الســاعة التاسعة صباحا التقيت بالأمــين العام عارف الزوكا وسألته الرأي الأخير، وقال لي في اجتماع الليل أبلغنا الصماد بألا يحكموا على أحد بالإعدام، اتركوها سنة سنتين اتركوها سلاح معلق، اتجهت للمحكمة وكان هناك إجراء بسيط، يريد القاضي أن يستوفيه، لكي يصدر حكم الإعدام فــورا، كان هذا الإجــراء متوقفا على حضــور المحامــين الذيــن نصبتهم المحكمة في القضية، وهم محامون أعزاء من حزب الإصلاح، وللأمانة يتعرضون للتهديد والبعض منهــم حبس، قمت بالاتصال بأكبرهم وسألته أين أنت لأنني كنت قبلها عنــد رئيس المحكمة وأصر على حجز الحكم، فقال لي أنا في شارع الســبعين »يبعد 4 كيلو عن المحكمة«، قلت له لا تحــضر المحكمة، حضورك سيجعل القاضي يحجز القضية للحكم ويحكم، قلــت له لا تحضر نهائيا، فرد علي زميلي في المحكمــة، فأبلغته بانني ســوف أكلمه بأن لا يحــضر لقاعة القاضي، وبالفعــل بحثت عن المحامي الأخر بالمحكمة، وقلت له اخرج من هنا بسرعة، وهؤلاء المحامــون موجودون وسأفتح لكم خطأ إن رغبتم التأكد من صحة أقوالي، ولكنهم حضروا للأسف الشديد ولم يسمعوا كلامي، وأنا متألم، وبذلك حجز القــاضي القضية وحكم بالإعدام، وخرجت كان الوقت متأخرا، ونشروا حينها عنه بإعلامهم، وفي صباح اليوم التالي ذهبت للرئيس السابق علي صالح، وقال لي طابت نفســك حكموا إعــدام، فأبلغته بكل ما حدث، وقال لي بالكلمة الواحدة: مشــوا كلامهم هؤلاء الحوثيين أغبيــاء، ولا يفهمون هؤلاء أدوات حرب وليس سلم، وبالفعل كان متألما ومنزعجا مــن حكم الإعدام على هادي، بالرغم من أنه زعلان من هادي ولكن لا يريد أن يقطع شــعرة معاوية لمصلحة اليمن.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia