Al-Watan (Saudi)

بماذا يشعر من تبتلعه عاصفة رعدية؟

-

ويليام طيار أميركي حربي. طار كثيراً في الأربعينيا­ت والخمسينيا­ت الميلادية من القرن الماضي، وكان على موعد مع قَدَرٍ مرعب عام 1959. في يوم صائف تلك السنة انطلق بطائرته طراز »إف 8« إلى قاعدة في ولاية أخرى، وأثناء طريقه واجه غيمة مكفهرة، فارتفع فوقها وواصل طريقه، بينه وبين الأرض أكثر من 14 كيلومترا. لما علا الغيمة سمع صوت ارتطام وقعقعة آتٍ من المحرك، ثم توقفت المؤشرات وانطلق نظام الإنذار. لمثل هذه الحالات يوجد جهاز يزوّد الطائرة بطاقة إضافية إذا فشل المحرك، وهذا ما فعله ويليام، فقد أمسك الذراع وسحبها ليضخ الطاقة الاحتياطية، لكن انكسرت الذراع في يده! إذاً صار لديه حل واحد: أن يقفز خارجاً، لكن المشكلة أن درجة الحرارة حوله كانت 50 تحت الصفر ولم يكن مرتدياً حلة الضغط (لباس يحمي من تغيرات الضغط الجوي)، والأسوأ من هذا كله أن تحته مباشرة عاصفة رعدية ضخمة! لكن لم يكن هناك خيار: إما أن يخرج وإما السقوط مع الطائرة والموت المحتم. ضغط زراً وقذفته الطائرة مع مظلة الهبوط، كان هذا في الساعة السادسة مساء. وبسبب المظلة فإن الرياح أخذت ترفعه وتنزله وتقذفه في كل اتجاه، وكانت حبات البَرَد تضربه أثناءها... وفجأة.. انطلقت صاعقة أمامه مباشرة. يصف ويليام الصاعقة أنها مثل شفرة أو موس كبير أزرق اللون سمكه قرابة مترين. ومع الصاعقة زمجر الرعد، والذي لم يسمعه ويليام فحسب، بل شعر به يتغلغل في خلايا جسده. كان المطر يهطل بغزارة واضطر أن يكتم أنفاسه لئلا يغرق. أثناء المعمعة هجمت صاعقة على مظلة ويليام، حينها ظن أنه مات. بعد فترة من الزمن هدأت العاصفة، وهبط ويليام وسط غابة. نظر إلى ساعته وإذا العقارب تشير إلى تمام السادسة وأربعين دقيقة. أربعون دقيقة وسط عاصفة رعدية هائلة، وسط الرعد والبرق والصواعق والبَرَد والمطر. مشى قليلا ونادى للمساعدة، وأدُخِل مستشفى لعلاج ما أصابه وتعافى بعدها. عاش بعدها 50 سنة، وتوفي عام 2009، وكان قد كتب كتابا يدوّن فيه هذه التجربة الفريدة باسم »الرجل الذي ركب الرعد .«

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia