إلى أمير عسير ونائبه : أولويات أمانة المنطقة

وطننا الحبيب يشهد حركة تنمية كبرى لا تقف ولا تهدأ، عمت المدن والقرى والهجر، وما أروع النقد البنّاء الذي يوضح أوجه الخلل ويقدم الحلول، وعلى الرغم مما لمسناه من تحسّن في أداء أمانة عسير في الأشهر الأخيرة الماضية، إلا أنه ما زالت هناك ملفات تحتاج إلى حزم وحسم ، أضعها بين يدي أمير عسير ونائبه حسب ماأراه من أولوية، وهي كما يلي:

( فيما يخص صحة المواطنين في مدينة أبها، مختبر الأمانة الحالي الواقع في سوق الخضار ويفترض أن يفحص الخضار والورقيات والفاكهة، ويأخذ عينات عشوائية لما يرد إلى السوق، ويرفض الملوّثة بالمبيدات وغير الصالحة للاستهلاك الآدمي، أو على الأقل فحص ما يطلب المواطنون فحصه، فقد نجح حقيقةً في فحص العسل فقط، ولكن هذا لا يكفي، أما المبنى المخصص للمختبر المجاور للسوق فهو متعثر ومتوقف !

وأيضا، وجود مرمى النفايات بالقرب من وسط المدينة، وبجانب مواقع سياحية، ويشكل خطرا على كثير من المجاورين ويلوث البيئة، وقد صرح المتحدث الرسمي لأمانة عسير قبل أكثر من عام بأن الموقع الجديد قد انتهى 70% منه!، أما تدوير النفايات »Recycle« والاستفادة منها اقتصاديا وبيئيا، فيبدو أنها ليس من الأولويات رغم أهميتها .

( الطرق لم تحظ بالاهتمام اللازم، فالذي تم فتحه يفتقد إلى الإنارة والأرصفة ووسائل السلامة، وطرق ما زالت ترابية لم تفتح. ولو رأينا أن طريق المئة القادم من خميس مشيط إلى أبها من جنوب المطار، قد أنجزت بلدية خميس مشيط ما يخصها بمتابعة رئيسها مسفر الوادعي، وما زالت أمانة عسير لم تنجز ما يخصها، على الرغم من إمكاناتها الكبيرة وأهمية الطريق .

والغريب أن هناك قرارات صدرت من وزير البلديات ولم يتم تفعيلها إلى الآن، منها قرار رقم 4596 بتاريخ 2 22/ /1433 لعمل طريق يربط بين الحزام الدائري ومستشفى عسير المركزي، وقرار رقم 9278 بتاريخ 1435 4/ 3/ بعمل حدائق ومتنزهات في حي المنسك بأبها، ولا ندري لماذا تأخرت، وأين حولت اعتماداتها المالية؟

( مشاريع درء أخطار السيول، هذا الملف الذي عليه كثير من علامات الاستفهام، لا سيما أن ما تم اعتماده له خلال السنوات السبع الماضية يصل إلى مئات الملايين، وما زال مسلسل أخطار السيول يلحق الضرر بالأنفس والممتلكات، والمواطن لايزال ينتظر.

( دورات المياه في الحدائق والمتنزهات متراجعة، وتجميل مدينة أبها لا يرقى إلى نجاحها كعاصمة للسياحة العربية لعام 2017، وكذلك غالب الدوّارات مهملة، وكأنه لا يوجد فنانون تشكيليون يُتَعاقد معهم لتجميلها بتراث المنطقة، ويسمى كل دوّار باسم تراثه، »ويتم عمل دوارين: أحدهما باسم عاصفة الحزم والآخر باسم رؤية 2030«، وعلى سبيل المثال فدوّار طريق بني مالك مع الحزام الدائري مهمل، ودوّار عسير مول لم تنجح النجيلة الصناعية فيه وتمت إزالتها، ولحقت بجراكل شارع الفن.

وجبل ذرة ما زال على الإضاءة التقليدية، ولم يتم تجميله بالليزر، وكذلك باقي الجبال المحيطة بعاصمة السياحة العربية، حتى مبنى الأمانة إضاءته تقليدية، ونفق المرور تساقط السيراميك منه وتم الدهان في موقع البلاط المتساقط، وهذه أمثلة، والمركز الثقافي نسبة الإنجاز متدنية، وأقترح تحويل موقعه إلى حديقة عامة ووضعه في موقع بارز بدلا من المكان المختار له.

وهناك مواقع تمت تهيئتها ولم يتم استثمارها ليستمتع بها المواطن، وتدعم إيرادات الأمانة، منها عين أبها ، وكذلك جبل ثاه ولم يتم الاستفادة منها إلى الآن.

أما مشاريع الأمانة على ساحل عسير، والتي تقدر تكلفتها بـ500 مليون ريال تحتاج إلى متابعة، وكنا نتمنى أن يتم المحافظة على الطبيعة مع بعض التحسينات الأساسية التي يحتاج إليها المرتادون وبمبلغ متواضع وبمدة أقل، وإدخال مستثمرين فيها.

( التراخيص ما زالت تأخذ وقتا طويلا وإجراءات معقدة، ويجب الاستعانة بإحصاءات شهرية توضح تاريخ تقديم المعاملة وتاريخ إنهائها، ومعاقبة المقصرين.

( مشروع الطيارة التي تم جلبها من المدينة المنورة، وتسبب مرورها في أضرار كبيرة للطرق والكهرباء منذ إقلاعها برا، وعدّها البعض عملا مميزا فقد ثبت أنها عُملت دون خطة واضحة ودراسة جدوى اقتصادية ذات قيمة، وما زالت رابضة على قمة جبل أم الركب ، وقد أكملت سنتها الرابعة، والخوف أن تلحق بجسر حي العرين منذ 13عاما ليربط بين ضفتي حي العرين ولم يتم تشغيله والاستفادة منه إلا منذ شهور.

إن مدينة أبها جميلة بطبيعتها، وتحتاج فقط إلى إبداع وابتكارات ولمسات تحافظ على إبداع الطبيعة التي حباها الله، وقد شاهدنا تأخر وعدم تفعيل كثير من القرارات ، فيكفي طمس معالم وادي أبها بالكتل الخرسانية، وتوقف سقفه أمام مبنى جمعية البر، مشكّلا تلوثا بصريا وسط المدينة، وكذلك طيارة أم الركب وحديقة المطار وعين أبها وتسمية الشوارع ، وغيرها من الملفات التي تمتد للنقل للصحة والتعليم .