Al-Watan (Saudi)

كيف يشعر من ينفجر بنكرياسه؟

-

داف مكيغن فنان، كان يعزف في إحدى أشهر فرق الروك باسم »غنز آند روزز« (مسدسات وورود). عُرِف بالإفراط في الخمر حتى ضُرِبَ به المثل، لدرجة أن المسلسل الشهير »سيمبسونز« سمّى نوعاً من البيرة »داف« على اسمه! الخمر والمخدرات أشياء لا يستغني عنها الفنانون. ظل طريح الفراش يجمّده الألم، في بيتٍ صامت لا يشاركه فيه أحد. لا يدري كم مرّ من وقت وهو مشلول، لكن شعر كأنها أبدية. لحسن حظه سمع صوت صديقه يدخل البيت ويناديه من أسفل، حاول أن ينطق »أنا في الطابق الأعلى« لكن الألم صَنَّمه. صعد صديقه باحثاً ووجده هكذا فقال: رباه، لقد حَصَلَتْ! كان معارفه يعلمون أن الخمر ستحطم جسمه، لكن أول مرة يراه أحدهم هكذا. سحبه وأنزله بصعوبة إلى السيارة، والألم يزيد. أخذه إلى الطبيب الذي أعطاه إبرة مسكنة، لكن لم يَسكن الألم. إبرة أخرى، لا شيء. إبرة ثالثة! لا يخف الألم. بدأ يذعر وألمه ينتشر، ضعفت روحه واسوَدَّ وجوده. هرعوا به إلى الطوارئ الذين سألوه عن اسمه ولم يُجب إلا أنيناً. ضربوه إبرة مورفين ولم يكن لها تأثير ملموس. قال له المريض بجانبه في الطوارئ: لقد كُسر عمودي الفقري لكن أراك وأشعر أني محظوظ بالمقارنة! بعد فحصه بأجهزة التصوير ظهر الوجوم على وجوه الأطباء.. لقد انفجر البنكرياس. قبل أن ينفجر كان قد تضخّم بسبب الخمر حتى صار قريبا من حجم قطة. لما بدأ بنكرياسه يتفتق أفرز مواد حارقة سالت على الأحشاء وأحرقتها كحروق النار (حروق الدرجة الثالثة، أقوى درجة). لا يوجد إلا أعضاء قليلة تتحمل هذه الإنزيمات، وهي داخل القناة الهضمية، أما الأعضاء خارج القناة فلا تتحمل تلك السوائل شديدة القوة، فتحترق الأنسجة. تخيل مثلاً حمض البطارية الناري يسيل على وجهك لتصل إليك الفكرة! يقول داف: »أعرف الآن إحساس المقاتلين على مر التاريخ الذين أصابتهم سيوف في المعارك مزقت أحشاءهم أو صُبَّ عليهم الزيت المغلي. يا لهم من مساكين. أعرف الآن ما شعروا به.« سمع الجراحَ يقول إن الحل أن يقطعوا أعلى البنكرياس ويخيطوه ثم سيحتاج آلة كآلة الغسيل الكلوي بقية حياته. استجمع كل طاقته وقوته.. وقال للجراح بصوت خافت: »اقتلني«. لكن الجراح لم يفعل. واليوم داف يعيش حياةً سليمة، ترك الخمر ويمارس الرياضة المستمرة ويأكل الطعام الصحي.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia