مصانع الرجال في رؤية ولي العهد 2030

بلادنا تخرج قيادات مؤهلة علمية على أعلى المستويات، وتسابق الزمن في الصناعة العسكرية عبر توطين الصناعات العسكرية في معية قيادة واعية

في موقع يعود تاريخه إلى عام 1394 وإلى فيلا صغيرة في شارع الوشم كانت بداية الانطلاق لمدرسة أرُيدَ لها اليوم أن تكون مصنعا لعقول الأبطال من منسوبي الأجهزة العسكرية، حيث تسارعت الأيام لتنتقل هذه الدراسي إلى الثانوية العسكرية في محافظة الخرج، كان يرتادها القادة العسكريون الذين تسنّموا أعلى المناصب في الدولة لإبداعاتهم وعطاءاتهم وإخلاصهم لمليكهم ووطنهم، إنه معهد استخبارات وأمن القوات المسلحة الذي يضم في جنباته علما متنوعا متفوقا يسابق الزمن، ويلاحق عصر التقنية بركن التعليم الذي يقع وسط محافظة الخرج وبجوار المصانع الحربية، ويلاصق مستشفى القوات المسلحة يوم أنْ دُعْيتُ إلى هذه المؤسسة العملاقة فكراً نيّراً تقودُه عقول الرجال من أبناء الرؤية لإلقاء محاضرة في فلَك الإعلام الأمني لنخبة متميزة من الزملاء ترصد العَلاقة بين رجال الإعلام ورجال الأمن، وما مواصفات رجل الأمن الذي ينتمي للإعلام، وكيف يؤدي رسالته أمام متغيّرات العصر وتقنية التواصل الاجتماعي، ووفق ماذا يعمل الأمنيون مع الإعلاميين وأوجه التكامل بينهم، وكيف يسهم الإعلام الأمني في ملاحقة الأحداث وتغطيتها وفق ضوابط المصلحة العليا للأمن الوطني؟

وجلَسنا مع هؤلاء في حوار مفتوح أنبأني أن عقول رجال القوات المسلحة وزملائهم من القطاعات العسكرية تدرك أهمية الكلمة وبعدها التأثيري على الجمهور، فكانت جلسة حوار إعلامية مفتوحة أسعدني فيها التنظيم والإبداع وسرعة الإنجاز لتحقيق وتوفير البيئة التعليمية في هذا المعهد العريق الذي سطر أسماء عسكرية تولوا مناصب في دولة الرؤية التي يقودها الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- ويقود بمهنية عالية هذه المنظومة العسكرية، ولي عهده وزير الدفاع سمو ولي العهد، الذي لا تكاد تلتفت يمينا وشمالا إلا وتلمس اليد المباركة تتابع الإبداع فيه والتميز الذي يقوده رجل الرؤية محمد بن سلمان، وبلا شك معهد استخبارات وأمن القوات المسلحة أحد هذه الأركان التعليمية الذي وصل خيره إلى منسوبي القطاعات العسكرية في هذا الوطن.

وخلال زيارتي توقفت لأطلع مع قائد المدرسة وزملائه على ركن التعليم هذا الموقع المتميز بمهنية عالية يدرس فيها المتدربون عبر دورات تخصصيه تعقد على مدى عام كامل، بدءا من العام الدراسة وحتى نهاية ذي الحجة من كل عام، تتنوع هذه الدورات للقطاعات الأمنية والعسكرية وفي مجالات متنوعة كان على رأسها تدريب هؤلاء، تعميق الانتماء الوطني ومراعاة اختبار أبرز الموضوعات لكل دورة تخصيصية تحتاجها قطاعاتنا في وطن الشموخ والإباء.

وقد لفت انتباهي في ركن التعليم كيف تدار اختبارات هذه الدورات بأمانة وعلمية وتقنية راقية تشاهد المتدرب يجرى اختباره ويأخذ نتيجته في آن واحد، ولحظة مغادرة قاعة الاختبار عبر شبكة من التقنية يديرها بالتأكيد رجال في أمن المعلومات بسرية تامة وعقلية مؤتمنة على معلومات هؤلاء المتدربين، إنها مسيرة يفتخر بها الوطن وبرجالها كما شاهدت خلال زيارتي المعرض التوعوي لمنسوبي الدورات، وحصول كل متدرب على جرعة من المعلومات تُفيدهم في رحلة العطاء في مهمة العمل التي توكل إلى كل متدرب يتخرّج فيما بعد من هذا المعهد.

كان لقاء ماتعا بين نخبة من الفكر العسكري النيَّر الذي تجلى في مصانع الرجال في رؤية المملكة 2030 الذي تعتبر فيه الكفاءة ورجالات العسكرة أهم في عقلية القيادة من المباني والأثاث المكتبي حتى أصبحنا نفاخر بجنودنا البواسل ورجال أمننا على مستوى العقلية والتدريب الذي يحصل عليه هؤلاء في مصانع الرجال من أمثال معهد استخبارات وأمن القوات المسلحة في محافظة الخرج، وبالتأكيد له مثيل في القطاعات الأمنية الأخرى مثل كلية الأمير نايف للأمن الوطني في رئاسة أمن الدولة ومعهد الجوازات والكليات العسكرية الأخرى، مما يجعلنا نؤكد أن بلادنا تخرج قيادات مؤهلة علمية على أعلى المستويات، وتسابق الزمن في الصناعة العسكرية عبر توطين الصناعات العسكرية في معية قيادة واعية -حفظها الله ورعاها-، ودام أمنك يا وطني.