Al-Watan (Saudi)

موظف 4 سلندر

الملياردير الصيني »لى جينيوان« قام باصطحاب 6400 من موظفيه في عطلة 4 أيام إلى فرنسا تقديرا لهم فأين شركاتنا

- عوض العمري

تقوم الشركات العالمية بضخ المليارات من الدولارات سنويا لتوظيف وتطوير وتدريب موظفيها، ليقوموا بالعمل المطلوب على أكمل وجه، ولا شك أن إرضاء الموظفين وإعطاءهم الأمان الوظيفي، وتسهيل الصعاب وتذليلها، يعود بالنفع على الشركة أولا وأخيرا بزيادة الإنتاجية ونمو الأرباح، وعالميا يعدّ رضا الموظف أحد المعايير المهمة لتقييم أداء قياديّي الشركات العالمية، إضافة إلى معايير أخرى منها الأرباح وجودة الخدمة.

وأشارت كثير من الدراسات إلى أن وجود الرواتب الضخمة ليس المقياس الوحيد لرضا الموظفين، إذ يطالب الغالبية منهم بالحوافز المغرية، مع وجود التقدم الوظيفي والمقدرة على تحقيق التوازن بين الحياة الأسرية والعملية.

واشتهرت بعض الشركات العالمية بالمزايا الهائلة التي تعطى لموظفيها، منها ما أورده موقع »كول ماتريال« عن أكبر 7 شركات عالمية، إسعادا لموظفيها، على سبيل المثال »جوجل«، إضافة إلى الأجور العالية التي تقدمها، فإنها تمنح موظفيها كذلك أماكن للنوم لمن يريد أخذ قسط من الراحة، مع توفير كافتيريا مجانية 5 نجوم وصالة للألعاب الرياضية، وتوفير أطباء رعاية أولية.

وتعطي »فيسبوك« امتيازات رائعة لموظفيها، كالانتقالا­ت المجانية، والتنظيف المجاني للملابس، واستخدام صالات الجيم، إضافة إلى 4 آلاف دولار للآباء الجدد وإجازة أمومة أو أبوة تصل إلى 4 أشهر، أما شركة تشيسابيك للطاقة فقد خصصت صالة داخلية لتسلق الصخور مع توفير مسبح أولمبي، وملعب كرة طائرة رملية.

مما لا شك فيه، أن الفلسفة عند بعض رواد الأعمال العالميين هي أن يشعر الموظف بأنه شريك في المؤسسة »صاحب حلال«، وكسب ولائه المطلق بامتيازات فريدة لتحسين بيئة العمل، والوصول إلى الرضا الوظيفي، وهي بعكس ما يؤمن به بعض »الأعراب« والقليل من »الأغراب« من إستراتيجيا­ت هدامة تقوم على »حلب« الموظف إلى آخر قطرة.

شخصيا، لا أطلب من شركاتنا الموقرة، خاصة »بنوكنا العظيمة«، أن ترسل موظفيها في رحلات مجانية كما فعل الملياردير الصيني »لى جينيوان« صاحب الـ57 عاما، والذي قام باصطحاب 6400 من موظفيه في عطلة 4 أيام إلى فرنسا، للاحتفال بالذكرى السنوية الـ20 لتأسيس شركته »تيانز«. ما نطلبه، هو القليل من الإنصاف للموظفين »شركاء النجاح«، والاستثمار في تعليمهم وتدريبهم، وهو الجزء الأهم من المسابح وأماكن النوم والأكل المجاني والدورات المجانية، وفتح آفاق التطور الوظيفي، وإنشاء أقسام تعنى بذلك الجانب الذي يخدم المؤسسة والموظف معا في نهاية المطاف، والمؤسسة التي لا تستثمر في بناء طاقمها المهني وتطويره، فستدفع الثمن في نهاية المطاف بتسرب وظيفي أو انخفاض واضح بالمهنية والأداء.

والموظفون هم الوقود الحقيقي لأي شركة، عملاقة كانت أو صغيرة، وسأشبه الموظفين بالسيارات، فالسيارة مهما كان نوعها أو صناعتها فهي بحاجة إلى الصيانة الدورية والمحافظة عليها وعدم خدشها، وإلا سيكون مصير ذلك الموظف هو »التخبيط«، ثم بيعه بدراهم بخسة في »تشليح« سوق العمل.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia