Al-Watan (Saudi)

مخاوف لبنانية من تآمر حزب الله على الوحدة الوطنية

- بيروت: فاطمة حوحو

وســط مخاوف كبيرة يعيشها لبنان حاليا مــن محاولات حزب الله تعطيل تشكيل حكومة وطنية جديدة وانقسام القوى السياسية بين موالاة ومعارضة، تســاءلت دوائر سياســية عــن إمكانية قبول رئيس الوزراء الحالي سعد الحريري إعادة تشكيل الحكومة المقبلة في ظل هــذه التعقيدات، أم أنه ســيضطر إلى اســتمرار الحكومة الحالية بتسيير الأعمال لعدة شهور قادمة.

وقــال المحلل الســياسي إيلي الحاج في تصريحات إلى »الوطن«: إن تعقيدات تشــكيل الحكومة اللبنانية القادمة جاءت بعد تفاقم خطر حزب الله إثر شــمول عدد من أبرز أعضائه بقائمة الإرهاب، وتأثــير العقوبــات الأميركيــ­ة والخليجية المستقبلية على الحزب، كذلك ســجله الطويل في الاعتماد على ميليشــيات­ه المسلحة، فضلا عن تحالفــه مع حركــة أمل، ورئيس الجمهورية ميشال عون وتياره المســمى »التيار الوطني الحر،« فمجرد عدم توقيع رئيس الجمهورية بقبولــه بالحكومة فإنها لا تتشكل، وهذا وحده كافيا وحتى لم يكن رئيس الجمهورية معــه، ولو توافقــت كل أطياف البلاد على حكومــة أو قرار فإن حــزب الله يمكنه بســلاحه أن يسقط هذا القرار كما فعل سابقا في 7 مايو 2008.

عقبة كبيرة

وحســب إيلي الحــاج، فإن رئيس الوزراء ســعد الحريري الذي سيكلف بتشكيل الحكومة باعتبار أنه رئيــس الكتلة الأكبر من النواب في الطائفة الإســلامي­ة السنية، سيصطدم بمشكلة تمثيل أتباع »حــزب الله«، وهو ما يزيد التوقعات بــأن يحاول حزب الله أن »يضغط كي يحمي نفسه وهذا هو فحوى كلام أمينه العام حسن نصر الله الأخير، عن أنه يريد أن يضع يده على الوزارات التي تعنى بالمال والشؤون التجارية، بما أن العقوبات التي تفرض عليه هي مالية وتجارية، فإن رده سيكون على المستوى نفسه ماليا وتجاريا، وذلك عــبر اســتخدام مقدرات الدولة اللبنانية، كي يحمي نفسه، وهنا أيضا ستنشأ مشكلة أخرى هي البيــان الوزاري، الذي يحدد ماهية سياسة الحكومة وتحديدا في النقطة التي تتعلق بســلاحه والتي يحــاول تغطيتها بمزاعم المقاومة .«

أما الأطــراف المناوئة له فهي ترفض ذلك وهذه قد تكون عقبة كبيرة لتشكيل الحكومة، وإذا ما تبين أن هذا التشكيل قد يستغرق وقتا، فــلا غرابة أن يطالب حزب الله برئيــس حكومــة آخر أو بحكومة من طرف واحد، ويكون هناك معارضة ومــوالاة وليس حكومة وحدة وطنية.

حكومة تكنوقراط

وعن إمكانيــة قبوله بحكومة تكنوقراط، أي من خارج القوى السياســية، قال الحاج: لا يمكن أن يقبــل حــزب الله مــا كان يرفضه في السابق، مرارا عرضت عليه حكومة تكنوقراط من أجل اســتبعاده، كونه يريد حكومة تتشــكل بشروطه ولن يســمح بحكومة تكنوقراط.

وأضاف الحــاج أنه بصرف النظر عن موازيــن القوى فإن حزب الله يتحكــم بلبنان بقوة الســلاح ويعقد عملية التشكيل، وقد لا يتمكــن الرئيس الحريري من تشــكيل الحكومة ويستمر في تســيير الأعمــال في الحكومة الحالية، مما يضع البلاد في وضع غير ملائم له.

 ?? (الوطن) ?? سلاح حزب الله يهدد الوحدة الوطنية في لبنان
(الوطن) سلاح حزب الله يهدد الوحدة الوطنية في لبنان

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia